استأثرت الاحتاجاجات التي رافقها عنف في هولندا باهتمام عدد من الصحف ووسائل الإعلام الألمانية. هذه الاحتجاجات ترى بعض الصحف أنها ترسل إنذاراً للدول الأخرى، ومنها ألمانيا. فكيف ذلك؟
إعلان
دخلت الاحتجاجات العنيفة في هولندا يومها الثالث، وإضافة إلى إحراق السيارات وسرقة المحلات، طالت أعمال الشغب المستشفيات أيضاً. عدد من الصحف ووسائل الإعلام الألمانية اهتمت بهذه الاحتجاجات، التي رأى البعض فيها "إنذاراً" للبلدان الأخرى ومنها ألمانيا في ظل الإغلاق والوضع الراهن:
موقع "تاغس شاو" الألماني، انتقد في تعليقه "تراخي السلطات" الهولندية في أخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة خلال موجة الاحتجاجات وأعمال الشغب، إذ جاء في تعليق الموقع:
"بينما تم استخدام خراطيم المياه في روتردام لتفريق الجماهيرالغاضبة، كان هذا المشهد غائباً في مدينة هيرتوجينبوش، كما انتقدت مونيكه دي كلاين، المتحدثة باسم اتحاد التجزئة المحلية: لماذا سُمح للحشود بالوصول إلى وسط المدينة؟ هذا بث الخوف في نفوسنا جميعاً. أين كانت قوات الأمن وخراطيم المياه؟ لدي شعور أنه لم يتم اتخاذ الاحتياطات الكافية، ولو كانت قد اتخذت، فإن ذلك بعد فوات الأوان".
من جهتها أشارت صحيفة "يونغه فيلت" الألمانية في تقريرها عن الاحتجاجات إلى "استغلال اليمين المتطرف للاحتجاجات":
في البرنامج الحواري "Op1" مساء الأحد قال قائد شرطة أمستردام فرانك باو إن "بعض الأشخاص الذين نزلوا إلى الشوارع ينتمون إلى جماعات سياسية معروفة، بعض من مثيري الشغب من مشجعي كرة القدم، لكن من بينهم أيضاً أشخاص عاديون غاضبون". وبحسب صحيفة تراو اليومية، اكتشفت جماعة المراقبة المناهضة للفاشية "كافكا" تواجد عدد من المحرضين اليمينيين ضمن الاحتجاجات، مثل بن فان دير كوي الذي يمجد أدولف هتلر والإرهابي اليميني النرويجي اندرس بيرينغ بريفيك. كما كان أعضاء من جماعات يمينية متطرفة مثل "Voorpost" و "Double Dutch Frontline" حاضرين في الاحتجاجات".
صحيفة "هامبورغر أبندبلات" تناولت أيضاً نظرة اليمين المتطرف للاحتجاجات في هولندا، فكتبت في تعليقها:
"الوضع مشوش ومربك: بالطبع حظر التجول في هولندا الليبرالية العريقة يزعج الناس، وهو أقسى تقييد للحرية منذ الحرب العالمية الثانية. الشباب الذين لا يشعرون بالخوف من كورونا ولكنهم محبطون جداً من الحياة في ظل الوباء، قد يكونون قابلين للاشتعال بسهولة. غير أن العامل الحاسم هو أن الجماعات المعارضة تتجمع هناك - فالهجمات على ضباط الشرطة والصحفيين وحتى المستشفيات تبدو أشبه بهيجان جماعي أكثر منه تمرداً. وينظر المتطرفون اليمينيون واليساريون لأزمة الدولة هذه بارتياح"・.
أما صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" فرأت أن احتجاجات البلد المجاور هي مثابة "إنذار" لألمانيا:
"لقد مرت عدة متتالية على أحداث الشغب في هولندا. الشباب على وجه الخصوص محبطون لأنهم يريدون الخروج ولم يتمكنوا من القيام بذلك منذ شهور. يقترن عدم الرضا العام عن الحياة بالرغبة في التمرد. وكيف الحال في هذا البلد (ألمانيا)؟ كثير من المواطنين قلقون ومتوترون. هناك أشخاص لم يعودوا مقتنعين بجدوى استراتيجية الحكومة في مكافحة كورونا. أعمال الشغب في البلد المجاور هي إنذار على أن قدرة تحمل المجتمع لا تستمر إلى أجل غير مسمى. هذا ما يظهر أهمية النقاش حول موعد تخفيف الإغلاق".
م.س / إ.م
بسبب قواعد كورونا.. مدن ألمانيا في "الحجر الصحي"
لم يسبق أن كانت مراكز المدن في ألمانيا فارغة بهذا الشكل قبل عيد الميلاد. ففي جميع أنحاء البلاد تنطبق قوانين كورونا المتشددة. قواعد الحجر الصحي المفروضة بسبب كورونا تقدم صورة غير مألوفة للحياة في ألمانيا.
صورة من: Kay-Alexander Scholz/DW
شارع كورفورستندام أو "كودام" خال في برلين
كورفورستندام أو "كودام": شارع التبضع وشارع التجوال في برلين الذي كان يعج عادة بالمتجولين خال تماما في هذا العام. لأنه هنا منذ أن فُرضت قيود واسعة لمكافحة جائحة كورونا ظلت غالبية المتاجر مغلقة.
صورة من: Kay-Alexander Scholz/DW
بريق خافت في عيد الميلاد
وغير بعيد عن كورفورستندام يوجد عادة سوق عيد الميلاد في ساحة برايتشايد في الأثناء مع إجراءات أمنية مشددة. لأن نقطة اللقاء هنا في وسط برلين الغربية سابقا تعرضت لكارثة شديدة في عام 2016 حين توفي 12 شخصا على إثر هجوم ارهابي.
صورة من: Paul Zinken/dpa/picture alliance
الاكتفاء بالنظر إلى الواجهة
متجر الغرب على امتداد شارع كورفورستندام يُعتبر المتجر الشهير في ألمانيا. فعلاوة على جناح المواد الغذائية الشهير، كل شيء متوفر هنا. وتجارة التجزئة الألمانية ستحصل على تعويضات ـ لكن الكثير من التجار يترقبون مساعدات ديسمبر التي وعدت الحكومة بتقديمها.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حزن يخيم على مدينة هامبورغ
والوضع غير مختلف في ثاني أكبر مدينة ألمانية أي هامبورغ. ففي وسط المدينة حول شارع مونكبيرغ يسود فراغ تام. وحتى هنا تتوقع تجارة التجزئة بسبب الحجر الصحي الثاني تراجعا قويا في المبيعات ـ بشرط أن تنتهي تلك القيود كما هو مخطط في العاشر من يناير.
صورة من: Bodo Marks/dpa/picture alliance
إجراءات مراقبة الشرطة في فرايبورغ
فرايبورغ في منطقة برايزغاو تُعد مدينة محبوبة لدى الكثيرين ويجوبها سيل من الماء على هامش الغابة السوداء. هنا أيضا على غرار جميع المواقع في ولاية بادن فورتمبيرغ تسود قيود حظر تجول مشددة، وذلك منذ الـ 12 من ديسمبر/ كانون الأول. ولا يمكن مغادرة المنزل إلا لأسباب وجيهة وفي الليل تٌعتمد قوانين أكثر شدة من فترة النهار.
صورة من: Antonio Pisacreta/ROPI/picture alliance
استعراض موسيقي عسكري في ميونيخ
هنا عاصمة بافاريا ميونيخ. فحول ساحة ماريا شتاخوس يقف في العادة في مثل هذه الأوقات حشود من الناس لشرب النبيذ الساخن. وهذا لا يمكن فعله هذه السنة بسبب إجراءات كورونا وحظر تناول الكحول في الأماكن العامة.
صورة من: Sachelle Babbar/Zumapress/picture alliance
سبات بافاري طويل
كما هو الوضع هنا في حي الصليب بميونيخ تمر ولاية بافاريا التي ضربها الفيروس بسبات عميق. ورغم القيود المتشددة يساند 69 في المائة من الألمان ما يُسمى بالحجر الصحي الثاني ـ هذا ما تمخض عنه استطلاع للرأي لصالح القناة الأولى في التلفزة الألمانية في هذا الأسبوع.
صورة من: Matthias Schrader/AP Photo/picture alliance
بقعة وباء ساكسونيا
في ولاية ساكسونيا تبقى نسبة العدوى مرتفعة أكثر من أي مكان آخر: أكثر من 700 عدوى جديدة مقابل 100.000 نسمة في غضون أسبوع واحد، كما أعلنت عن ذلك دائرة باوتسن. وفي شارع رايشن، الشارع الحقيقي لمدينة باوتسن يبدو هرم عيد الميلاد في حلة حزينة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance
بالكمامة أمام كنيسة دريسدن
وحتى في عاصمة الولاية دريسدن تسود منذ مدة طويلة إلزامية وضع الكمامة. وتعليمات كورونا في ولاية ساكسونيا تم تشديدها في نهاية الأسبوع: فالمتاجر يحق لها بيع حاجيات اللوازم اليومية فقط. والألبسة والكتب أو الألعاب يتم سحبها بغية عدم جلب الزبائن والتخفيف من الاحتكاك.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance
صورة وكأنها من التاريخ
الساحة أمام بوابة براندنبورغ لم تكن خالية من البشر على هذا النحو منذ وجود جدار برلين أي حتى عام 1989. ولا ينقص فقط السياح ـ بل حتى الاحتفال بليلة رأس السنة الأكبر في البلاد والألعاب النارية التي تُنقل فعالياتها إلى جميع أنحاء العالم ألغيت هذه السنة. على الأقل الساعة الشهيرة لحساب الدقات حتى منتصف الليل ستكون تماشيا مع كورونا رقمية وتُنقل عبر التلفزيون. إذن سنة جديدة سعيدة!