أعلنت الشرطة الألمانية أنها أوقفت اللاجئ السوري الذي طاردته بشبهة الإعداد لاعتداء في ألمانيا. وسلطت الصحف الألمانية الاثنين الضوء على هذا الحدث الذي شد الأنفاس في ألمانيا حيث يسود خوف من وقوع اعتداءات إرهابية.
إعلان
بعد إلقاء الشرطة الألمانية في مدينة كيمنيتس شرقي ألمانيا القبض على السوري الذي اشتُبه في تخطيطه لاعتداء، كتبت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" تقول:
"يجب علينا التعود على ذلك: فألمانيا أرض معركة للإرهاب الدولي. معتدون إسلامويون يريدون قتل أكبر عدد ممكن من الأبرياء يعيشون في مأمن دخلوا كلاجئين وربما تم إرسالهم بتكليف من أجل القتل... الدولة يجب عليها أن تتعامل بسيادة مع الوضع الغامض الذي تسببت فيه هي جزئيا. ولا يحق لها أبدا أن تزن نفسها بالأمان القائم ـ ويجب عليها التخلص من بعض الأكاذيب. فقبل أيام أثارت شخصيات من عالم الاقتصاد والسياسة الانطباع بأنه يمكن رؤية ستيف جوبس مستقبلا (رجل الأعمال الأمريكي الراحل الذي برز في برمجيات الكومبيوتر) في كل سوري هارب، وفي كل مهاجر مكسبا للمجتمع مثل قرعة اليانصيب، وفي كل مهاجر مسلم ثراء للدولة العلمانية. وهذا ينحرف ببطء من نظرة واقعية. فذلك يتطلب جهدا كبيرا لمكافحة أسباب الهجرة والحفاظ على نظرة شاملة حول الهجرة وضمان تنفيذ القانون المعمول به".
أما صحيفة "فرايه بريسه" من كيمنيتس المدينة نفسها التي تحركت فيها الشرطة لتعقب المشتبه بهم، فكتبت تقول:
"بهذه الحوادث مثل صانع القنابل من كيمنيتس يزداد خطر تحويل الإرهاب الإسلاموي إلى وسيلة لمعاداة الأجانب ورفض اللاجئين بصفة عامة. سيوجد عدد كاف من المحرضين السياسيين الذين سيرون في كل مهاجر خطرا إرهابيا محتملا، ويفتحون بذلك الباب على مصراعيه خطابيا لتنفيذ اعتداءات معادية للأجانب. فيما يعيش أيضا لاجئون في الحي المعني في كيمنيتس منذ سنوات مع جيرانهم الألمان في جوار سلمي. الخوف من الإرهاب لا يحق أن يدفع إلى التخلي عن مبادئ إنسانية. وإلا فإن الصانع اليدوي الإسلاموي فاز دون أن يكتمل مخططه الإرهابي".
صحيفة "تورينغيشه لاندستسايتونغ" الصادرة في مدينة فايمار كتبت في هذا السياق:
"يبدو أن (اللاحئ)السوري دخل جمهورية ألمانيا في فبراير 2015 بصفة غير شرعية، ونال بعدها بأشهر الاعتراف كلاجئ. إذن شخص يبحث عن الحماية في ألمانيا حيث وجدها، استغل المساعدة التي مُنحت له لارتكاب جرائم. وهذا يُعد بمثابة سكب للماء في طاحونة أولئك الذين يرون في كل طالب لجوء مجرما. وهذه الشبهة العامة لا يحق أن نسمح بها. لكن لا يحق لنا في الوقت نفسه غض البصر عن أن ضيافتنا تُستغل من قبل إرهابيين إسلامويين".
أما صحيفة "زود فيست بريسه" الصادرة بمدينة أولم فقد أشارت إلى أن المخاطر الأمنية في ألمانيا تصدر أيضا من قوى يمينية متطرفة، وكتبت تقول:
"الإرهاب مكونة من زماننا، ونحن هدفه. ستحصل من جديد عندنا أيضا اعتداءات. وسيموت أشخاص. وكمواطنين لا يمكن لنا تفادي هذا الأمر. بوسعنا فقط التمعن بهدوء في الحقائق. مثال : 562 نوع من المتفجرات والمواد الحارقة تم ضبطها العام الماضي بحوزة نازيين جدد. ألمانيا لم تكن بحاجة إلى سوريين للتعرف على الإرهاب".
ر.ز/ م.أ.م
وجوه بريئة تروي قصصا ومآسيَ إنسانية
قام المصور دانييل زونينتاغ بمهمة إنسانية خاصة، للكشف عن الروح في الصور التي تنشرها وسائل الإعلام للاجئين مجهولين. وكانت النتيجة مجموعة من الصورة المؤثرة بعنوان "لديهم أسماء".
صورة من: Daniel Sonnentag
هذه الطفلة الجميلة تدعى شهد، تسكن في وسط برلين حيث قام دانييل بالتقاط صور لأطفال لاجئين ونشرها في مجموعة بعنوان "لديهم أسماء". وعن سبب قيامه بهذا العمل يقول "أريد أن أقدم للجمهور الإنسان الحقيقي خلف كلمة (لاجئ)، وأنا متأكد عندما يتواصل الناس فيما بينهم ويتحدثون مع بعضهم سيجدون الكثير من الأمور المشتركة".
صورة من: Daniel Sonnentag
إلهام طفلة كردية سورية في التاسعة من عمرها. لاحظ المصور دانييل ما تخفيه عيناها من حزن عميق، إلا أنها قد تبدو سعيدة في أوقات أخرى كباقي الأطفال من عمرها، حين تلعب بمرح وتضحك. أشار دانييل إلى أن ما يميز هذه الطفلة هو أنها "عندما تكون سعيدة هناك مزيج من السعادة والحزن يظهر في ملامحها بشكل مميز وغريب جداً".
صورة من: Daniel Sonnentag
يبلغ علي الرابعة من عمره تقريباً، جاء من العراق مع عائلته إلى ألمانيا حيث رُفض طلبهم باللجوء. وهم الآن في خضم عملية الإجراءات القانونية بعد الطعن بقرار الرفض والحصول على حق اللجوء. وينتظر علي مع عائلته الحصول على حق اللجوء والإقامة في ألمانيا من أكثر من سنة.
صورة من: Daniel Sonnentag
زينب (8 سنوات) ورقية (6 سنوات) من العراق. يصف زونينتاغ الوضع الإداري الخاص بأوضاع اللاجئين بأنه "فوضوي"، بالرغم من مساعي العديد من المنظمات الخيرية للتخفيف من وطأة هذه الفوضى. ويقول إن "مشكلة الفوضى لا تشكل سوى جزء من المشاكل اليومية الهائلة التي يواجهها اللاجئون، مثل الفشل الإداري ومعاداة الأجانب المتفاقمة وغيرها الكثير من المآسي".
صورة من: Daniel Sonnentag
قام زونينتاغ بالتقاط صورة له مع زينب، ويصفها بقوله "زينب، ذكية جداً وناضجة جداً بالنسبة لعمرها". كالعديد من الأطفال في مركز الإيواء، تعلمت اللغة الألمانية بسرعة كبيرة، اللغة التي يواجه البالغون صعوبة بالغة في تعلمها، لذلك أثبتت برامج التبادل اللغوي مع الألمان نجاحاً باهرا في تعلم اللغة".
صورة من: Daniel Sonnentag
هذه الطفلة الجميلة هي ألما عمرها 6 سنوات مع والدها أحمد. يعتقد زونينتاغ بأن الطريقة الأمثل لمساعدة الناس هي بالتوجه إلى مراكز الإيواء وتقديم المساعدة لهم. ويضيف "لدينا كلنا الأساسيات نفسها، نحن نأكل ونشرب وننام. وكلنا نسعى لرعاية عائلاتنا في بيئة آمنة ومناسبة. وبتواصل وتحدث الناس مع بعضهم سيدركون حجم الأمور المشتركة بينهم، لأننا جميعنا بشر".
صورة من: Daniel Sonnentag
زهراء..وصف المصور الطفلة زهراء بكلمات بسيطة: "زهراء طفلة مشاغبة، حالمة، رقيقة. تتمتع بقلب كبير ينضح بالحب". هذه هي زهراء من العراق التي لا تتجاوز السابعة من العمر.
صورة من: Daniel Sonnentag
آية (6 سنوات) وأخوها حمزة (7 سنوات) من سوريا. يعيشان في ألمانيا مع أختهما الصغرى ألما، وأخيهم الأصغر ريان (6 أشهر). يصف زونينتاغ حمزة بقوله "حمزة طفل رائع وحساس جداً"، ويضيف "يعيش حمزة في كنف والدين رائعين، لذلك سيكبر ليصبح رجلاً صادقا وقوياً".
صورة من: Daniel Sonnentag
كان المركز الدولي للمؤتمرات في برلين يعتبر من أكبر المراكز عالمياً. أغلق عام 2014 لصيانته وتنظيفه من مخاطر التلوث، وقد أعيد اقتتاحه مطلع العام الجاري ليصبح مأوى لأعداد كبيرة من اللاجئين، يقدر عددهم اليوم بما يقارب 600 شخص يعيشون في هذا المركز من مختلف الدول: سوريا، العراق ، أفغانستان، إرتيريا، ودول البلقان. (غوري شارما/ ريم ضوا)