صحف: على الدول الديمقراطية مسؤولية خاصة في قضية خاشقجي
٢٠ نوفمبر ٢٠١٨
تناولت تعليقات معظم الصحف الألمانية مجددا مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وركزت بالخصوص على التطورات الأخيرة وقيام الحكومة الألمانية بفرض عقوبات على شخصيات سعودية وكذلك وقف صادرات الأسلحة للرياض. فماذا جاء في أهمها؟
إعلان
موقع "شبيغل أونلاين" الإلكتروني ألقى الضوء على دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقتل خاشقجي وكتب في تعليق بعنوان: "عاقبوه"، يقول:
"باستثناء الشركاء التجاريين للسعوديين مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو الرئيس السابق لزيمنس كلاوس كلاينفيلد لم يعد أحد يشك في أن محمد بن سلمان متورط في الجريمة. وحتى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تنطلق في الأثناء من أن ولي العهد أصدر الأوامر... ويبدو أن ولي العهد مقتنع من تجاوز الغضب الدولي حول الجريمة. وسيكون الأمر كارثيا إذا كان محقا... وسبق لترامب أن أظهر أنه يعتبر ولي العهد حليفا في المنطقة لا يمكن الاستغناء عنه كيفما كان حجم الخسائر التي يتسبب فيها هذا الأخير. ومن الأهم أن يواجه الأوروبيون بصرامة القيادة في الرياض. فالاتحاد الأوروبي يجب عليه فرض عقوبات ضد السعودية، كما فعل ذلك ضد روسيا. فالأمر لا يتعلق بمحاسبة المسؤولين عن مقتل خاشقجي فقط. بل لأن من مصلحة الاتحاد الأوروبي ملاحقة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، لأنه لا يمكن العيش في عالم لا تطبق فيه أية قوانين".
صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" تساءلت عن جدوى قيام ألمانيا بوقف لصادرات الأسلحة إلى السعودية، وكتبت تقول:
" العقوبات تُفرض إذا أردنا أن تغير دولة ما سلوكها. والحكومة الألمانية جمدت فعليا في قضية خاشقجي صادرات أسلحة إلى السعودية. فما المبتغى من هذا؟ أن تقوم القيادة السعودية بتحقيقات في القضية؟ هذا ما يحصل. أن تقدم المسؤولين إلى المحاسبة؟ هذا ما يُراد على ما يبدو حصوله. وأن لا يموت صحفي مجددا بعنف داخل قنصلية سعودية؟ هذا ربما لن يحصل أبدا من جديد، لأن الصرخة الدولية كانت كبيرة. وأن تُنهي السعودية حربها في اليمن؟ هذا السبب لا تذكره الحكومة الألمانية. كيفما تمعنا في القضية، فإن الموقف الألماني يظل متناقضا. وما يمكن تعليله في الحقيقة هو ما فعلت دول غربية أخرى من خلال فرض عقوبات ضد المشتبه بهم. وما عدا ذلك فإن الباقي له ارتباط بالمزاج الألماني أكثر من كونه يتعلق بالسعودية. والرياض لن تكون مجبرة في كل الأحوال على الاستغناء عن الأسلحة. فدول أخرى ستقوم بتسليمها".
صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" اهتمت هي الأخرى بالعقوبات الألمانية ضد الرياض ورحبت بها، وكتبت تقول:
"إجراءات حظر السفر هي بوجه خاص وسيلة للسياسة الرمزية. فهي تبعث بإشارة ضرورية ولو متواضعة لعدم الرضا من الرياض. فالنظام يلمس فعلا مفعول وقف صادرات الأسلحة. وحتى ألمانيا تدفع ثمنا عن هذه الإجراءات يزيد من قيمتها. وعقوبات إضافية، كلما ظهرت تفاصيل أكثر في المستقبل ستلحق. وبما أن مقتل جمال خاشقجي في مفهوم دولة القانون لا يمكن يمر دون محاسبة، فإن على دول القانون الديمقراطية مسؤولية خاصة بهذا الخصوص".
أما من منظور صحيفة "فرانكفورتر نويين بريسه" فإن العقوبات الألمانية جاءت متأخرة، وكتبت تقول:
" الآن فقط تحركت الحكومة الألمانية بخطوات متأخرة جدا وواجبة منذ مدة. بالطبع يظهر أنه يجب أولا ترقب التحقيقات في قضية خاشقجي. وإمداد السعودية بأسلحة كان قبلها من الناحية الأخلاقية محل شكوك. فالبلاد تشن منذ سنوات حربا في اليمن ضد السكان المدنيين. وهل ستتمسك ألمانيا بموقفها المتشدد عندما تضمحل ذكرى خاشقجي، فهذا سيظهر لاحقا. و‘اتخاذ موقف واضح‘، كما أعلن عنه زيغمار غابرييل يعني للأسف في الغالب أن السياسة تتحول بسرعة إلى جدول الأعمال المعتاد. ومازال الجيش الألماني وربما سيستمر في تكوين جنود سعوديين. ومنذ البارحة (19 نوفمبر 2018) أعلن رئيس زيمنس، جو كيزر أنه يعتزم السفر إلى مؤتمر في العربية السعودية. وفاء بشعار: أولا يأتي الاقتصاد ثم الأخلاق".
ر.ز/ م.أ.م
صحفيون ضحايا الاغتيال عبر العالم
لائحة الضحايا من الصحفيين يجري تحديثها باستمرار ويزداد عدد من دفعوا حياتهم ثمناً للحقيقة. وحسب "مراسلون بلا حدود"، يقتل أسبوعيا صحفي، ويعد عام 2012 الأكثر دموية للصحفيين. وآخر الضحايا هو الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
صورة من: DW
جمال خاشقجي
بعد أكثر من شهر من مقتله في مقر القنصلية السعودية باسطنبول وجهت النيابة العامة السعودية تهما لـ 11 شخصا سعوديا تهما بالمسؤولية في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. بيان النيابة العامة السعودية يأـي بعد روايات سعودية متكررة عن الحادثة ولم تلق قبولا لدى حكومات غربية عديدة، فجمال كان منتقدا لسياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ولذلك ما طالبت دول ومنظمات دولية بتحقيق شفاف وكشف ملابسات الحادث.
صورة من: picture-alliance/AA/O. Shagaleh
فريق اغتيال؟
دخل خاشقجي القنصلية في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول ولم يخرج منها على قدميه. وسربت عدد من الصحف التركية أنباء عن تصفيته داخلها على يد "فريق اغتيال" مكون من 15 شخصا قدموا من السعودية لهذا الغرض. وقال مسؤولون سعوديون في البداية إنه خرج من القنصلية ولا يعرفون مكانه، قبل أن تعود الرياض وتعلن رسميا موته في القنصلية وتعتقل 18 شخصا سعوديا للتحقيق معهم حول القضية.
صورة من: www.sabah.com.tr
سمير قصير
في الثاني من يونيو/حزيران 2005 اغتيل الصحفي اللبناني سمير قصير عن سن يناهز 45 عاما بعد انفجار سيارته في بيروت. ورغم مرور عقد ونيف على اغتياله لم يكشف بعد عن قاتل سمير قصير، لكن أصابع الاتهام وجهت للنظام السوري، الذي كان قصير من أشد منتقديه.
صورة من: dpa
جبران تويني
أسابيع بعد اغتيال سمير قصير، تم اغتيال الصحفي جبران تويني في 12 ديسمبر/ كانون الأول من عام 2006. كان تويني يشغل منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة النهار الإعلامية. عرف تويني بمعارضته للتدخل السوري في لبنان.
صورة من: AP
علي حسن الجابر
هو رئيس قسم التصوير في قناة الجزيرة، اغتيل عن عمر يناهز 55 عاما في 12 من مارس/ آذار 2011 وذلك في كمين استهدف طاقم قناة الجزيرة جنوب غرب مدينة بنغازي. الصورة لجنازة علي حسن الجابر وهو مغطى بالعلمين القطري والليبي.
صورة من: dapd
حرب على الصحفيين في سوريا
شهد الصراع في سوريا مقتل عشرات الصحفيين. في الصورة تظهر الصحفية الأمريكية، ماري كولفين و الصحفي الفرنسي ريميه أوشليك اللذين اغتيلا بالقرب من حمص في 22 فبراير/ شباط 2012. وقد سبق للصحفية الأمريكية كولفين أن فقدت عينها في تغطية صحفية في سيريلانكا.
صورة من: Montage DW/AP
هرانت دينك
هرانت دينك صحفي تركي من أصل أرميني، اشتهر بدفاعه عن الأرمن ومطالبته الحكومة التركية بالاعتراف بمذابح الأرمن. اغتيل في اسطنبول أمام مقر صحيفة آغوس التي يرأس تحريرها في 19 يناير/ كانون الأول 2007 عن عمر يناهز 53 سنة.
صورة من: AP
روسيا من أكثر الدول خطراً على الصحفيين
شهدت روسيا عددا من الاغتيالات في صفوف الصحفيين، من أشهرها اغتيال الصحفية آنا بوليتكوفسكايا، التي اغتيلت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2006 بإطلاق الرصاص عليها أمام منزلها.عرفت آنا بمعارضتها للحرب الشيشانية وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa
سوكراتيس جيولياس
كان سوكراتيس جيولياس مدير إذاعة محلية وصاحب مدونة سياسية تحظى بشعبية كبيرة في اليونان، اغتيل في أثينا في 19يوليو/ تموز 2010 عن عمر يناهز 37 سنة. وكان الصحفي اليوناني يقوم بتحقيق عن قضايا الفساد في المجال التجاري.
صورة من: AP
حرب الصحفيين وعصابات المخدرات
حائط تذكاري في مكسيكو سيتي للصحفيين ضحايا القتل والاختطاف في المكسيك. تعد المكسيك ودول أخرى في أمريكا اللاتينية، مثل كوبا وكولومبيا، من أخطر الدول في العالم على الصحفيين، إذ يغتال أفراد عصابات المخدرات كل من يحاول أن يفضح نشاطهم من الصحفيين.
صورة من: AP
دانيال بيرل
تتضارب المعلومات حول اليوم الذي قتل فيه الصحفي الأمريكي دانيال بيرل. لكن صحيفة "وول ستريت" التي كان بيرل يشغل منصب مدير مكتبها في جنوب آسيا ترجح أنه قتل في 21 فبراير/ شباط 2002. تم إعدام بيرل بوحشية في باكستان من قبل عناصر تنظيم القاعدة عن عمر ناهز 39 سنة.
صورة من: AP
مقتل صحفيي دويتشه فيله
في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2006 اغتيل صحفيان تابعان لمؤسسة دويتشه فيله في أفغانسان، إذ تم إطلاق النار على الصحفية كارين فيشر (الصورة) والصحفي كريستيان شتروفه. أسباب القتل ما تزال مجهولة. توفيت كارين عن عمر ناهز 30 عاماً وكريستيان عن عمر ناهز 38 سنة.