وجه صحفيان يعملان لدى صحيفة "جمهوريت" الناقدة للحكومة التركية والمعتقلان بتهمة التجسس في تركيا رسالة إلى المستشارة ميركل وقادة أوروبيين آخرين يطالبان فيها بعدم التضحية بقيم الحرية في القمة الأوروبية التركية المقبلة.
إعلان
طلب صحفيان معتقلان في تركيا من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التضامن معهما ومواصلة الحرية والحقوق المدنية في خطاب مفتوح حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه اليوم السبت (28 تشرين الثاني/نوفمبر2015). ووجهت هذه الرسالة التي كتبت في سجن سيليفري قرب إسطنبول، بالألمانية إلى المستشارة أنغيلا ميركل، وإلى الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
وقال جان دوندار واردم غول في الخطاب إنهما يأملان ألا تحيد ميركل - في سعيها لحل أزمة اللاجئين- عن طريقها "لدعم القيم الغربية مثل الحقوق المدنية وحرية الرأي وحرية الصحافة والدفاع عنها". وانتقد الصحفيان المعتقلان مفاوضات ميركل مع تركيا قبيل قمة خاصة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا حول الهجرة، حيث من المقرر أن تلتقي ميركل برئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو غدا الأحد.
وقال جان دوندار واردم غول في رسالتهما عشية قمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في بروكسل "نأمل بألا يكون سعيكم للتوصل إلى حل على حساب التزامكم بحقوق الإنسان وحرية الصحافة والتعبير وهي القيم الأساسية في العالم الغربي".
وكتب الصحفيان في الخطاب الذي من المقرر أن يتم نشره في صحيفة "جمهوريت" غدا الأحد أن الحكومة التركية "لا تراعي ولا تحترم حرية الرأي وحرية الصحافة ". وأضاف صحافيا جمهورييت "لا يمكن الحفاظ على قيمنا المشتركة إلا من خلال التضامن والمواقف المشتركة".
وكانت السلطات التركية اعتقلت جان دوندار رئيس تحرير صحيفة "جمهوريت" واردم غول مراسل الصحيفة في أنقرة أمس الأول الخميس بسبب نشر تقرير بشأن تسليم أسلحة من تركيا إلى متطرفين في سوريا. ويواجه الاثنان اتهامات بالانتماء إلى جماعة إرهابية والتجسس بعد أن نشرت الصحيفة صورا هذا العام لما قالت إنها شحنة أسلحة في عام 2014. وأصدرت الحكومة أمرا بعدم الخوض في تلك القضية ويجري ممثلو الادعاء تحقيقات بهذا الشأن.
من جانب آخر، كشفت وكالة أنباء دوغان التركية (دي.إتش.إيه) اليوم السبت عن اعتقال صحفي تركي ثالث بسبب انتقاده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تقرير إخباري، بعد يومين من اعتقال صحفيين آخرين.
ويواجه الصحفي أرطغرل أوزكوك، بصحيفة "حرييت" التركية، السجن خمس سنوات وأربعة أشهر بتهمة إهانة أردوغان. وتنبع الاتهامات من عمود كتبه الصحفي في أيلول/سبتمبر الماضي بعنوان "أيها الرجل الكبير، اخجل من نفسك" انتقد فيه الرئيس بدون أن يذكر اسمه.
ح.ع.ح/أ.ح (د.ب.أ، أ.ف.ب)
تركيا: هل تتحول الاحتجاجات إلى "ربيع"؟
حصيلة الاحتجاجات المستمرة منذ نهاية الشهر الماضي في تركيا حتى الآن أربعة قتلى على الأقل ومئات الجرحى وآلاف المعتقلين، ومركزها هي ساحة تقسيم في مدينة إسطنبول. الميدان الجميل تحول إلى ساحة قتال بين الشرطة والمحتجين.
صورة من: Getty Images
المرأة التي ترتدي الأحمر
لكن العنف استمر وهذه الصورة انتشرت في كل الأوساط، وهي لتشيدا سونغور، التي تعمل في جامعة إسطنبول التقنية. أطلق على صورتها "المرأة التي ترتدي الأحمر" وباتت رمزاً للاحتجاجات. قامت الشرطة برش هذه الفتاة بالغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى فقدانها الوعي. لكنها عادت للتظاهر في اليوم التالي.
صورة من: Reuters
مظاهرات عارمة
دافع رئيس بلدية إسطنبول، حسين أفني موتلو، عن استخدام الشرطة للعنف مع المحتجين بالقول: "إن منظركم يلطخ سمعة بلدنا بالعار"، في إشارة إلى المتظاهرين، ووصفهم بالمنبوذين من المجتمع. ووصل عدد المتظاهرين في إسطنبول إلى أكثر من مائة ألف شخص، فيما انتقلت حمى التظاهر إلى مدن أخرى في تركيا.
صورة من: Adem Altan/AFP/Getty Images
معركة ضد قطع الأشجار
بدأت الاحتجاجات كحركة مقاومة ضد مشروع بناء في قلب إسطنبول، إذ كان من المقرر أن تتم إزالة منتزه غيزي لإتاحة المجال أمام بناء مجمع تجاري. ويعتبر المنتزه إحدى آخر المساحات الخضراء في العاصمة الاقتصادية للبلاد. وعندما بدأ العمال في قطع أولى أشجار المنتزه، قام المتظاهرون بإقامة مخيم لحماية الأشجار.
صورة من: Aris Messinis/AFP/Getty Images
رد فعل قاس
قامت الشرطة التركية بقمع الاحتجاجات في نهاية شهر مايو/ أيار بوحشية، مستخدمة خراطيم المياه المثبتة فوق مدرعات وقنابل الغاز المسيل للدموع، بالإضافة إلى غاز الفلفل.
صورة من: Reuters
مئات الجرحى
حاولت الشرطة منع المتظاهرين من دخول ساحة تقسيم، وبحسب ما ذكر الأطباء، وقعت مئات الإصابات في صفوف المتظاهرين يوم 31 مايو/ أيار، بعضهم فقد بصره. هذا العدد الكبير أجج المظاهرات ورفع من عدد المشاركين فيها كل يوم.
صورة من: Reuters
اتساع نطاق الاحتجاجات
انتقلت شرارة المظاهرات من إسطنبول إلى مدن تركية أخرى، وبدأ يهيمن عليها الطابع السياسي. وفي العاصمة أنقرة ومدينة إزمير وحتى في بعض المدن السياحية في جنوب البلاد، بدأ الناس بالنزول إلى الشوارع، وفي كل مكان تتكرر الصور: الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والجرحى.
صورة من: Reuters
انتقادات للحكومة
بدأت الانتقادات توجه إلى حكومة رجب طيب إردوغان، واتُهم حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه إردوغان ويهيمن على الحكومة بتبني نظام حكم شمولي، فيما بدأ المتظاهرون يشعرون بالتضييقات المفروضة عليهم بسبب التشديد في بعض القوانين. أما إردوغان فقد أكد على المضي قدماً في مشروع البناء فوق منتزه غيزي وتجاهل مطالب المحتجين.
صورة من: Reuters
تعددية
بدأت أشكال الاحتجاج التركي تتخذ طابعاً خلاقاً، فمجموعات الفنانين والمسرحيين بدأت تلتقي في ساحة تقسيم لتقديم عروضها، بينما اتخذ البعض اليوغا وسيلة للاحتجاج في منتزه غيزي. كما قامت بعض الفرق الموسيقية بتنظيم حفلات لها هناك. الكثيرون يرغبون في مواجهة العنف بالسلام.
صورة من: Getty Images
الشرطة وسط الضباب
زاد عناصر الشرطة من معداتهم وأسلحتهم، وبدأوا باجتياح الميادين الرئيسية في عدد من المدن التركية الكبرى لتفريق المتظاهرين. وبالتوازي مع ذلك، تم اعتقال من كانوا ينظمون الاحتجاجات عن طريق تغريدات "تويتر".
صورة من: picture-alliance/AP
اتهامات بالإرهاب
بعد عودته من جولة في شمال إفريقيا الأسبوع الماضي، قوبل إردوغان باحتفالات كبيرة نظمها مؤيدوه في أنقرة. رئيس الوزراء التركي حذر المتظاهرين من أن صبر الحكومة بدأ ينفد، وأن جموع المتظاهرين "تخدم الإرهاب".
صورة من: Adem Altan/AFP/Getty Images
دعم دولي
التقارير الإخبارية و الأخبار التي تناقلت عبر الشبكات الاجتماعية حول ما يجري في تركيا لاقت صدى واسعاً، إذ خرجت مظاهرات في نيويورك وأثينا وبرلين وعدد من المدن حول العالم تضامناً معهم.
صورة من: picture-alliance/dpa
كل الخيارات واردة
ما بدأ كاحتجاج على قطع أشجار في إسطنبول تحول إلى حركة احتجاج واسعة امتدت إلى كل أنحاء البلاد. ولا تبدو أي نهاية لتلك الاحتجاجات في الأفق، رغم الأنباء التي تتحدث عن إعلان رجب طيب إردوغان الأربعاء (12 يونيو/ حزيران 2013) لقاءه وفداً يمثل المحتجين.