صحف ألمانية: الطائرات الحربية والبوراج وحدها ليست حلاً
عبد الرحمن عثمان٢٧ نوفمبر ٢٠١٥
تباينت مواقف الصحف الألمانية الصادرة صباح اليوم إزاء قرار حكومة برلين بإشراك الجيش الألماني في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا. وفي حين ترى صحف أنه "قرار لابد منه" ترى أخرى أنه "متعجل وغير مجد".
إعلان
حول قرار الحكومة الألمانية بإشراك الجيش الألماني في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، كتب موقع شبيغل أونلاين "Spiegel Online" يقول: "مع الأسف، ليس هناك بديل آخر."وتابع الموقع الألماني: "الطائرات الحربية والبوارج ليست حلا بالطبع ، لكنها جزء من الحل. وأوروبا يمكن أن تنعم بالأمن الدائم فقط، إذا دافعت عن نفسها ضد أعدائها. وأيضا إذا نجحت (أوروبا) في دعم وتقوية قوى السلام والديمقراطية في الشرق الأوسط، وصد تأثير الدعاة المحرضين على الحقد والكراهية. وهذا ممكن بالدبلوماسية الذكية والوسائل الاقتصادية – وللأسف - الوسائل العسكرية أيضا. أما الانتظار وغض الطرف، فلم يعد لهما جدوى."
وجهة النظر هذه تتبناها أيضا صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ "Frankfurter Allgemeine Zeitung" الصادرة في فرانكفورت، حيث كتبت تقول:
"قرار الحكومة كان لا مفر منه، إذا كانت النتائج التي تم التوصل إليها في الأيام الماضية ليست مجرد كلام فارغ، وأننا جميعنا مستهدفون بالهجمات الإرهابية وأنه يجب محاربة تنظيم "الدولة الأسلامية" بالوسائل العسكرية، كما قالت المستشارة نفسها (...) لكن المهمة لا تخلو من المخاطر، والكل يعرف ماذا تفعل داعش بالطيارين الذين تأسرهم."
وعلى عكس ما سبق، تشكك صحيفة تاغس تسايتونغ „Tageszeitung“ في التدخل العسكري الألماني في سوريا وكتبت تقول:
"يعاني الغرب من مشكلة المصداقية في الشرق الأوسط، لأنه (الغرب) يدعم أنظمة ديكتاتورية تعد بالاستقرار. وعدا ذلك لا يهتم بالمنطقة؛ إلا إذا وضع الإرهابيون موضوع الشرق الأوسط على جدول أعماله. ولا يبدو أن التدخل العسكري الألماني في سوريا سيجعل الغرب أكثر مصداقية، فقد كان لدى الحكومة الألمانية أربع سنوات للتفكير في تدخل عسكري في سوريا. وقرار التدخل المخطط له الآن يبدو متعجلا وغير مجد. فالألمان سيوفرون طائرات الاستطلاع والآخرون يوفرون قاذفات القنابل."
أما صحيفة زود دويتشه تسايتونغ „Süddeutsche Zeitung“، فتدعو إلى مزيد من العمل الوقائي ضد الإرهاب وكتبت تقول:
"في لبنان وحده البالغ عدد سكانه 4.5 مليون نسمة يعيش أكثر من 400 ألف طفل سوري لاجئ في سن المدرسة. بينهم 100 ألف فقط وجدوا مقاعد في المدارس اللبنانية. والباقون؟ كلما طال بقاء الأطفال خارج المدرسة، ألقى ذلك بظلاله السوداء على مستقبلهم. وهذا يزيد من احتمال أن يرى هؤلاء الأطفال العنف أمراً جيداً جداً، وقد يتعلمون إظهار الثقة بالنفس من خلال القنابل بدلاً من الكتب. الوقاية من الإرهاب تكون هنا في مخيمات اللاجئين، وهذه الوقاية ستكون أرخص بكثير من القمع لاحقاً بطائرات التورنادو الحربية. فمخيمات لاجئين بدون مدارس ولا مستقبل هي مرتع خصب ومراكز لتجنيد الإرهابيين."
داعش..الخطر المتمدد في العراق وسوريا
بعد سيطرته الكاملة على تدمر، بات تنظيم"الدولة الإسلامية" يسيطر على نحو نصف التراب السوري. كما تمكن التنظيم الإرهابي في العراق من السيطرة على مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار. تقدم استراتيجي خطير لا يخلو من الإخفاقات.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
سيطر تنظيم " الدولة الإسلامية" مساء الخميس 21 مايو/ أيار 2015 على آخر معبر للنظام السوري مع العراق، وذلك بعد انسحاب قوات النظام السوري من معبر الوليد الواقع على الحدود السورية، المعروف باسم "معبر التنف".
صورة من: picture alliance/AP Photo
قبل ذلك بساعات سيطر التنظيم الارهابي "داعش" الخميس على مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص وهو ما فتح له الباب للتوجه إلى الحدود العراقية حيث "معبر تنف"، حيث تمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/CPA Media/Pictures From History/D. Henley
تمكن تنظيم "الدولة الإسلامية "داعش"، يوم الأحد الماضي 17 مايو/ أيار 2015، من بسط سيطرته بالكامل على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار في غرب العراق. وهو ما يعد أكبر تقدم ميداني له في العراق منذ سيطرته على مدينة الموصل قبل نحو عام. تطور تسبب في نزوح مئات الآلاف من سكان المدينة.
صورة من: Reuters/Stringer
فرض مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" سيطرتهم على مدينة الموصل مركز محافظة نينوي، التي تعد ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة بغداد. وذلك في 10 يونيو/ حزيران 2014. وهو ما اعتبره المتتبعون آنذاك تطورا خطيرا، خاصة وأن التنظيم تمكن من بسط سيطرته على المدينة بسرعة فائقة بعد أن انسحب الجيش العراقي من المنطقة.
صورة من: picture-alliance/abaca
سيطر داعش بمساعدة العشائر العراقية المحلية، على مدينة الفلوجة الواقعة في محافظة الانبار بغرب العراق في مطلع 2014. ويعتبر ذلك أول نجاح كبير في حملة عسكرية واسعة النطاق من قبل التنظيم الإرهابي في العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد الاستيلاء على جبل سنجار حيث قتل وتشريد الآلاف من الأقلية الايزيدية، واجه داعش هجوما مضادا من مختلف الميليشيات الكردية. كما قم التحالف الدولي بتوجيه ضربات جوية ضد التنظيم.
صورة من: Reuters/A. Jalal
بعد عدة محاولات فاشلة من قبل الحكومة العراقية لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، ساعدت الميليشيات الشيعية في طرد عناصر التنظيم من المدينة في نيسان/ أبريل الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
يسيطر تنظيم "داعش" منذ صيف 2013، على أغلب مناطق محافظة الرقة باستثناء بعض القرى التي استولى عليها المقاتلون الأكراد. وتعتبر محافظة الرقة المعقل الأساسي للتنظيم "|الدولة الإسلامية" في سوريا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
تمكن التنظيم الإرهابي السنة الماضية من السيطرة أيضا بشكل شبه كامل على محافظة دير الزور في سوريا، كما استطاع تنظيم "داعش" من السيطرة على معبر البوكمال بريف دير الزور الذي يصل بين مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية.
صورة من: Ahmad Aboud/AFP/Getty Images
يسيطر التنظيم أيضا على الجزء الشمالي الشرقي من محافظة حلب باستثناء بلدة عين العرب (كوباني) الكردية ومحيطها. وقد نجح داعش تقريبا في اجتياح هذه المدينة الكردية الواقعة في شمال سوريا. غير أن الضربات الجوية الأمريكية والهجمات المضادة المنسقة من قبل الميليشيات الكردية أدت في نهاية المطاف إلى استعادة المنطقة بالكامل تقريبا من التنظيم في كانون ثان/ يناير الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa
تمكنت قوات البيشمركة الكردية نهاية السنة الماضية أيضا من إجبار مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" على الانسحاب من جسر الزرقا الاستراتيجي بالقرب من كركوك شمالي العراق.