1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صحفيات يدخلن بيوت العراقيين دون استئذان

٢ مارس ٢٠١٢

الانفتاح الإعلامي في العراق زج بالمرأة بشكل واسع في العمل الصحفي، لكن هذا تزامن مع مشكلات تتعلق بكفاءتها لهذا العمل وبتعرضها للتحرش ولمضايقات كثيرة قد تجبرها على تركه. فما هي خيارات الصحفيات؟.

من الاستوديو الى بيوت الناسصورة من: DW

بعد 2003 انفتح أفق الصحافة والإعلام في العراق، وصار التلفزيون والإذاعة ضيفين محبوبين ومفضلين في بيوت العراقيين، بعد أن كانا زائرين ثقيلين ينقلان وقائع الحروب وبيانات الحماسة وأخبار القائد الأوحد الضرورة. التلفزيون بالذات يرافق الأسرة في سهرة المساء، فيما يبقى الراديو صديق الناس في السيارة وصديق العراقية في مطبخها، ورفيق الجميع في ليالي الصيف قبل النوم.

في الصحافة المكتوبة وصحافة الإنترنت، لا يهتم القارئ كثيرا باسم الكاتب وجنسه، ولكن في الراديو والتلفزيون يهتم المستمع والمشاهد بجنس الصحفي، بمعنى ، قد يفضل الناس أن يشاهدوا نشرة الأخبار أو برنامج سياسي تلفزيوني تقدمه مذيعة، وهم ربما يفضلون أن يستمعوا إلى برنامج حواري إذاعي بصوت مذيع، وهذا يضع الصحافة العراقية أمام سؤال مهم، أيهما أقدر على العمل الصحفي، المرأة أم الرجل؟ وأيهما اقرب إلى نفس المتلقي؟

المذيعات: إفراط في التحجب، أو إفراط في التبرج

صابرين كاظم مراسلة قناة الحرة تحدثت إلى مايكروفون العراق اليوم في DW عربية من بغداد شارحة تركيبة وانتماءات شبكات التلفزة والإذاعات العراقية ومبينة أنها تنقسم في الأعم إلى قسمين: مؤسسات إعلامية حزبية، ومؤسسات غير حزبية "المؤسسات الحزبية التابعة لأحزاب إسلامية تفضل مواجهة المتلقي بمذيعات محجبات بالكامل، وهذا يفضله قسم كبير من الجمهور، وفي المقابل هناك القنوات المتحررة، وتخاطب نوعا آخر من المتلقين، وفيها نجد مبالغة في تبرج المذيعة وملابسها، وفي النتيجة فلا توجد مذيعة تدخل بيوت الناس بشكل طبيعي، فهي أما متبرجة بشكل صارخ، أو ترتدي السواد من رأسها إلى أناملها ". وتضيف كاظم بالقول: "أنا شخصيا أفضل أن أنظر إلى مذيعة تتبنى الوسطية في المظهر، فلا تحرر صارخ فاضح وهو ما ينبذه الشارع العراقي، ولا انغلاق وتحفظ مطلق وهو أمر لا يحبذه الشارع أيضا، وكلا الحالتين فيهما تطرف وإعلام لموقف سياسي".

مذيعة مع ضيفتها في استوديو عربية DW

ولا يخفى أن بعض محطات التلفزة تعتمد على جمال وأنوثة المذيعات دون النظر إلى كفاءتهن الصحفية، لكن هذا قد لا يكون قاعدة للعمل الصحفي، ففي التلفزيونات المعروفة وذات الأسماء الكبيرة، يتراجع جمال المقدمة أو المذيعة إلى مرتبة ثانوية أمام قدرتها الصحفية على صياغة الأخبار وإدارة الحوار بما يضمن وصول المعلومة بشكل محايد إلى المتلقي مع عدم الخروج عن الخطاب الإعلامي الذين تتبناه المحطة.

لكن خبراء الإعلام يعتبرون الجمال عنصرا مطلوبا، إلا أنه بالتأكيد غير كاف لوحده للوصول إلى الجمهور، وهذا ما ذهب إليه الكاتب والإعلامي الألماني من أصل لبناني فارس يواكيم وقد تحدث إلى مايكروفون العراق اليوم في DW عربية من مدينة بون مبينا "أن المحطة إذا اعتمدت على جمال وأناقة المذيعة حصريا، سيجد المتلقي نفسه أمام عرض أزياء، وليس أمام برنامج تلفزيوني، لكن محطات التلفزة تلتفت بجدية إلى قضية جمال المذيعة وأنوثتها لأنها تعتمد على معيار عدد المشاهدين ومتطلبات السوق ، وبما أننا نتحدث عن المتلقي العربي، فلا بد من الإشارة إلى أن المستوى الثقافي في المجتمعات العربية متدني في الغالب، لذا ينظر الجمهور باهتمام إلى المظهر أكثر مما يعتني بالجوهر، من هنا تعتبر بعض المحطات أن الجمال وحده قد يكون عاملا شبه كاف لضمان حجم مشاهدة كبير، وعلى وجه العموم، يجب أن تتحلى المذيعة بحد أدنى من الجمال لتظهر على الشاشة، ولا أذكر أني شاهدت مذيعة أو مقدمة برامج بشعة".

التحرش والابتزاز لا يقتصر على الصحفيات

الخبير الاعلامي فارس يواكيمصورة من: DW

مستوى الأداء يرتبط بشخصية وثقافة المذيع أو المذيعة ولا يوجد فرق يتبع جنس الصحفي هنا، لكن، يدور الحديث اليوم عن استغلال بعض المدراء ورؤساء التحرير للصحفيات، ومطالبتهن بعلاقات خارج دائرة العمل والتحرش بهن، وهذا يلفت الأنظار إلى وضع المذيعات، واعتبر فارس يواكيم ذلك جزءا من محيط العمل، وهو مماثل لما تتعرض له المرأة في مجالات العمل الأخرى ولم يجد فيه خصوصية، لكنه عاد ليشير إلى أن حياة المذيعات وكذلك الفنانات معروفة للجمهور، لذلك يجري التركيز عليها إعلاميا في بعض الأحيان.

الصحفية صابرين كاظم ترى أن الإعلاميات هن واجهة النساء في المجتمع، وانتشار ظاهرة التحرش والاستغلال والابتزاز في أماكن عملهن مؤشر خطير على تراجع حقوق المرأة وأيدت أن "الظاهرة موجودة اليوم بشكل واسع، وأن الإعلاميات لا يتمكنّ من التواصل في العمل إلا إذا قدمن تنازلات معينة، ولكون المجتمع محافظا فهو لا يكشف عن عمليات الابتزاز التي تتعرض لها الصحفيات في أماكن عملهن، وتنتشر اليوم في شبكات التلفزة الدينية حالات الزواج المؤقت السري غير المعلن بين مدراء ورؤساء تحرير وبين صحفيات ومذيعات، وفي المقابل تنتشر علاقات خفية من هذا النوع في المحطات التي تتبنى خطا متحررا ليبراليا".

"التمييز ضد النساء داخل المؤسسات الإعلامية"

وعقد في بغداد يوم الأربعاء الماضي المؤتمر الأول للإعلاميات العراقيات، وقد طالب المؤتمر بإنهاء التمييز ضد النساء داخل المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة، وبيّنت الإعلامية صابرين كاظم "أن هذا التمييز يبدأ في مجال العمل، حيث تعطى للنساء مسؤولية إجراء وتحرير البرامج الاستعراضية والنسوية الخفيفة وبرامج المنوعات، فيما ينال الصحفيون الرجال فرصة تقديم وتحرير وإدارة البرامج السياسية الرصينة".

مذيع وضيفه في لقاء متلفز

وأكدت صابرين أن نوع المؤسسة الصحفية يحد إلى حد كبير من عمليات التحرش والابتزاز، ففي المؤسسات المهنية وخاصة غير العراقية والدولية تكاد ظاهرة التحرش والابتزاز أن تنعدم ، لكن الظاهرة تتسع في المؤسسات المحلية والحزبية.

الرأي العام يفضل المذيعين لأخبار وبرامج السياسة

أبو احمد في اتصال من بغداد ذهب إلى أن مبدأ المساواة يفترض عدم وجود فرق بين الصحفية أو الصحفي، لكن الكفاءة في النهاية هي التي تحدد أيهما اقرب إلى نفوس الناس، ومن جانبي أنا استمع إلى الإذاعات العالمية وتجذبني أصوات نسائية تقدم الأخبار والبرامج فيها لاسيما وأن هذه المحطات تنتقي أصوات مذيعيها بعناية. وفي اتصال من البصرة أكد نوار أنه يفضل تلقي الأخبار من مذيع، لأن شخصية الرجل أكثر رصانة لتقديم الإخبار، مشيرا إلى أنه يفضل الأصوات الرجالية حتى في البرامج المنوعة.

محمد في اتصال من بغداد فضّل تلقي الأخبار تلفزيونيا وإذاعيا من المذيعات، أما سيف من الموصل فأشار إلى أنه يفضل المذيعين في تقديم الأخبار، والمذيعات في برامج المنوعات، وأكد أن حالات التحرش بالنساء وابتزازهن موجودة في كل مكان، حتى في المحلات العامة ولا تقتصر على المؤسسات الإعلامية.

عدي اتصل بالبرنامج من الموصل أيضا وذهب إلى أن نوع البرنامج هو الذي يحدد من يصلح له، فالبرامج السياسية والأخبار تصلح للرجال كمقدمين، فيما البرامج العائلية والترفيهية تناسب المذيعات، وأشار إلى أن الكفاءة والأناقة الشخصية ونبرة صوت المذيع والمذيعة هي الحاسمة.

ملهم الملائكة

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW