صحف ألمانية: تقرب محمد بن سلمان لإسرائيل إنذار للفلسطينيين
٤ أبريل ٢٠١٨
ترى الكثير من وسائل الإعلام الألمانية اعتراف محمد بن سلمان غير المباشر، على الأقل، بحق إسرائيل في الوجود مناورة في إطار الصراع الإقليمي مع إيران. كما تم تسليط الضوء على جوانب أخرى.
إعلان
صحيفة "تاغسشبيغل" من برلين كتبت تقول:
"أن يعترف ولي العهد محمد بن سلمان الآن، كأول سياسي عربي مرموق منذ مدة وكحاكم مستقبلي على مكة والمدينة علناً بحق الدولة اليهودية في الوجود، يمثل تحول مفصلياً في الشرق الأوسط. لكن محمد بن سلمان ليس همه هنا السلام، بل يتعلق الأمر بالسلطة وتشكيل معسكر جديد في المنطقة. والمثير للقلق هو تصور ولي العهد لصراع ملحمي لا يمكن تفاديه مع إيران".
وحتى صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" تنظر إلى هذه النقطة بقلق، وكتبت تقول:
"لا حاجة إلى كثير من الخيال لمعرفة بأن المواجهة المتفاقمة للعربية السعودية مع إيران تحصل على الأقل جزئياً خلف الانفتاح المدهش لابن خادم الحرمين. القيادتان في الرياض والقدس هما من بين أشد المنتقدين للاتفاقية النووية مع طهران؛ فالسعودية تنظر إلى التوسع الجيوسياسي والإيديولوجي لإيران بقلق كبير. وهذا يفسر أيضا القسوة الكبيرة، بل اللامبالاة لتصرفات السعوديين في اليمن (...) يسود انطباع أن تصادماً عسكرياً يلوح في الأفق. ومحمد بن سلمان لا يبذل أي جهد لتبديد هذا الانطباع. على كل حال تشير الأمور إلى نهاية تشنج في علاقة إسرائيل مع دول عربية إضافية، وبهذا تنشأ أيضاً تحالفات جديدة".
صحيفة "هانوفرشه ألغماينه تسايتونغ" كتبت في هذا السياق تقول:
"ولي العهد يريد أن يكون أقوى رجل في العالم العربي، وهذا لا يتحقق إلا عبر نزاع مفتوح مع إيران. وبالنسبة له ومن أجل تحقيق ذلك الهدف، فإن الغاية تبرر الوسيلة: الموت والكوليرا في اليمن، وخطر الحرب في قطر، والجديد أيضاً تحالف علني مع إسرائيل ضد حكام طهران. ويخالط الإعجاب الذي يثيره الإصلاحي سلمان في الغرب بعض الشكوك. فالإدارة الأمريكية تضمن أهم حليف ضد العدو اللدود إيران. لكن الأوروبيين الذين مازالوا متشبثين بعملية الإصلاح في طهران، زاد قلقهم من ظهور ساحة حرب جديدة في العالم".
أما صحيفة "رويتلينغر غنرال أنتسايغر" فتحدثت عن "إنذار" غير مباشر لمحمد بن سلمان في اتجاه الفلسطينيين، وكتبت تقول:
"ولي العهد محمد بن سلمان يُعتبر الرجل القوي الحقيقي في المملكة السعودية. إنها مفاجئة حقيقية أن يعترف الآن علناً بحق الإسرائيليين في أن تكون لهم دولة خاصة بهم. وذلك لأن العربية السعودية هي أيضا حامية الأماكن المقدسة للإسلام. وفي نفس الوقت يتوجب على الفلسطينيين فهم ما قاله ولي العهد كإنذار. فتصعيد جديد لنزاعهم مع إسرائيل سيكون غير نفع، لأن تل أبيب تلعب في الحسابات الاستراتيجية للرياض دوراً حاسماً".
صحيفة "شتراوبينغر تاغبلات" كتبت تقول:
"كيفما كانت هذه السياسة السعودية التي يتم رؤيتها كتغير في نهج الرياض مستحسنة، فإن للسعودية مصالح لا تتناسب دوماً بالضرورة مع مصالح الغرب (...) الأمير محمد بن سلمان عليه أن يبرهن الآن أنه قادر على بلورة مشروع سياسي لكافة المنطقة وليس فقط القيام بخطوات تخدم فقط الحفاظ على سلطة عائلته الحاكمة".
ر.ز/م.أ.م
السعودية واسرائيل - أفق تقارب محتمل بمظلة أمريكية
تغير الموقف السعودي تجاه إسرائيل تدريجيا بعد محادثات السلام في سنة 1978. وفي عام 2002 قدمت السعودية "المبادرة العربية للسلام"، فيما تقارب البلدان مؤخرا بعد تولي الرئيس دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة.
صورة من: picture-alliance/AP Images
صورة لسفينة إسرائيلية تمر قرب جزيرة تيران في سنة 1957. بعد مصادقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي تنقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير غير المأهولتين في البحر الأحمر إلى السعودية، بات للأخيرة حدود بحرية مشتركة مع إسرائيل.
صورة من: picture-alliance/AP Images
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مطار بن غوريون في تل أبيب. هنا حطت الطائرة الرئاسية لترامب لأول مرة قادمة مباشرة من الرياض الى تل أبيب. ولا ترتبط السعودية مع إسرائيل بأية علاقات سياسية واقتصادية مباشرة.
صورة من: picture-alliance/newscom/D. Hill
الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان يقلد ولي العهد السعودي الأمير سعود بن عبد العزيز عام 1947 وسام الاستحقاق الأمريكي. وكان ترومان من أشد المؤيدين لقيام دولة إسرائيل واعترف بها بعد مرور دقائق فقط على إعلانها، وكان يقيم في الوقت نفسه علاقات وثيقة مع السعودية وزعمائها.
صورة من: picture-alliance/Everett Collection
شاركت السعودية بقوات عسكرية في جميع الحروب العربية مع الدولة العبرية، بالإضافة إلى دعمها الاقتصادي للدول العربية المشاركة في الحروب ومقاطعتها الاقتصادية للدول المساندة لإسرائيل، مثل فرنسا وبريطانيا.
صورة من: picture alliance/AP/KEYSTONE/Government Press Office
وفي حرب 1973 شاركت السعودية الدول العربية الأخرى المنتجة للنفط في وقف ضخ النفط إلى الدول الغربية الحليفة لإسرائيل، ومن ضمنها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وهو ما تسبب في أزمة كبيرة في تزويد النفط في الدول الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa
بقيت السعودية بعيدة عن محادثات السلام المصرية الإسرائيلية في 1978، لكن العلاقة مع إسرائيل تغيرت تدريجيا بعدها. وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في سنة 2016 عن عملية "أولندي ماعوف" التي جرت في سنة 1981، التي تضمنت إنقاذ سفينة صواريخ إسرائيلية جنحت في المياه الإقليمية السعودية. وتم إنقاذ السفينة بعميلة مشتركة إسرائيلية سعودية وبوساطة أمريكية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Daugherty
أجريت لقاءات غير رسمية بين مسؤولين إسرائيليين وسعوديين، من ضمنها زيارة اللواء السعودي المتقاعد الدكتور أنور عشقي رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالشرق الأوسط، إلى إسرائيل في تموز/يوليو 2016 ولقائه بالمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد في القدس. في الصورة أنور عشقي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
صورة من: mesc-sa.org
تمثل أيران عدواً مشتركا لكل من السعودية وإسرائيل. ونتج عن هذا الموقف قرارات تاريخية للسعودية ضد إيران وحلفائها، المعادين لإسرائيل، وخاصة بعد تولي الرئيس ترامب الرئاسة الامريكية. وكان آخرها إعلان مقاطعة قطر ومطالبتها بالحد من علاقاتها مع إيران وحلفائها في المنطقة. في الصورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع قادة في الجيش السعودي.
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في ظل الرئيس الأمريكي ترامب، قد تمهد الطريق لعلاقات إسرائيلية سعودية، وقد نقلت صحيفة هآرتس عن كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي الذي طوّر علاقات قوية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قوله إنه قد ناقش مع السعوديين تطوير علاقاتهم باسرائيل كمقدمة لاحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.