جددت المستشارة أنغيلا ميركل تمسكها بسياستها تجاه تدفق اللاجئين غير المسبوق على ألمانيا. لكن ردود الفعل تجاه مواقف ميركل تختلف بين مؤيد ومعارض، وهو ما تعكسه تعليقات الصحف الألمانية.

"البيان الحكومي الأكثر صدقا لميركل"

وصفت صحيفة "شبيغل أونلاين" أجوبة ميركل خلال الحوار التلفزيوني ب"البيان الحكومي الأكثر صدقا للمستشارة ميركل". وفي هذا الصدد كتبت الصحيفة تقول:"في هذه المقابلة التلفزيونية التي دامت ساعة واحدة تحدثت ميركل بوضوح غير مسبوق حول هذا الموضوع والذي يحرك البلاد كلها. وحسب ميركل فلن يكون هناك حل سريع لأزمة اللاجئين، غير أنها أكدت بشكل واضح أنه لا يمكن العودة إلى الوراء فيما يخص التطور الذي تم تحقيقه". وأضافت ميركل أن "توفير الحماية للكثير من الناس هي المهمة الأكثر صعوبة في ألمانيا منذ إعادة توحيدها". وحسب صحيفة "شبيغل أونلاين" فالمقابلة تبدو لمن يشاهدها "وكأن ميركل تضع أولئك الذين يعتبرون طالبي الحماية الفارين من مناطق الحروب والأزمات أمرا مؤقتا أو مصدر خطر، أمام الأمر الواقع".

"ميركل تحدثت من القلب "

أما صحيفة فرانكفورتر"ألغماينه تسايتونغ" المحافظة فكتبت على موقعها الاليكتروني:"أنجيلا ميركل تحدثت من القلب"، كما عبرت عن ذلك في عبارتها "إذا كنا سنبدأ بالاعتذار عن إظهارنا وجهاً ودوداً في حالات طوارئ، فحينها هذا ليس بلدي". لكن الصحيفة تساءلت عن ما إذا كان موقف ميركل من سخرية القدر. وتعلل الصحيفة هذا السؤال بالقول:"إلى وقت غير بعيد كانت المستشارة توصف بأنها ذات مشاعر فاترة لما أذرفت فتاة فلسطينية الدموع أثناء زيارة ميركل إلى مدرستها في البكاء لأن أسرتها مهددة بالترحيل".

تباعد بين ميركل وحزبها؟

ومن جانبها حللت صحيفة "تاغس تسايتونغ" المقابلة بالقول "إن المستشارة ميركل تجد نفسها في وضع صعب". وكتبت الصحيفة تقول: "مشاهدة رئيسة الحكومة وهي تتمسك بقناعاتها الإنسانية أمام ملايين المشاهدين، كان شيئا ممتعا لكنه مربك في نفس الوقت. فالمرء يشعر بالتباعد بين المستشارة وحزبها، وهو شعور لم يحصل في السابق. فرغم أن الحزب لديه مرجعية مسيحية إلا أنه يحث ميركل بالعمل بقاعدة: قدمي المساعدة لطالما لم يغير ذلك شيئا في حياتنا. لكن ميركل لم تعد قادرة على وعد حزبها بأن تفعل ذلك".