الصحافة الألمانية: قانون طرد المجرمين الأجانب ليس مجديا
ترجمة: علاء جمعة ٢٨ يناير ٢٠١٦
تناولت الصحف الألمانية مشروع القانون الجديد القاضي بتسهيل ترحيل المجرمين الأجانب، واختلفت آراء الصحف بين مرحب به إلى مشكك بجدواه وكيفية تطبيقه، فيما رأت صحف أخرى أن قرار الطرد قد لا يعني الترحيل بالضرورة.
إعلان
أشادت صحيفة دي فيلت بالقانون الجديد وقالت: "وافق مجلس الوزراء على تشديد جذري لقانون اللجوء. هذا التوافق بين وزير الداخلية المحافظ ووزير العدل من اليسار على مشروع القانون كان لا يمكن تصوره حتى وقت قريب. وهكذا، فإن السياسة تظهر نوعا من الاستجابة لضغوط استطلاعات الرأي والتذمر الذي أبدته شبكات التواصل الاجتماعي. ولكن هناك ما هو أكثر. مع هذا القرار، سيتم تهيئة الظروف لدمج حصص أكبر من اللاجئين على المدى الطويل، دون تعريض سيادة القانون للخطر. هذا التشدد هو ثمن التفاخر والالتزام بثقافة الترحيب".
" لا يوفر حماية لبقية اللاجئين"
صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" من ميونيخ انتقدت بوضوح هذا القرار، وقالت: "تشديد القانون كان يمكن أن يكون خبراً ساراً لو أنه ساهم في ردع المجرمين الأجانب. لو كان الأمر كذلك، فإنه سيوفر أيضا حماية لكثير من اللاجئين الذين يعيشون بسلام ودون مشاكل في ألمانيا. لأنهم "لا يستحقون أن يوضعوا بنفس الكفة مع المجرمين" كما صرح وزير العدل هايكو ماس. وهذا شيء صحيح، إلا أن تشديد مشروع قانون الطرد لن يضيف شيئاً جديداً. إنه مجرد دعونا نفعل شيئاً ما بسرعة وليس أكثر، هذا القانون لن يكلف شيئا، ولن يقدم أيضا أي شيء".
قرار الطرد لا يعني الترحيل بالضرورة
صحيفة أوزنابروكر تسايتوتغ أعربت عن تشككها في كيفية تطبيق القانون وكتبت على صفحاتها "إن قرار الطرد لا يعني الترحيل بالضرورة. من يُطرد، فإنه يتلقى طلبا بمغادرة البلاد. وإذا لم يحدث هذا - نسبة كبيرة من المتضررين من المرجح أن ترفض -، فسوف يتبعه الترحيل. وهنا يأتي السؤال إلى أين، إذا لم يكن واضحا إلى أي بلد ينتمي هذا اللاجئ. أو إذا كان بلده لا يستقبل مرتكبي الجنح، أو إذا كان يهدَّد بالتعذيب في بلده. وبطبيعة الحال، يمكن للجميع الدفاع عن أنفسهم من الناحية القانونية، ما سيؤدي على الأقل إلى تأخير الترحيل".
أما صحيفة "مانهايمر مورغن" فقد أعربت عن شعورها بالقلق إزاء أزمة اللاجئين وخاصة فيما يتعلق بمستقبل أوروبا، وقالت: "أوروبا بلا حدود ، هذا الحلم النبيل الذي نادى به دائماً هيلموت كول بصفته سياسيا واجتهد من أجله، ومما لا شك فيه أنه كان صاحب رؤيا (...) ولكن ورثته يبددون تركته. وحتى في ألمانيا هناك المزيد والمزيد من رجال السياسة، وخاصة من الاتحاد المسيحي الاجتماعي الذين يريدون أن نضحي بأوروبا من دون حواجز، لأنهم يعتقدون أنهم بذلك يمكنهم التقليل من أعداد اللاجئين الوافدين وأن بوسعهم وقف تسلل الإسلاميين الإرهابيين عبر الحدود".
محطات الوقود اليونانية أصبحت محطات انتظار للاجئين
بعد قيام مقدونيا بتشديد إغلاق حدودها بوجه اللاجئين، اضطر الآلاف منهم الانتظار على الجانب اليوناني، فاحتشد في محطات الوقود الحدودية طلبا للدفء، فيما أقفلت الحدود في وجههم.
صورة من: DW/D. Cupolo
بطانيات الطوارئ والتي وزعتها مفوضية اللاجئين ساعدت اللاجئين على درء البرودة ودرجات الحرارة المتدنية. أكثر من 4000 ألاف لاجئ دخلوا يوم السبت الماضي البلاد، ما سبب ضغطا كبيرا على القدرات المحدودة المتوفرة في مخيمات اللجوء في أثينا والمناطق المجاورة.
صورة من: DW/D. Cupolo
في الوقت الذي لا تزال فيه أعداد طالبي اللجوء عالية، إلا أن أعداد اللاجئين الداخلين إلى مقدونيا في إنخفاض، بعد قرار المسؤولين المفاجئ بإغلاق الحدود دون سابق إنذار، ما أدى إلى تراكم الكثير منهم على الحدود، كما يقول غيما غيلي من منظمة أطباء بلا حدود.
صورة من: DW/D. Cupolo
في محطة للوقود (إيكو) 20 كيلومترا إلى الجنوب من الحدود المقدونية استجابت منظمة أطباء بلا حدود لنداء الإغاثة، من خلال نصب الخيام وتوزيع المواد الغذائية، و تقديم الخدمات الطبية. ويقول غيلي " الشرطة تحاول السيطرة على تدفق الناس حتى لا يتسبب ذلك في مشاكل بمدينة إدومني الحدودية.
صورة من: DW/D. Cupolo
يضطر اللاجئون إلى الانتظار أكثر من 24 ساعة في محطات الوقود ، للحصول على بعض من الدفء والنوم، مع انخفاض درجات الحرارة تحت الصفر . فيما افترشت بعض العائلات مقطورات الأمتعة تحت حافلات مقفلة كما يقول غيلي. "حيث يسمح سائقي الحافلات للاجئين باستخدامها ليلا لتجنب البرد القارس".
صورة من: DW/D. Cupolo
"بعض الأمهات يسافرن إلى أوروبا بصحبة أطفال حديثي الولادة" كما تقول سيلين جانيه من منظمة إنقاذ الطفل، وتقول "الليلة الماضية، كان لدينا طفل عمره 15 يوما ينام في العراء، وكانت درجة الحرارة ثمانية تحت الصفر".
صورة من: DW/D. Cupolo
أحد اللاجئين ويدعى أسد زاده قال إنه دفع حوالي 42 يورو لركوب الحافلة إلى مقدونيا، ولم يتبق معه سوى القليل من المال بعد أن صرف حوالي 4000 دولار للوصول إلى اليونان، ويقول " لست وحدي، هنالك العديد من العائلات التي لا تملك مالا، وتضطر للوقوف عند محطات الوقود للاستراحة".
صورة من: DW/D. Cupolo
من خلال تمويل لمنظمة أطباء بلا حدود، سلم المتطوعان اليونانيان جورج وسامانثا باباس حطبا لمساعدة اللاجئين في درء برد الليل. في الصورة نشاهد الحمولة الثالثة والأخيرة التي تم إيصالها إلى محطة الوقود (إيكو)، حيث يعيش مئات اللاجئين.
صورة من: DW/D. Cupolo
في مدينة إدومني الحدودية بين اليونان ومقدونيا، يقيم حوالي 2000 شخص في محطة وقود إيكو، حيث أصبحت ظاهرة الانتظار ومشاهد نوم اللاجئين في محطات الوقود من المظاهر المألوفة بالمدينة. سيلين غانيه من منظمة إنقاذ الطفولة تقول "هذه الأعداد من الناس تحتاج إلى العديد من المنظمين، إلا أن الموارد المحدودة لليونان تحول دون ذلك". دياجو كوبولو / ترجمة علاء جمعة