صحف ألمانية: مطاردة الأجانب في كيمنتس مخجلة ومقززة
٢٨ أغسطس ٢٠١٨
اهتمت الصحف الألمانية في تعليقاتها الثلاثاء بالاضطرابات التي وقعت في مدينة كيمنتس بشرق المانيا، حيث قتل شاب بطعنات سكين ما أثارت هجمات ضد الأجانب وألمان من أصل اجنبي، فيما مازال الوضع في المدينة متوترا.
إعلان
صحيفة "بيلد" الشعبية الواسعة الانتشار في ألمانيا كتبت تقول:
" حشد عنيف ومفعم بالكراهية يطارد أجانب في شوارع كيمنتس بعدما تم طعن شاب على ما يفترض من طرف عراقي وسوري، كما انكشف لاحقا. والتصعيد المثير للاشمئزاز في كيمنتس يعبر في كثير من الأوجه عن الوضع الخطير في البلاد: الكثير من الناس لهم الشعور بأن الهجرة في السنوات الأخيرة أدت أكثر إلى جرائم العنف. والكثير من الناس لهم الشعور بأنه يحق لهم تطبيق القانون بأيديهم ويتوهمون بوجودهم في موقف مقاومة شرعية ضد الحكومة والدولة. نعايش تفجر معاداة للأجانب تكون بالنسبة إلى ألمانيا تحديدا على خلفية تاريخنا مخجلة ومقززة... وغالبا ما تحذر السياسة من "أجوبة بسيطة" فيما أن الجواب لا يمكن أن يكون أسهل من ذلك. وهو دولة القانون. وذلك في شكلها القاسي والقوي. فدولة القانون لا يحق لها أبدا أن تترك الشارع لحشد غاضب".
وفي السياق نفسه يأتي أيضا تعليل صحيفة "فولكسشتيمه" الصادرة بمدينة ماغدبورغ:
"الأحد توفي بعنف شخص في كيمنتس. وهذا مأساوي ووجب التحقيق فيه بدقة. لكن أن يوظف يمينيون متطرفون هذه الوفاة لتنظيم مظاهرة غير معلنة تحولت إلى أعمال عنف شفوية وجسدية، فهذا شنيع ومشين لسكان كيمنتس وسمعة المدينة. فيما أن المتظاهرين الذين برزوا بهتاف "نحن الشعب" لا يعكسون الصورة العامة للسكان. ولذلك فإنه من المهم والصحيح أن أظهر سكان كيمنتس وجها مضادا بالخروج في مظاهرة مضادة".
أما صحيفة "شفيبيشه تسايتونغ" فقد عبرت عن قلقها على الديمقراطية الألمانية، وكتبت تقول:
"من يعتقد أن الديمقراطية هبة طبيعية وليست في خطر فعليه أن يشاهد مقاطع الفيديو الأخيرة من كيمنيتس. فهي تظهر مواطنين قلقين يمشون مثل اليرنب القطبي خلف نازيين وكارهين آخرين للديمقراطية. فالسم يتوغل داخل جميع الطبقات".
من جانبها لاحظت صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" بالقول:
" دولة القانون تواجه في ولاية ساكسونيا اختبارا. السياسة والشرطة والاستخبارات يجب أن تنظر بإمعان وأن تتدخل بصفة أقوى. وإلا فإن سلسلة الجنح اليمينية المتطرفة والمعادية للأجانب في الولاية لن تتوقف. واستراتيجية وحيدة هي التي تنفع: صرامة تامة. وهذا ينطبق أيضا على اللاجئين الذين يرتكبون هنا في البلاد جرائم. فقط عندما تتابع دولة القانون بإصرار وبدون النظر إلى الشخص أو الأصل كل جناية، فإنها تكسب ثقة المواطنين".
صحيفة " شتوتغارتر تسايتونغ" كتبت تقول:
"جنسية المشتبه بهم لا تعلل أبدا المطاردة العنصرية مثل ما حصلت الأحد في كيمنتس. فهي تعود لغريزة خسيسة وتكشف عن قوة تحريض مخيفة لم تتفجر للمرة الأولى في كل زاوية من الجمهورية. العدالة الذاتية التي يتطلع لها هؤلاء الناس ليست إلا شكلا من الهمجية".
في الموقع الإلكتروني لمجلة "شبيغل" كتب صاحب العمود ياكوب أوغشتاين أنه ليس صدفة أن ترتبط في كل مرة ولاية ساكسونيا بأعمال عنف من اليمين المتطرف. فالوضع مقلق هناك منذ مدة:
"أين نحن؟ رجل تم قتله. ولا يُعرف إلى حد الآن شيء دقيق عن الظروف أو الجناة. لكن الشائعة تفجرت: إنه كان أجنبيا. وتجمع الحشد. المئات في وقت وجيز. جابوا المدينة. ومراقبون تحدثوا عن مطاردة "الأجانب". وحفل في المدينة يتوقف قبل الموعد. ويبدو أن الشرطة كانت مجهدة. أين نحن؟ في كيمنتس، في ساكسونيا، بالطبع دوما من جديد ساكسونيا.
ساكسونيا تشبه الإنترنت. فقط في شكل حقيقي. فالكراهية المقيتة التي نتنشر في الشبكة ـ هي موجودة في الشارع في ساكسونيا. مقاطع الفيديو تظهرهم أولئك الرجال السمان والحليقي الرؤوس التي تظهر كالقضيب بأذنين ـ لكن قضيب مع نظارة شمسية... ساكسونيا هي طفل المشاكل بين الولايات الاتحادية الجديدة. فطبقا لاستطلاع الرأي الأخير فإن حزب البديل من أجل ألمانيا يحتل مرتبة ثاني أقوى حزب بعد الحزب المسيحي الديمقراطي. وخلال الانتخابات التشريعية حصل الحزب على أصوات أكثر. لا لم نخسر ساكسونيا بكاملها. لكن الديمقراطي في ساكسونيا ـ يبقى وحيدا".
ر.ز/ م.أ.م
مظاهر متعددة للتطرف في شرق ألمانيا
رغم أن اليمين المتطرف ظاهرة لا تقتصر على بلد معين، إلا أن الحكومة الألمانية أعربت مؤخرا عن قلقها من تنامي كراهية الأجانب ومعاداة الإسلام في الولايات الألمانية الشرقية. جولة مصورة في مظاهر التطرف اليميني بشرق ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها إزاء تنامي كراهية الأجانب والتشدد اليميني في شرق ألمانيا، محذرة من أنهما يشكلان تهديدا على السلم الاجتماعي وينفر المستثمرين الأجانب. الإحصائيات الأخيرة تؤكد هذه المخاوف: ففي عام 2014 مثلا سجل 47 من الاعتداءات ذات الدوافع العنصرية في شرقي ألمانيا، على الرغم من عدد السكان فيها لا يشكل سوى 17 بالمائة من إجمالي سكان البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
فمثلا، على الرغم من أن نشاط النازيين الجدد لا يقتصر على ألمانيا فحسب، بل سجل في عدد مناطق من العالم على غرار أمريكا والنرويج، إلا أن حزبهم "حزب ألمانيا القومي الديمقراطي" لم ينجح حتى الآن في الدخول إلى البرلمانات المحلية والمجالس المحلية إلا في شرقي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Bimmer
شكلت مدينة دريسدن، بولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، مهد ومعقل حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) التي تتظاهر منذ أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014 ضد الإسلام والمسلمين وتواجد الأجانب في ألمانيا. وقد بلغت هذه الاحتجاجات ذروتها مع تدفق سيل اللاجئين، وأغلبيتهم من سوريا، على ألمانيا العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
خلال احتجاجاتهم الليلية التي تنظمها حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) لم يتوان اليمينيون المتطرفون عن التعبير عن رفضهم لقدوم اللاجئين إلى ألمانيا. في إحدى المظاهرات حمل أحدهم لافتة تصور أناسا في قطار – وذلك في إشارة إلى أن أغلبية اللاجئين قدموا إلى ألمانيا في القطارات انطلاقا من المجر والنمسا – وقد كتب عليها بالإنجليزية: "اللاجئون غير مرحب بهم، عودوا بعائلاتكم إلى أوطانكم".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
اليمين المتطرف يرفضو أيضا التعددية الثقافية في إشارة إلى المهاجرين، الذين يعيشون في ألمانيا منذ عقود، ويعتبرونها دخيلة على الثقافة الألمانية. في الصورة أحد المتظاهرين في احتجاجات نظمتها حركة بيغيدا في مدينة دريسدن وهو يحمل لافتة كتب عليها "يجب وقف التعددية الثقافية. وطني (يجب) أن يبقى ألمانيّا".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
كثيرا ما شهدت مدن شرق ألمانيا احتجاجات متكررة ضد اللاجئين وتنديدات بالمستشارة ميركل التي يتهمونها بفتح الأبواب على مصراعيها أمام "من هب ودب" دون أن تعير اهتماما لمخاوفهم ومشاكلهم. وفي الواقع، فقد شهد حزب المستشارة، الحزب الديمقراطي المسيحي، تراجعا في الانتخابات البرلمانية المحلية لعدد من الولايات الألمانية، وليس في شرق ألمانيا فقط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
إضرام الحرائق في مآوي اللاجئين أو في البنايات المخصصة لإيواء اللاجئين أحداث - وإن لم تقتصر على ولايات شرق ألمانيا - تحسب على اليمين المتطرف وعلى كارهي الأجانب بصفة عامة واللاجئين بصفة خاصة. الصورة تظهر بناية خصصت لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسن وهي تحترق. كما أظهرت التحقيقات فيما بعد أن الحريق كان بفعل إجرامي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Löb
بعدما سمع اليمنيون المتطرفيو أن طائفة الأحمدية تريد أن تبني مسجدا بمنطقة نائية في إيرفورت بولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، حتى سارعوا للاحتجاج رغم أن الأمر لم يتعد طور التخطيط. ورغم أن هذا المسجد الذي لايزال مجرد حبر على ورق هو الأول من نوعه في الولاية بأسرها والثالث في شرقي ألمانيا (باسثناء برلين)، إلا أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي يرى فيه مشروعا بعيد المدى لأسلمة ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Michael
الاحتجاج على بناء المساجد من قبل البعض في ألمانيا ليس بالأمر الجديد. بيد أن البعض استخدم وسائل أخرى للتعبير عن احتجاجه: ففي عام 2013 ومع انطلاق أشغال بناء أول مسجد في مدينة لايبتسغ وثاني مسجد على الإطلاق في شرق ألمانيا (باستثناء برلين) قام مجهولون بوضع رؤوس خنازير دامية على أرضية المبنى. حادث مماثل تكرر بعدها بثلاث سنوات عندما وضع مجهولون خنزيرا صغيرا ميتا أمام مسجد في المدينة ذاتها.
صورة من: picture-alliance/dpa
لأكثر من 10 سنوات ويمنيون متطرفون، ينشطون في إطار ما يسمي بالخلية النازية السرية انطلاقا من مدينة تسفيكاو بشرق ألمانيا، يقتلون أناسا في مختلف أنحاء ألمانيا. والمتهمون هم أوفه موندلوز، أوفه بونهارت (في الصورة – في الوسط) وبيآته تشيبه. ضحاياهم: ثمانية أتراك ويوناني وشرطية. دافعهم في ذلك هو كراهيتهم للأجانب. وإلى حدود عام 2011 كان الرأي العام يجهل هوية هؤلاء وأن القتلة هم من اليمينيين المتطرفين.