اتهم الصحفي الألماني- التركي دينيس يوجيل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالمسؤولية عن تعذيبه خلال فترة اعتقاله في تركيا، فيما رفضت أنقرة تلك الاتهامات معتبرة إياها ادعاءات لا أساس لها وتهدف لتشويه تركيا.
إعلان
أكد الصحفي الألماني- التركي دينيس يوجيل مراسل صحيفة "فيلت" الألمانية في إفادته الكتابية أمام المحكمة الابتدائية في العاصمة الألمانية برلين تعرضه للضرب والركل والإهانة والتهديد على يد مسؤولين في سجن "سيليفري" شديد الحراسة بالقرب من إسطنبول خلال الأيام الأولى التي قضاها في السجن".
من جهتها، رفضت وزارة الخارجية التركية إشعار وزارة الخارجية الألمانية للحكومة في أنقرة بالالتزام باتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب. وجاء في بيان المتحدث باسم الوزارة، حامي آقصوي، تم نشره اليوم (الأحد 12 مايو/ أيار 2019) أنه تم فحص الاتهامات في الماضي بالفعل من قبل مكتب المدعى العام المختص الذي قرر عدم متابعة المسألة بعد ذلك. وأضاف المتحدث أن مبدأ "لا تسامح مع التعذيب" يسري منذ عام 2003، لافتا إلى أن الادعاءات التي لا أساس لها تهدف لتشويه تركيا.
واتهم يوجيل الرئيس التركي بالمسؤولية عن تعذيبه وتعرضه للضرب والركل والإهانة والتهديد على يد مسؤولين في سجن "سيليفري" شديد الحراسة بالقرب من إسطنبول. يذكر أن يوجيل قضى عاما في الحبس في تركيا حتى تم الإفراج عنه في شباط / فبراير عام 2018 ويتهم الادعاء العام التركي يوجيل بالترويج للإرهاب وإثارة الفتن.
تركيا حليف استراتيجي لألمانيا لا غنى عنه!
01:40
وغادر يوجيل تركيا بعد إطلاق سراحه، إلا أن قضيته لا تزال سارية هناك. وعقب ادعاء يوجيل بتعرضه للتعذيب خلال فترة اعتقاله في تركيا، طالبت وزارة الخارجية الألمانية أنقرة أمس السبب بالالتزام باتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب. وقالت الخارجية التركية "ندين أي شكل من أشكال التعذيب وسوء المعاملة، فهي أمور خارجة عن نطاق القانون". وطالبت برلين الحكومةَ التركية على نحو حثيث "بالالتزام بالمعايير الدولية التي ألزمت نفسها بها"، والتي من بينها، إلى جانب الاتفاقية الأممية لمناهضة التعذيب، التزامات مجلس أوروبا بمنع التعذيب.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا عضو في مجلس أوروبا الذي يضم 47 دولة، بينها ألمانيا. وجاء في البيان الصادر من أنقرة اليوم الأحد أن موقف وزارة الخارجية الألمانية غير مبرر تماما، مؤكدا أن جميع الأماكن في تركيا التي يُحرم فيها أشخاص من حريتهم يمكن فحصها "عن طريق آليات دولية".
ح.ز/م.س (د.ب. أ)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)