لقاء المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان ودودا ودافئا، لكن لم يكن هناك ما يشير إلى إحراز تقدم على صعيد الاتفاق النووي الإيراني أو على صعيد العلاقات التجارية مع أوروبا، كما ذكرت صحف ألمانية.
إعلان
وصفت الصحف الألمانية الصادرة اليوم السبت (28 نيسان/أبريل 2018) لقاء المستشارة أنغيلا ميركل بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه كان لقاء لطيفا، لكنه فشل في نهاية المطاف في تحقيق تقدم في عدد من القضايا الملحة، مثل الموقف من الاتفاق النووي الإيراني بالإضافة إلى الحرب التجارية المحتملة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على خلفية فرض رسوم إضافية أمريكية على الصادرات الأوروبية.
وعلى الرغم من أن المستشارة ميركل والرئيس ترامب قد تبادلا الترحيب والقبلات أمام الكاميرات في مستهل زيارتها أمس الجمعة في واشنطن، وتشدديهما على أهمية العلاقة بين بلديهما، إلا أن الخلافات بدت واضحة في عدم اتفاقهما على رؤية مشتركة.
ميركل وترامب - زيارة هامة دون نتائج
01:21
ووصفت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الاجتماع بأنه "اجتماع عادي تجديدي" ومر على الأقل "دون حوادث" وحتى إذا لم يسفر عن أي تقدم ملموس. وكتب تورستن دينكلر، مراسل الصحفية في نيويورك يقول:"لقد مررت ميركل بالفعل بتجارب أكثر سوءا مع ترامب" مذكرا "بتجاهل الرئيس الأمريكي لطلب الصحفيين بمصافحة ميركل" في لقائها قبل عام في نفس المكان. وذكر أن "ترامب يقوم بكل ما وسعه هذه المرة لجعل الزيارة تبدو وأنها زيارة عمل عادية بين رئيسي حكوميتين... ".
وكان على جدول أعمال الاجتماع بين المستشارة ميركل والرئيس ترامب، الصفقة النووية مع إيران، والتي هدد ترامب بإلغائها في 12 من شهر أيار/مايو القادم. وكذلك القرار الأمريكي المرتقب حول ما إذا سيتم إعفاء الاتحاد الأوروبي من الرسوم الإضافية العقابية على الألومنيوم والصلب. ولم يحسم الزعيمان في كلا الموضوعين.
وقال يوليان هايسلر مراسل صحيفة "دي تسايت" في واشنطن، إنه على الرغم من أن الرئيس ترامب عبر عن "مجاملة خاصة" لميركل، إلا أنه لم يتزحزح عن موقفه بخصوص إيران. وأضاف:" تختلف رؤية الرئيس ترامب بصورة جوهرية عن رؤية المستشارة ميركل في الكثير من القضايا، ولا أحد في برلين يعتقد على أية حال أن ترامب يمكن أن يثنيه أحد عن قناعاته عبر النقاشات".
وأشار مراسل "دي تسايت" إلى أن "الأوقات الصعبة للشراكة التقليدية بين الولايات المتحدة وألمانيا ما زالت بعيدة عن نهايتها".
غير أن صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" أشارت إلى أن الرئيس ترامب بدا أكثر "اعتدالا" في لغته، واختار عدم تكرار انتقاداته للاتفاق النووي الإيراني وتكرار وصفه بأنه أسوء اتفاق على الإطلاق على الرغم من أن الاتفاقية ما زالت تمنع إيران من تطوير أسلحة نووية.
وكتبت مجلة دير شبيغل بهذا الصدد تقول:" يمكن تفسير ذلك على أنه تلميحا من ترامب بالانسحاب فعلا من الاتفاق". كما اتفقت مجلة دير شبيغل مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" على أن ترامب استخدم لغة "دبلوماسية غير معتادة" أثناء لقائه بميركل، لا سيما عند مناقشة موضوع الشركاء في حلف الناتو – بما في ذلك ألمانيا – اوعدم دفعهم لنصيبهم في مجال الدفاع، والذي قيمته 2 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي. وتجنب ترامب بالإضافة إلى ذلك انتقاد ميركل أو ألمانيا مباشرة، فيما أثنى على دول مثل بولندا لمساهمتها في دفع أكثر من المبلغ المحدد.
أما كلاوس – ديتر فرانكنبيغر محرر الشؤون الخارجية في صحيفة " فرانكفورته ألغيماينه تسايتونغ" المحافظة فذكر أن اعتراف ميركل بأن الولايات المتحدة لم تعد راغبة في ضمان أمن أوروبا جعل من الواضح أن تكون "ألمانيا مضطرة إلى مساعدة نفسها على نحو متزايد". وتسائل كلاوس – ديتر فرانكنبيغر عن معنى ذلك بالنسبة إلى تماسك حلف الناتو ومستقبل العلاقات عبر الأطلسي؟ وذكر أن ذلك يعني لترامب تقريبا: لا خدمة دون مقابل. وهذا هو الواقع الجديد".
ز.أ.ب/ه.د
ميركل..صداقة عميقة مع رؤساء سابقين وخلاف كبير مع ترامب
تميزت علاقة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل مع سادة البيت الأبيض السابقين بالتقارب والصداقة عبر أكثر من عقد من الزمن إلى أن حط ترامب رحاله في واشنطن. وفجأة تتحول نقاط التقارب بين برلين وواشنطن إلى ملفات خلافية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ M. Kappeler
يريدون منا أن نتصافح؟
طلبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بلطف مصافحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في آذار/ مارس عام 2017 خلال زيارتها الأولى بعد انتخابه أثناء مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي. لكن مضيفها لم يتفاعل مع طلبها وأشار في اتجاه مختلف. وفي وقت لاحق قال ترامب أنه لم يسمع سؤال ميركل آنذاك.
صورة من: Reuters/J. Ernst
ميركل في مواجهة عناد ترامب
في قمة مجموعة العشرين في هامبورغ في تموز/ يوليو عام 2017 واجهت ميركل مواقف ترامب العنيدة بشأن ملف حماية المناخ. وبعد عدة محاولات غير مجدية لإقناعه بأسلوب هادئ، كان الخيار الوحيد المتبقي أمامها هو توثيق نقاط الاختلاف حول ملف حماية المناخ من خلال خطاب واضح.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
بداية نهاية التقارب
خلال زيارته الأخيرة كرئيس للولايات المتحدة في برلين، بدا التقارب بين المستشارة والرئيس الأمريكي باراك أوباما واضحا للغاية. لكن في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2016، وبعد أيام قليلة من انتخاب دونالد ترامب، بدا أن أوباما أراد نقل مسؤولية الديموقراطية الغربية إلى أنغيلا ميركل. وسائل إعلام أمريكية علقت على الموضوع بسخرية ووصفت ميركل بقائدة العالم الحر.
صورة من: Reuters/F. Bensch
أرفع جائزة في أمريكا
في ثوب سهرة تلقت ميركل في حزيران/ يونيو عام 2011 ميدالية الحرية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما في البيت الأبيض، وهي أرفع وسام مدني في الولايات المتحدة الأمريكية. ميركل حصلت على هذا الوسام بسبب إسهامها في السياسة الأوروبية. كما وصف المراقبون هذه الجائزة بأنها دليل على العلاقات الألمانية الأمريكية الجيدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
اختفاء ملامح العلاقة الودية
أثناء قمة مجموعة السبع الكبار في حزيران/ يونيو عام 2015 في جبال الألب البافارية، ظهرت بالفعل ملامح علاقة ودية بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وتمكنت المستشارة من كسب دعم الولايات المتحدة الأمريكية في ملف مكافحة تغير المناخ. لكن سرعان ما انتهت نقطة التقارب هذه فجأة مع انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
صورة من: Reuters/M. Kappeler
الدعوة إلى تكساس
في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2007، زارت أنغيلا ميركل وزوجها يواخيم زاور سلف الرئيس باراك أوباما، جورج دبليو بوش في مزرعته في كراوفورد، تكساس. استعرض بوش لهما مزرعته، وما يوجد داخلها ومنها أحد الأودية الصغيرة. وعلى المستوى السياسي، كان الوضع في إيران هو موضوع محادثات كل من ميركل وبوش في ذلك الوقت. ولكن هذه النقطة تحولت أيضاً في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب إلى نقطة خلاف بين البلدين.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kugler
ميركل المحبة للحرية
بعد اجتماعهما الأول، كان الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش متحمساً لحب أنغيلا ميركل للحرية، والذي أوضحه لوسائل الإعلام من خلال مشوارها في جمهورية ألمانيا الديمقراطية. وفي قمة مجموعة الثماني في سانت بطرسبرغ في تموز/ يوليو عام 2006، أمسك بوش ميركل من الظهر ممررا بيده باتجاه الرقبة ، لتبعد المستشارة ذراعه على الفور وهي في حالة صدمة. غير أن تصرف بوش كان بدافع الود والمحبة.
صورة من: AFP/Getty Images/A. Nemenov
الدعوة إلى حفلة الشواء
في تموز/ يوليو عام 2006، كان واضحاً مدى استمتاع جورج دبليو بوش بدعوة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل له في حفلة شواء داخل دائرتها الانتخابية الواقعة على ساحل ولاية مكلنبورغ فوربومرن على بحر البلطيق. وفي الصورة يظهر بوش وهو يضع على طبق ميركل قطعة من لحم الخنزير.
صورة من: picture-alliance/dpa/BPA/G. Bergmann
ميركل يد بيد مع بيل كلينتون
في حفل تأبين هيلموت كول في تموز/ يوليو عام 2017، ألقى الرئيس السابق بيل كلينتون خطاب حداد مؤثر عن المستشار الألماني السابق. و قال خلال خطابه هذه بنبرة حزينة "أنا أحببته". وعندما تحرك بيل كلينتون من منصة الخطاب والعودة للجلوس مرة أخرى، أمسك بيد المستشارة أنغيلا ميركل.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Murat
الوصول إلى الأب عبر الابنة؟
ابنة الرئيس الأمريكي، إيفانكا ترامب، التقت أيضاً بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في البيت الأبيض في واشنطن في آذار/ مارس عام 2017. وبدا أن محادثة المستشارة وإيفانكا كانت على نحو أفضل من محادثتها مع والدها. في الشهر التالي، شاركت إيفانكا ترامب في مؤتمر المرأة لقمة مجموعة العشرين في برلين وجمعتها المحادثات الحماسية للمرة الثانية مع أنغيلا ميركل.
صورة من: picture alliance/P. Benic/Consolidated News Photos
تحدي الأوروبيين
أسفر تعامل الرئيس إيمانويل ماكرون مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن ثناء وسائل الإعلام الأمريكية على الضيف الفرنسي هذا الأسبوع. ومن ناحية المضمون فقد بدا أن ماكرون لم يستطع التأثير على رأي مضيفه لا حول موضوع الرسوم الجمركية أو حتى الصفقة الإيرانية. وإذا بقيت الأمور على هذا النحو، فإن لدى ألمانيا وفرنسا مخاوف مشتركة. إعداد: أندريا غروناو/ إيمان ملوك.