سلطت الصحف الألمانية الضوء على الاعتداء الإرهابي يوم الثلاثاء في اسطنبول التركية والذي أودى بحياة عشرة ألمان وإصابة آخرين بجروح. وفي رد فعل رسمي سريع من ألمانيا، قالت المستشارة إن الإرهابيين هم أعداء كل البشرية.
إعلان
صحيفة "برلينر تسايتونغ" علقت على اعتداء اسطنبول، وكتبت قائلة:
"أن يكون عدد كبير من الرعايا الألمان ضحايا اعتداء اسلاموي، فذلك مطابق لنموذج تخطيط إرهابي غاشم يستهدف سياحا غربيين في دول إسلامية. كما أن الاعتداء ينفي الاحتمال القائل إن تنظيم "الدولة الإسلامية" في تراجع على المستويين الإقليمي والاستراتيجي. إرهاب التنظيم لم ينته بعد والجميع مهدد. تفجير اسطنبول هو أيضا استعراض للقوة ورسالة قاتلة ضد الرئيس التركي اردوغان الذي اعتقد، على الأقل مؤقتا، أنه بإمكانه توظيف تنظيم "داعش" لأهدافه السياسية. فأيام قليلة بعد الذكرى السنوية للاعتداء على مجلة شارلي إبدو يأتي حدث مرير يزكي الاعتراف بالعجز الكبير أمام المجرمين الإرهابيين دون إيجاد جواب سياسي على ذلك، ولو عن قرب".
صحيفة "لايبتسيغر فولكس تسايتونغ" سلطت الضوء على بعض التأثير المباشر لاعتداء اسطنبول على الاستقرار داخل تركيا، وكتبت تقول:
" حاليا توجد أمور كثيرة في مهب الريح في تركيا: فإلى حد الآن اعتبرت البلاد جذابة -لاسيما كجسر مستقر أمام العالم العربي ـ وكبلد مثير لاهتمام السياح والمستثمرين على حد سواء. لكن تركيا تجتاحها الآن مشاكل كبيرة بسبب قربها الجغرافي من بؤر الأزمات في سوريا والعراق وبسبب القضايا الكثيرة العالقة في السياسة الداخلية. فالسياح مترددون كما إن المانحين الدوليين يغادرون البلاد. والبلاد تفقد تماسكها الداخلي شيئا فشيئا ـ ولا وجود لبوادر تدل على أن الرئيس اردوغان يملك جوابا مقنعا".
صحيفة "مركيشه أوديرتسايتونغ" تساءلت عن الأسباب المحتملة وراء استهداف سياح ألمان في اسطنبول التركية، وكتبت تقول:
"هل يستحق ذلك فعلا مثل هذا الجهد؟ - لم تمر إلا ثلاثة أسابيع على قرار الحكومة الألمانية بالمشاركة في الحرب ضد تنظيم "داعش" حتى سقط رعايا ألمان ضحية إرهابيين غادرين. ألمانيا ارتمت في الحرب ضد الإسلاميين بعد سنوات من التحفظ الذكي تجاه موقف عدم التورط في حرب، انطلاقا من مشاعر التضامن مع فرنسا التي تعرضت لاعتداءات. وبذلك تكون الحكومة قد سقطت في فخ حسابات الإسلاميين. لأن ما يريده هؤلاء تحديدا هو: الدفع بأكبر عدد من الدول الغربية للتكاثف بهدف تفجير "مواجهة نهائية" بين المسيحيين والمسلمين. ألمانيا قد تبرهن على العظمة في حال عدم انتصاعها للانتقام كلرد فعل، والذي جر فرنسا إلى الحرب سابقا بشكل عميق".
أما صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" فقد علقت على الاعتداء الإرهابي في اسطنبول بالقول:
"الاعتداء أمام المسجد الأزرق في اسطنبول كان له هدفان: تركيا وألمانيا. فليس من الصدفة أن يقوم المهاجم في اسطنبول أربعة أيام بعد انطلاق مهمة طائرات تورنادو الاستطلاعية الألمانية بتفجير نفسه وسط مجموعة من السياح الألمان. والاعتداء يستهدف تركيا أيضا ، لأن الطائرات تنطلق من قاعدة إنجرليك الجوية، كما أن تركيا أصبحت منذ عهد قريب جادة في وقف الإمدادات عبر الحدود السورية لصالح ما يسمى "بالدولة الإسلامية".
وتابعت الصحيفة في تعليقها على ما حصل في اسطنبول أمس الثلاثاء (12 كانون الثاني/يناير 2016 ) وكتبت:
"لا يمكن للحكومة التركية إعادة البلاد مجددا إلى طوق الهدوء إلا إذا استأنفت عملية السلام المتعثرة مع حزب العمال الكردستاني. فبذلك يمكن للبلاد أن تعود لوضع سلام داخلي ... كما إن الحرب ضد "داعش" قد تصبح سهلة، إذا لم يستمر إضعاف الأكراد".
الإرهاب يضرب مجددا تركيا و"داعش" في قفص الاتهام
ضرب الإرهاب تركيا مجددا إثر هجوم انتحاري استهدف إسطنبول، واتهمت الحكومة تنظيم "داعش" بالوقوف وراءه، فيما بلغ عدد ضحاياه عشرة قتلى تسعة منهم ألمان، إضافة إلى 15 جريحا. لينضاف هذا الهجوم إلى سلسلة هجمات نسبت إلى "داعش".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
12 يناير/ كانون الثاني 2015: اهتزت تركيا مجددا بفعل هجوم إرهابي استهدف مركزا سياحيا باسطنبول، راح ضحيته عشرة قتلى على الأقل و15 جريحا. وغالبية القتلى طلاب مدارس، تسعة منهم ألمان.
صورة من: Reuters/K. Aslan
سارع رئيس الوزراء التركي داوود أوغلو إلى تحميل تنظيم "داعش" مسؤولية التفجير الذي وقع صباح اليوم الثلاثاء وسط مدينة إسطنبول، مشيرا إلى أن منفذ الهجوم انتحاري ينتمي للتنظيم. فيما تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن انتحاري يحمل الجنسية السورية.
صورة من: DW/A. Lekas Miller
ميركل من جهتها بلغها الخبر حين كانت في جلسة تشاورية مع عبد المالك سلال رئيس الوزراء الجزائري في برلين. وفي مؤتمر صحفي مشترك، قالت المستشارة الألمانية: الإرهاب "ضرب اليوم اسطنبول، كما ضرب باريس، وتونس وأنقرة". وأضافت أن "الإرهاب الدولي يظهر مرة جديدة بوجهه الدنيء والمزدري للحياة البشرية"، داعية الى التعاون لمواجهته.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015: نفذ انتحاري بحزام ناسف هجوما على حافلة للحرس الرئاسي في قلب العاصمة تونس تسبب في مقتل 12 عنصرا من النخبة الأمنية. الهجوم تبناه "داعش" وكان من أسوء الاعتداءات التي تعرضت لها تونس العام الماضي. وتزامن مع تسلم رباعي الحوار جائزة نوبل للسلام بفضل جهوده لدعم الانتقال الديمقراطي.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015: سلسلة من الاعتداءات غير المسبوقة توقع 129 قتيلاً على الأقل وأكثر من 350 جريحاً في باريس. الإرهابيون استهدفوا ستة مواقع مختلفة، من بينها محيط ملعب "ستاد دو فرانس" الدولي ومطاعم في أحياء راقية وصالة للحفلات الموسيقية. وقد أعلن "داعش" مسؤوليته عن الهجمات.
صورة من: Reuters/Ph. Wojazer
12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015: تفجير دراجة نارية مفخخة يتبعها تفجير انتحاري في سوق بمنطقة الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت يوقع 44 قتيلاً. المنطقة تعتبر معقلاً لتنظيم حزب الله اللبناني. تنظيم "داعش" تبنى الهجوم، وكان الأكثر دموية في تاريخ البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990.
صورة من: picture alliance/ZUMAPRESS/N.Lebanon
31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015: طائرة ركاب روسية تابعة لخطوط "كوغاليمافيا" تسقط في شبه جزيرة سيناء بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها الـ224، غالبيتهم روس. وتعتبر هذه أسوأ كارثة جوية روسية على الإطلاق. وأعلن تنظيم "ولاية سيناء" التابع لـ"داعش" مسؤوليته عن إسقاط الطائرة.
صورة من: imago/ITAR-TASS
10 أكتوبر/ تشرين الأول 2015: هز هجوما آخر تركيا وهذه المرة في أنقرة إثر هجوم انتحاري أمام محطة القطارات في العاصمة التركية أنقرة أوقع 102 قتيلاً وأكثر من 500 جريح. وأكد المدعي العام أن تنظيم "داعش" يقف وراء الاعتداء.
صورة من: Getty Images/G. Tan
26 يونيو/ حزيران 2015: طالب جامعي مسلح يفتح النار داخل منتجع سياحي بمنطقة سوسة، ويقتل 38 سائحاً أجنبياً، بينهم 30 بريطانياً. وتبنى تنظيم "داعش" هذا الهجوم، الذي سبقه هجوم مماثل على متحف باردو في تونس العاصمة في الثامن عشر من مارس/ آذار أدى إلى مقتل 22 شخصاً.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
7-9 يناير/ كانون الثاني 2015: مسلحان يفتحان النار داخل مكاتب مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً، بينهم ثمانية من رسامي الكاريكاتور في المجلة. كما قتلت شرطية على مشارف باريس، فيما احتجز مسلح عدداً من الرهائن في متجر يهودي، قتل منهم أربعة أشخاص. وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هذه الهجمات.
صورة من: AFP/Getty Images/K. Tribouillard
كما أضاف داود أوغلو أنه اتصل بالمستشارة الألمانية ميركل لتقديم التعازي للشعب الألماني عن مقتل تسعة من الرعايا الألمان في الهجوم، مؤكدا أنه سيتم إطلاع الجانب الألماني على تطورات التحقيقات الجارية.