صحف ألمانية: أوروبا عازمة على إعادة اللاجئين تدريجياً
عبد الرحمن عثمان٢٩ يناير ٢٠١٦
ألمانيا تتخذ تدابير للحد من تدفق أعداد جديدة من اللاجئين إليها. ووجهات نظر الصحف الألمانية تتباين في تقييمها لهذه التدابير، خاصة في ظل الإجراءات المعلنة في دول أخرى كالسويد وفنلندا.
إعلان
"يثير تعليق موقع شبيغل أونلاين الإلكتروني السؤال التالي:
هل هذا هو الدليل العظيم على استعداد الحكومة الألمانية للتحرك وسط واحد من أكبر التحديات السياسية في العقود الماضية؟ على الأرجح لا. (...) وجمع شمل العائلات لأصحاب الحق في الحماية، والذي اختلف الائتلاف الحاكم بشأنه طويلا، سيتم وقفُ تنفيذه لمدة عامين، أي كما كان مخططاً له منذ البداية وكما أراد الحزب المسيحي الاجتماعي. وهذا ينطبق على السوريين أيضاً، وهو أمر أصر عليه الحزب المسيحي الاجتماعي. لكن هذا لن يقلل من عدد اللاجئين، لأن جمع شمل العائلات ليس هو المشكلة الحادة حالياً، ولأنه من غير الواضح كم سيكون عدد اللاجئين الذين سيحصلون على حق حالة الحماية المحدودة في المستقبل. وبما أنه يتم النظر في طلبات لجوء السوريين كلٍ على حدة، سيرتفع العدد الصغير، والحد الأقصى قد يكون عشرات الآلاف".
أما صحيفة نويه أوزنابروكر تسايتونغ"Neue Osnabrücker Zeitung" ، فقيمت حزمة اللجوء الألمانية بشكل أكثر إيجابية، وكتبت تقول:
"خاض الشركاء الثلاثة في الائتلاف الحاكم مفاوضات شاقة، لكنهم بالنهاية أثبتوا أنهم قادرون على الحكم. وكما هو الحال في الدول الأخرى، التي استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين، فإن هدف الائتلاف انصب بالدرجة الأولى على وقف تدفق اللاجئين. وكانت النتيجة من هذه المفاوضات حلاً وسطاً يمكن للأحزاب الثلاثة (المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي والاشتراكي الديمقراطي) التعايش معه دون فقدان ماء وجهها. وهذا ينطبق خاصة على وقف تنفيذ قانون لم شمل العائلات. وهذا اتفاق يمكن التعايش معه، لأن الحق في لم شمل العائلات يبقى قائما في المستقبل لجميع من قبلت طلبات لجوئهم السياسي".
أما صحيفة فراكفورتر ألغماينه تسايتونغ (Frankfurter Allgemeine Zeitung)، فقارنت الوضع في كل من ألمانيا والسويد وكتبت تقول:
"عزم السويد ترحيل 80 ألف لاجئ هو في المقام الأول تعبير عن الإرادة. وفي الممارسة العملية تواجه السويد نفس المشاكل التي تواجهها ألمانيا: كاختفاء اللاجئين الذين يتم رفض طلبات لجوئهم، أو إخفاء جنسيتهم، أو يسجلون أنفسهم كمرضى أو ترفض بلدانهم الأصلية استقبالهم. وقد كان الترحيل دائما واحداً من أكثر القضايا صعوبة والمثيرة للجدل في إجراءات اللجوء الأوروبية، ولذلك يتم التخلي عنه ليس في ألمانيا وحدها فحسب. ورغم ذلك: الإعلان السويدي يلائم الصورة في قارةٍ حسمت أمرها على اتخاذ خطوات تدريجية لدحر تدفق اللاجئين (...) هذا الإعلان سيصبح نموذجا يحتذى به.
2015..عام اللجوء واللاجئين
لم يسبق وأن كان عدد البشر الفارين من ديارهم واللاجئين بمثل عددهم في عام 2015. كثيرون منهم جاؤوا إلى ألمانيا وأوروبا. وقالت المستشارة الألمانية واصفة موجات اللاجئين بأنها "اختبار تاريخي". شاهد تطور قضية اللاجئين بالصور.
صورة من: Getty Images/J. Mitchell
نجح هؤلاء الشبان السوريون بتخطي مرحلة خطيرة من رحلة اللجوء، بوصولهم الأراضي اليونانية وبالتالي إلى أوروبا. لكنهم لم يصلوا إلى هدفهم بعد وهو ألمانيا أو السويد، وهما هدف معظم اللاجئين في 2015.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الطريق التي سلكوها محفوفة بالمخاطر. إذ كثيرا ما تغرق القوارب غير المهيأة لأعالي البحار، لكن هذا الأب السوري وأطفاله كانوا محظوظين، وأنقذهم صيادون يونانيون قبالة جزيرة ليزبوس.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الطفل أيلان كردي وعمره ثلاث سنوات لم يكن من المحظوظين، ففي بداية سبتمبر غرق هو وأخوه وأمهما في بحر إيجه قرب شاطئ جزيرة كوس اليونانية. وقد انتشرت صورة هذا الطفل السوري بسرعة هائلة وهزت ضمير العالم.
صورة من: Reuters/Stringer
جزيرة كوس اليونانية القريبة من الساحل التركي هي هدف الكثير من اللاجئين. وهنا حيث يكون السواح عادة، نجحت هذه المجموعة من الباكستانيين بالوصول إلى شاطئ النجاة اليوناني.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الوصول إلى جزيرة كوس لا يعني السماح للاجئين بالانتقال إلى اليابسة إلا بعد إتمام إجراءات التسجيل. وحدثت توترات في الصيف الماضي حين حبست السلطات اليونانية لاجئين في ملعب كرة قدم تحت الشمس الحارة وبدون مياه.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
ونظراً للحالة التي لا توصف للاجئين، حدثت أعمال شغب، ولتهدئة الوضع استأجرت السلطات اليونانية سفينة فيها 2500 سرير، واستخدمتها كمركز لإيواء اللاجئين وتسجيلهم.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
الحدود اليونانية المقدونية: حرس الحدود لا يسمحون للاجئين بالعبور. أطفال يبكون بعد فصلهم عن ذويهم. وقد توجت هذه الصورة من منظمة اليونيسيف كصورة للعام وهي بعدسة جيورجي ليكوفسكي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
في نهاية الصيف الماضي كانت بودابست رمزاً لفشل الحكومة وكراهية الأجانب. آلاف اللاجئين تجمعوا حول محطة القطارات في العاصمة المجرية والسلطات منعتهم من مواصلة السفر إلى غرب أوروبا، فقرر كثيرون منهم المشي إلى ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
ليلة الخامس من سبتمبر كانت نقطة تحول في قضية اللاجئين: المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والمستشار النمساوي فيرنر فيمان تجاوز البيروقراطية والسماح للاجئين بمتابعة السفر من شرق أوروبا. وفعلاً وصلت قطارات عديدة إلى فينا وميونيخ محملة باللاجئين.
صورة من: picture alliance/landov/A. Zavallis
آلاف اللاجئين وصلوا ألمانيا خلال ساعات قليلة، بلغ عددهم نهاية الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 20 ألف لاجئ. وقد تجمع عدد لا يحصى من الأشخاص في محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ لاستقبال اللاجئين ومساعدتهم.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Stollarz
وبينما احتفى اللاجئون وطالبوا اللجوء السياسي بالمستشارة ميركل، أثارت قراراتها استياء في ألمانيا. وكان رد ميركل : "إذا توجب علينا الآن الاعتذار لأننا لطيفين وساعدنا أناساً في حالة طوارئ، فهذه البلاد ليست بلادي". لتصبح عبارة "نحن نستطيع فعل ذلك" شعار ميركل.
صورة من: Reuters/F. Bensch
في نهاية سبتمبر نشرت الشرطة الألمانية الاتحادية صورة حركت المشاعر. فتاة لاجئة رسمت الصورة وأهدتها إلى رجل شرطة من مدينة باساو في جنوب ألمانيا. ويظهر في الرسمة المعاناة التي عاشها الكثير من اللاجئين ومدى سعادتهم بأنهم الآن في أمان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundespolizei
مع نهاية شهر أكتوبر كان أكثر من 750 ألف لاجئ قد وصلوا إلى ألمانيا. لكن موجات الهجرة لم تتوقف مما فاق قدرات دول ما يسمى بـ"طريق البلقان"، فقررت إغلاق حدودها والسماح فقط لمواطني سوريا وأفغانستان والعراق بالدخول. واحتجاجاً على هذه السياسة قام مواطنو دول أخرى بتخييط شفاههم.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
"ساعدينا يا ألمانيا"، كتب لاجئون عالقون في مقدونيا على ملصقاتهم خوفا من الشتاء الأوروبي القارس. وحتى السويد المعروفة بمواقفها إزاء الصديقة للاجئين، قررت التدقيق مؤقتاً في الهويات على حدودها. وتتوقع أوروبا وصول ثلاثة ملايين لاجئ جديد إليها في عام 2016.