صحف ألمانية: عملية تحرير الموصل تنذر بكارثة إنسانية
١٨ أكتوبر ٢٠١٦
سلطت الصحف الألمانية الضوء على العملية العسكرية التي تقودها حكومة بغداد مع حلفائها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي لتحرير الموصل. وسبق أن حذرت منظمة الأمم المتحدة من تعرض المسلمين السنة هناك للتهجير والقتل.
إعلان
حذرت منظمة العفو الدولية اليوم الثلاثاء (18 أكتوبر/تشرين الأول) من أن المسلمين السنة الذين يفرون من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق يصبحون عرضة لأعمال التعذيب والاختفاء القسري والإعدام خارج نطاق القضاء، وذلك من خلال أعمال انتقامية تقوم بها ميليشيات وقوات الحكومة العراقية. ولاحظت صحيفة "برلينر تسايتونغ" في تعليقها على الموضوع وكتبت:
"الحملة العسكرية قد تستمر لبعض الوقت، والتوسع الجغرافي لتنظيم "داعش" سيتوقف. لكن ليس هناك ما يدل على انتهاء العنف الإسلاموي. فمن البداية ركزت ميليشيات تنظيم "داعش" على الإرهاب الذي يقوم به أفراد والذي تم دعمه والتحضير له في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم. لكن "داعش" لا يراهن على وجوده على الأرض، بقدر ما يراهن على مناطق جديدة يمكن لمليشياته القالة الانسحاب لأن التنظيم الاسلاموي يتصور أنه يستطيع العيش دون وجود دولة."
فيليب لوثر، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، اتهم في تقرير الميليشيات الشيعية الموالية لحكومة بغداد المعروفة بالحشد الشعبي وقوات الحكومة العراقية بارتكاب "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بما في ذلك جرائم حرب" وتنفيذ أعمال الإعدام خارج نطاق القضاء ضد آلاف المدنيين، الذين فروا من المناطق الواقعة تحت سيطرة "داعش" الإرهابي، كما علقت صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" حيث قالت:
"في الموصل ستتلقى ميليشيات تنظيم داعش الإرهابية على مرأى العالم هزيمة رمزية هامة أمام قوة عسكرية متفوقة. وقد تم تشكل تحالف واسع يضم الجيش العراقي والشرطة من ميليشيات شيعية وسنية وآلاف الجنود الأمريكيين وأفراد الحرس الثوري الإيراني. لكن النتيجة لن تكون سريعة، فالحرب قد تستمر شهورا...أضف إلى ذلك أن القاسم المشترك لهذا التحالف المتنوع في هجومه على الموصل هو موقف العداء للدولة الإسلامية. وفي اليوم الذي ستُطرد فيه ميليشيات داعش من هناك، فسيصبح لكل مجموعة من هذه المجموعات جدولها الخاص. ليس هناك مخطط يكشف عن كيفية تسيير محافظة نينوى والموصل. والمجموعات المختلفة في العراق ما تزال تعتبر مصالحها الخاصة أهم من المصلحة العامة. وما دام الأمر على هذه الحال، فلن يكون هناك استقرار دائم".
وأشار فيليب لوثر، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية إلى أن "العراق يواجه حاليا تهديدات أمنية حقيقية للغاية ومميتة في مواجهته مع تنظيم داعش، لكن ليس هناك ما يبرر أعمال الإعدام خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري والتعذيب والاعتقالات التعسفية". وأضاف لوثر: "من المهم للغاية أن تتخذ السلطات العراقية خطوات لضمان عدم حدوث تلك الانتهاكات المروعة مجددا". وفي هذا السياق كتبت صحيفة "تاغستسايتونغ":
"حتى يمكن تفادي انتهاء العملية العسكرية بكارثة، يجب بداية مراعاة الخلافات العرقية. وينطبق هذا بوجه خاص على المسلمين السنة الذين تم تهميشهم سياسيا منذ انهيار حكم صدام حسين. فهل ستنجح حكومة بغداد في ذلك؟، وسيتضح ذلك من خلال من سيتولى أمر الموصل بعد استرجاعها وكيف ستتم إدارتها. وهناك خطر أن يطالب الجيش والميليشيات الشيعية والسنية والبيشمركة إضافة إلى تركيا بنصيبهم من "الغنيمة" بالقوة. وسيكون هذا التطور عبارة عن سيناريو سيء بالنسبة للحكومة العراقية الضعيفة. وقد تنشب مجددا صراعات سياسية على السلطة بسبب ذلك، لأن لرئيس الوزراء العبادي خصوم شرسون بين الشيعة، في مقدمتهم سلفه نوري المالكي. وقد تصبح الصراعات المحتملة بعد السيطرة على الموصل مقدمة لنزاعات بين الشيع’، مما يعتبر أسوء إشارة في موضوع الاستقرار في العراق".
ر.ز/ م.أ.م
بدء عملية طرد "داعش" من الموصل وقلق دولي بشأن حدوث كارثة إنسانية
مع إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن بدء عملية تحرير الموصل، انطلقت القوات العراقية بالتحرك صوب ثاني أكبر مدينة عراقية احتلها تنظيم "داعش" قبل عامين. لكن المخاوف تحوم حول مصير المدنيين فيها.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
حيدر العبادي يعلن انطلاق عملية تحرير الموصل
أعلن القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي ليلة الأحد/الاثنين انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل من تنظيم "داعش" الإرهابي. وفي كلمة ألقاها عبر التلفزيون الرسمي في الساعات الأولى من صباح الاثنين، برفقة عدد من القادة العسكريين، دعا العبادي "أهالي مدينة الموصل إلى التعاون مع القوات الأمنية كما تعاون أهالي الشرقاط والقيارة".
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
مرحلة اولى لعملية تحرير الموصل
يتقدم آلاف المقاتلين الأكراد الاثنين باتجاه قرى يسيطر عليها عناصر تنظيم "داعش" في شرق الموصل في إطار عملية واسعة لاستعادة هذه المدينة من "داعش". وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها على امن 1.5 مليون شخص هم سكان آخر معقل التنظيم الإرهابي في العراق. وأعلنت القيادة العامة للقوات الكردية في بيان بدء "عملية واسعة النطاق لقوات البيشمركة في منطقة الخازر شرق الموصل بالتنسيق مع قوات الجيش العراقي.
صورة من: Reuters/A. Lashkari
أكبر عملية عسكرية منذ انسحاب الجيش الأمريكي
يُتوقع مشاركة نحو 30 ألف جندي من الجيش العراقي والبشمركة الكردية ومقاتلين من عشائر سنية لطرد ما يقدر بنحو أربعة آلاف إلى ثمانية آلاف من مقاتلي "داعش" من الموصل. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة متلفزة اليوم الاثنين "أعلن اليوم ابتداء هذه العمليات البطلة لتحريركم من بطش وإرهاب داعش.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
تنظيم "داعش" نشرت الرعب والدمار
تنظيم "داعش" الإرهابي الذي استولى على الموصل قبل عامين بث الرعب والدمار في كل مكان. ويمكن أن تتسبب معركة استعادة السيطرة على الموصل من قبضة الجهاديين في كارثة إنسانية غير مسبوقة كما تخشى الأمم المتحدة. وقال ستيفن اوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ "العائلات معرضة لخطر شديد" إذ أنها قد تجد نفسها ضحية "لتبادل إطلاق النار، أو مستهدفة من جانب قناصة".
صورة من: picture-alliance/AP Photo
سكان الموصل في خطر
لاجئ عراقي من الموصل إلى مخيم غزالية. وقد أعلن ستيفن اوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ في بيان "في أسوأ الأحوال، ونظرا لشدة الأعمال القتالية ونطاقها، قد يجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من منازلهم". وشدد على أن الأطفال وكبار السن هم من بين الأكثر تعرضا للخطر.
صورة من: Birgit Svensson
قوات البيشمركة على مشارف الموصل
قالت الولايات المتحدة إنها فخورة بالوقوف مع حلفائها بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء هجوم لاستعادة الموصل من تنظيم "داعش". وقال بريت ماكجورك ممثل الرئيس الأمريكي في التحالف الدولي ضد "داعش" الإرهابي على تويتر إن واشنطن فخورة ببدء العملية مع حلفائها، وبينهم البيشمركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Rassloff
بغداد ترفض الوجود العسكري التركي
تنطلق من حين لآخر مظاهرات في العراق مناهضة للوجود العسكري التركي في البلاد. وسبق لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن أشار إلى أن القوات التركية انتشرت في العراق دون تفويض من الحكومة. وقال إنه لن يسمح للقوات التركية بالمشاركة في عمليات تحرير الموصل بأي صورة من
الصور.
صورة من: Reuters/A. Saad
مقاتلة تركية في أجواء العراق
أوضح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن حكومته لن تترك الموصل في "أيدي داعش أو أي منظمة
إرهابية أخرى. يقولون إنه لا بد من موافقة الحكومة المركزية العراقية على هذا لكن الحكومة المركزية العراقية يجب أن تعالج مشاكلها الخاصة أولا." وتخشى تركيا من الاستعانة بميليشيات شيعية -اعتمد عليها الجيش العراقي من قبل- مما قد يؤجج الاضطرابات العرقية ويؤدي لموجة نزوح جماعية من الموصل.