يتم الخلط في ألمانيا عادة بين النقاب والبرقع. وبالرغم من أن المراقبين لا يتوقعون حظرا شاملا له، إلا أن هذا الموضوع أثار ولا يزال يثير جدلا واسعا في الصحف ووسائل الإعلام الألمانية.
إعلان
حول هذا الموضوع كتبت صحيفة "سود دويتشه تسايتونغ" الصادرة في ميونيخ تعليقا قبل أيام جاهرت فيه بوضوح بوقوفها مع منع النقاب أو البرقع وتقول:
"قد يكون غطاء الرأس من جوهر العقيدة الإسلامية، ولكن حجب الجسم بشكل كامل هو عبارة عن بيان سياسي. فالنقاب المستعمل في بلدان الخليج والذي يُظهر العينين فقط هو رمز يدافع عنه المتشددون الذين يحكمون هناك حيث يترعرع التطرف. وهم يعلنون صراحة عداءهم للقيم الغربية، كما يناهضون الغالبية العظمى للمسلمين في العالم. وأصبح النقاب بالتالي معيارا للتعصب والتطرف السياسي، ذلك أن امرأة تحمل النقاب لا يمكن أن تتمتع بالمساواة مع الرجل، حتى لو قامت بذلك بشكل طوعي. من يقبل بالنقاب يتجاهل مقاومة المسلمين المستنيرين ضد السم الذي يمثله الإسلام السياسي ويستهزئ بالتالي بكفاح الغرب من أجل المساواة".
صحيفة "سود دويتشه تسايتونغ" كتبت تعليقا آخر حول الموضوع مُستحضرة التجربة الفرنسية بالقول:
"وفق بيانات السلطات الفرنسية، ارتفع عدد السلفيين في البلاد منذ عام 2010. ولا عجب في ذلك، فليس هناك أي إمام متطرف يقبل بتنفيذ قواعد اللباس التي تحددها الدولة لمؤمنيها. من المرجح أن يكون العكس هو الصحيح: منع البرقع (النقاب) يعطي السلاح لكل المتشددين، ليعيدوا تأويل قانون بأهداف ليبرالية، وتفسيره كقانون غير ليبرالي يتآمر على المسلمين".
بيد أن أسبوعية "دي تسايت" الصادرة في هامبورغ علقت على الموضوع من زاوية مختلفة وكتبت تقول:
"إن منع البرقع (...) وبغض النظر عن الصعوبات الحالية والقدرة على تطبيقه سيكون إشارة سياسية وثقافية هامة، بما في ذلك اتجاه النساء المحجبات القادرات على المشاركة في مجتمعنا، حينما يحققن شرط أساسيا وهو أن يصبحن مرئيات".
أما صحيفة "ماين ـ بوست" من فورتسبورغ فعارضت في تعليقها منع النقاب والبرقع وكتبت معلقة:
من الصعب تصور أن المساواة بين الجنسين ستتحقق هكذا بعد منع البرقع (النقاب)، وأن ذلك سيعمل على تحسين الاندماج. من المرجح أن يحدث العكس: فقد يندثر البرقع من الأماكن العامة، ولكن ستختفي معه اللواتي يرتدينه. وإذا اقتضى الأمر سيكون مصيرهن البقاء في البيت والانعزال عن العالم والبقاء بالتالي ضحية للاضطهاد. كلا، فمهما تم تفهم الأصوات الداعية لحظر البرقع من الأماكن العامة، فإن مجتمعا منفتحا يتميز بتسامحه مع الآخرين الذين يفكرون بطريقة مختلفة".
الحجاب في ألمانيا...بين الاعتدال والتشدد!
أصدرت المحكمة الدستورية العليا الألمانية قراراً يعتبر الحظر العام لحجاب المُدرسات في المدارس مخالفا للدستور لأن المنع يتعارض مع الحرية الدينية. أنواع الحجاب في ألمانيا تتفاوت بين المعتدل والمتشدد. الحجاب في البوم صور.
صورة من: arturwiens.de
إلى جانب الحجاب العادي، ظهر في السنوات الأخيرة النقاب والحجاب الذي يحمل أبعاداً سياسياً ودينية متشددة خصوصاً في صفوف أتباع التيار السلفي أو المتعاطفات معه.
صورة من: picture-alliance/dpa
بالنسبة للعديد من المسلمات يبقى الحجاب رمزاً لأصولهن وجزءا من هويتهن. غير أن العديد منهن مندمجات في المجتمع الألماني ولا يحمّلن الحجاب أي رسالة سياسية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
تمارس المحجبات في ألمانيا مهناً مختلفة منها التدريس. وفي الماضي منعت عدة ولايات ارتداء الحجاب في إطار ما يسمى ب"قوانين الحياد" والتي تحظر إظهار الرموز الدينية في المدارس العمومية.
صورة من: picture-alliance/dpa
هذه المحجبة تدلي بصوتها في الإنتخابات البرلمانية الألمانية عام 2013. فكثير من المحجبات يصوتن في الانتخابات البرلمانية والبلدية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في المدارس الألمانية تدرس المحجبات جنباً إلى جنب مع غير المحجبات، ويشاركن في مختلف النشاطات التي تنظمها المدارس كما هو حالهن في هذه الزيارة لمقر البرلمان الألماني (بوندستاغ) .
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
رغم احترام غالبية الألمان للحجاب المعتدل إلا أنهم في الغالب يجدون في النقاب استفزازاً لهم، وهذه المنقبة التي تتجول في مركز مدينة كولونيا ولاية نورد راين وستفاليا ربما استفزّ شكلها بعض الالمان.
صورة من: DW
بعض المحجبات يمارسن الأنشطة الرياضية كالسباحة بملابس سباحة خاصة بالمحجبات. وتتفاوت نظرة الألمان لذلك بين الرفض والقبول، لكن القانون لا يمنع ذلك.
صورة من: picture alliance/dpa/Rolf Haid
تخصصت بعض مصممات الأزياء في ألمانيا في تصاميم خاصة بالمحجبات، تلائم الموضة. وتمزج هذه التصاميم بين الأصالة والمعاصرة، كما هو حال هذا التصميم للمصممة بلقيس بهار سيفا.
صورة من: arturwiens.de
السياسيات الألمانيات يدركن أهمية ودلالة الحجاب في بعض الدول الإسلامية ويحرصن على احترامه . في الصورة تظهر السياسية الناشطة كلاوديا روث الزعيمة السابقة لحزب الخضر خلال إحدى زياراتها لإيران.
صورة من: Fars
تقوم مؤسسة DW بحملة دعائية لتشجيع انخراط النساء المحجبات في المدارس والجامعات . هذه الحملة التي تقودها الناشطة الألمانية من أصول تركية توتكو غوليروز تحمل شعار: شابة، مسلمة وألمانية.
صورة من: DW/T. Hasel
الرئيس الألماني يواخيم غاوك يستقبل شباباً من أصول مهاجرة ومن بينهم محجبة. فالحجاب العادي وغير المسيس لا يلقى الرفض لدى أصحاب القرار. إعداد: عبد الرحمان عمار. تحرير: ملهم الملائكة