سلطت الصحف الألمانية الضوء على مستقبل المدير الفني للمنتخب الألماني يوآخيم لوف بعد الخسارة التاريخية أمام الغريم التقليدي الهولندي في فصل آخر بعد فضيحة كأس العالم في روسيا. فهل يكون 2018 عاما كارثيا لكرة القدم الألمانية؟
إعلان
كابوس كأس العالم الألماني لا يزال مستمراً بعد الخسارة التاريخية للمانشافت أمام الغريم التقليدي، المنتخب الهولندي، بثلاثية نظيفة مساء السبت. وهذه هي النكسة التالية بعد كارثة الصيف التاريخية في مونديال روسيا 2018، حيث ودعه في دور المجموعات بعد خسارته أمام كوريا الجنوبية.
وتحدث يوآخيم لوف الذي كان لاح عليه الاضطراب عن قائلاً إنها "هزيمة قاسية ومخيبة للآمال". وسوف تزيد هذه النتيجة من حدة الجدل حول ما إذا كان المدير الفني للمنتخب الألماني لفترة طويلة لا يزال الرجل المناسب لإعادة بناء المانشافت بعد الخسارات التي راح يُمنى بها. وباتت ألمانيا الآن في وضع يرشحها للخروج من دوري الأمم الأوروبية بخفي حنين.
وعن مستقبله مع المانشافت قال لوف في تصريحات صحفية بعد المباراة: "من الطبيعي أن ينطلق هذا الجدل في الرأي العام. أتفهم ذلك، لكن ليس من مهمتي أن اهتم به"، مضيفاً أنه يركز الآن على المباراة القادمة مع فرنسا، بطل مونديال روسيا 2018، يوم الثلاثاء المقبل في العاصمة الفرنسية باريس.
وأضاف المدير الفني للمانشافت: "نحن كمدربين بحاجة إلى استخلاص النتائج الصحيحة للمباراة ضد فرنسا. علينا أن نظهر شخصيتنا في باريس كفريق واحد - وكل واحد منا مُطالب بذلك"، لكنه يدرك الأبعاد الحقيقية لأزمة المانشافت في هذا الوضع الجديد: "علينا قدر الإمكان الحصول على نقطة واحدة ومن ثم الفوز على هولندا في مباراة الإياب، لنحصل على فرصة بطريقة ما في هذه البطولة".
وتناولت صحيفة "بيلد" الألمانية وساعة الإنتشار في عددها الصادر الأحد (14 تشرين الأول/ أكتوبر 2018) معنونة مقالها بـ"فشل تام للوف"، مضيفة: "هل سيكون طريق لوف الاستقالة من تدريب المنتخب الألماني؟ الثلاثاء القادم ستجري المباراة القادمة أمام فرنسا. ومن المشوق انتظار تشكيلة لوف القادمة".
كابوس مونديال روسيا
على الرغم من حزم المنتخب الألماني حقائبه مبكراً في الدور الأول في مونديال روسيا 2018، قرر الاتحاد الألماني تجديد الثقة بالمدرب يوآخيم لوف الذي قاده الى اللقب العالمي عام 2014 في البرازيل مطالباً إياه بإعادة الأمور الى السكة الصحيحة بسرعة.
لكن خياراته أصبحت موضع انتقادات وتحديداً صحيفة "بيلد" التي تساءلت "هل ما زالت توليفة لوف من أبطال العالم 2014 هي مفتاح الفوز؟. وتابعت: "في التشكيلة الأساسية يتواجد، نوير، هوملز، بواتنغ، كروس ومولر، أي خماسي توج بطلاً للعالم. وكان لوف صرح قبل المباراة "لدي الثقة بهؤلاء اللاعبين".
واضافت الصحيفة الألمانية: "لا وجود لجرأة مبتكرة، لأفكار في اللعب، لا فعالية أمام المرمى. قام (المدرب) بإشراك مهاجم شالكه أوت الذي لم يسجل أي هدف هذا الموسم، وترك الجناحين الرائعين ساني وبراندت على مقاعد اللاعبين الاحتياط".
أما صحيفة "فيلت" فكتبت تحت عنوان "على لوف أن يبتعد عن تشكيلة كأس العالم": "لقد أشاع لوف وبعض اللاعبين الأمل مؤخراً. وبعد بعض النتائج الإيجابية مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي أمام فرنسا والبيرو، فإن بطل كأس العالم 2014 أنهار على أرض الواقع في أمستردام، وكان سقوطه مدوياً". وأضافت: "حين لا يبدأ لوف انطلاقة جديدة بلاعبين أكثر أقل سناً، بفريق أكثر توازناً ما تزال تتملكه الرغبة للفوز، فإنه سيفسد الأمور أكثر من ذلك".
أما صحيفة "كيكر" الرياضية فكتبت: "لم نشاهد شيئاً من البداية الجديدة المرتقبة، عوضاً عن ذلك كتب المنتخب الألماني فصلاً آخر في خساراته التاريخية بعد فضيحة المونديال".
فيما قالت مجلة "فوكوس" على موقعها الإلكتروني: "منذ كارثة المونديال، لا شيء يتحسن"، مضيفة: "سيظل 2018 عام كارثة الكرة الألمانية نهائياً (...) النقاش سيفتح مجدداً".
من جانبها لخصت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الصادرة في ميونيخ المباراة بعنوانها "كانت أمسية مرعبة!"، متوقعة فتح النقاش مجدداً حول مستقبل المدرب يوآخيم لوف. وانتقدت الصحيفة أداء المنتخب وقالت "مشاكل الفريق ليست فقط في الجانب الهجومي غير القادر على التسجيل، لكن أيضاً من ناحية الدفاع وبناء اللعب".
في المقابل أشارت صحيفة "تاغستسايتونغ" البرلينية على موقعها الإلكتروني بأن المنتخب الألماني "يغرق في مواجهة هولندا. النقاش حول بقاء المدرب يوآخيم لوف في منصبه سيعاود. المدرب يعرف ذلك جيداً".
واعتبرت "أبندتسايتونغ" بأن الفترة السيئة التي يمر بها بايرن ميونيخ تنعكس سلباً على المنتخب الوطني حيث يدافع عن الأخير خمسة لاعبين من الفريق البافاري. وقالت في هذا الصدد: "لاحظنا ضياع لاعبي بايرن ميونيخ. وحده جوشوا كيميتش اقنع في مواجهة هولندا، أما جيروم بواتنغ فكان غائباً تماماً".
ع.غ
يواخيم لوف - المدرب الأبدي للمنتخب الألماني
منذ نحو 12 سنة يتولى يواخيم لوف تدريب المنتخب الألماني لكرة القدم. ورغم النتيجة السلبية بعد الإقصاء في روسيا يواصل المدرب البالغ من العمر 58 عاما مشواره الرياضي. وكأن عليه دوما الكفاح لشق طريقه.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Charisius
استمرار العمل على وتيرة دقات الساعة
يعتزم يواخيم لوف الالتزام بعقده المستمر حتى سنة 2022 كمدرب للمنتخب الألماني رغم ظهوره المخيب للآمال في بطولة كأس العالم لكرة القدم في روسيا 2018. ويُراد من الرجل البالغ من العمر 58 عاما قيادة المنتخب خلال البطولة الأوروبية في 2020. وقد قرر اتحاد كرة القدم الألماني منحه الوقت لذلك.
صورة من: Getty Images/A. Hassenstein
الكرة تطبع حياته
وُلد لوف عام 1960 في بلدة شوناو الهادئة بالغابة السوداء. مشواره الرياضي كلاعب محترف بدأ عام 1978 في فرايبورغ، وبعدها بسنتين انتقل إلى شتوتغارت. ثم جاءت محطة فرانكفورت، ومجددا فرايبورغ وكارلسروه ثم مرة أخرى فرايبورغ. وفي 1989 انتقل إلى سويسرا حيث أنهى مسيرته كلاعب مع فريق شافهاوزن ثم فينترثور.
صورة من: picture alliance/dpa
الفوز بكأس الاتحاد الألماني لكرة القدم
في الملعب لم يتمكن لوف أبدا من تحقيق الاختراق، وفي سن الـ 34 عاما جاءت النهاية كلاعب. وابتداء من 1994 عمل في صفوف نادي فراونفيلد كمدرب، ليسطع نجمه نهائيا بعدها بسنة إذ أصبح مساعد مدرب في شتوتغارت. وفي 1996 تولى منصب المدرب ولو بدون ترخيص رسمي لممارسة مهنة التدريب. وقد أنهى موسمه الأول بنيل كأس الاتحاد الألماني لكرة القدم.
صورة من: imago sportfotodienst
بدون سعادة في تركيا
بعد تسريحه المفاجئ لدى نادي شتوتغارت في مايو 1998، احتل النادي المرتبة الرابعة في الدوري الألماني، انتقل لوف إلى تركيا للعمل صفوف فريق اسطنبول، ولم تحالفه السعادة هناك. وفي أكتوبر 1999 انتقل لمدة نصف سنة إلى نادي كارلسروه من الدرجة الثانية. وخلال دورة تعليمية لنيل رخصة مدرب تعرف على يورغن كلينسمان.
صورة من: Imago
الفترة في النمسا طبعت لوف
انتقل لوف مرة أخرى إلى أدنا سبور في تركيا ليبحث بعد ثمانية أسابيع فقط عن مكان آخر. في أكتوبر 2001 التحق بنادي إنسبروك النمساوي الذي نال معه البطولة. وبعد إفلاس النادي انتقل إلى نادي فيينا وأحرز أيضا معه اللقب. لكن تم التخلي عن لوف في مارس 2004، لأنه لم يتفاهم مع رئيس فريق فيينا فرانك شتروناخ.
صورة من: picture-alliance/dpa
كلينسمان ولوف- ثنائي ممتاز
يورغن كلينسمان (يمين) الذي تم تعيينه لتوه مدربا ألمانيا جعل من لوف بعد البطولة الأوروبية في 2004 مساعدا له. وحصل تفاهم بين الاثنين وأصبحا صديقين. ذروة حقبة كلينسمان ولوف طبعتها بطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا. وقد وصل المنتخب الألماني حينها إلى نصف النهائي إلى أن حققت إيطاليا الفوز في الوقت الإضافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Hannibal
المرتبة الثالثة في كأس العالم 2006 بألمانيا
احتلت ألمانيا المرتبة الثالثة في بطولة كأس العالم والثنائي المدرب احتفل أمام بوابة براندنبورغ التاريخية. بالعناق احتفل باللحظة أمام بوابة براندنبورغ مدرب الحراس أندرياس كوبكه، والمدرب الرئيس يورغن كلينسمان ومساعده يواخيم لوف ومدير الفريق أوليفر بيرهوف
صورة من: picture-alliance/dpa
بداية حقبة لوف كمدرب للمانشافت
بعد بطولة كأس العالم 2006 استقال كلينسمان وأصبح لوف مدرب الفريق الألماني. في 2008 تأهل فريقه إلى نهائيات بطولة أوروبا قبيل انتهاء التصفيات. في تلك الاثناء أعطى لوف إشارة حاسمة عندما أقصى المهاجم كوراني عن المنتخب الألماني. جاء ذلك بعدما غادر الأخير الملعب في إحدى المباريات غضبا واحتجاجا على إبعاده من الشوط الثاني فيها.
صورة من: Oliver Berg/dpa/picture-alliance
البطولة الأوروبية 2008: إسبانيا تنتزع اللقب
أثناء البطولة الأوروبية 2008 وصل فريق لوف عن جدارة إلى النهائي، إلا ان الإسبان كانوا متفوقين، إذ انتزعوا لقب البطولة الأوروبية بفضل هدف سجله المهاجم فرناندو توريس. حلم نيل اللقب تبخر بالنسبة إلى لوف وطاقمه.
صورة من: Sven Simon/picture-alliance
إسبانيا حجر عثرة في جنوب إفريقيا
أثناء بطولة كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا شغف المنتخب الألماني جمهوره بمواهب جديدة وكثيرا من الهجوم نحو الأمام. وبرهن لوف على أنه قادر على التعامل مع لاعبين شباب، وحتى مسعود أوزيل (يمين) تطور أثناء المسابقة تحت إشراف لوف. وتمكن المنتخب الألماني من بلوغ منتصف النهائي حيث أوقفه الإسبان من جديد.
صورة من: Stephane de Sakutin/AFP/Getty Images
صدمة وارسو أثناء البطولة الأوروبية 2012
تجرع لوف انتكاسة شخصية أثناء البطولة الأوروبية 2012 في بولندا وأوكرانيا حيث تألق المنتخب الألماني بعشرة انتصارات عبر المسابقة إلى أن توقف في النصف النهائي. وفي المباراة ضد إيطاليا تعثر المدرب. الفريق الألماني لم يحسن لعبه ببساطة.
صورة من: Jens Wolf/dpa/picture-alliance
نجم لوف والطاقم في ملعب ماراكانا
بعدها جاء التتويج في 2014! بفضل هدف واحد لصفر في الوقت الإضافي ضد الأرجنتين ضمنت ألمانيا للمرة الرابعة كأس العالم. لوف وصل إثرها إلى القمة. في البرازيل حقق وألمانيا الشغوفة بكرة القدم حلم اللقب العالمي، وقد تحقق الحلم دون خسارة وبنتيجة سبعة أهداف مقابل هدف واحد ضد البلد المضيف في النصف النهائي.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Gebert
تبخر حلم الفوز بلقب البطولة الأوروبية مجددا
خلال البطولة الأوروبية 2016 في فرنسا لم يكن البلد المضيف في النصف النهائي أفضل في مارسيليا، لكنه برهن على فاعلية أكبر. وانتهى حلم البطولة الأوروبية بعد لقب كأس العالم، وبالرغم من ذلك مدد لوف عقده حتى 2020 وبحماسة لخوض غمار بطولة كأس العالم 2018 في روسيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Weiken
ثقة خادعة بعد الفوز بكأس القارات
سنة قبل انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم 2018 بدت الكرة الألمانية مستعدة للسنوات القادمة، على الأقل ظهرت مستعدة للدفاع عن لقب كأس العالم 2018 في روسيا. وبتشكيلة تنقصها التجربة فاز لوف في كل مباراة في كأس القارات وأحرز اللقب في صيف 2017.
صورة من: picture-alliance/M.Meissner
المكسيك تقسم ظهر ألمانيا في روسيا
كيف يمكن للمرء أن يخطأ! تأهل المنتخب الألماني بجدارة لخوض مونديال روسيا 2018، ومدد لوف بفترة وجيزة قبل انطلاق المسابقة عقده حتى 2022. إلا أنه في روسيا ظل الفريق الألماني دون إمكانياته وأُقصي منذ الدور الأول كأول منتخب ألماني في تاريخ المسابقة. آخرون كانوا سيقدمون استقالتهم، إلا أن لوف لم يفعل ذلك، فهو سيبقى مدربا للمنتخب الألماني.