صحف ألمانية: تحالف للقومية التركية مع إسلامويين في عفرين
٢٠ مارس ٢٠١٨
علقت العديد من الصحف الألمانية على عمليات النهب والتهجير في أعقاب الحملة العسكرية التركية في عفرين. ووجهت الانتقادات إلى تركيا والجيش السوري الحر وكذلك أيضاً للحكومة الألمانية.
إعلان
صحيفة "هايلبرونير شتيمه" كتبت تقول:
"يستغل أردوغان بلا استحياء وضع الشراكة في حلف الناتو وكون الغرب مكتوف الأيادي. ورفاق الأتراك في السلاح هم بالتحديد ميليشيات إسلاميوية، أي أعداء مكشوفين لحلف الناتو. وعلى هذا النحو يكون دونالد ترامب، محقا، بصفة استثنائية، عندما يحذر من أن تركيا تهدد الهدف المشترك المتمثل في القضاء كلياً على تنظيم داعش. لكن أنقرة لا تخشى المواجهة حتى مع القوة الغربية الكبرى. وباختصار: ينبغي في الواقع طرد مثل هذا الشريك من التحالف".
مجلة "دير شبيغل" في موقعها الإلكتروني انتقدت الشركاء العسكريين لأردوغان ممن يُسمون بـ"الجيش السوري الحر"، وكتبت تقول:
"الجيش التركي تحالف في حربه ضد الأكراد مع متمردين سوريين إسلامويين، يتحركون تحت راية الجيش السوري الحر. وفي الحقيقة أصبح تحالف الميليشيات هذا الآن لا حراً ولا سورياً ولا جيشاً. فالجيش السوري الحر تحول إلى أداة تنفيذ للأتراك. فبأمر من أردوغان لم يعد يقاتل ضد نظام الأسد، بل ضد ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية. وعلى هذا النحو يتحرك مقاتلو الجيش السوري الحر تحت حماية دبابات "ليوبارد" الألمانية في عمليات نهب وتخريب عبر شوارع عفرين... فهم يقتحمون مساكن ومحلات ويأخذون معهم كل شيء يسقط في أياديهم: مواد غذائية وأجهزة إلكترونية وأغطية ودراجات نارية وجرارات."
وتابعت "دير شبيغل" تقول: "في عفرين يطغى تحالف غير مقدس من القومية التركية مع مسلحين إسلامويين. وجنود أتراك يرشّون على جدران البيوت كلمة "تركيا" ويشهرون تحية الذئاب الرمادية الخاصة باليمينيين المتطرفين. وعناصر ميليشيا سوريون يرفعون ما يُسمى اصبع التوحيد، الذي تحول في السنوات الماضية إلى رمز السلفيين. ومن المشاهد الملتقطة من عفرين يتضح في الغالب بعد إمعان أن المدينة لم تسقط في مخالب تنظيم داعش، بل استحوذ عليها الجيش التركي وحلفاؤه".
صحيفة "شفيبشه تسايتونغ" انتقدت هي الأخرى الجيش السوري الحر، وكتبت تقول:
"الجيش السوري الحر، الذي كان يوماً شريكاً للغرب في النزاع السوري، هو مزيج لا يمكن التنبؤ برد فعله، ومكون من راديكاليين وجهاديين. المسيحيون والإيزيديون يخشون الجيش السوري الحر. وهم يفرون بالآلاف من عفرين... ولا يهم الحكومة التركية إن كان الجيش السوري الحر يخرج عن سيطرتها، ما دام أنه حقق هدفها. فيما يبقى تدخل قوات الجيش التركي النظامية موطن خلاف من ناحية القانون الدولي... والحكومة الألمانية تختار الصمت. ومن المؤلم مشاهدة أنها تخاطر بالدخول في نزاعات دبلوماسية عندما يخدم ذلك مصالحها. وعندما يتعرض مواطنون ألمان للاعتقال لأسباب تبدو وجيهة، فإن ضغط الرأي العام قوي لدرجة أن الحكومة الألمانية تكون مجبرة على التحرك. لكن في هذه الكارثة الإنسانية، التي تهدد في الأفق، تختار برلين السكوت المطبق. فتركيا هي في النهاية زبون وفِيٌّ للأسلحة الألمانية. وتمت الموافقة مؤخراً على صادرات بقيمة 14 مليون يورو لتركيا".
أما صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" فقد عبرت عن انتقادها للجانب الكردي، وكتبت تقول:
"أكيد أن ممثلي الأكراد السوريين ليسوا مقدسين، فهم يقمعون خصوماً سياسيين وقاموا من جانبهم بطرد العرب من مناطق استولوا عليها. لكنهم ليسوا إسلامويين، وإنما ألد أعدائهم. وهم متحالفون مع الغرب ويمثلون القوة العلمانية الوحيدة في المنطقة ...ومادامت تركيا لم توقف سياسة الحرب العدوانية، فيجب عدم مكافأتها بتسهيل التأشيرات بأي حال من الأحوال أو توسيع الاتحاد الجمركي معها، ومن البديهي عدم توريد أسلحة إضافية إلى أنقرة".
ر.ز/ م.أ.م
محطات في الهجوم التركي على عفرين
شنت تركيا بتحالف مع جناح المعارضة السورية المعروف بالجيش الحر هجوماً على عفرين المدينة التي تسكنها غالبية كردية وتسيطر عليها قوات حماية الشعب الكردية. عملية "غصن الزيتون" حسب التسمية الرسمية قد تصل الى إدلب.
صورة من: picture alliance/AP/ANHA
جنائز أهل عفرين
تتفاوت الأرقام المعلنة لعدد ضحايا الهجوم التركي على عفرين، وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في العاصمة البريطانية لندن في بيانات متفرقة مصرع عشرات المقاتلين والمدنيين بينهم عدد غير معروف من الأطفال والنساء. في الصورة نساء من عفرين يندبن قتلاهن الذين لفت نعوشهم بعدة رايات وبيارق.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
بداية الهجوم التركي
أكد وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي الجمعة (19 يناير/ كانون الثاني 2018) انطلاق عملية "غصن الزيتون" على منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد في سوريا . العملية بدأت بقصف عبر الحدود، واعقبته غارات جوية، ثم تدفقت القوات بعد ذلك الى المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
مقاتلو الجيش الحر المتحالفون مع تركيا
انضم الجيش الحر وهو فصيل سوري معارض تدعمه تركيا الى عملية "غصن الزيتون" . ويتهم الكرد وفصائل معارضة أخرى قوات الجيش الحر بأنها تضم عناصر جند الشام وجبهة النصرة وداعش بين صفوفها. الصورة تظهر أحد عناصر الجيش الحر المهاجم لعفرين وهو يرفع اصبعه في شارة التوحيد التي تشيع بين الفصائل الإسلامية المتشددة.
صورة من: picture-alliance/dpa/DHA-Depo Photos
مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية
يتصدى مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية بأسلحة خفيفة للهجوم التركي المدرع المسند بالطائرات. هذه الوحدات هي التي تصدت لتنظيم داعش، وقهرته في أغلب مناطق سوريا ونزعت منه كوباني وكانت سببا لهزيمته في سوريا والعراق. الصور لمجموعة من هؤلاء المقاتلين في الحسكة وهم يرفعون بنادقهم الكلاشنكوف في الهواء تعبيرا عن عزمهم الاستمرار في القتال.
صورة من: Reuters/R. Said
تدمير معبد عين داره
معبد عين داره الذي بني خلال عصر الحديد في الحقبة الآرامية (بين 1300-700 قبل الميلاد) وقد دمر جزء كبير منه واصيب بأضرار جسيمة جراء القصف الجوي التركي وفقا لما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. مدير المرصد رامي عبد الرحمن كشف أن "نسبة التدمير (التي تعرض لها المعبد) بلغت أكثر من 60 بالمئة".
صورة من: picture alliance/AP/ANHA
ممثلة الناتو زارت تركيا خلال الهجوم
دولياً، أعربت ألمانيا عن قلقها إزاء العملية التركية في عفرين وطالبت بوقفها. لكنها أقرت بـ "المصالح الأمنية المشروعة" لأنقرة، فرنسا دعت الى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث عملية غصن الزيتون.فعقد الاجتماع دون إصدار اعلان. الولايات المتحدة دعت الى ضبط النفس واوقفت شحنات العتاد والسلاح الى المقاتلين الكرد. لم يصدر عن الناتو رد فعل بشان الهجوم وقد إطلع عليه منذ البداية.
صورة من: NATO
اردوغان توعد بمد العمليات الى أدلب
واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديداته بتوسيع عملية الجيش التركي على مدينة عفرين لتصل الى مدينة أدلب، مستخدما مصطلحا محببا لدى الجنود الأتراك: "صغيري محمد يزحف إلى عفرين. بمشيئة الله سيزحف إلى إدلب".
صورة من: picture-alliance/AP/M. Cetinmuhurdar
صواريخ من سوريا على مدن تركية
عمال الاغاثة يخلون مصابين اتراك جرحوا بصاروخين أطلقا من سوريا وسقطا على مدينة كيليس قرب الحدود السورية، ونجم عن الهجوم 13 اصابة في صفوف المدنيين. الهجمات مستمرة منذ أطلقت تركيا عملية "غصن الزيتون".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Can Erok/DHA-Depo Photos
تظاهرات كردية حاشدة في المدن الألمانية
شارك نحو عشرين ألف كردي في مدينة كولونيا بألمانيا وفي مدن ألمانية أخرى في تظاهرات منددة بالهجوم التركي على عفرين . أضطرت الشرطة لتفريق المظاهرة بعد أن رفع بعض المتظاهرين رايات حزب العمال الكردستاني المحظور في ألمانيا، وصورا للزعيم الكردي السجين عبد الله اوجلان. وتضم ألمانيا أكبر جالية كردية وأكبر جالية تركية في العالم وتخشى السلطات أن ينعكس الهجوم على عفرين على الجاليتين.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt