صحف ألمانية: مبارك يضيع فرصة الخروج في اللحظة المناسبة
٢ فبراير ٢٠١١علقت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" المحافظة على "المظاهرة المليونية" التي ملأت أمس ميدان التحرير في القاهرة فقالت:
"اشتدت عُقدة الحبل أكثر فأكثر حول عنق حسني مبارك. وبالرغم من أن عدد المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة لم يصل ربما إلى مليوني شخص، بل أقل، فقد كانت المظاهرة رغم ذلك ضخمة وتعبر عن إرادة الشعب القائل: مبارك، ارحل. وموقف الجيش المصري المتحفظ والمثير للانتباه قد يؤشر بدوره أيضا إلى هذا الاتجاه".
وجاء في تعليق لجريدة "زوددويتشه تسايتونغ" الليبرالية:
"فوّت الحاكم المستبد في السلطة منذ 30 سنة الفرصة عليه للانسحاب في اللحظة المناسبة، ورغم ذلك وصل عهد مبارك إلى نهايته. (...) والتصور بأنه قد يترشح من جديد في الانتخابات الرئاسية في شهر أيلول/سبتمبر المقبل، بعد كل ما حدث في مصر، تصور صعب. وحظوظ ابنه جمال في خلافته على العرش أصبحت صفراً، وهو فهم ذلك، وإن لم تصدر عنه في الأيام الأخيرة ولا كلمة واحدة".
وقالت صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الليبرالية اليسارية:
"الغضب والاستمرارية والشجاعة التي تحلى بها المتظاهرون مواقف لا مثيل لها في المنطقة، ولكن من يقرر نجاح احتجاجات الناس في تونس ومصر، في النهاية، هي الأداة التقليدية نفسها التي استخدمها ديكتاتوريو هذا العالم للهيمنة والقمع: الجيش". ولفتت الصحيفة إلى أن جيش تونس قام بمطاردة القوى الأمنية وحراس الرئيس بن علي، وفي مصر أعلنت فرق عسكرية وجنرالات علنا أن النار لن تطلق على المتظاهرين سلميا.
وحول نفس النقطة كتبت جريدة "زود كورير":
"مع الإعلان عن أن النار لن تطلق على المتظاهرين يكون مصير مبارك قد انتهى، ولا يمكن للأمور أن تسير بصورة أخرى. فإما أن يترك الجنرالات رئيسهم يسقط، وإما أن يتحول الشعب ضدهم".
وقالت صحيفة "هسّيش ـ نيدرزاكسيشه الغماينه":
"لكي تنجح الثورات السلمية في الدول الاستبدادية لا بد من توفّر ثلاثة عوامل: أن يبقى الجيش محايدا أو يصطف إلى جانب المواطنين، أن تتحد أطراف المعارضة على مطالب مشتركة، وأن تشمل المظاهرات مختلف أنحاء البلاد. وكل هذا يحدث حاليا في مصر".
وعن موقع الإسلاميين في الانتفاضة الشعبية في مصر ودورهم المستقبلي كتبت صحيفة "برلينر تسايتونغ" تقول:
"من يريد إبعاد الأخوان المسلمين عن حكومة انتقالية في مصر يسعى عمليا إلى زيادة راديكاليتهم. وحتى الآن كانت البنى السياسية التابعة للنظام تشكل الأرضية الأفضل لنمو الأصولية الإسلامية. والانتفاضات الحاصلة اليوم في المنطقة العربية ستُجبر الإسلاميين على الظهور السياسي العلني. وعلى الديمقراطيين النشطاء أن لا يتجنبوا النقاش والجدال معهم، خاصة وأن الشباب دخلوا المسرح بثقة جديدة في النفس، ويريدون الوصول إلى الحداثة لا إلى الماضي".
اسكندر الديك
مراجعة: يوسف بوفيجلين