صحف ألمانية: ترامب سيرد على "صفعة عثمانية" "بلكمة أمريكية"
١٤ فبراير ٢٠١٨
الرئيس التركي اردوغان علق على مواجهة محتملة مع قوات أمريكية بجانب حلفاء أكراد في سوريا بالقول إن تركيا ستوجه للقوات المعادية "صفعة عثمانية". كما أن الدور المحتمل للهند كوسيط في الشرق الأوسط أثارته تعليقات الصحف الألمانية
إعلان
مجلة "شبيغل" في موقعها الإلكتروني كتبت تقول:
"اردوغان سبق وأعلن أنه يعتزم طرد قوات حماية الشعب الكردي ليس فقط من عفرين، بل من كافة سوريا. وفي حال انكشفت تصريحات اردوغان كخطاب فارغ، فإن تركيا وكافة المنطقة تنتظرها أسابيع وشهور مريبة... فمنذ الآن كلفت الحرب عشرات الضحايا المدنيين، وهذا رغم أن الحكومة التركية تؤكد بإصرار أن المدنيين غيرمشمولين بالمعارك. وفي مدينة عفرين ـ حسب التقديرات ـ يعيش حاليا نصف مليون مواطن. وقتال شوارع يستمر أسابيع بين الجيش التركي وقوات حماية الشعب الكردي في أرجاء المدينة سيزيد بشكل مثير من ألم الناس. كما أنه من غير الواضح كليا كيف سيستمر الوضع بعد نهاية العمليات القتالية. وسكان عفرين هم جميعهم تقريبا من الأكراد. ولا يدعم جميعهم قوات حماية الشعب الكردي. والحكومة التركية تكون محقة عندما تشير إلى أن قوات حماية الشعب الكردي من جانبها في شمال غرب سوريا أقامت نظاما متسلطا، وطردت بالعنف العرب. وعلى الرغم من ذلك فإنه من المستبعد أن يقبل الناس في عفرين احتلالا تركيا أو هيمنة من قبل الجيش السوري الحر".
صحيفة "فيزير كورير" الصادرة في بريمن قارنت الوضع في سوريا مع الوضع السائد في ألمانيا في القرن السابع عشر، وكتبت تقول:
" سوريا 2018 تشبه بشكل مفاجئ البلاد الألمانية في 1625. فهي كدولة ذات سيادة لم تعد موجودة، وفي المقابل تحولت إلى أرض معركة لقوات أجنبية مختلفة. والنزاعات المتفرقة المختلفة هي مشحونة دينيا وإيديولوجيا، لكن قلما يلعب هذا دورا بالنسبة إلى التحالفات المتغيرة. وقد يستمر هذا طويلا. أولا لا أحد يحقق النصر. فحتى تبجح اردوغان يخفي فقط أن حملته المحدودة في شمال سوريا تبقى بدون نتيجة. فالصفعة العثمانية سيرد عليها دونالد ترامب ربما بلكمة أمريكية بغض النظر عن الشريك في حلف الناتو. وثانيا تملك جميع القوى الموارد للمشاركة طوال سنين في المجزرة مادامت أعداد ضحاياها واضحة. كما لا توجد سلطة بإمكانها التوسط. وفي الأمم المتحدة تقف روسيا والولايات المتحدة الأمريكية عند الحاجة في وجه بعضهما البعض، والأمين العام غوتيريش يبقى على هذا النحو بدون حيلة مثل البابا في القرن السابع عشر".
ونشرت صحيفة "شتوتغارتير ناخريشتن" الثلاثاء تعليقا حول الوضع في سوريا حيث يعتبر المعلق أن ألمانيا مطالبة بفعل شيء في الأزمة السورية، وكتب يقول:
"بإمكان ألمانيا فقط استغلال كل اتصال للحديث مع أطراف النزاع لممارسة تأثير يخفف من التوتر. وما هو حجم اهتمامها المباشر لكي لا تتوسع هذه الحرب يمكن تقديره بسهولة: فتجاه تركيا المتورطة في خندق المواجهة توجد التزامات تعاون واضحة. كما أن حربا بين القوى الإقليمية الكبرى في سوريا ستتسبب في موجة هجرة نحو أوروبا. كما حصل في عام 2015 ـ فقط بشكل أكبر".
الهند كوسيط في الشرق الأوسط
صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" علقت على موضوع آخر، إذ تساءلت هل بإمكان الهند أن تتولى دور الوسيط في النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وكتبت تقول:
"فقط من خلال تغريدة تمكن رئيس الوزراء الهندي من غزو قلوب الفلسطينيين. ناريندا مودي أطلع متابعيه أن ياسر عرفات كان أحد أكبر "زعماء العالم" و "صديقا حميما للهند" بعدما وضع في رام الله على ضريح البطل الشعبي المتوفى في 2004 إكليلا من الزهور. وفي الضفة الغربية التقى في نهاية الأسبوع أيضا الرئيس الفلسطيني محمود عباس. إنها المرة الثانية في غضون أسابيع قليلة التي قابل فيها مودي سياسيين بارزين في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وفي منتصف يناير سبق وأن قابل في دلهي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وهذا يغذي تكهنات مفادها أن الهند قد تتولى دورا سياسيا أهم كوسيط في النزاع. ومحمود عباس يبحث بشغف في الوقت الراهن بالذات عن وسطاء. فبعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بداية ديسمبر الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، أعلن عباس أنه لم يعد بإمكانه قبول واشنطن كوسيط...ولكن هل سيكون مودي الوسيط المناسب؟ فرئيس الحكومة الهندي ينتمي لحزب الهندوس القومي الذي يريد صد تأثير ديانات أخرى في الهند. وبالتالي فإن مودي في قضايا الدين ـ التي تلعب في نزاع الشرق الأوسط دورا مهما ـ ليس بغير المدان.
كما أن الهند لا تملك لا وسائل ضغط دبلوماسية ولا اقتصادية ضد الفاعلين الاثنين. كما أن الدبلوماسيين الهنود لا يتوفرون على الاتصالات الكثيفة الموجودة منذ سنوات لدى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في المنطقة. ثم هناك النزاعات السياسية الخارجية الذاتية للهند ـ مثلا مع باكستان في قضية كشمير التي لا يظهر فيها أي حل. لكن بعض الأشياء تؤيد موقف مودي. فهو يُعتبر غير فاسد. وهناك تقدير في الهند لكون رئيس الوزراء يتحرك بصرامة ضد الفساد ـ وهو يُعتبر صريحا وموحدا".
ر.ز/ م.أ.م
أطراف عسكرية متعددة في سوريا.. من هي وما أهدافها؟
تميزت الحرب في سوريا بديناميكية سريعة جداً وكثرة اللاعبين فيها، إن بشكل مباشر أو من وراء الكواليس. ماذا ربح أو خسر أهم الفاعلين العسكرييين بعد قرابة سبع سنوات من الصراع الدامي الذي دخلت فيه جماعات إرهابية على الخط؟
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/A. Al-Bushy
جيش الأسد
خسر الجيش السوري الكثير من مواقعه وقُتل أو انشق الآلاف من جنوده. اليوم تتواجد جيوش وميليشيات تابعة لأكثر من ثمان دول على التراب السوري. بيّد أن جيش الأسد استفاد من الدعمين الروسي والإيراني في استعادة مناطق استراتيجية كان قد خسرها سابقاً كحلب وحمص ودير الزور، مما حدا بعدة أطراف كانت تشترط رحيل الأسد قبل الشروع بأي مفاوضات إلى البدء في تغيير مواقفها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Syrian Presidency
المقاتلون الأكراد
كسب الأكراد الكثير في السنتين المنصرمتين، وبدأ صوتهم بالارتفاع ونفوذهم بالتزايد، إذ سيطروا على مناطق غنية بالنفط في شمال شرق البلاد. كما يشكّلون ركيزة "قوات سوريا الديمقراطية" التي حرّرت الرقة بدعم التحالف الدولي، فضلاً عن إقامتهم "إدارة ذاتية" في مناطق سيطرتهم. بيدَ أن عملية غصن الزيتون التي أطلقها الجيش التركي في عفرين ضد المقاتلين الأكراد، أدت إلى خسارتهم عدة مساحات، فضلاً عن مقتل المئات بينهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Ronahi TV
المعارضة المسلّحة
ظهرت المعارضة المسلّحة السورية في البداية بديلاً محتملاً لنظام الأسد، إذ سيطرت على مساحة شاسعة من سوريا. غير أنها خسرت لاحقا الكثير منها. تعاني المعارضة من التشتت في المواقف الإيديولوجية، فضلاً عن تعدّد الداعمين وتنوّع أهدافهم. مما حدا بالبعض لإطلاق كلمة "معارضات" سورية عليها، كما تعرضت لضربة كبيرة بعد دخول التنظيمات الإرهابية كـ"داعش" و"النصرة" على الخط واستيلائها أراضٍ كانت تحت سيطرتها.
صورة من: picture alliance/AA/A. Huseyin
الجيش الروسي
قبل أكثر من سنتين بدأ التدخل الجوي الروسي في سوريا. اليوم يتواجد آلاف الجنود الروس في أكثر من قاعدة عسكرية في سوريا، أهمها "قاعدة حميميم". سياسياً استطاعت موسكو فرض نفسها كلاعب سياسي أساسي في المشهد السوري لصالح نظام الأسد؛ فهي عرابة "محادثات أستانا" و"مؤتمر سوتشي" و"مناطق خفض التصعيد" مع كل من تركيا وإيران. كما تدعم تياراً في المعارضة يُدعى "منصة موسكو".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/P. Golovkin
الجيش الأمريكي
تعوّدت واشنطن على تحقيق سريع لرهاناتها العسكرية في الشرق الأوسط كما حدث في العراق وأفغانستان، لكن لم يتكرر الأمر في سوريا؛ فالتحالف الذي قادته ضد "داعش" تأخر كثيراً في تحقيق أهدافه، كما أن تسليحها للمقاتلين الأكراد كان من أسباب توتر علاقتها بأنقرة. الرؤية الأمريكية لمستقبل دورها في سوريا غير واضحة، بيّد أن واشنطن ربحت على الأقل قواعد عسكرية لها داخل البلد..
صورة من: picture alliance/AP Images/M. Rourke
القوات الإيرانية
لم تتخلّ إيران عن حليفها الأسد في سوريا طوال سنوات الحرب، وأبدت تصميماً كبيراً على بقاء النظام، موفرة دعماً عسكرياً ومالياً وغيرها من أشكال الدعم، كما تتوّفر على ميليشيات مسلحة داخل البلد، يقودها قاسم سليماني ممّا أثر بشكل كبير في تطورات الحرب. ويبدو أن طهران حصدت ثمار جهودها، فنفوذها تعاظم داخل سوريا بشكل أثار حفيظة خصومها في المنطقة، خاصة تل أبيب والسعودية.
صورة من: picture alliance / AA
الجيش التركي
دعّم أردوغان المعارضة السورية كثيراً، لكن تداعيات الحرب أرهقت نظامه، إذ لم تتحقق رهاناته في سقوط بشار الأسد، كما عانت تركيا من هجمات نفذها "داعش" بترابها. غير أن القوات التركية تدخلت مؤخراً بقوة في شمال سوريا في إطار عملية "غصن الزيتون" الهادفة لقصم ظهر المقاتلين الأكراد، واستفاد أردوغان في العملية من قلق دولي لم يكن كافياً لثنيه عن الاستمرار، ضامناً بذلك توسيع مناطق تسيطر عليها أنقرة داخل سوريا.
صورة من: Getty Images
حزب الله
أحد أقوى الأطراف الشيعية في سوريا، قدم دعماً غير محدود للنظام السوري وشارك مبكراً في الحرب الدائرة منذ سنوات. أثر تدخل حزب الله العسكري لصالح الأسد سلباً على صورته في العالمين العربي والإسلامي. في المقابل، ساهم في الحفاظ على تحالفٍ استراتيجي مع طهران ودمشق وبشكل أقل موسكو، ممّا أكسبه نفوذاً جغرافياً في سوريا، خاصة مع سيطرته على المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
القوات الفرنسية
دخلت فرنسا في الأزمة السورية بقوة عبر تحرك ديبلوماسي ضد النظام السوري وعسكري ضد "داعش"، لكنها لم تحصد ثماراً كثيرة، فمواقفها ضد الأسد تبدو جد متذبذة، كما أن ضرباتها العسكرية لم تنجح، ليس فقط في إنهاء "داعش"، بل حتى في تجنب هجماته الإرهابية التي تعدّ فرنسا أكثر المتضررين منها خارج الشرق الأوسط، فضلا عن أنها لم تؤثر كثيرا في إنقاذ الوضع الإنساني داخل سوريا رغم ما تعلنه من جهود في ذلك.
صورة من: Reuters/C. Hartmann
جماعات إرهابية تدخل على الخط
وضع التحالف الدولي الجماعاتَ الإرهابية كهدف رئيسي في استراتيجيته العسكرية بسوريا، وتكبد "داعش" هزائم كبيرة في سوريا كما في العراق، ولاسيما في الرقة (عاصمة "خلافته" المزعومة) لكن خطره لم ينتهِ بعد. كما تراجعت جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) التي فكت ارتباطها مؤخرا بتنظيم القاعدة، لكنها لا تزال في إدلب وقامت مؤخرا بإسقاط مقاتلة روسية، ممّا جعل موسكو أن هدفها حاليا هو القضاء على هذه الجبهة.