صحف ألمانية: بعد اعتداء برلين تساؤلات محرجة توجه لميركل
٢٢ ديسمبر ٢٠١٦
تشهد ألمانيا جدلا حول عمل السلطات الأمنية بعد الاعتداء بشاحنة على سوق عيد الميلاد في برلين. خاصة بعد أن تبين أن المشتبه به الرئيسي، كان معروفا لدى الشرطة. وأعاد هذا الحادث مجددا النقاش حول سياسة ميركل الخاصة باللجوء.
إعلان
إلى جانب الانتقادات حول سياستها السخية في استقبال المهاجرين، أصبح على المستشارة أنغيلا ميركل مواجهة الجدل حول سياسة اللجوء والإجراءات الأمنية المعتمدة في البلاد.
وفي هذا السياق نشر موقع مجلة "دير شبيغل" تعليقا جاء فيه:
"الأسوأ هو الذي حصل بالنسبة للمستشارة أنغيلا ميركل: جاني مشتبه به دخل ألمانيا في السنة الماضية كلاجئ. وسلطات مجهدة، ودولة قد تكون فشلت. ميركل وسياسة لجوءها لا يمكن أن تكون عرضة لهجوم أعنف من هذا. فحتى أولئك الذين يعتبرون من الناحية المبدئية سياسة لجوءها صائبة، انتقدوا فشل الدولة خلال أحداث ليلة رأس السنة الميلادية في كولونيا. ويبدو أن ذلك وقع مجددا، وهذه المرة فقط بشكل أكثر فظاعة. ومن الآن فصاعدا لن يهم ما إذا كان الإرهاب سيصل إلى ألمانيا دون لاجئين".
وبعد ثلاثة أيام على الاعتداء بشاحنة في برلين، يبدو أن الشرطة لا تملك أي فكرة عن المكان الذي قد يكون قد اختبأ فيه التونسي أنيس العامري المشتبه به في الحادثة. وقد عرضت مكافأة مالية قدرها مائة ألف يورو لتوقيفه.
صحيفة "فولكسشتيمه" الضوء على الحرج الذي تواجهه المستشارة ميركل وكتبت تقول:
"في كثير من مواقع القارة يُنظر إلى ميركل كإلهة أوروبا، حكيمة ولا يمكن التخلي عنها...فهل بإمكانها الحفاظ على منصبها، هذا سيتقرر في الخريف المقبل أثناء الانتخابات التشريعية في ألمانيا. وتبدو الظروف لتحقيق ذلك أكثر صعوبة في أعقاب اعتداء برلين ...أخطاء ميركل في سياسة اللجوء تجني ثمارا مرة".
أما صحيفة "راين تسايتونغ" الصادرة بمدينة كوبلينتس كتبت في هذا الإطار تقول:
"لا يحق التغاضي عن أن الجاني المشتبه به هو طالب لجوء رُفض ملفه وسُمح له فقط بالبقاء. وفي حال نجحت السلطات في ترحيل هذا الرجل ما كان بوسعه تنفيذ هذا الاعتداء. وكان من السهل على إرهابيين، لاسيما في فترة الصيف وفي خريف 2015 دخول ألمانيا".
وحتى صحيفة "لاوزيتسير روندشاو كتبت تعليقا في هذا الاتجاه جاء فيه:
"السلطات الألمانية تقوم بالشيء القليل في مواجهة عناصر خطرين محتملين: فنظرا للحقائق المعروفة عن التحقيقات بشأن الاعتداء الإرهابي بالشاحنة في برلين يتبلور هذا الاستنتاج. ويتم التفتيش حاليا عن تونسي في الـ 24 من العمر تم وصفه سابقا من طرف الشرطة بأنه إرهابي محتمل. المشتبه به ارتكب أعمالا جنائية في ألمانيا، وكان من المفترض ترحيله...ومقبول من الناحية القانونية أن تكون هناك إمكانيات الاعتراض على هذه القرارات. لكن ليس من المفهوم ما الذي يجب أن يحصل حتى تتحرك العدالة والسلطات المعنية".
وعنونت صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار "فشل إجراءات إبعاد"، بينما تحدثت صحيفة "دي فيلت" المحافظة عن "أخطاء".
وعبرت مجلة "دير شبيغل" عن دهشتها. وكتبت على موقعها الالكتروني أن "السلطات كانت تراقبه ونجح مع ذلك في الاختفاء".
وخلصت الصحيفة المحلية "دارمشتيتر ايكو" إلى أن :
أحد المشاكل هو تعدد الصلاحيات والسلطات في دولة فيدرالية. وتساءلت:"لماذا شخص مثل المشتبه به التونسي تمكن من لعب لعبة القط والفأر مع السلطات المكلفة بإبعاده؟". وأضافت "لأن النظام الفدرالي يمثل خطرا على الأمن، إذا كان لا يعي مشاكله".
وكتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" أن "الأمر استغرق بعض الوقت قبل أن تلتفت الشرطة إلى العامري وتعتبره مشتبها به".
ر.ز/ م.أ.م
حزن في ألمانيا وتضامن دولي بعد اعتداء برلين
خيمت أجواء الحزن على ألمانيا بعد الهجوم على حشد من الناس بشاحنة في أحد أسواق الميلاد بالعاصمة الألمانية برلين والذي خلف 12 قتيلا وأكثر من 50 جريحا. وأعلنت الكثير من بلدان العالم تضامنها مع برلين بعد هذا الحادث المأساوي.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وأعضاء في حكومتها يضعون ورودا في مكان الحادث الذي شهد مقتل 12 شخصا وجرح 50 آخرين بسبب دهس شاحنة لحشد من الناس في أحد أسواق عيد الميلاد بالعاصمة الألمانية برلين.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
هذا المكان الذي تتواجد فيه الورود سيظل شاهدا على يوم حزين في تاريخ برلين وألمانيا، حيث لقي هنا رجال ونساء أبرياء حتفهم عن طريق الدهس بشاحنة في حادث وصفه السياسيون الألمان بأنه هجوم متعمد.
صورة من: Reuters/F. Bensch
بعد حادث برلين المؤلم تم تنكيس الأعلام فوق المباني الحكومية الألمانية، كما هو الشأن هنا أمام مقر المستشارية في برلين. تنكيس الأعلام يأتي كتعبير عن الحزن والتعاطف مع ضحايا هجوم برلين الأخير، حسبما أعلنت وزارة الداخلية الألمانية.
صورة من: DW/N. Conrad
السفارة الأمريكية في برلين أعلنت تضامنها مع ألمانيا بعد اعتداء برلين الدموي، حيث تم تكنيس العلم الأمريكي اليوم. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أجرى اتصالا هاتفيا مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أكد فيه دعم بلاده الكامل لألمانيا بعد اعتداء برلين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Gambarini
صورة تعبر عن حالة الحزن والصدمة التي تعيشها برلين بعد الاعتداء على مواطنين دهسا بشاحنة في أحد أسواق الميلاد. "بابا نويل" الذي يعد رمزا لأعياد الميلاد يجلس حزينا ومصدوما في إشارة إلى تحول الفرحة بأجواء أعياد الميلاد في برلين إلى حزن وألم بعد الاعتداء الأخير.
صورة من: Twitter/Elise Histoire
رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف ونواب في البرلمان الفرنسي يقفون دقيقة صمت حدادا على ضحايا اعتداء برلين. وكان لهجوم برلين صدى خاص في فرنسا لأنه يذكر أيضا بالهجوم الأخير الذي أوقع عددا كبيرا من القتلى في نيس جنوب البلاد والذي نفذ أيضا بشاحنة، مساء الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Guay
عمدة العاصمة الألمانية برلين وحاكمها ميشائل مولر أعرب عن صدمته العميقة بعد الهجوم الذي استهدف أحد أسواق الميلاد في برلين، وقال مولر "هجوم برلين يعد هجوما على حريتنا جميعا".
صورة من: picture-alliance/AA/R. De Luca
هكذا بدى موقع الحادث صباح اليوم الموالي للاعتداء الذي طال أحد أسواق الميلاد في برلين. شموع وورود في مكان الاعتداء، فيما أعلنت شرطة برلين أن أسواق الميلاد في العاصمة الألمانية ستغلق اليوم، لكنها ستعود لتفتح أبوابها أمام الزوار يوم غد بحذر أكثر.
صورة من: DW/F. Hofmann
السفير الألماني في إسبانيا بيتير تيمبل وموظفيه في مدريد يعبرون عن تضامنهم مع ضحايا اعتداء برلين الذي أودى بحياة 12 شخصا وتسبب في جرح العشرات.
صورة من: Reuters/J. Medina
وزير المالية الإسباني كريستوبال مونتورو وأعضاء البرلمان الإسباني يعلنون تضامنهم مع ألمانيا بعد حادث برلين المأساوي الذي خلف مقتل 12 شخصا دهسا بشاحنة في أحد أسواق الميلاد بألمانيا.
صورة من: imago/Agencia EFE
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل توقع في سجل خصص للعزاء في ضحايا هجوم الدهس بشاحنة وسط برلين. ميركل رجحت أن يكون حادث الدهس إرهابيا، فيما تواصل السلطات الألمانية التحقيق مع المشتبه به وهو طالب لجوء باكستاني.
إعداد: هشام الدريوش