صحف ألمانية: زج حماس بالشباب لا يعفي إسرائيل من المسؤولية
١٦ مايو ٢٠١٨
من يتحمل مسؤولية مقتل أكثر 60 فلسطينيا على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة؟ تعليقات الصحف الألمانية وأجوبتها على هذا التساؤل جاءت متباينة.
إعلان
الرصاص والبصل.. أدوات مواجهات دامية في غزة
02:22
صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" كتبت تقول:
"باعتبار حرب المعلومات وصور التلفزيون قد تكون حماس حققت نجاحا في إزعاج الاحتفال الرسمي بالسفارة في القدس. أما من الناحية السياسية فلا يتواصل هذا "النجاح" المشكوك فيه. وبغض النظر عن بلدان مثل بلجيكا أو تركيا التي غالبا ما قدمت الدعم لحماس، فإن إسرائيل لم تواجه الشجب من الرأي العام العالمي. وحماس في المقابل تبقى أمام أزمة وجودية. وقد وجدت إسرائيل ضد أسلحتها المعروفة، الأنفاق أو الصواريخ وسائل فعالة. ودول الخليج قلصت بقوة مساعداتها. وحتى الرئيس الفلسطيني محمود عباس يقطع الرواتب إضافة إلى التموين بالكهرباء والماء عن قطاع غزة كلما تمكن من ذلك وإسرائيل تسمح بذلك. وعباس لا يُظهر دعما حقيقيا للاحتجاجات. وفي يوم النكبة خضع لعملية روتينية في الأذن. وبالرغم من ذلك يظهر العرض الإسرائيلي بتقديم إمدادات أكثر عبر المعبر في كرم سليم أن القمع الدموي للاحتجاجات قد يكون "مجديا" بالنسبة إلى حماس: وعلى هذا النحو بإمكان حماس على الأقل تحسين ظروف العيش في غزة مؤقتا دون فعل الكثير من أجل ذلك. وهل سيؤدي العدد الكبير من القتلى إلى أن تلتزم تركيا مجددا أو دول عربية في نزاعات قطاع غزة، يبقى أمراً محاطا بعلامات الاستفهام".
صحيفة "دي فيلت" تدافع عن إسرائيل أمام الانتقادات، وكتبت تقول:
"واضح أن هذا الكم من القتلى والجرحى، بينهم أطفال يخضع لحسابات رخيصة من قبل حماس المتطرفة الحاكمة في غزة والمتسلحة والمجموعات الفلسطينية الموظفة من قبلها بوسائل قمع عنيفة. وواضح للمتطرفين أن إسرائيل لن تسمح تحت أية ظروف بوقوع اختراق عنيف لنشطاء راديكاليين فوق أرضها. وأنه ليس بإمكانها أن تقبل أن يتم فرض "حق العودة" المزعوم لملايين الفلسطينيين بهجوم مفاجئ فوق الأرض الإسرائيلية. وهذه بالتحديد هي النية المعلنة للحملة التي تبدو حماس مستعدة للتضحية فيها بلا حدود بحياة البشر عندما تسمح دوما بتدفق جماهير جديدة على الحدود لتواجه بعدها النيران، وتريد حماس الترويج للصورة المرغوب فيها عن سلطة الاحتلال اليهودية الشيطانية التي تطلق النار بلا مبالاة على متظاهرين عزل. ويبدو أن المناورة تحقق النجاح. وهكذا فإنّ دولاً عربية وأخرى إسلامية ـ في مقدمتها إلى جانب إيران تركيا اردوغان ـ تندد بإسرائيل المكروهة لديها. وحتى زعماء حكومات ودول غربية مثل رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون يشجبون التصرف القاسي لقوات الأمن الإسرائيلية. ولولا حق الفيتو للولايات المتحدة الأمريكية لأصدر مجلس الأمن الدولي منذ زمن طويل قرارا متحيزا يحمّل إسرائيل مسؤولية ما يجري".
أما صحيفة "تاغستسايتونغ" من برلين فكتبت تقول:
" من يصف إراقة الدماء بالمجزرة، يصيب الحقائق ولكن بشروط. واجب إسرائيل الأخلاقي يتطلب على الرغم من ذلك تلبية الطلب الفلسطيني بإجراء تحقيق. فالكشف عن حالات الموت المتعددة وقضية ما تم التقصير فيه في الاستعداد للاحتجاجات المعلنة منذ مدة يمكن أن تنفع لتخفيف فاجعة إضافية. والمتظاهرون الفلسطينيون يتيحون لقيادتهم عديمة الضمير أن تجعلهم اهدافا لنيران المدافع والاسلحة. وحماس الإسلامية ليست فقط مستعدة للمتاجرة بالضحايا ـ بل هي تستفزهم لإضفاء حلة جديدة على صورة العدو القديمة، لتغطي بذلك على فشل القيادة في ادارة الشعب: والمسؤول عن ذلك هم دوما الصهاينة والاحتلال والحصار، كما هي التعويذة الفلسطينية التي تجد أذنا صاغية لدى الناس اليائسين. وقرار رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب نقل السفارة إلى القدس قد لا يكون مساعدا في هذا التوقيت وبهذا الوضع، لكن بالنسبة إلى الناس في قطاع غزة فإنّ من غير المهم أين يوقع الدبلوماسيون الأمريكيون استمارات تأشيرات السفر".
في المقابل عبرت صحيفة "راين نيكار تسايتونغ" الصادرة في هايدلبيرغ عن وجهة نظر أخرى، وكتبت تقول:
"المقاييس التي قُتل على أساسها الاثنين في قطاع غزة 60 فلسطينيا تبقى مبهمة. يبدو أن ثلاثة حاولوا وضع قنبلة يدوية على السياج الفاصل. لكن ألم يكن من الأفضل الرد بأسلحة غير قاتلة؟ وفي الجدل السياسي يظهر دونالد ترامب بسرعة كمسؤول. ولكن رغم كل الانتقاد اللامبالية لسياسته الخارجية : فالجنود أطلقوا النار بأمر من الحكومة الإسرائيلية. هناك تقع مسؤولية الاثنين الدموي. وبالطبع حماس دفعت بحساباتها الرجال الشباب أمام بنادق القناصة. لكن هذا لا يجوز أن يكون سبباً في المدى البعيد للضغط على الزناد".
ر.ز/ م.أ.م
السفارة الأمريكية في القدس: يوم فرحت إسرائيل واحتج الفلسطينيون
فيما افتتحت الولايات المتحدة رسمياً سفارتها في القدس تزامناً مع احتفال دولة إسرائيل بالذكرى السبعين لقيامها، قُتل عشرات الفلسطينيين في تصاعد غير مسبوق لحدة المواجهات مع الجيش الإسرائيلي على حدود غزة.
صورة من: Reuters/I. Abu Mustafa
تدشين بمباركة إيفانكا
نقلت الولايات المتحدة الاثنين (5 مايو/ آيار2018) سفارتها من تل أبيب إلى القدس، بعد وعد الرئيس ترامب في نهاية العام الماضي، واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. الاستنكار الدولي والغضب الفلسطيني من الوعد لم يمنعا تحقيقه ومشاركة ابنته إيفانكا إلى جانب زوجها جاريد كوشنر في مراسم الافتتاح. إيفانكا شاركت متتبعيها على تويتر لحظات استقبالها من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أيضاً.
صورة من: Reuters/A. Cohen
حضور دبلوماسي من أمريكا
أعلن ترامب قبل أيام عدم حضوره لافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، لكنه بعث وفداً دبلوماسياً يتكون من شخصيات مهمة داخل البيت الأبيض، على رأسهم وزير الخزانة ستيفن منوتشين ومساعد وزير الخارجية جون سوليفان، فضلاً عن إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر. وستفتح مكاتب سفارة مؤقتة داخل مبنى القنصلية الأمريكية في القدس، في انتظار اختيار مبنى أكبر لها مستقبلاً.
صورة من: Reuters
"ترامب صديق الصهاينة"
زُينت شوارع القدس قرب السفارة الأمريكية الجديدة بالعلمين الاسرائيلي والأمريكي استعداداً للاحتفال بعهد جديد واستبدلت لافتات مرورية بأخرى تشير لموقع السفارة الكائن بحي أرنونا بالقدس. كما عُلقت لافتات تشيد بترامب كـ"صديق للصهاينة". شعار الصداقة حمل معه عقوداً من الحياد الأمريكي تجاه القضية، لكن اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة لاسرائيل غير معالمها وجعل نتانياهو يقول: "إن نقل السفارة مدعاة للاحتفال".
صورة من: DW/D. Regev
ذكرى "قيام إسرائيل"
افتتاح السفارة الأمريكية وإقامة احتفال دبلوماسي بين أمريكا وإسرائيل، تعدى إلى المواطنين الاسرائليين الذين عبروا عن فرحتهم بانتقال السفارة إلى القدس. خاصة وأن هذا الحدث يصادف الذكرى السبعين "لقيام دولة إسرائيل" الاثنين (14 أيار/ مايو 2018) وفق التقويم الغريغوري. كما أن إسرائيل بدأت احتفالاتها التقليدية، قبل أيام، بمناسبة الذكرى 51 لـ "ضم القدس" أو "توحيد القدس"، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.
صورة من: Getty Images/L. Mizrahi
احتفال مستمر
منذ أيام والأفراح والاحتفالات تسود المنطقة الغربية من القدس. ويشارك في هذا كل الإسرائليين باختلاف أعمارهم وأجناسهم استعدادا للاحتفال بـ "مرور 70 عاماً على قيام دولتهم". ووسط أغاني ممجدة للشعب اليهودي والدولة العبرية وللقدس، وفي جو من الرقص والسعادة الغامرة البادية على كل المشاركين في الإحتفالات، رفعوا علم إسرائيل معبرين عن "انتصار" انتظروه منذ عقود.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Gharabli
"نكبة جديدة"؟
يتزامن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس قبل يوم من الذكرى السبعين لـ"النكبة"، عندما نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948. وعلى ما يبدو، فالفلسطينيون يحيون الذكرى السبعين للحدث بـ"نكبة جديدة" كما وصفتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Reuters/M. Salem
سخط فلسطيني
في مقابل الأفراح الإسرائيلية، يعيش الفلسطينيون وسط أجواء من الحزن والسخط على قرار ترامب الذي يعترف فيه بأن بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعن نقل سفارة دولته إلى القدس. هذا القرار الذي "استفز" الفلسطينيين باعتبارهم رافضين منذ البداية لـ"احتلال" إسرائيل للقدس كـ"عاصمة أبدية" منذ 1980، بغض النظر عن عدم اعتراف المجتمع الدولي بذلك، وفي ظل رغبة فلسطين في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.
صورة من: Reuters/I. Abu Mustafa
رغم الوعيد.. اقتحموا السياج!
شارك الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة في مسيرة إلى الحدود مع إسرائيل، وخاطر بعضهم مقتحماً السياج الأمني، رغم وعيد الجيش الإسرائيلي، ورغم أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قد ألقت منشورات على قطاع غزة للتحذير من الاقتراب من السياج. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، عن وضع قواته في حالة تأهب قصوى، فضلاً عن مضاعفة عدد وحدات جيشه المقاتلة وتعبئة الآلاف من شرطييه لضمان الأمن في السفارة ومحيطها.
صورة من: Reuters/B. Ratner
نار وغضب
العشرات من الشباب الفلسطينيين اجتازوا السياج الحدودي الفاصل شرق غزة وأضرموا النار في إطارات سيارات في الجانب الإسرائيلي من الحدود، كما ألقوا الحجارة على الجيش الاسرائيلي تعبيراً عن غضبهم من تدشين السفارة الأمريكية في القدس، وبينما يتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس بتحريض الفلسطينيين على اختراق السياج الحدودي، يشهد قطاع غزة "مسيرات العودة"، منذ نهاية آذار/ مارس2018.
صورة من: Reuters/M. Salem
"مذبحة رهيبة"
أسفرت المواجهات بين الجنود الإسرائيليين وفلسطينيين في الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، قبل ساعات من تدشين مقر السفارة الأمريكية، عن سقوط عشرات القتلى، وإصابة أكثر من ألف فلسطيني بالرصاص الحي. المواجهة جاءت بعد أن ألقى فلسطينيون الحجارة على الجنود الإسرائيليين الذين ردوا بإطلاق النار. وعلى وقع ارتفاع القتلى والجرحى، اتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بارتكاب "مذبحة رهيبة" في قطاع غزة. إعداد: مريم مرغيش.