صحف ألمانية: الحوثيون لن يستفيدوا إلا مؤقتا من مقتل صالح
٥ ديسمبر ٢٠١٧
هيمن موضوع مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على يد ميليشيات حوثية على تعليقات الصحف الألمانية. والكثيرون من المعلقين يعتبرون ذلك خسارة للعربية السعودية ويخشون مزيدا من التصعيد.
إعلان
صحيفة "فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ" كتبت تقول:
"مع مقتل الرئيس السابق صالح يزداد النزاع في اليمن غموضا. فالنزاع تقلص مؤخرا إلى حرب بالوكالة بين العربية السعودية وإيران. والعربية السعودية قدمت الدعم للرئيس الشرعي هادي، لكن إيران ساندت المتمردين الحوثيين الذين انضم إليهم في 2012 صالح المخلوع. لكن صالح تخلى السبت عن هذا التحالف، لأن طرفا ثالثا تدخل وهو الإمارات العربية المتحدة التي أرادت كسب السعوديين للتفاهم مجددا مع صالح، لأن هادي رئيس بلا سلطة. لكن العربية السعودية والإمارات تتبعان في اليمن أهدافا مختلفة. فمنهم من يريد طرد الحوثيين وإيران، والآخرون يريدون بسط الهيمنة على جنوب اليمن ومدينة عدن الساحلية. وكل جهة تراهن على سند في نظام صالح السابق: الرياض على الجنرال علي محسن الأحمر وأبو ظبي على ابن صالح أحمد. وكلاهما تجمعهما منذ سنوات عداوة. فالنزاع في اليمن يزداد الآن تعقيدا. والطرف الثالث المبتسم هم الحوثيون والقوة الداعمة لهم إيران".
الموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيغل" سلط الضوء في تعليق على علي عبد الله صالح، وقال:
"مقتله يشكل انتكاسة إضافية لمحمد بن سلمان، وزير الدفاع في العربية السعودية وولي العهد. فهو مهندس الحملة العسكرية في اليمن ووعد شعبه في مارس بتحقيق نجاح سريع في اليمن. لكن هذا النجاح يبقى بعد نفقات بالمليارات وأكثر من 200 من الجنود السعوديين المقتولين بعيد المنال. وبعد سنتين ونصف على بداية الهجوم باتت العربية السعودية متعبة من الحرب. ويبدو أن ولي العهد محمد راهن على الخروج من هذا النزاع يحافظ به على ماء الوجه من خلال ربط تحالف مع صالح. لكن هذا الخيار فشل. وعلى المدى القصير يُعتبر مقتل صالح نجاحا عسكريا للمتمردين الحوثيين. فبعد أيام قليلة على انقلاب شريكهم الوحيد في التحالف ضدهم قتلوه ـ وهو رجل نجح في تجاوز العديد من الدسائس والاعتداءات والتدخلات الأجنبية والذي ساهم بشكل ملحوظ في تقرير مصير اليمن حتى بعد فقدانه منصبه في 2012. وهذا يكشف القوة العسكرية التي يتمتع بها الحوثيون ـ ويمنحهم في آن واحد القناعة ... لكن على مدى متوسط قد يضعف الانفصال عن وحدات صالح المتمردين الحوثيين. وتمتد جذور الميليشيا إلى الجبال في شمال غرب اليمن. وفي صنعاء وتحديدا في أجزاء البلاد الجنوبية يُنظر إليهم كمحتلين. وتحالفهم مع صالح الذي ينحدر من صنعاء غطى على هذه الحقيقة طويلا. والآن انتهى كل شيء".
أما صحيفة "تاغستسايتونغ" الصادرة ببرلين فكتبت تقول:
" غامر السعوديون بشكل عال عندما حرضوا صالح على القطيعة مع الحوثيين ووعدوه بتقديم الدعم العسكري. وها هم الآن خسروا. وليس واضحا كيف سيؤثر ذلك على مجرى الحرب. وإذا انتصر الحوثيون في صنعاء، فسيؤدي ذلك بالتأكيد إلى حملة انتقام ضد جميع من تعاطفوا مع صالح. ومن الممكن أيضا أن يصعد الجانب السعودي الحرب، ويحاول بالتعاون مع شركائه اليمنيين فرض حسم عسكري في صنعاء. وعلى كل حال سكان صنعاء تنتظرهم أوقات عصيبة."
من جانبها توقعت صحيفة "زود فيست بريسه" الصادرة بمدينة أولم تصعيدا إضافيا للوضع في اليمن، وكتبت تقول:
"الحوثيون لم يعد لهم ما يخسرون منذ أن أعلن الرئيس السابق (المقتول) السبت في كلمة متلفزة التخلي عن التحالف الحربي ضد العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ومنذ صدور أمر الهجوم من جانب الرئيس المقيم في المهجر السعودي عبد رب منصور هادي للوحدات الحكومية بإستعادة السيطرة على العاصمة صنعاء، قد يهدد مدينة الإرث الثقافي العالمي التاريخية نفس مصير عدن وتعز وحلب والموصل وحمص والرقة. وعلى هذا النحو تدور دوامة العنف والدمار ـ وستلتهم اليمن الذي هو منذ العصور القديمة أحد أجمل بلدان المشرق".
ر.ز/ م.أ.م
اليمن- جوع وقحط وأوبئة بسبب الحصار
دعت الأمم المتحدة إلى رفع كامل للحصارالمفروض على اليمن بسبب تدهور الوضع الإنساني، كما حثت بريطانيا حليفتها المملكة العربية السعودية على تخفيف الحصار ما يظهر حجم الكارثة التي ألمت بهذا البلد الفقير. ملف صور لليمن الحزين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mohammed
الحصار يفاقم الأزمة
فاقم الحصار الذي فُرض على اليمن من الأزمة ولم يتمكن العاملون بالإغاثة من الدخول إلى البلد و إيصال شحنات الغذاء والامدادات، كما ارتفعت أسعار الوقود إلى أكثر من 60 بالمئة في صنعاء. وقال مدير فرع منظمة أوكسفام باليمن إنّ ندرة الوقود تعني توقف المولدات التي تضخ المياه النظيفة للأسر، وتضيء المدارس وتحافظ على المستشفيات كما أنه مهم لنقل ما تبقى من غذاء في اليمن.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
مسؤولية التحالف
ودعت منظمة أوكسفام الدولية الإنسانية إلى رفع الحصار عن اليمن ووقف إطلاق النار وفي هذا الصدد قال مدير فرع منظمة أوكسفام باليمن أنه "إن لم تتحرك جميع أطراف النزاع ومن في ايديهم قرار الحرب، فإن التاريخ سيحاسب هذه الدول الخمس بأنها إما كانت متواطئة أو مسؤولة عن القتل غير المبرر لآلاف المدنيين في اليمن".
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
مطالب برفع كامل للحصار
من جانبه دعا مسؤول الإغاثة بالأمم المتحدة مارك لوكوك التحالف العسكري الذي تقوده السعودية إلى رفع كامل للحصار المفروض على اليمن، وقال لوكوك" هذا الحصار رفع جزئياً لكن ليس بالكامل. يتعين رفعه بالكامل لتجنب حدوث مأساة إنسانية فظيعة تشمل موت الملايين لم يشهد لها العالم مثيلاُ منذ عقود".
صورة من: Reuters/K. Abdullah
التحالف يخفف الحصار جزئياً
التحالف الذي تقوده السعودية بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى خفف الحصار هذا الأسبوع متيحاً لللسفن ايصال المساعدات والغذاء إلى ميناء الحديدة والصليف على البحر الأحمر، بالإضافة إلى هبوط طائرات إغاثة في مطار صنعاء لأول مرة بعد ثلاثة أسابيع من إغلاق التحالف بقيادة السعودية المنافذ اليمنية رداً على صاروخ أطلقه الحوثيون على الرياض.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Hyder
نحو نصف المعونات الأممية لعام 2018 لسوريا واليمن
وأعلنت الأمم المتحدة أنها ستخصص للحربين في سوريا واليمن حوالي نصف المبلغ الذي تعتزم إنفاقه على معونات الأزمات الإنسانية لعام 2018 والذي يقدر بـنحو 22.5 مليار دولار. كما سيتم تخصيص 2.5 مليار دولار للحرب الدائرة في اليمن، والتي تصنفها الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
صورة من: Reuters
الحصار بسبب الصواريخ؟
واستخدم التحالف بقيادة السعودية الهجوم الصاروخي الذي وقع في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر2017 لتبرير حصار اليمن، الذي دام لأسابيع مؤكداً ضرورة ذلك لوقف تدفق الأسلحة إلى الحوثيين من إيران.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
صورايخ الحوثيين تبدو إيرانية
وأشار تقرير سري أعده مراقبو العقوبات بالأمم المتحدة إلى أن بقايا أربعة صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون اليمنيون على السعودية هذا العام تبدو من تصميم وتصنيع إيران. من جهتها نفت إيران تزويد الحوثيين بالأسلحة ولم تعلق لدى الأمم المتحدة على طلب للتعقيب على تقرير مراقبي الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters
ماي تحث السعودية على تخفيف الحصار
في خطوة تُوضح حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها اليمن، حثت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي السعودية عقب لقائها القادة السعوديين في الرياض على تخفيف الحصار المفروض على اليمن بشكل عاجل لتجنب كارثة انسانية، كما جاء في البيان الحكومي البريطاني الذي صدر في الـ 30 تشرين/ نوفمبر2017.
صورة من: Reuters/Saudi Royal Court/B. Algaloud
اتهام التحالف
البيان الحكومي البريطاني نصّ على أن "الجانبين البريطاني والسعودي اتفقا على ضرورة اتخاذ خطوات بشكل ملح لمعالجة هذه المسألة". في المقابل تتهم منظمات إنسانية التحالف البريطاني السعودي بالتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين خلال عمليات القصف التي يقوم بها التحالف على اليمن.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تفشي المزيد من الأوبئة
ويسير الوضع الإنساني في اليمن من سيء إلى أسوأ، بسبب انهيار النظام الصحي وتفشي الأمراض والأوبئة وارتفاع حدة المجاعة في البلاد. فبعد تفشي وباء الكوليرا الذى راح ضحيته أكثر من ألفي شخص، يحصد مرض الديفتيريا أرواح اليمنيين، خاصة الأطفال منهم. إعداد: إيمان ملوك