صحف ألمانية: غضب الحكومة الألمانية من السعودية جاء متأخراً
٢٣ أكتوبر ٢٠١٨
الصحف الألمانية لم تصدر فقط تعليقات على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والضغط الدولي على العائلة المالكة في السعودية فحسب، بل ألقت نظرة انتقادية على ردود الفعل الصادرة عن الحكومة الألمانية.
إعلان
في تعليق صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" ورد ما يلي:
" الغرب لا يبقى له حاليا سوى الأمل في أن لا تكون الجريمة الدموية وقعت بتفويض من ولي العهد الذي رأى فيه البعض، سياسيون أو رجال أعمال إصلاحيا لا تشوبه شائبة. وحتى لو أن القصر الملكي أدعى أنه فوجئ بعنف النظام الذاتي، فلا يمكن المرور ببساطة إلى الحياة العادية. فحتى "الشريك الاستراتيجي" وجب التوضيح له أنه توجد حدود لا يمكن القبول بتجاوزها".
صحيفة "فيستفيليشه ناخريشتن" الصادرة بمونستر كتبت تقول:
"عملية القتل المرعبة والمحاولات الحمقاء لاخفاء الجريمة العنيفة تتحول إلى أرجوحة بالنسبة إلى القصر الملكي السعودي. وفي الرياض كان الهدف في الأصل هو التخطيط لمستقبل العربية السعودية ـ التخلي عن النفط والانتقال إلى عصر التكنولوجيات الجديدة، كمشروع هيبة للدولة الصحراوية. والآن تلطخ السعودية بالدم، ووجب عليها تقبل السؤال: إلى أي مدى البلاد جديرة بالثقة؟ والأمير سلمان المنوه به "كإصلاحي" يواجه سمعة سيئة".
صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" تسلط الضوء على قرار رئيس شركة زيمنس إلغاء مشاركته في آخر لحظة في مؤتمر الاستثمار في الرياض بعد انتقاد داخلي قوي بسبب قضية خاشقجي، وكتبت تقول:
" لم تمر 24 ساعة قبل أن يقف جو كيزر فوق منصة مؤتمر استثمار في الرياض، حتى ألغى رئيس زيمنس مشاركته. آخرون كانوا أسرع في اتخاذ القرار. قرار متأخر جاء بعد ضغط عام عقب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. ومن يدفع برئيس زيمنس بسبب ذلك إلى الزاوية، فإنه لا يحق أن يغفل قدر النفاق الذي تم التعامل به طوال سنوات مع العربية السعودية ليس فقط من منظور اقتصادي بل أيضا سياسي. والقصر الملكي متورط في حرب دموية في اليمن. وحصل على أسلحة بموافقة سياسية أيضا من ألمانيا. وقد يسجل مقتل خاشقجي ذروة من الوحشية. ومن يأتي رد فعله غاضبا على ذلك، وجب عليه فعل ذلك تجاه الرياض والعائلة الحاكمة منذ زمن مبكر".
صحيفة "تاغستسايتونغ" تلقي نظرة انتقادية على السياسة الألمانية تجاه العربية السعودية والحرب في اليمن، وكتبت تقول:
" هناك علاقة مباشرة بين صادرات الأسلحة من ألمانيا ومعاناة الناس في اليمن ـ ولكن للتو تمكنت الحكومة الألمانية من فرض وقف صارم لتلك الصادرات. ليس لتفادي استخدام الأسلحة الألمانية في الحرب، بل كوسيلة ضغط سياسية محضة لانتزاع كشف الحقيقة في قضية الصحفي المقتول جمال خاشقجي. والهدف بالطبع مشرف، لأن المرء يرتاح عندما يعرف أن الحكومة الألمانية لا تقبل ببساطة أن تقوم دولة شريكة بتصفية صحفي غير محبوب لديها. وهذه الوسيلة قد تكون ناجعة، لاسيما عندما تشارك دول أوروبية أخرى في وقف الصادرات، ليتسبب ذلك في وجع الحكومة السعودية. ووسيلة الضغط تبقى محدودة، لأنه فور انتهاء السبب قد تتواصل صادرات الأسلحة. وعما إذا كانت الحرب في اليمن ستستمر أم لا، فهذا لا يلعب في ذلك أي دور".
ر.ز/ع.ج.م م.أ.م
اغتيال صحفي كل أسبوع حول العالم
لم تكد منظمة مراسلون بلا حدود تصدر في تقرير حديث لها أن كل أسبوع يتم اغتيال صحفي، حتى جاء تأكيد خبر مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ليؤكد أن حياة الصحفيين عرضة للخطر. ففي النصف الأول من 2018 فقط قتل 36 صحفياً محترفاً.
صورة من: picture-alliance/Eventpress/Stauffenberg
خاشقجي.. جريمة في القنصلية
بعد 18 يوما من اختفائه وتصريحات متضاربة حول مصيره أعلنت الرياض السبت (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) موت الصحفي السعودي جمال خاشقجي إثر "شجار واشتباك بالأيدي" مع أشخاص آخرين داخل مبنى القنصلية السعودية باسطنبول. وتزامناً مع ذلك تم إعفاء عدد من كبار المسؤولين الأمنيين من مناصبهم وتوقيف 18 سعوديا على ذمة القضية. غير أن ذلك لم يمح الشكوك من أن يكون خاشقجي تمت تصفيته بسبب انتقاده لسياسات بلاده.
منتقد لسياسة ولي العهد السعودي
كان جمال خاشقجي قد دخل القنصلية السعودية باسطنبول ظهر الثلاثاء 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018 للحصول على أوراق من أجل الزواج من خطيبته التركية، التي انتظرته خارج القنصلية. وبعد ساعات من الانتظار لم يخرج جمال فأبلغت السلطات، ليتم التكهن حول مصير الصحفي البارز، الذي كان ينتقد قبل اختفاءه سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
صورة من: Reuters TV
فيكتوريا مارينوفا
عثر على جثة الصحفية البلغارية فيكتوريا مارينوفا (30 عاما) في متنزه قرب نهر الدانوب في مدينة روسي مسقط رأسها. وقال ممثلون عن الادعاء العام إنها تعرضت للاغتصاب والضرب ثم قتلت خنقا. وقال وزير الداخلية ملادن مارينوف إنه ليست هناك أدلة تشير إلى أن قتلها مرتبط بعملها الصحفي. لكن وسائل الإعلام ركزت على القضية التي كانت مارينوفا تتناولها وهي قضية فساد محتملة تتعلق بأموال من الاتحاد الأوروبي.
صورة من: BGNES
جان كوسياك
لقي الصحفي السلوفاكي جان كوسياك وخطيبته حتفهما بالرصاص في منزلهما، فيما يبدو بسبب تحقيقهما في التهرب الضريبي من جانب رجال أعمال. وقُتل كوسياك (27 عاما) وخطيبته بطلقات نارية في الرأس والصدر. وكان كوسياك مساهم منتظم في بوابة "اكتواليتي دوت إس كيه" ويركيز على التهرب الضريبي من قبل رجال الأعمال الذين لهم علاقات قوية مع الساسة والأحزاب.
صورة من: Getty Images/AFP/V. Simicel
دافنه كاروانة غاليسيا
حسب بيانات منظمة "مراسلون بلا حدود" يتعرض كل أسبوع في المتوسط صحفي واحد للاغتيال في العالم. وفي أوروبا ساد الغضب والاستياء بسبب الاعتداء بالمتفجرات على الصحفية الاستقصائية دافنه كاروانة غاليسيا في الـ 16 من أكتوبر/ تشرين الأول 2017 في مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/L.Klimkeit
سمير قصير
في الثاني من حزيران 2005 اغتيل الصحفي اللبناني البارز في صحيفة النهار سمير قصير، بتفجير قنبلة وضعت تحت سيارته بمنطقة الأشرفية في بيروت. واغتيال قصير كان لكمّ الأفواه وقمع حرية الر\اي والتعبير، وترسيخ القمع والترهيب. إلا أنّ ما أراده من يقف وارء اغتياله انقلب عليه، فهذه الجريمة لم تكمم الأفواه وإنّما كسرت كلّ حواجز الخوف لدى اللبنانيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
كارين فيشر
قتلت الصحفية الألمانية كارين فيشر في أفغانستان بتاريخ 07 تشرين الأول/ أكتوبر 2006. وقد تم العثور على جثتها وحثة زميلها التقني كريستيان شتوفه مقتولين بالرصاص في خيمتهما في شمال أفغانستان أثناء إقامتهما هناك. وقد كتبت كارين وأعدت تقارير لدويتشه فيله أيضا.
صورة من: DW
اغتيالات مستمرة حول العالم
مهنة الصحافة من المهن الخطيرة واغتيال وقتل الصحفيين لا يقتصران فقط على المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة. وتعد أفغانستان وسوريا من الدول الأكثر خطرا على حياة الصحفيين حيث قتل في أفغانستان 11 صحفيا في النصف الأول من عام 2018 وفي سوريا 7 صحفيين. ورغم أن المكسيك لا تشهد نزاعا مسلحا، إلا أنها خطرة جدا بالنسبة للصحفيين حيث قتل فيها 11 صحفيا عام 2017 حسب إحصائيات منظمة مراسلون بلا حدود.