صحف ألمانية: مستقبل ميركل يزداد غموضا بعد انتخابات برلين
م.أ.م/ ١٩ سبتمبر ٢٠١٦
يترقب عمدة برلين الحاكم ميشاييل مولر بتحفظ ضرورة تشكيل ائتلاف حكومي في الولاية يضم ثلاثة أحزاب، إثر نتائج انتخابات البرلمان التي جرت الأحد الماضي، والتي حصل فيها حزب "البديل لألمانيا" الشعبوي على نسبة عالية من الأصوات.
إعلان
أظهرت نتائج انتخابات البرلمان لمنطقة برلين حصول الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل على الصعيد الاتحادي على نسبة 17.6 في المائة من مجموع الأصوات هناك، مقابل 15.2 في المائة لحزب الخضر و15.6 في المائة لحزب اليسار. أما حزب "البديل لألمانيا" الشعبوي المناهض للاجئين فقد حصل على نسبة 14.2 في المائة. وبهذه النتيجة يكون حزب المستشارة ميركل قد تلقى صفعة جديدة بعد نتائج الانتخابات التي شهدتها ولاية ميكلنبورغ - فوربمرن قبل أسبوعين. وفي هذا السياق كتبت صحيفة "برلينر تسايتونغ" تقول:
" ستكون السنوات الخمس المقبلة حاسمة فيما إن كانت برلين ستتحول لمرتع متورم أو مدينة منظمة. يمكننا أن نصبح نموذجا لتعايش الثقافات المختلفة ولمساعدة اللاجئين وإدماجهم. ويمكن أن تصبح برلين مدينة ضامنة للعيش في أمان وتسامح، فتعمل على دعم ساكنتها في الأمور التي هم بحاجة إليها وعلى تركهم بأنفسهم في البحث عن مسار سلمي ".
نتائج انتخابات برلين توحي بأنه من المرجح تشكيل أول ائتلاف على مستوى ألمانيا قد يتشكل من الاشتراكيين والخضر واليسار تحت قيادة الاشتراكيين في برلين. ومن هذا المنطلق كتبت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه":
"ميشاييل مولر وهوالعمدة الذي حكم برلين سابقا وسيحكمها الآن لن يتحدث مستقبلا عن الحزب المسيحي الديمقراطي وذلك لصرف الأنظار عن إخفاقاته. ويجب عليه الآن تحقيق نتائج على أرض الواقع. فحتى لو أنه ليس هناك من بديل بعد هذه الانتخابات عدا تشكيل ائتلاف بين الاشتراكيين والخضر واليسار ـ فإن الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحده محكوم عليه بممارسة الحكم. أما على المستوى الاتحادي فإن قيادة الحزب الاشتراكي ستقول في هذا الشأن: هناك ما هو أسوأ من ذلك".
المجلس المركزي لليهود في ألمانيا ذكر أنه ليس بإمكان حزب "البديل لألمانيا" اليميني الشعبوي تقديم حلول للمشكلات القائمة في العاصمة برلين. وفي هذا السياق علقت صحيفة "غنرال أنتسايغر" الصادرة في بون ولاحظت:
"من ناحية النسب التي تم الحصول عليها هناك تقارب بين الأحزاب . حتى الآن لم يتجاوز أي "فائز في الانتخابات" بنسبة أعلى من 20 في المائة من مجموع الأصوات. ولذلك هناك حاجة لتشكيل ائتلاف ثلاثي يصب في إقامة تحالف بين الاشتراكيين والخضر واليسار في برلين، حيث سيعطي ذلك دفعة لليسار على مستوى السياسة الاتحادية. والسبب الرئيسي خلف هذا التطور هو أن حزب البديل لألمانيا، بدخوله إلى عشرة برلمانات محلية في 16 ولاية ألمانية، أخذ موقعه بشكل نهائي كحزب جديد يُمنة حزبي الاتحاد المسيحي".
وبما أن العديد من المراقبين يعتبرون أن سياسة المستشارة أنغيلا ميركل المنفتحة على اللاجئين هي السبب وراء تراجع حزبها المسيحي في الانتخابات، فإن صحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" ألمحت إلى أن الشهور المقبلة ستكون صعبة بالنسبة للمستشارة حتى يمكنها إعادة كسب ثقة الناخب الألماني، وكتبت الصحيفة قائلة:
"النتيجة الكارثية التي سجلها الحزب المسيحي الديمقراطي في برلين تؤجج مجددا الجدل داخل الاتحاد المسيحي. فالأسابيع المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لمستقبل ميركل، وإلى حين انعقاد المؤتمرات الوطنية للحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاجتماعي المسيحي. وإذا حصل توافق له مصداقيته حتى ذلك الحين، فإنها ستتزعم الاتحاد أيضا في الاستحقاق الانتخابي لعام 2017. وإن حدث عكس ذلك، فقد تكون هناك سيناريوهات كثيرة محتملة على ضوء التمرد الواضح ضد ميركل، بما في ذلك انسحابها الطوعي الذي قد ينهي أيضا زمن التحالف بين الحزب المسيحي الديمقراطي والاجتماعي المسيحي الاجتماعي. وفي خضم الحديث عن مستقبل ميركل سيكون زيغمار غابرييل (زعيم الاشتراكيين الديمقراطيين) قد تمكن من تثبيت موقعه وفي الدفاع عن قلعته الاشتراكية الديمقراطية".
في نفس السياق جاء تعليق صحيفة "نورنبيرغر ناخريشتن" التي كتبت:
" يزداد الضغط على أنغيلا ميركل، أيضا بسبب انتخابات برلين. وهناك ضغط كبير أيضا على زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي زيغمار غابرييل. ستتوالى الأسابيع مصحوبة بتساؤلات مضنية حول ما إذا كان التحالف مع اليسار مجديا من الناحية العملية، رغم أن هذه التركيبة السياسية ليست بالأمر الجديد: ففي ولاية تورينغن يحكم حتى الآن - وبدون ضجيج يُذكر - بودو راميلو ،وهو رئيس الوزراء الوحيد من حزب اليسار، مع شركائه الصغار في الإئتلاف الحكومي المكون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر".
مرور عام على عبارة ميركل الشهيرة "نستطيع أن ننجز ذلك"
مر عام كامل على المقولة الشهيرة للمستشارة أنغيلا ميركل "نستطيع أن ننجز ذلك" تعليقا على قدرة بلادها على إدارة أزمة اللاجئين. لكن ماهي أبرز الأحداث التي عرفتها ألمانيا بعد تلك العبارة الشهيرة. تعرف عليها عبر صور:
صورة من: picture-alliance/AP Photo/DHA
في 31 أغسطس/آب 2015 عقدت المستشارة ميركل ندوة صحفية وصرحت آنذاك بمقولتها الشهيرة "نحن نستطيع أن ننجز ذلك" تعليقا على قدرة ألمانيا على تجاوز أزمة اللاجئين. في أثناء ذلك سُمح بمرور قطارات تقل آلاف اللاجئين إلى ألمانيا قادمة من دول شرق وجنوب أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
في الرابع من سبتمبر/أيلول 2015 قررت المجر وقف حركة القطارات إلى ألمانيا، لتسود فوضى عارمة في المحطة الرئيسة للقطارات بالعاصمة بودابست. ما دفع الآلاف من اللاجئين إلى مواصلة رحلتهم الشاقة إلى ألمانيا مشيا على الأقدام.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
في الخامس من سبتمبر/ أيلول 2015 قررت ميركل بعد اجتماع مع المستشار النمساوي فيرنر فايمان استقبال اللاجئين لتعود بعدها حركة القطارات من المجر عبر النمسا إلى ألمانيا.
صورة من: Reuters/handout/Giudo Bergmann
استقبال حار للاجئين من قبل الألمان في السادس من سبتمبر/أيلول 2015 كما تبين الصورة التي التقطت في محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ. بعدها تداولت الصحف الألمانية مفهوما جديدا لوصف هذا الاستقبال الحار بات يعرف بـ"ثقافة الترحيب".
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
في العاشر من سبتمبر/أيلول 2015 زارت المستشارة ميركل مركزا أوليا لاستقبال طالبي اللجوء في برلين وقام العديد من طالبي اللجوء بالتقاط صور سيلفي معها. تناقلتها وسائل الإعلام العالمية وأعطت، خاصة لدى السوريين، انطباعا إيجابيا عن ألمانيا كبلد متضامن ومضيف للاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. v. Jutrczenka
استقبال اللاجئين والترحيب بهم لم يقتصر على الهيئات الحكومية، بل هبت فئات عريضة من الشعب الألماني متطوعين لإستقبال اللاجئين وتقديم مختلف المساعدات بدءا بالجوانب الصحية والإجتماعية وصولا إلى الإستقبال في البيوت.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وصف وزير العدل الألماني هايكو ماس تزايد الاعتدءات اليمينية ضد اللاجئين بـ"المخزية". آنذاك بلغت اعتداءات اليمنيين المتطرفين على مراكز اللاجئين 461 حالة.
صورة من: picture-alliance/Digitalfoto Matthias
في 31 ديسمبر/كانون الأول تعرضت عشرات النساء إلى اعتداءات جنسية في محطة القطارات الرئيسية في مدينة كولونيا، من قبل مئات من الرجال ينحدر أغلبهم من دول المغرب العربي. أثارت هذه الحادثة موجة من الغضب والاستنكار في المجتمع الألماني. كما ثار جدل واسع حول السبل القانونية لترحيل الأجانب من مرتكبي الجرائم.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Boehm
في 18 فبراير/شباط قام حوالي 100 متظاهر باعتراض طريق حافلة تقل طالبي لجوء إلى مركز للاجئين في مدينة كلاوسنيتز بمقاطعة ساكسن. وقام المتظاهرون آنذاك بإطلاق عبارات مناهضة للأجانب، فيما تمكنت الشرطة من التدخل وحماية الحافلة ومن فيها.
صورة من: YouTube/Thomas Geyer
في 24 فبراير/شباط 2016 صوت البرلمان الألماني لصالح حزمة القوانين الثانية الخاصة بسياسة اللجوء. وتنص هذه الإجراءات على ترحيل طالبي اللجوء ممن يملكون فرصا ضئيلة للبقاء في ألمانيا وتسهيل ترحيل المتورطين في أعمال إجرامية. المعارضة الألمانية انتقدت هذه الإجراءات واعتبرتها "خرقا لمبادئ حقوق الإنسان".
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
في الرابع من أبريل/نيسان 2016 دخل الاتفاق الأوروبي التركي لحل أزمة اللاجئين حيز التنفيذ. وبمقتضى الاتفاق تعيد السلطات اليونانية المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان بطرق غير شرعية من تركيا. في مقابل ذلك تعهد الأوروبيون مقابل كل سوري يتم إبعاده إلى تركيا قبول سوري آخر من المهاجرين إلى تركيا للعيش في دول الاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
في 7 يوليو/تموز 2016 صادق البرلمان الألماني على قانون الإندماج الجديد والذي ينص على تسهيل دخول اللاجئين إلى سوق العمل ومنحهم فرصا أكثر للالتحاق بدورات الإندماج ودورات اللغة الألمانية. وفي صورة عدم التزام اللاجئين بهذه الإجراءات، تنخفض المساعدات الاجتماعية المخصصة لهم من قبل الدولة.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
في الثاني من سبتمبر/أيلول من هذا العام نقلت مصادر أن المستشارة ميركل اجتمعت مع برلمانيين محافظين من حزبها وقالت لهم "أهم شيء في الشهور المقبلة هو الترحيل.. الترحيل.. وأكرر الترحيل". وذلك لتهدئة المخاوف العامة المتنامية بشأن زيادة أعداد المهاجرين في خطوة تمثل تغيرا حادا في موقف ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Grimm
وفي الثاني من سبتمبر/أيلول من العام الماضي انتشرت صورة الطفل السوري الكردي أيلان بعد أن غرق وجرفت المياه جثته إلى الشاطئ التركي. تسببت هذه الصورة في حدوث صدمة وغضب في جميع أنحاء العالم. وتوفى شقيقه وأمه ونجا والده فقط. وعائلة أيلان من أكراد سوريا الذين فروا من الحرب الأهلية في بلادهم. إعداد: سميح عامري