صحف: أزمة اللاجئين لا تقرر مصير ميركل فقط بل أوروبا أيضا
٢٦ يونيو ٢٠١٨
ينبغي على المستشارة ميركل حتى نهاية الأسبوع إيجاد حل وسط مع شركائها الأوروبيين في قضية اللجوء، وإلا فإن نهاية تحالفها المسيحي تلوح في الأفق. فهل ميركل قادرة على التوصل إلى نتيجة؟ غالبية الصحف الألمانية تبقى متشككة.
إعلان
صحيفة "فولكسشتيمه" الصادرة في ماغدبورغ كتبت تقول:
"يمكن لأنغيلا ميركل حتى يوم الأحد في الداخل وفي أوروبا أن تتحدث بمليء فمها في "حوارات جيدة" ـ لكن حلا أوروبيا بشأن اللجوء مقبولا من الحزب المسيحي الاجتماعي لن تتوصل إليه. فمستقبل ميركل معلق بالتالي في عالم الغيب على غرار التحالف الحكومي والاتحاد المسيحي".
صحيفة "باديشه تسايتونغ" كتبت عن الخصمين السياسيين لميركل، من الحزب المسيحي الاجتماعي زودر وزيهوفر:
" إذا أطاح زودر وزيهوفر بالحكومة الألمانية، فإن ألمانيا وأوروبا تقفان أمام حالة دمار وفوضى. وأن يقوي هذا السيناريو الحزب المسيحي الاجتماعي، فهذا قلما يمكن تصوره".
تعليق من القناة الأولى للتلفزة الألمانية أثار نقاشا واسعا، إذ أن صاحب التعليق طالب مباشرة المستشارة الألمانية بتقديم استقالتها:
"أنغيلا ميركل المحترمة بعد نحو 13 عاما في منصب المستشارية لم يعد بالنسبة إليك ما يمكن كسبه على المستوى الأوروبي باستثناء النفور الملحوظ. وهذا ما برهنت عليه جميع اللقاءات في الشهور الأخيرة. فساعدي أخيرا في وقف التوجه الحتمي نحو الانقسام الأوروبي عوض الوحدة. اتركي المستشارية لخلف اسمه غير مثقل مثل اسمك، والذي ما يزال يلقى أذانا صاغية وينعم بالثقة في مراعاة مصالح الجميع. دعينا نجرب بداية جديدة!".
أما صحيفة "هاندلسبلات" الصادرة بدوسلدورف فتدعم المستشارة، وكتبت تقول:
"ميركل محقة عندما تكافح من أجل حل تضامني مشترك في أزمة اللجوء. وتأمين الحدود الخارجية هو قضية أوروبية. فمراقبة الحدود الوطنية كما يطالب بها زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي زيهوفر ستعني نهاية حرية الحركة في أوروبا واعتداء على السوق الأوروبية المشتركة. وفي حال نجاح الشعبويين، فإن الحدود المفتوحة التي شكلت قوة القارة الأوروبية ستدخل في طي التاريخ. فأزمة اللجوء هي في الحقيقة ليست قضية مصيرية للمستشارة الألمانية، وإنما قضية مصيرية لأوروبا. ويبقى ثانويا أن تنجح مستشارية ميركل في تجاوز أزمة اللجوء أم تفشل في ذلك. ويتعلق الأمر في المقام الأول بأن لا تفشل أوروبا بسبب قضية اللجوء".
ر.ز/ م.أ.م
أزمة اللاجئين: من هم أصدقاء ميركل ـ ومن هم الخصوم؟
في خضم بحثها عن "حل أوروبي" لأزمة الهجرة تحتاج أنغيلا ميركل إلى حلفاء بين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي. لكن عددهم يضمحل، وبعضهم يقف بحزم في وجهها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/O.Matthys
الشريك
إذا أمكننا التحدث عن صديق سياسي لميركل، فإنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. فهو على غرار ميركل مهتم بالتوصل إلى حل أوروبي، لأنه يخشى مثل ميركل على كيان الاتحاد الأوروبي. لكن الحزب المسيحي الاجتماعي يعتقد أن ماكرون اشترى دعمه لميركل بوعود مالية.
صورة من: picture-alliance/Tass/dpa/M. Metzel
المتفهم
رئيس الوزراء الإسباني الجديد بيدرو سانشيس يبدو أنه تحرك في إطار يخدم ميركل عندما قبل أن ترسو سفن تقل لاجئين أفارقة رفضتهم الحكومة الإيطالية. وهذا القدر من الإنسانية نادر في هذه الأوقات. لكن الاشتراكي قال بوضوح بأن بلاده تحتاج إلى دعم في تجاوز متاعب الهجرة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Soriano
الوسيط
حدود الاتحاد الأوروبي الداخلية المفتوحة مهمة بالنسبة إلى هولندا المعتمدة على التجارة. وهنا يحصل إجماع بين رئيس الوزراء مارك روته والمستشارة ميركل. في المقابل فإن الأجواء السائدة في البلاد هي في الأثناء معادية للمهاجرين. وطالبو اللجوء الذين ليس لهم فرصة لا يريد روته السماح لهم أصلا بالعبور إلى أوروبا. وبهذه الاستراتيجية المترنحة يمكن له تولي دور الوساطة.
صورة من: Reuters/F. Lenoir
المراوغ
هناك فوارق إيديولوجية بين المسيحية الديمقراطية ميركل واليساري أليكسيس تسيبراس. وبالرغم من ذلك فإن رئيس الوزراء اليوناني يساند مبدأ "التضامن الأوروبي" في تجاوز الهجرة ويدعم شخصيا ميركل. والسبب يعود في ذلك لكونه عايش ميركل كمتفهمة لأزمة الديون اليونانية وأنه يأمل في الحصول هنا على تنازلات إضافية.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
الراديكالي
الدنماركي لارس لوكه راسموسن لا يبدو ظاهريا مثل رجل راديكالي، إلا أنه يتخذ هذا الموقف في قضايا الهجرة. وقلما توجد حكومة أوروبية أخرى تنهج سياسة متشددة في ردع طالبي اللجوء مثل حكومته. راسموسن أثار كذلك في وقت أبكر من آخرين فكرة إقامة مراكز إيواء خارج الاتحاد الأوروبي. وإذا كان الحل الأوروبي على هذا النحو، فإنه يدعمه، إلا أنه لا يساند مخطط توزيع اللاجئين على الدول الأوروبية.
صورة من: imago/Belga
الخصم
المستشار النمساوي سباستيان كورتس يظهر مهذبا أمام ميركل، لكنه لا يخفي رفضه العميق لسياستها الليبرالية في اللجوء. ويتفاهم كورتس بخلاف ذلك مع المعارضين لميركل في قضية الهجرة ابتداء من وزير الصحة ينس شبان إلى وزير الداخلية هورست زيهوفر ورئيس وزراء بفاريا ماركوس زودر.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
المدفوع
رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الذي لا ينتمي لأي حزب يُعتبر أحد المشاكسين الكبار لميركل. كونتي يرفض استقبال اللاجئين المسجلين في إيطاليا. ويدعمه في هذا بوجه الخصوص وزير الداخلية ماتيو سالفيني من "رابطة الشمال" المعادية للأجانب: "لم يعد في وسعنا استقبال ولو شخص واحد". وبهذا النوع من التصريحات تزداد شعبية الرابطة في استطلاعات الرأي.
صورة من: picture-alliance/ZumaPress
غير المهتم
لا أحد انتقد بقوة كبيرة طوال سنوات سياسة ميركل للحدود المفتوحة مثل المجري فيكتور أوربان. فهو يعتبر هذه الأزمة مشكلة ميركل. ولم يشارك في اجتماع الأحد الماضي (24 يونيو 2018) مثل الزعماء الآخرين لدول فيزغراد سلوفاكيا وتشيكيا وبولندا. فجميع هذه الدول ترفض توزيع اللاجئين على البلدان الأوروبية.