صحف ألمانية: السعودية شريك مهم في منطقة غير مستقرة
٢٩ مارس ٢٠١٩
بسبب حرب اليمن هناك خلاف بين السياسيين الاشتراكيين وقادة بالاتحاد المسيحي حول تصدير السلاح إلى السعودية. غير أن المستشارة الألمانية نزلت في النهاية على رأي الاشتراكيين بتمديد الحظر، وسط انتقادات من الشركاء الأوروبيين.
إعلان
بعد خلاف في وجهات النظر اتفق الائتلاف الحاكم في ألمانيا، المكون من المحافظين والاشتراكيين على تمديد حظر تصدير السلاح إلى السعودية لمدة ستة شهور أخرى، حتى نهاية سبتمبر/ أيلول هذا العام. هذه الخطوة شغلت حيزا في تعليقات الصحف الألمانية الصادرة الجمعة(29 أذار/مارس 2019).
وكان السؤال في الأيام الأخيرة في ألمانيا حول: هل يجب أن نعيد تصدير السلاح إلى السعودية؟ الحزب الاشتراكي الديمقراطي ضد تصدير السلاح ولذلك يتعرض للانتقاد.
وتقول صحيفة "فيستفيليشه ناخريشتن" في تعليق لها: "يلتزم الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعقد تشكيل الائتلاف الحكومي، الذي ينص على عدم تصدير أسلحة للدول، التي تشارك بشكل مباشر في حرب اليمن". وتتابع الصحيفة "مبدئياً، لا يوجد شيء خاطئ في هذا الموقف. ومع ذلك، فإن هذا يكشف عن معضلة أوروبية: السياسة الداخلية الألمانية توقف بذلك منتجات أغلبيتها فرنسية - مثل مقاتلات "يوروفايتر". والسؤال المثير هو: كيف يبدو الحل الذي يحفظ ماء الوجه، ويجعل الحزب الاشتراكي يتصرف عكس طبيعته؟"
أما صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" فتتفهم الانتقادات الفرنسية بسبب وقف الصادرات وكتبت تقول: "الموقف الألماني المُقَيّدُ القائمُ على الأخلاق تحول إلى عقبة خطيرة أمام التعاون الأوروبي في سياسة التسليح والدفاع". وأضافت الصحيفة: "يجب على جميع السياسيين في برلين، الذين يدعون باستمرار إلى تكاتف أكثر قوة بين الأوروبيين على الساحة العالمية، أن يفكروا في أنه يجري في الصناعة الفرنسية تفضيل أنظمة "بدون ألمان" أي بدون مكونات ألمانية".
أما صحيفة "أوغسبرغر ألغماينه" فقالت: "رغم كل الانتقادات المشروعة فإن المملكة العربية السعودية هي حليف مهم في منطقة غير مستقرة، كما أن صادرات الأسلحة تؤمن فرص عمل"، في إشارة إلى المصانع التي تضررت من وقف صادرات السلاح للسعودية.
ومن جانبها قالت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" عن تمديد حظر تصدير السلاح للسعودية: "من خلال حل الوسط هذا، كسب الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي بعض الوقت خصوصا لكن ليس هناك وضوح. فلا هناك وجود لأي توجيهات جديدة لتصدير السلاح، كما وعد عقد التحالف الحكومي العام الماضي، كما أن الشركاء الأوروبيين لا يعرفون ما يعنيه الألمان حقًا".
وتابعت الصحيفة، التي تصدر في ميونيخ: "بالنسبة لسفن الدورية المصنعة في فولغاست (بألمانيا)، والتي غير مسموح بتسليمها إلى المملكة السعودية، توجد رغبة الآن في العثور على عملاء آخرين (يأخذونها)، أو أن تقوم الحكومة الاتحادية نفسها بشراء تلك السفن. ويمكن القيام بذلك" وتؤكد الصحيفة: "على الدوام لن تكون هناك إمكانية (لدى ألمانيا) للتخلص من الالتزام بالتعريف الواضح للقيم الذاتية في مجال تصدير الأسلحة".
اعداد: صلاح شرارة
أرقام وحقائق .. هل تعاقب السعودية الشركات الألمانية؟
تراجعت صادرات ألمانيا إلى السعودية بنسبة 5 بالمئة خلال النصف الأول من 2018، وذلك بعد أنباء تحدثت عن رغبة سعودية بمعاقبة ألمانيا بسبب انتقادها لسياسات السعودية. وهذه قائمة بأهم الصادرات والواردات الألمانية السعودية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
السعودية تسحب سفيرها في برلين
تصاعدت الخلافات بين ألمانيا والسعودية قبل نحو ثمانية أشهر، بعدما انتقد وزير الخارجية الألمانية آنذاك زيغمار غابرييل السعودية وتحدث حينها عن "مغامرة" تتعلق بالسياسة الخارجية. واستدعت المملكة حينها سفيرها من برلين إلى الرياض احتجاجا على ذلك. وحتى الآن لم يتم إعادته. وذكرت أنباء في أيار/ مايو الماضي بأن السعودية تريد أن تعاقب الشركات الألمانية بسبب التوترات السياسية بين البلدين.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Vogler
تراجع الصادرات الألمانية إلى السعودية
أعربت أوساط اقتصادية ألمانية عن استيائها من استمرار تراجع الصادرات الألمانية إلى السعودية. وقال رئيس قسم التجارة الخارجية بغرفة التجارة والصناعة الألمانية فولكر تراير إن الصادرات الألمانية تراجعت بنسبة 5 بالمئة وانخفضت بذلك إلى نحو ثلاثة مليارات يورو خلال النصف الأول من العام الجاري. وأشار تراير إلى أن حجم الصادرات إلى السعودية بلغ 6.6 مليار يورو في 2017، وكان يبلغ 9.9 مليار يورو في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
صناعات الدواء والعقاقير الطبية
حذرت اتحادات صناعة دواء دولية وألمانية السعودية بشأن شروط التوريد الصارمة التي طبقتها الرياض ردا على انتقادات لسياساتها. ويقول مسؤولون ألمان إن شركات مثل سيمنس هيلثينيرز وباير وبوهرنغر إنغلهايم أصبحت مستبعدة من مناقصات الرعاية الصحية العامة بالسعودية. وقال أوليفر أومز من غرفة التجارة والصناعة الألمانية بالرياض "على مدى الأشهر الستة الأخيرة تجد شركات ألمانية صعوبة في العمل في السعودية".
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Nolte
السعودية أكبر سوق أدوية في الشرق الأوسط
حسب إحصائيات نشرتها غرفة التجارة والصناعة الألمانية في ولاية بافاريا، وصلت قيم صادرات الدواء والعقاقير الطبية إلى السعودية إلى 600 مليون يورو في عام 2017. وكانت في ارتفاع مستمر في السنوات الأخيرة. والسعودية أكبر سوق أدوية في الشرق الأوسط وإفريقيا بمبيعات بلغت 7.6 مليار دولار العام الماضي وفقا لشركة معلومات الرعاية الصحية إكفيا. وتخلو قائمة أكبر عشرة موردي أدوية إلى المملكة من باير وبوهرنغر.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Sahib
صادرات السلاح
شهد قطاع بيع السلاح والمعدات العسكرية تراجعا كبيرا أيضا في 2018. ووافقت الحكومة الألمانية على 4 صفقات أسلحة للسعودية بقيمة 161.8 مليون يورو هذا العام. ويعود انتقاد تصدير أسلحة للسعودية بسبب حرب اليمن. وكان التحالف المسيحي بقيادة المستشارة ميركل، والحزب الاشتراكي الديمقراطي اتفقا خلال مفاوضات تشكيل الائتلاف الحاكم على إيقاف صادرات الأسلحة لكافة الدول المشاركة "على نحو مباشر" في حرب اليمن.
صورة من: Imago/teutopress
صادرات كيماوية
انخفضت قيمة المنتجات الكيماوية في عام 2017 بصورة طفيفة عن عام 2016 ووصلت إلى 604 مليون يورو، بعد أن كانت 624 مليون يورو. فيما شهدت الصادرات الكيماوية أكثر ارتفاع لها في عام 2012 ووصلت حينذاك إلى نحو 800 مليون يورو.
صورة من: Fotolia/Franz Pfluegl
معدات معالجة البيانات وأخرى إلكترونية وبصرية
ارتفعت قيم هذه الصادرات إلى السعودية عام 2017 ووصلت إلى 593 ميلون يورو بينما كانت 455 مليون يورو في 2016، حسب إحصائيات نشرتها غرفة التجارة والصناعة في ولاية بافاريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
معدات كهربائية
انخفضت قيم صادرات الأجهزة والمنتجات الكهربائية إلى 401 مليون يورو في 2017، في حين كانت 686 مليون يورو في العام الذي سبقه. وهو أقل مبلغ لهذه الصادرات منذ عام 2011.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
صادرات زراعية
حافظت الصادرات الزراعية الألمانية على قيمها في العام الماضي مقارنة بالأعوام الماضية وبلغت 445 مليون يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/L. Mirgeler
السيارات وقطع غيار السيارات
استمرت هذه الصادرات في انخفاضها الحاد ووصلت عام 2017 إلى 705 مليون يورو بينما كانت قد وصلت إلى رقم قياسي في عام 2015 وبلغت آنذاك مليار و 600 مليون يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
صناعة المكائن
قطاع صادرات المكائن الألمانية إلى السعودية هو الأكبر في مجال التجارة بين البلدين على الإطلاق. وبلغ مليار و 64 مليون يورو في عام 2017، لكنه أيضا في انخفاض في الأعوام الأخيرة، إذ كان قد وصل إلى أكثر من مليار و800 ميلون يورو في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
الواردات السعودية إلى ألمانيا
بلغت قيمة الواردات السعودية إلى ألمانيا 802 مليون يورو عام 2017 وبارتفاع قدره 28 بالمائة عن عام 2016، إذ بلغت فيه قيم الواردات 623 مليون يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
النفط
أهم الواردات السعودية كانت النفط والغاز التي وصلت إلى 313 مليون يورو عام 2017. وهي في ارتفاع مقارنة بعام 2016 حيث بلغت آنذاك 200 مليون يورو، لكنها بعيدة جدا عن أرقام عامي 2012 و 2013 حيث تجاوزت مليار و 200 مليون يورو سنويا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Haider
المنتجات الكيماوية
المنتجات الكيماوية كانت في المركز الثاني في قائمة الواردات السعودية في ألمانيا وبلغت قيمها 266 مليون يورو وبارتفاع وصل إلى 30 بالمائة عن عام 2016.
صورة من: picture-alliance/epa
منتجات سعودية أخرى
تستورد ألمانيا أيضا منتجات بلاستيكية ومطاطية بقيمة 22 مليون يورو، ومنتجات فحمية ومنتجات نفطية بقيمة 23 مليون يورو، ومنسوجات بـ 17 مليون يورو، ومعادن بقيمة نحو 10 ملايين يورو وقطع غيار سيارات بقيمة 8 ملايين يورو.