صحف ألمانية: ضرورة التمييز بين لاجئين مندمجين وآخرين مجرمين!
١١ يونيو ٢٠١٨
مقتل فتاة ألمانية في الرابعة عشرة من عمرها، حسب الشبهات الأولية من طرف طالب لجوء عراقي مرفوض يشغل منذ أيام وسائل الإعلام الألمانية. وسيُحاكم المشتبه به بعدما نُقل من أربيل العراقية إلى ألمانيا.
إعلان
صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" أكدت في تعليقها أن أقلية فقط من اللاجئين إجرامية، وكتبت تقول:
"اللاجئون الذين يجتهدون لتعلم الألمانية وإيجاد عمل والتحول إلى جزء من هذه البلاد لا يرغبون إلا في الأمن والنظام. وهم يتمنون أن تميز الدولة ـ وأن تحارب المجرمين، لأن أبناءهم هم الضحايا الأوائل. وبعد الجريمة مثل اغتيال سوزانا هم الذين يجب عليهم تحمل سوء الظن والعداء".
وفي صحيفة "تاغستسايتونغ" كتبت صاحبة العمود فاطمة أيدمير:
" فورا بعد معرفة الحالة تكاثرت النداءات من الإعلام والسياسة إلى تنفيذ عمليات ترحيل أسرع لطالبي لجوء مرفوضين. ويتم مجددا نسخ الصورة التعميمية للاجئ الإجرامي والمغتصب والقاتل... وللوقاية من سوء الفهم: هنا لا يتعلق الأمر بتقليص حجم القضية... لكن من خلال التركيز على حالات إنفرادية يكون فيها المجرم مهاجرا ينشأ في الوعي العام نموذج خطير هو ليس فقط عنصريا، بل أيضا في عمقه متحيزا جنسيا ـ لأنه يقلل من شأن جرائم قتل ضد النساء في ألمانيا. 149 امرأة، حسب إحصائيات الشرطة الجنائية في 2016 قتلن من شركائهن الذكور، و208 امرأة نجت. إذا في كل يوم حاول رجل قتل شريكته، والغالبية الساحقة منهم تحمل جواز سفر ألماني وهي بيضاء البشرة".
وفي المقابل كتبت صحيفة "فرانكفورتر نويه بريسه" تقول:
"إذا تمكن إسلاميون مثل مهاجم برلين أنيس عمري، أو الآن علي ب. المعروف لدى الشرطة والذي رُفض طلب لجوئه منذ الـ 30 ديسمبر/ كانون الأول 2016 من مواصلة مفاسدهم، فهذه ليست حالات انفرادية يُؤسف لها. شيء مبدئي لا يعمل في النظام إذن. كما أنه لا يكفي أن يعبر سياسيون عن غضبهم من الجريمة ويطالبون بتوضيحات سريعة. فالدولة تتحمل المسؤولية. وفي هذا لا ينفع التشديد المرتجل للقوانين. فالقانون القائم يجب تنفيذه أخيرا بكل حزم، ويجب بوجه خاص تسريع البت في طلبات اللجوء. فمن لا يحق له البقاء يجب منطقيا ترحيله. وإلا فإن حالة سوزانا ستتطور إلى شعلة نار في الأجواء المتوترة أصلا".
وصحيفة "بيلد" دعت الحكومة الألمانية إلى التعبير عن شكرها لدى السلطات في شمال العراق على تعاونها في تسليم المشتبه به، وقالت:
"السلطات الكردية برهنت كيف أنها تعمل بسرعة وبفاعلية، وأنهم أصدقاء الألمان الحقيقيون في منطقة الفوضى. والجزء الأكبر ساهم فيه الرئيس السابق مسعود البرزاني ومعه السفير الكردي في ألمانيا، دلشاد برزاني. وساند ساسة ألمان في الحرب ضد تنظيم داعش دوما الحكومة الإقليمية الكردية، ووعدوها بالمساعدة وصدروا أسلحة وكونوا مقاتلي البيشمركة. هذا كان جيدا وصحيحا. وفي أربيل لم ينسوا أنه لم يوجد دعم للاستفتاء حول الاستقلال عن بغداد، ولم تصدر أية كلمة عن ألمانيا. وبالتالي وجب أن يكون الشكر الآن أكبر فيما يتصل بنجاح التحقيقات في حالة سوزانا!".
ر.ز/ م.أ.م
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
في خريف عام 2015، فتحت ألمانيا أبوابها للآلاف من اللاجئين. وكان تفهم الألمان لمآسي هؤلاء ملفتا جداً. إلا أن أحداثاً عديدة قلبت ثقافة الترحيب إلى مطالب بالترحيل. بالصور: محطات من السياسة الألمانية تجاه اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
بداية الموجة
في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
استقبال وترحيب
مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
أزمة السكن
عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية أحداث قلبت الموازين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Böhm
مطالب بالترحيل
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تحديد سقف لعدد اللاجئين
على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
هجمات متفرقة ينفذها لاجئون
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
صورة من: Reuters/M. Rehle
هجمات معادية للاجئين
وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
عملية دهس وراءها داعش!
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
سياسة ميركل في مرمى الانتقادات
تصاعد الأزمات، وتفاقم المشاكل جعل شعبية المستشارة ميركل تقل، فقد اتهمها منتقدوها بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. وفي سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
هل ستستقبل ألمانيا لاجئين جدد؟
أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين موافقة الحكومة الألمانية على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج "إعادة التوطين" التابع للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يحاول وزير الداخلية الألمانية الإسراع بفتح مراكز جديدة للاجئين تتولى استقبال اللاجئ والبت في قراره ثم ترحيله في حالة رفض طلبه. بالإضافة إلى توجهه نحو التشدد حيال لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية. إعداد: مريم مرغيش