صحف ألمانية: أوروبا جعلت من نفسها عرضة للابتزاز التركي
١٨ أبريل ٢٠١٧
علقت الصحف الألمانية على نتائج الاستفتاء في تركيا، متطرقة إلى مستقبل علاقة أنقرة بالاتحاد الأوروبي. وذهبت إحدى الصحف إلى اعتبار الأتراك الذين صوتوا دعما لأردوغان في ألمانيا، متواطئين في هذا الأمر، مطالبة هؤلاء بالرحيل.
إعلان
تنوعت ردود فعل الصحافة الألمانية على الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا، والذي اعتبرته وسائل الإعلام مصيريا من أجل تحديد سياسة البلد المستقبلية، في هذا السياق كتبتصحيفة زود دويتشه تسايتونغ من ميونيخ في تعليق لها:
"في الواقع، لم يكن يجب السماح لهذا الاستفتاء ضمن الظروف الاستثنائية التي رافقته، من تكميم للصحافة واعتقال للسياسيين المعارضين، وتخويف خصوم الرئيس التركي. مع هذا التعديل الدستوري والذي عزز من سلطة أردوغان الاستبدادية، تودع تركيا النموذج الغربي التي اعتمدته سابقا، وتنضم لنموذج السلطة في منطقة الشرط الأوسط والقوقاز".
من جهتها نشرت صحيفة فرانكفورتر روندشاو أن"
"هذا الاستفتاء هو قانون لتعزيز سلطة أردوغان. ومن غير المعلوم بعد ماذا سوف يفعل مع هذه السلطة التي أصبحت بيده. إلا أنه ودع بهذا الأمر أوروبا. وهو يتوقع أنه يحتفظ بيده بورقة اللاجئين السوريين ليستخدمها في المساومة ضد أوروبا وخاصة ألمانيا، وفعلا لديه ذلك. ونحن جعلنا من أنفسنا عرضة للابتزاز، وينطبق هذا الكلام أيضا على علاقة تركيا بحلف شمال الأطلسي(الناتو)، حيث الفرصة مواتية لتركيا من أجل زيادة دورها في الشرق الأوسط نتيجة للخلاف الدائر بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. وهنا لا تلعب أوروبا أي دور".
أما صحيفة ألغماينه تسايتونغ من ماينز، فقد سلطت الضوء على السلوك الانتخابي للأتراك في ألمانيا وذهبت الصحيفة إلى حد أنها طالبت الأتراك في ألمانيا الذين صوتوا لصالح أردوغان، بالرحيل من البلاد، وكتب تقول:
"الأتراك الذين يعيشون هنا، إذا كانوا قد صوتوا لأردوغان، يكونوا قد تواطؤا من، بلد آمن، لإدخال (تركيا) في عداد الدول التي لا تحكمها سيادة القانون. هؤلاء يجب أن يحزموا حقائبهم والانتقال إلى تركيا الجديدة، التي على ما يبدو تعجبهم أكثر. وحتى الألمان أيضا يجب أن يواجهوا السؤال الصعب، وهو لماذا فشل اندماج أعداد كبيرة من المهاجرين؟ سيكون من السهل إلقاء اللوم على المهاجرين وحدهم".
أما صحيفة نوية أوسنابروكر تسايتونغ فقد كان لها رأيا مغايرا وكتبت على صفحاتها تقول:
"إذا كان الاتحاد الأوروبي يخشى من أن الاستفتاء في تركيا سوف يؤدي إلى نظام استبدادي فإنه يتجاهل الواقع الحالي، لأن السلطة كانت تتركز بيد أردوغان حتى من قبل الاستفتاء. ومع ذلك فإن أوروبا تحتاج إلى تركيا باعتبارها عضوا في الناتو، ولأن الإتحاد الأوروبي لا يملك حلا أفضل لموضوع اللاجئين.
وتتابع الصحيفة:
"إذا كان قادة الاتحاد الأوروبي قد طلبوا من تركيا الرد على المخاوف الأوروبية، فإن هذا يعبر عن بعد عن الواقعية والضعف. بدلا من ذلك، فقد حان الوقت للتفكير من قبل الاتحاد الأوروبيأن يحدد ما ذا ينتظر من الدولالتي هي خارج التكتل. في النهاية سوف تتلاشى هذه المخاوف، وهذا سيعني التعاون مع أردوغان".
ع.أ.ج
بفارق طفيف .. معسكر تعزيز سلطة أردوغان يفوز بالاستفتاء
أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية فوز المعسكر المؤيد للتغيير الدستوري في تركيا الذي يتضمن في جوهره تحويل نظام الحكم إلى رئاسي. أردوغان رحب بنتيجة الاستفتاء فيما وعدت أحزاب معارضة بالطعن بنتيجته.
صورة من: picture alliance/AA/ E. Menguarslan
وصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فوز الـ"نعم" في الاستفتاء حول توسيع سلطاته بأنه "قرار تاريخي". وصرح اردوغان للصحافيين في مقره باسطنبول "اليوم، اتخذت تركيا قرارا تاريخيا" مضيفا "مع الشعب، لقد حققنا الإصلاح الأهم في تاريخنا".
صورة من: Reuters/M. Sezer
رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الذي سيفقد منصبه نتيجة الاستفتاء، قال إنه "بحسب النتائج غير الرسمية فإن الاستفتاء الشعبي الذي ينص على الانتقال للنظام الرئاسي تكلل بنعم". وأضاف يلدريم في المقر الرئيسي لحزب العدالة والتنمية الحاكم بأنقرة أن "الشعب التركي أعطى الكلمة الأخيرة بقوله نعم".
صورة من: picture alliance/AA/Turkish Prime Ministry/M. Aktas
وانتهت عملية التصويت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في تركيا في الساعة الخامسة عصر اليوم الأحد (16 نيسان / أبريل 2017)، بالتوقيت المحلي، حيث أدلى الأتراك بأصواتهم في استفتاء تاريخي حول تعديلات دستورية تهدف إلى تعزيز صلاحيات الرئيس رجب طيب اردوغان.
صورة من: picture alliance/AA/K. Kocalar
ودعي حوالي 55,3 مليون ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم في استفتاء شعبي حول إلغاء منصب رئيس الحكومة لصالح رئيس تتركز بين يديه صلاحيات واسعة. ويمكن أن يغير شكل النظام السياسي في البلاد ويعيد تعريف العلاقات مع الغرب.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Tazegul
وتمكن 55 مليونا و319 ألفا و222 ناخبًا من التصويت في الاستفتاء الدستوري السابع، في 167 ألفًا و140 صندوقًا بجميع ولايات البلاد، فيما جرى تخصيص 461 صندوقًا لأصوات النزلاء في السجون.
صورة من: DW/D. Heinrich
وبفوز مؤيدي التعديلات سيتمتع اردوغان الذي نجا من محاولة انقلاب قبل تسعة أشهر، بصلاحيات معززة جدا ويمكنه أن يبقى نظريا رئيسا حتى 2029. وكان الرئيس البالغ من العمر 63 عاما شغل منصب رئيس الحكومة من 2003 إلى 2014 قبل أن ينتخب رئيسا.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Kappeler
بدأ العروسان التركيان حياتهما الزوجية بالتصويت على التعديلات الدستورية.
صورة من: picture-alliance/AA/G. Nogay
وشهدت عملية التصويت حضورا للعديد من الأتراك الذين أدلوا بأصواتهم بثيابهم التقليدية، وذلك لإظهار تمسكهم بالفترة العثمانية. وتشمل التعديلات المقترحة زيادة عدد نواب البرلمان من 550 إلى 600 نائب، وخفض سن الترشح للانتخابات العامة من 25 إلى 18 عامًا.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Izgi
كما قتل ثلاثة أشخاص في تبادل لإطلاق النار في حديقة مدرسة استخدمت مركزا للاقتراع في دياربكر جنوب شرق البلاد، بحسب وكالة دوغان للأنباء وتخضع تركيا لحالة الطوارئ منذ الانقلاب الفاشل. وقد أوقف بموجبها 47 ألف شخص وتم وقف حوالي مئة ألف عن العمل.
صورة من: Getty Images/AFP/I. Akengin
قال رئيس حزب الحركة القومية التركي (معارض) دولت بهجه لي، إن السياسة في تركيا ستشهد إعادة هيكلة عقب الاستفتاء على التعديلات الدستورية. جاء ذلك خلال تصريح للصحفيين في العاصمة التركية أنقرة، عقب الإدلاء بصوته في الاستفتاء على التعديلات الدستورية .
صورة من: picture-alliance/AA/M. Kaynak
تؤكد الحكومة أن هذا التعديل لا بد منه لضمان استقرار البلاد ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. لكن المعارضة ترى فيه جنوحا إلى الاستبداد من قبل رجل تتهمه بإسكات كل صوت منتقد، خصوصا منذ محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو
صورة من: picture-alliance/AA/M. Kaynak
لكن اردال اكسونجور نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري، قال إن المعارضة ستطالب بإعادة فرز ما يصل إلى 60 بالمئة من الأصوات. وقال المجلس الأعلى للانتخابات قبل ساعات من إغلاق مراكز الاقتراع أن المجلس سيحسب الأصوات التي لم يختمها مسؤولوه بأنها صحيحة ما لم يثبت أنها مزيفة متعللا بوجود عدد كبير من الشكاوى من أن مسؤولي المجلس في مراكز الاقتراع لم يقوموا بختم كل بطاقات الاقتراع.
صورة من: picture-alliance/AA/M. A. Ozcan
واضطر حزب الشعوب الديمقراطي خصوصا إلى القيام بحملته فيما يقبع أحد رئيسيه ونوابه في البرلمان في السجن بتهمة صلات مع حزب العمال الكردستاني. ونددت المعارضة في الأسابيع الأخيرة بحملة غير منصفة مع هيمنة واضحة لأنصار اردوغان في الشوارع ووسائل الإعلام. (الكاتب: علاء جمعة)