بما يقارب الإجماع، نددت الصحف الألمانية بتوقيف السلطات التركية للناشط الحقوقي الألماني بيتر شتويتنر وخمسة من الحقوقيين الآخرين. وترى السلطة الرابعة في ألمانيا أن تركيا تتحول إلى "سلطنة" وتسير في طريق المواجهة مع الغرب.
إعلان
في هذا الصدد، كتبت يومية "برلينر تسايتونغ":
"يزيل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان- وبشكل ممنهج- ما تبقى من الديمقراطية في تركيا ويقودها أكثر فأكثر بعيداً عن أوروبا. وتؤكد ما قامت به السلطات من توقيف الناشط الحقوقي، بيتر شتوتينر، صحة ذلك. كل من يفكر بطريقة مغايرة، سواء كان تركياً أو أجنبياً، يُعتبر في سلطنة أردوغان عدواً يجب محاربته بكل الوسائل."
وتضيف الصحيفة البرلينية قائلة: "وفي موجات غصبه الشديد يتحمل الرئيس التركي الصراعات السياسية الخارجية أيضاً لاعتقاده أنه ربما تعود عليه بنفع لاحقاً. والأكثر سوءاً من ذلك أنه يعمل على إثارة تلك الصراعات ليتمكن من رسم صورة الرجل القوي له بين أنصاره".
من جانبها، تخلص صحيفة "فرانكفورتر ألغمانيه تسايتونغ" الرصينة إلى أن:
"تركيا عضو بالناتو. هذا الحلف الذي يعرّف نفسه على أنه تحالف يقوم على القيم. كما أنه ومن الناحية الرسمية فإن تركيا ما تزال في مفاوضات للانضمام للاتحاد الأوروبي. ومن هنا يمكننا القول إن تركيا شريك للديمقراطيات الغربية في أوروبا وأمريكا الشمالية. ولكن على الأقل منذ المحاولة الانقلابية قبل عام تحول ذلك الشريك لمتعطش للانتقام ولعدو معاد."
وترى الصحيفة الرصينة أن الرئيس التركي "يمضي في دربه؛ فهو يبتعد عن الغرب ويتخلى عن دولة القانون والحرية وحقوق الإنسان ويذهب باتجاه الأوتوقراطية (حكم الفرد الواحد) وعبادة الزعيم وصولاً لتأسيس جمهورية أردوغان (...) على كل حال لا بد أن يكون واضحا في الأذهان أنه يجب ألا تصل الأمور إلى القطيعة مع تركيا. وإذا وصلت الأمور إلى تلك الحالة، فلا يجب أن تكون ألمانيا هي المتسببة بتلك القطيعة".
وبدورها أدلت يومية "تاغس تسايتونغ" بدلوها في هذا المضما وكتبت تقول:
"منذ المحاولة الانقلابية قبل عام يعيد الرئيس التركي، وبإيقاع سريع، بناء الدولة لتصبح ديكتاتورية إسلامية. بيد أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي يتركان الأمور تسير على هذا الحال حتى الآن وذلك عن طريق الاكتفاء بإطلاق التحذيرات المتحفظة. وهذه خيانة لعشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين والمؤمنين بالديمقراطية في تركيا. من يكتفي بمراقبة أفعال المستبد دون أن يفعل شيئاً يجعل نفسه شريكاً معه. كفى!"
إعداد: ر.ز/ خ. س
ليلة الانقلاب الفاشل في تركيا وتبعاتها
قبل عام من الآن أراد انقلابيون الإطاحة بالرئيس التركي أردوغان. ولكن مساعيهم خابت. وبدلا من ذلك تعمقت سيطرة أردوغان بشكل غير مسبوق. هذا عرض لبعض المشاهد في ليلة الانقلاب الفاشل، والفترة التي تبعتها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
البداية
الصور الأولى من مساء 15 يوليو/تموز 2016، التي وصلت من تركيا: دبابات الجيش تقطع السير على جسر البوسفور. مع مرور الوقت اتضح الأمر: مجموعات في الجيش بدأت بمحاولة انقلاب. طلقات تُسمع وهناك جرحى. والطائرات الحربية والمروحية تحلق على علو منخفض.
صورة من: picture-alliance/abaca/F. Uludaglar
دبابات في المطار
صورة مشابهة في مطار أتاتورك في اسطنبول: الدبابات تقدمت. وانفع الانقلابيون باتجاه برج المطار وأوقفوا حركة الطيران. عدد قليل من المدنيين يقفون بوجه الانقلابيين.
صورة من: Reuters/Ihlas
قصف على البرلمان
وحتى مبنى البرلمان في أنقرة صار هدفا لقصف الانقلابيين. في تمام الساعة 2:32 صباحا تعرض المبنى للقصف من الجو. الانقلابيون استخدموا عدة طائرات من طراز أف 16 في تلك المهمة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
الضحايا
في مواجهات ومصادمات لقي - بحسب بيانات رسمية - 249 شخصا حتفهم، وأصيب أكثر من 2000 آخرين بجروح. والآن يتم الاحتفاء بهم في تركيا كـ"شهداء".
صورة من: Getty Images/B.Kilic
المقاومة
وبعد مضي بضع ساعات من الليل، اتضحت الصورة أكثر: الانقلاب سيفشل. كما حدث هنا في ساحة تقسيم. الجنود المشاركون في محاولة الانقلاب تم القبض عليهم من قبل الشرطة أو من وحدات الجيش الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
ظهور أردوغان
وبطريقة غير اعتيادية ظهر الرئيس التركي أردوغان وخاطب الشعب. في بث مباشر عبر الهاتف اتصلت مذيعة إحدى القنوات بالرئيس التركي أردوغان، الذي تحدث للأتراك: "أدعو شعبنا للتجمع في الساحات وفي المطار". وبظهوره عمل أردوغان على وضع حد للتكهنات حول التغيير في البلاد.
صورة من: Screenshot/CNN Turk/Reuters
نزول الناس إلى الشوارع
كثير من الأتراك سمعوا نداء الرئيس وتدفقوا إلى الشوارع، ليتصدوا للانقلابيين ويساهموا في منع نجاح الانقلاب. كما هو الحال هنا في أنقرة، حيث تسلق الناس على ظهور الدبابات، رافعين العلم التركي.
صورة من: picture-alliance/abaca/O. Gurdogan
الانتقام
في صباح اليوم التالي تقهقر الانقلابيون في كل مكان تقريبا. فقط في مواضع قليلة كانت هناك مناوشات. والآن بدأت عملية الملاحقة للانقلابيين.
صورة من: Reuters
البحث عن الانقلابيين
بدأت قوات الجيش ملاحقة المتورطين في محاولة الانقلاب. وهكذا استسلم عدد كبير منهم وتم القبض عليهم.
صورة من: picture-alliance/AA
المتهم بأنه العقل المدبر
تم اتهامه بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية: رجل الدين الإسلامي فتح الله غولن. الحكومة التركية حملته المسؤولية. أما غولن فنفى ذلك. يشار إلى أنه يعيش في الولايات المتحدة منذ سنوات، ولم يتم تسليمه لتركيا.
صورة من: Reuters/C. Mostoller
الاحتفال بالنصر
بعد 24 ساعة من محاولة الانقلاب تغيرت الصورة تماما: آلاف الناس احتشدوا على جسر البوسفور محتفلين بالانتصار على الانقلابيين. بعدها تم تغيير اسم الجسر إلى "جسر شهداء 15 يوليو".
صورة من: picture-alliance/abaca/E. Öztürk
حالة الطوارئ
بعدها بخمسة أيام، أعلن أردوغان حالة الطوارئ في البلاد، والتي دخلت في اليوم التالي حيز التنفيذ. فحصل الرئيس بذلك على صلاحيات واسعة، كما بدأ النقاش حول إعادة عقوبة الإعدام. وبعد مرور عام مازالت حالة الطوارئ مفروضة في بلاد الأناضول.
صورة من: Reuters/K. Ozer
التطهير
مباشرة بعد المحاولة الانقلابية تحدث أردوغان عن "نعمة الله". والهدف هو "قواتنا المسلحة يجب أن تكون نقية تماما، ولذلك سيتم تطهيرها". ولكن الأمر لم يقتصر على مؤيدي فتح الله غولن في الجيش. بل تعداه إلى صحفيين وباحثين وبقية المناهضين لأردوغان. حوالي 100 ألف موظف تمت إقالتهم، و50 ألف شخص تم اعتقالهم.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Mehmet
أردوغان وسّع صلاحياته
قبل محاولة الانقلاب، لم يتمكن أردوغان من الوصول إلى نظامه المفضل (النظام الرئاسي). ولكن المحاولة الانقلابية كانت فرصة له كي يتمكن من دفع هذا المشروع إلى الأمام، وصولا إلى نظام حكم برجل قوي على رأس السلطة. وفي أبريل/نيسان الماضي تحقق مراده، عندما صوت الأتراك، بأغلبية بسيطة، لصالح تعديل الدستور.
صورة من: Reuters/H. Aldemir
المعارضة
المعارضة التركية تم إضعافها بعد محاولة الانقلاب - وخاصة حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. رئيسا الحزب وتسعة برلمانيين من الحزب تم اعتقالهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2016. حزب الشعب الجمهوري يمر بمرحلة هدوء استمر حتى صيف 2017، عندما دعا الحزب لمسيرة "العدالة" من أنقرة إلى اسطنبول. إعداد: كريستيان فولف/ف.ي