حاولت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في ندوة صحفية عقدتها في العاصمة برلين تهدئة مواطنيها بعد سلسلة الاعتداءات التي شهدتها ألمانيا الأسبوع الماضي. ميركل أكدت في نفس الوقت أنها ستمضي قدما في سياسة اللجوء التي تتميز بالانفتاح. فكيف تناولت الصحف الألمانية خروج ميركل الإعلامي؟

صحيفة تاغستسايتونغ كتبت تقول:

"تتبع أنغيلا ميركل في كل الأحوال سياسة ليبرالية في ما يتعلق بقضايا مكافحة الإرهاب. تميز أسلوب المستشارة، عند ظهورها أمام الصحفيين، بالصلابة والموضوعية لا أكثر ولا أقل. لكن هذا ليس مجرد أسلوب فحسب، بل إنها رسالة مفادها لا داعي للذعر، لأن بث الخوف هي غاية الإرهابيين لتدمير الديمقراطية. وهذا ما دفع ميركل للتحذير، وبحق، من مغبة وضع المسلمين تحت الشبهة العامة".

وتابعت الصحيفة الألمانية:

"من جهة أخرى يسعى الحزب الاجتماعي المسيحي، شريك ميركل في الائتلاف الحكومي، برنامج مضاد للمستشارة شعاره "تطبيق الأمن عبر الشدة". لكن لمن ستؤول الكلمة الأخيرة داخل الاتحاد المسيحي؟ إلى الجناح الليبرالي أم المتشدد؟ أمر لم يحدد بعد وليس واضحا إلى الآن".

في المقابل انتقدت صحيفة "مونشينر ميركور" موقف ميركل، حيث كتبت تقول:

"ميركل كانت وستظل فيزيائية (إشارة إلى مهنة ميركل قبل دخولها المجال السياسي)، تحلل المشكلة تلو الأخرى وتأخذ وقتها لإيجاد الحلول لها. أما تصدر عناوين الأخبار فهو أمر تفضل تركه للآخرين".

وتابعت الصحيفة التي تصدر من مدينة ميونيخ بالقول:

"بفضل هذه السياسة تمكنت ميركل من قيادة ألمانيا بشكل جيد منذ 2005. لكن موقفها اليوم يتسم بالحذر في أجواء مشحونة بالعواطف. ليس ضروريا أن تتناغم مواقف المستشارة مع مواقف جوقة المنفعيلن. لكن عليها أن تقترب منها وأن تبدي اهتماما بمشاغل مواطنيها".

أما صحيفة "دي فيلت"، فرأت أن ميركل بالفعل غيرت سياستها تجاه الهجرة لكنها لا تعترف صراحة بذلك. وكتبت الصحيفة تقول:

"بدت ميركل واثقة جدا من نفسها بشكل جعلها تعيد مقولتها الشهيرة "سننجح في ذلك". صحيح أن مقولات مثل هذه يمكن أن تبث الأمن في أوقات الرعب. لكنها مقولة تخفي في الوقت ذاته أن المستشارة صححت منذ وقت طويل سياساتها (بخصوص اللجوء). لكن بالرغم من أن ميركل لا ترغب في الاعتراف بخطئها، إلا أنه يبدو أنها تعلمت منه على الأقل. ما يعني أنه ولحسن الحظ أن سياسة الحدود المفتوحة ذهبت إلى غير رجعة".

في المقابل أشارت صحيفة "هاندلسبلات" تفهما لتصريحات ميركل قائلة:

"سعت ميركل، عند ظهورها أمام الصحفيين، أن تبعث بالرسالة التالية: "اعلموا أني فهمت". لكن رغم ذلك لم تنساق المستشارة إلى الأصوات المطالبة إياها باتخاذ إجراءات جديدة. الطريقة التي تتعامل بها ميركل مع الأزمات صحيحة من حيث المبدأ. لكن الوقت وحده هو الكفيل بإثبات مدى تقبل ناخبيها لهذه الطريقة". هناك حاجة في مثل هذه الأيام إلى مبادرات كبيرة وإجراءات كبيرة وكلمات كبيرة. إلا أن ميركل تقتصر فقط على التخطيط لما هو ممكن وعلى البحث عن حلول واقعية. إنه ليس استعراضا، بقدر ما هي انعكاس لسياسة عقلانية."