صحف ألمانية: صرامة هولندا ضد أردوغان منعت فوز مناهضي الإسلام
١٦ مارس ٢٠١٧
نتيجة الانتخابات الهولندية ربما كانت ستصبح مختلفة لولا موقف حكومة هولندا الصارم، الذي لم يسمح لمسؤولين أتراك بحشد الدعم بين أتراك هولندا لصالح تعديل دستوري "مناوئ للديمقراطية"، كما ترى صحف ألمانية في تعليقاتها التالية.
إعلان
أعرب جان أسيلبورن وزير خارجية لوكسمبورغ عن اعتقاده بأن نتيجة الانتخابات التشريعية في هولندا تعد هزيمة للشعبويين اليمينيين في ألمانيا وفرنسا أيضا. وفي هذا السياق اعتبرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في موقعها الإلكتروني أنه يمكن تنفس الصعداء في أوروبا بعد هزيمة حزب خِيرْت فيلدَرْس، وكتبت تقول:
"بإمكان أوروبا تنفس الصعداء: فالفائز في الانتخابات البرلمانية الهولندية ليس اسمه خيرت فيلدرس. فحزب المعارض للاتحاد الأوروبي والمناهض للإسلام ...حقق فقط 13.1 في المائة من مجموع الأصوات وظل بذلك أقل من التوقعات.
وأقوى حزب هو حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية لرئيس الوزراء مارك روتِه الذي سيحاول مجددا تشكيل حكومة... ويبدو أن روته استفاد من أنه اتخذ موقفا قويا تجاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
وأكد وزير خارجية لوكسمبورغ أن الهولنديين رفضوا بشكل واضح الحملة الانتخابية التي قام بها الزعيم الشعبوي خيرت فيلدرس ضد أوروبا. وأشارت صحيفة "لاندِس تسايتونغ لونيبورغ" الألمانية إلى أن رئيس وزراء هولندا استفاد من خلافه مع تركيا، وكتبت تقول:
"تخبط العشوائي الدبلوماسي لأردوغان تمخضت عنه مساعدة انتخابية لرئيس الوزراء الذي أبدى صبراً وثقة بالنفس ضد ذلك".
أما صحيفة "باديشه تسايتونغ" الصادرة في مدينة فرايبورغ الألمانية فكتبت تقول:
"روتِه أوقف جولة الدعاية التي يقوم بها ساسة أتراك من أجل تعديل الدستور المعادي للديمقراطية الذي يدعو إليه أردوغان، بحيث أنه تمكن من حشد أولئك الهولنديين خلفه الذين أفصحوا عن تحفظهم. فرئيس الحكومة وقف كفاعل حقيقي في الوقت الذي اكتفى فيه فيلدرس فقط بإرسال تغريدات خبيثة".
الموقف نفسه عبرت عنه أيضا صحيفة "شفيبيشِه تسايتونغ" الألمانية التي أفادت في تعليقها:
"روتِه تحرك في الأزمة بصرامة ولكنه احتفظ ببرودة أعصابه ـ ولم ينزل إلى مستوى فيلدرس الذي كانت له ردود فعل عنيفة على الرئيس التركي".
من جانبها اعتبرت صحيفة "راين نيكار" الصادرة في مدينة هايدِلبيرغ الألمانية أن نتيجة الانتخابات في هولندا سيكون لها مفعول رمزي بالنسبة إلى كافة أوروبا، وكتبت تقول:
"يا له من احتفال! بهذا فشلت بشكل مدوٍّ البداية المرجوة من قبل كثير من أعداء الديمقراطية لتدمير الاتحاد الأوروبي. وهذا لا يمثل دعما لِـ لوبين فرنسا...وقد يصبح ذلك انتصارا للعقلانية على جبهة واسعة".
ر.ز/ م.أ.م / ع.م
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.