الضربات الجوية الأمريكية على سوريا نظرت إليها الصحف الألمانية في مواقع الانترنت بنظرات مختلفة. لكننا نجد صدى شكوك في أغلب التعليقات على ضرب الصواريخ الأمريكية لمطار الشعيرات العسكري السوري.
إعلان
رغم وجود صدى لشكوك تجاه الضربة الأمريكية في معظم تعليقات الصحف الألمانية؛ بدأت صحيفة "تاغس شبيغل"، التي تصدر في برلين، تعليقها باستنتاج إيجابي حيث كتبت تقول:
"الشعور الأول هو الارتياح. أخيرا! فالهجوم بالغاز السام، الذي يُسأل عنه، في غالب الظن، النظامُ السوري، لن يمر دون عقاب. فالولايات المتحدة لديها الآن الرئيس دونالد ترامب، الذي يقوم بأفعال بدلا من التردد، الذي كان عليه سلفه باراك أوباما (...) وعاجلا أو آجلا ستكون هناك رغم ذلك أسئلة مشككة. فما الذي حققه ترامب بالضبط من خلال الغارة الجوية، فيما عدا إخماد السخط على تكرار نظام الأسد لخرق المحرمات. وما هي العواقب؟ (...) إذا كان ترامب جادا في مقصده، فستكون هناك في لحظة ما مواجهة مباشرة مع فلاديمير بوتين وجيشه في سوريا، وهذا يشمل أيضا الدفاعات الجوية الروسية هناك. وبوتين لن يترك طواعية ربيبه الأسد يسقط. وماذا سيكون البديل إذا سقط الأسد؟ فلم يعد هناك وجود لمعارضة معتدلة، يمكنها تولي مهام الحكومة. والقليل الذي كان موجودا في يوم من الأيام قصفته روسيا – وبحسابات ساخرة: إذا كان الأسد و"الدولة الإسلامية" (داعش) سيبقيان هما فقط البديل، فإن الأسد سيكون بالنسبة للغرب أيضا أهون الشرين."
ونقرأ في موقع "شبيغل" أونلاين:
"إذا سارت الأمور بشكل جيد، فيمكن أن يؤثر ترامب في الأسد والروس والإيرانيين ويأتي بهم إلى مفاوضات من أجل حل ينتهي برحيل الأسد. (...) وفي المقابل إذا سارت الأمور بشكل سيء، فسيتحول الأسد وبوتين والإيرانيون إلى العند (...) ويمكنهم اختبار إلى أي مدى سيذهب ترامب فعلا، من خلال إمداد الأسد بأسلحة جديدة مثلاً أو زيادة عدد "المستشارين العسكريين". بوتين (...) يمكن أن يعيد تسخين الصراع المجمد في أوكرانيا، وبالتالي فتح ملعب جديد. والإيرانيون بدورهم ربما يكونوا قادرين بسهولة، عبر استفزازات موجهة، على تصعيد النزاع المستمر مع السعوديين (...) ويجب ألا يحدث ذلك. وفي كلتا الحالتين، ربما يشعر المرء بالراحة أكثر إذا ما جلس في البيت الأبيض رئيس أمريكي آخر."
"أمريكا أطلقت مطاردة الأسد "، هذا هو عنوان التعليق في نسخة الانترنت لصحيفة "فرانكفورتر ألغمانيه" (FAZ)، التي كتبت تقول:
"العملية العسكرية الأمريكية قرعت طبول جولة جديدة في ساحة الحرب السورية. وبدأت الجهات الفاعلة تنظر فعلا إلى زمن ما بعد النصر العسكري على"الدولة الإسلامية" وبعد تحرير "عاصمتهم" في الرقة. وستخرج أطراف أخرى من المعركة (. ..) وبدأت جبهة حرب جديدة تتشكل. والمهم بالنسبة للأحداث القادمة هو كيف ستتصرف واشنطن وموسكو تجاه بعضهما البعض."
في صور- المواقع السورية التي استهدفتها الضربة الأمريكية بالصواريخ
نفذ الجيش الأمريكي بأوامر من الرئيس ترامب ضربة جوية بصواريخ توماهوك استهدفت مطار الشعيرات العسكري السوري "المرتبط ببرنامج" الأسلحة الكيميائية السوري ردا على الهجوم الأخير الذي يرجح أنه كيماوي في خان شيخون.
صورة من: picture-alliance/dpa/ria novosti/M. Voskresenskiy
قال مسؤول في البيت الأبيض إن 59 صاروخا موجها من طراز توماهوك أطلقت ليلة اليوم الجمعة (السابع من نيسان/أبريل 2017) واستهدفت مطار الشعيرات العسكري قرب حمص. المطار"مرتبط ببرنامج" الأسلحة الكيميائية السوري.
صورة من: Reuters/Robert S. Price/Courtesy U.S. Navy
أطلقت الصواريخ الموجهة من سفينتي "يو أي أس بورتر" و "يو أس أس روس" المتمركزتان في شرق البحر الأبيض المتوسط. وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها الولايات المتحدة قوات النظام السوري منذ اندلاع الحرب في البلد. وكانت الضربات السابقة للولايات المتحدة في سوريا تستهدف فقط تنظيم "داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/US Navy/F. Williams
قتل أربعة عسكريين بينهم ضابط برتبة عميد ولحق دمار "شبه كامل" بقاعدة الشعيرات العسكرية في وسط سوريا بعد الضربة الأميركية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الجمعة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مطار الشعيرات الذي يعد ثاني أكبر مطار عسكري في سوريا، يضم "طائرات سوخوي 22 وسوخوي 24 وميغ 23"، لافتا إلى ان "المطار أقلعت منه طائرة السوخوي التي قصفت خان شيخون".
صورة من: 2017 Google Maps
في خطابه الموجه للأمة قال الرئيس ترامب :" شن الديكتاتور السوري بشار الأسد هجوما مروعا بأسلحة كيميائية على مدنيين أبرياء... الليلة أمرت بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سوريا على المطار الذي شن منه الهجوم الكيميائي. إن من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية القاتلة".
صورة من: Reuters/C. Barria
وأتت الضربة العسكرية الأميركية بعيد فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على مشروع قرار ردا على "الهجوم الكيميائي" في خان شيخون. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي في اجتماع لمجلس الأمن بشأن سوريا "عندما تفشل الأمم المتحدة بشكل دائم في واجبها بالتصرف بشكل جماعي... فهناك أوقات في حياة الدول نكون فيها مضطرين للتحرك من تلقاء أنفسنا".
صورة من: Reuters/S. Stapelton
وكان هجوم يرجح أنه كيماوي قد استهدف يوم الثلاثاء الماضي (الرابع من نيسان/أبريل 2017) مدينة خان شيخون في محافظة إدلب شمال غرب سوريا الواقعة بالكامل تحت سيطرة فصائل معارضة. وأودى الهجوم بحياة 86 شخصا بينهم 30 طفلا. ونفت الحكومة السورية قصفها بمواد "كيميائية". وأكدت دمشق وحليفتها موسكو أن الطيران الحربي السوري استهدف صباح الثلاثاء مستودعا للفصائل المعارضة يحتوي "مواد سامة".
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
بقايا طائرة حربية سورية في قاعة الشعيرات بعد أن احترقت جراء الضربة الأمريكية بصاروخ أطلق من البحر المتوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/M. Voskresenskiy
تحديد الهدف من الجو لمخابئ الطائرات في قاعدة الشعيرات في سوريا
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
اجزاء من طائرة سورية دمرت تماما بعد سقوط الصواريخ الأمريكية على قاعدة الشعيرات الليلة الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/M. Voskresenskiy