صحف ألمانية: إيران أكثر قوة وبراعة من جيرانها العرب
٨ نوفمبر ٢٠١٧
علقت وسائل الإعلام الألمانية بقلق على التصعيد الكلامي بين المملكة العربية السعودية وإيران. وتساءلت بعض الصحف عما إذا كانت المنطقة مهددة بحرب جديدة.
إعلان
صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" عبرت عن خشيتها من نشوب نزاعات جديدة في المنطقة، وكتبت تقول:
"كل المؤشرات تشير إلى نشوب عاصفة. العربية السعودية تتهم إيران بشن حرب ضد المملكة، وهي تريد الآن الدفاع عن نفسها...والمرجح أكثر من مواجهة عسكرية مباشرة هو أولا نزاع عبر وكلاء...ورغم أن العربية السعودية المجهزة بأسلحة أمريكية حديثة تظهر أنها قوية ـ إلا أن خيارات تحركها تبقى محدودة: ففي اليمن لا تكفي القوة العسكرية السعودية لطرد الحوثيين وفي سوريا تعرض العربية السعودية نفسها كشريك للروس الذين لا يريدون التخلي عن الشراكة الناجحة مع إيران، وفي العراق لا يملك السعوديون أي ذرع لتجميد الميليشيات الشيعية القوية، وتتخلى العربية السعودية عن لبنان بتراجعها لصالح حزب الله وإيران. إنه تعبير عن ضعف العالم العربي بأن تستنزف أيضا العربية السعودية، آخر قوة عربية إقليمية إمكانياتها تجاه إيران. فآمال الرياض تتجه بالتالي نحو الرئيس الأمريكي الذي وعد في بداية ولايته بتكبيل إيران. وفي قضية واحدة على الأقل لم يخيب ترامب أمل ولي العهد السعودي: فهو امتدح تحرك ولي العهد ضد أمراء فاسدين ووزراء ورجال أعمال. وألان تنتظر الرياض أكثر من مجرد كلام".
أما صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" فقد حذرت الرئيس الأمريكي ترامب من تقديم دعم واسع للعربية السعودية، وكتبت تقول:
"يُستنتج من الحرج السعودي والمشاحنة الأمريكية أن الرياض تريد افتعال النزاع مع إيران والمراهنة في ذلك على مباركة ترامب. سيكون ذلك كارثة. ولكي لا يحدث أي سوء تفاهم: فالإيرانيون ليسوا الطيبين في اللعبة. فهم يمارسون السياسة حسب المعطيات الإقليمية، بما في ذلك الحرب والإرهاب. إلا أنهم يقومون بذلك بشكل أفضل من جيرانهم العرب... ويدور الأمر كله حول الهيمنة في الشرق الأوسط. فالعرب الذين يعتبر السعوديون أنهم يتولون قيادتهم يتجرعون هزيمة بعد الأخرى. والإيرانيون يكسبون انجازا بعد الآخر. ترامب وجب عليه الانتباه كي لا يستغله السعوديون لتحقيق مآربهم. وبما أنهم رغم كل مليارات النفط ضعفاء عسكريا مقارنة مع الإيرانيين، فإن ذلك سيدفعهم لاستخدام كل الوسائل".
من جانبها ترى صحيفة "فيزر كورير" الأمر بطريقة مختلفة، وكتبت تقول:
"التدخل السعودي في اليمن، رغم وقوفه إلى جانب الحكومة الشرعي، يُنظر إليه بانتقاد في الغرب. لكنه سيكون من قصر النظر التخلي عن إصلاحي مثل ولي العهد. ففي الحرب ضد الإرهاب الإسلاموي يمكن أن يتحول بسرعة إلى أهم حليف".
موقع مجلة "دير شبيغل" الإلكتروني يسلط الضوء في هذا لإطار على موقع إسرائيل، وكتب في تعليق له يقول:
"مساء الاثنين كشف الصحفي الذي يملك أوسع اتصالات في أوساط الدبلوماسيين باراك رافيد عبر قناة التلفزة الإسرائيلية 10 عن خبر أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أمرت جميع دبلوماسييها في العالم بمساندة التحرك السعودي وشجب إيران. فهذا التحالف غير المعتاد بين الرياض والقدس يسير ربما حسب مبدأ "عدو عدوي صديقي". ولا يمكن معرفة ما إذا كانت هذه الحسابات ستأتي أكلها في مستقبل منظور. من جهة بسبب الوضع السياسي الداخلي المتشعب في لبنان ومن ناحية أخرى بالنظر إلى إيران.، لأن الجمهورية الإسلامية أقوى بكثير من قطر ـ وحتى الإمارة الصغيرة تقف صامدة منذ شهور أمام ضغط المملكة العربية السعودية. فالتنافس من أجل الهيمنة في الشرق الأوسط يدخل حاليا مرحلة جديدة. والعربية السعودية تمضي على هذا النحو في موقف هجومي بحيث أن كل هزيمة ستعني بالنسبة إلى ولي العهد محمد خسرانا لماء الوجه".
ر.ز/ م.أ.م
عداء وحروب بالوكالة في تاريخ العلاقات السعودية الإيرانية
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mohammed
قطعت السعودية الاحد 3 يناير/كانون الثاني 2016 علاقاتها الدبلوماسية مع إيران ردا على الهجوم على بعثاتها الديبلوماسية فيها وعلى الموقف الإيراني المنتقد بشدة لإقدام الرياض على إعدام رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر. وليست هذه هي الأزمة الدبلوماسية الأولى بين البلدين.
صورة من: Fars
شهدت سنة 1943، أول أزمة دبلوماسية بين البلدين إثر إعدام السعودية لأحد الحجاج الإيرانين بعد إدانته بتهمة إلقاء القاذورات على الكعبة وغيرها من التهم الأخرى. وبعد هذا الحادث قطعت العلاقات الدبلوماسية بشكل رسمي عام 1944، لتعود بعد عامين من جديد.
صورة من: Getty Images/AFP
توترت العلاقات بين السعودية وإيران في يوليو تموز عام 1987 عندما لقي 402 حاجا مصرعهم ومن بينهم 275 حاجا إيرانيا، أثناء أدائهم فريضة الحج، في منى في صدامات مع الشرطة السعودية.
صورة من: farhangnews
خرج محتجون إلى شوارع طهران واحتلوا السفارة السعودية وأشعلوا النار في السفارة الكويتية. وتوفي الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران متأثرا بجروح أصيب بها عندما سقط من نافذة بالسفارة واتهمت الرياض طهران بالتأخر في نقله إلى مستشفى في السعودية. وهو ما دفع الملك فهد بن عبد العزيز الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أبريل نيسان عام 1988.
صورة من: Getty Images/J. Barrak
اعيدت العلاقات بين البلدين عام 1991 بعد لقاء بين الملك عبد الله بن عبدالعزيزآل سعود بالرئيس الإيراني هاشمي رافسنجاني في العاصمة السنغالية داكار في ديسمبر 1990 خلال مؤتمر القمة الإسلامي السادس، ثم فتحت سفارتيهما في الرياض وطهران في مارس 1992.
صورة من: Getty Images/AFP/H. Ammar
زار الرئيس الإيراني محمد خاتمي(يمين الصورة) السعودية عام 1999بعد عامين من توليه منصبه، خلفا للرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني. وكانت تلك أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني للمملكة منذ قيام الثورة عام 1979. وتوج البلدان تحسن العلاقات باتفاق أمني في أبريل نيسان عام 2001.
صورة من: Kavoshpress.ir
هنأ الملك فهد الرئيس الايراني محمد خاتمي لفوزه في الانتخابات عام 2001 وقال إن هذا الفوز يمثل إقرارا لسياسته الاصلاحية. وكان خاتمي وهو من رجال الدين الشيعة قد سعى من أجل تقارب البلدين بعد فوزه الساحق الأول عام 1997 وإنهاء ما يقرب من 20 عاما من توتر العلاقات بينهما في أعقاب قيام الجمهورية الاسلامية عام 1979.
صورة من: AP
أبلغت السعودية مبعوثا إيرانيا في يناير كانون الثاني عام 2007 أن إيران تعرض منطقة الخليج للخطر وذلك في إشارة للصراع بين للجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة حول العراق وعلى البرنامج النووي الايراني. بعدها وتحديدا في شهر آذار/ مارس من نفس العام قام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بزيارة للرياض لتهدئة الأوضاع بين البلدين.
صورة من: AP
منذ عام 2012 أصبحت السعودية الداعم الرئيسي لقوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران. واتهمت الرياض الأسد بارتكاب "إبادة جماعية" وايران بأنها أصبحت قوة محتلة. هذا فيما اتهمت طهران الرياض بدعم الارهاب.
صورة من: AP
في 14 تموز/ يوليو 2015 تم في فيينا التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني بعد أكثر من 10 سنوات من المفاوضات. وهو ما أثار حفيظة القيادة السعودية، التي عبرت عن قلقها من هذا الاتفاق، معتبرة أن من شأنه تعزيز نفوذ إيران في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa
توترت العلاقات الإيرانية السعودية بعد حادثة تدافع منى بموسم حج عام 2015 وخاصة بعد أنباء عن سقوط عدد كبير من الإيرانيين قتلى في الحادثة ، قابله صمت شبه مطبق من السلطات السعودية. أعادت هذه الحادثة للواجهة، مطالب الإيرانيين بتسيير مشترك لمناسك الحج تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي .
صورة من: Reuters
في مارس أذار 2015 بدأت السعودية حملة عسكرية في اليمن لمنع الحوثيين المتحالفين مع إيران من الاستيلاء على السلطة. واتهمت الرياض إيران باستخدام مسلحي الحوثيين لتنفيذ انقلاب. في حين قالت طهران إن الضربات الجوية التي تنفذها الرياض تستهدف المدنيين