علقت صحف ألمانية على التصريحات الغاضبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي دعا فيها نواب ألمان من أصل تركي إلى إجراء "اختبارات على دمهم"، بسبب تصويتهم في البرلمان الألماني لصالح قرار يربط بين تركيا وإبادة الأرمن.
إعلان
كتبت صحيفة فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ في تعليقها قائلة:
"هل الإنسان التركي هو كل شخص بدم تركي؟ ما يمكن قوله حول قرار إبادة الأرمن المتخذ في البرلمان الألماني هو أنه بفضل الرئيس التركي، وأسلوبه الفريد، الذي يكشف بأن فحص الدم، يكشف أيضا عن وجهة نظر كل سياسي تركي الأصل في ألمانيا وعما إذا كان الشخص تركيا حقا. "أردوغان يعرف النتيجة مسبقا وهي أنهم لا علاقة لهم بالأتراك، وبأن دمهم أصبح فاسدا"، ولايهمه بأي حال من الأحوال أن يربط بين هؤلاء النواب وإرهابيي حزب العمال الكردستاني".
صحيفة ميركيشه أودر تسايتونغ قارنت المواقف بين أردوغان والرئيس الروسي بوتين وقالت الصحيفة:
"أردوغان وبوتين يعتبران بأن كل المنحدرين من بلدهم هم رعايا لهم. أردوغان يعتبر نفسه أميرا على جميع الأتراك، حتى في ألمانيا، والسلطان لا يحب المعارضة".
صحيفة باديش تسايتونغ اعتبرت بأن تصريحات أردوغان خطيرة وكتبت:
"أردوغان لا يجعل فقط مشاعر القوميين في تركيا تغلي، إنه أيضا يحرض بشكل خطير الرأي العام في ألمانيا، ويعطي دلائل التهديدات بالقتل، التي تلقاها السياسي من حزب الخضر شيم أوزدمير، الذي أيد القرار الخاص بلأرمن، كما يتجلى ذلك في الصراعات القائمة بين مؤيدي الرئيس التركي وبين معارضيه داخل ألمانيا. لا يجب على الحكومة الألمانية أن تتقبل ببساطة فضاضة الرئيس التركي وتصريحاته العكرة".
أما صحيفة برلينر تسايتونغ فكتبت:
الفوارق السياسية والتاريخية هي ما لا يهتم بها أردوغان أبدا. ورغم أن أقواله تحمل عناصر الغضب والتطرف، فإنها لا تخلو من حسابات. وفي نضاله من أجل الاستبداد السياسي الجديد فإنه يخطط في كل شيء بنظرة الصديق فقط أو العدو الفقط، فلا يتسامح مع المعارضة، و بالتأكيد حتى مع نواب من بلد آخر".
وتخلص صحيفة زود دويتشه تسايتونغ إلى أن
"أردوغان يفتقر إلى تصحيح في مساره، انه يحيط نفسه بأناس يوافقونه سريعا في الرأي، ولا يتساءلون عن عواقب الأمور فيما يتفوه به. لا يمكن التسامح في ذلك. فأردوغان هو المسؤول فقط عن تصريحاته المبالغ فيها، وهو الذي يتغاضى عن العواقب التي قد تصيب البرلمانيين بسبب تصريحاته.
مذابح الأرمن.. تشابهت المواقف واختلفت التصريحات
بدأت قبل مائة عام في الدولة العثمانية عملية "إبادة جماعية" ضد المسيحيين الأرمن. وفيما يتسع الاعتراف الدولي بالمذابح وبوصفها بـ"إبادة جماعية"، تمتنع تركيا ولغاية اليوم عن وصفها بذلك.
صورة من: Auswärtiges Amt
لم تستخدم ألمانيا تعبير "إبادة جماعية" من قبل مراعاةً لتركيا، لكن الرئيس غاوك استخدم هذه المفردة على هامش إحياء الذكرى المئوية لما قام به العثمانيون، ملمحاً إلى مسألة تحمل بلاده آنذاك جزءا من المسؤولية.
صورة من: Reuters/F. Bensch
البابا فرنسيس وصف أيضاً الجرائم ضد الأرمن بالإبادة الجماعية. لتكون المرة الأولى التي يصرح فيها رئيس للكنيسة الكاثوليكية بمثل ذلك. وأضاف البابا، بعد الاعتراضات التركية الشديدة على تصريحاته، بأنه "لا يمكننا أن نصمت وأن لا نتكلم عن الذي شاهدناه وسمعناه".
صورة من: Solaro/AFP/Getty Images
أما الحكومة التركية فرفضت الاعتراف بالمذابح كـ"جريمة إبادة جماعية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: نشارك آلام أطفال وأحفاد الأرمن، الذين فقدوا بعد تهجيرهم القسري في سنة 1915.
صورة من: picture-alliance/AA/Ahmet Dumanli
الأمم المتحدة، وعلى لسان الأمين العام بان كي مون، تحدثت عن "أعمال شنيعة" و"جريمة ضد الإنسانية". ورفض مون تشكيل لجنة جديدة لبحث الموضوع تاريخيا من قبل الأمم المتحدة. ودعا بان البلدين (تركيا وأرمينيا) إلى مواصلة حوارهما.
صورة من: Andrew Burton/Getty Images
أعضاء البرلمان الأوروبي وقفوا دقيقة صمت، إحياء لذكرى مذابح الأرمن. وقدموا بعدها مذكرة طالبوا فيها تركيا بالاعتراف بالمذابح على أنها "إبادة جماعية".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
موضوع "مذابح الأرمن" تخطى السياسة إلى الموسيقى والفن. ورغم أن مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الشهيرة تمنع التلميحات السياسية من قبل المشاركين، إلا أن أرمينيا دفعت هذا العام بفرقة موسيقية ستغني أغنية تحمل عنوان "Face the Shadow"، والتي تحمل رسالة سياسية تقول "لا تنكر".
صورة من: Ruzanna Pilosyan_ Head of Press / Armenia, ESC 2015 Armenian
وأوضح دانييل ديمير، رئيس تجمع الآراميين في ألمانيا، بأنه "لو لم تتصرف تركيا بعناد هكذا تجاه هذه القضية، لكانت عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي حدثت بشكل أسرع".
صورة من: BVDAD
الرئيس الروسي بوتين لم يعلق رسميا على الموضوع، ولم يقرر لغاية الآن فيما إذا كان سيشارك في احتفالية إحياء الذكرى المائة لمذابح الأرمن، في العاصمة الأرمينية يريفان. الكاتب: ريشارد أ. فوكس/زمن البدري