تساءلت الصحف الألمانية عن أسباب دلالات الزيارة المفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو بعد العملية العسكرية الروسية في سوريا. فيما يلي بعض أهم أقوال وتعليقات عدد من أبرز الصحف الألمانية حول هذه الزيارة.
إعلان
تناولت الصحف الألمانية الزيارة المفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو يوم الثلاثاء الماضي (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، وهي أول زيارة يقوم بها إلى الخارج منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011.
وترى صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الذائعة الصيت في تعليق لها أن هذه الزيارة أظهرت عدة أمور، منها على سبيل المثال: "أن بوتين لن يدع الطاغية الأسد يسقط ببساطة كما يأمل في ذلك الكثيرون في الغرب؛ أو ربما أن الأسد يخاف من حدوث انقلاب عليه داخل القصر الرئاسي، لأن زيارته كانت سرية، كما وضع كل شيء في طي الكتمان. وربما الاحتمال الأخير هو أنه لم يعد هناك شك في أن الأسد وضع مصيره بين يدي موسكو". وتضيف الصحيفة أن الاجتماع بين الرئيس السوري ونظيره الروسي "أظهر بشكل خاص أن بوتين والأسد يراهنان في الوقت الحالي على الحل العسكري، وهو الحل الذي يدفع إلى تدفق المزيد من اللاجئين على ألمانيا".
"الرغبة في فك العزلة وراء تدخل موسكو في سوريا"
ومن جانبها اعتبرت صحيفة "برلينر تسايتونغ"، البرلينية التدخل الروسي في سوريا بمثابة محاولة من موسكو لفك العزلة المضروبة عليها. وكتبت الصحيفة في تعليق لها تقول: "لا يوجد لدى روسيا نفوذ كبير في أي مكان آخر خارج حدود الاتحاد السوفيتي أكثر مما هو عليه الحال في سوريا، حليفتها القديمة أيام الحرب الباردة".
وتضيف الصحيفة أنه "في نظر الكرملين سوريا هي النقطة الوحيدة في العالم، التي يمكن فيها لروسيا فك العزلة التي فرضتها عليها الولايات المتحدة. واشنطن كانت مقتنعة بعدم إشراك روسيا في الملفين السوري والإيراني، لأنها كانت تعتقد أن دور الأخيرة (روسيا) غير بناء وبدون معنى. فحسب كلمات أوباما روسيا هي القوة الإقليمية، التي ينبغي عليها ألّا تتدخل أو تزعج. بيد أن روسيا اختارت لنفسها دور المُزعج".
"التدخل الروسي وسيلة للتغطية على المشاكل الداخلية"
وترى صحيفة"زود دويتشه تسايتونغ" أن تدخل موسكو في سوريا هو محاولة من بوتين للرد على الإهانات التي تلقتها بلاده في السنوات الأخيرة من واشنطن. وتضيف الصحيفة قائلة: "موسكو دخلت الآن في صراع مباشر مع واشنطن. فالكرملين كان يبحث عن ذلك منذ فترة طويلة بعد كل الإهانات التي استهدفته في السنوات الماضية. بوتين يجد نفسه الآن في أوج قوته. والروس يتحملون تكاليف الهجمات العسكرية في سوريا، رغم أنه يفترض أن يكون ارتفاع أسعار الحليب والبطاطس أقرب إلى انشغالاتهم من المأزق التي يوجد فيه الرئيس السوري".
وتتوقع الصحيفة، التي تصدر من مدينة ميونيخ "أن يتراجع حماس الروس للعملية التي تقودها حكومته في سوريا؛ هذا الحماس الذي يوحد البلاد حاليا ولا يزال كبيرا. وتشرح الصحيفة ذلك بالقول: "المهمة الروسية في الخارج تغطي في الوقت الحالي على الكثير من المتاعب في الداخل. وعندما يطفئ الناس جهاز التلفاز سيصطدمون بسرعة بضيق الحياة اليومية بسبب خفض ميزانية التعليم والصحة والبنية التحتية".
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.