اختلفت تعليقات الصحف الألمانية حول إعادة انتخاب أنغيلا ميركل مستشارة لألمانيا. فهل تدخل ميركل "أم الأمة" ولايتها الرابعة وهي قوية أم ضعيفة؟
إعلان
رحبت صحيفة "برلينر مورغنبوست" بشدة بإعادة انتخاب ميركل مستشارة لألمانيا لولاية رابعة، وكتبت تقول:
"لقد تم انتخاب أنغيلا ميركل للمرة الرابعة مستشارة لجمهورية ألمانيا الاتحادية (...) ورغم ذلك، فهي مثيرة للجدل بشكل متزايد في فترة خريف حكمها. فهي متهمة من قبل المعارضة - وكذلك أيضاً على نحو متزايد من معسكرها الخاص- بافتقارها للرؤى. وقد يكون لذلك الاتهام ما يبرره، غير أن ميركل في الواقع لم تكن رمزاً للرؤى. لكن في المقابل فإن "الثقة" هي كلمة تحبذ المستشارة استخدامها بشكل خاص. فالثقة هي وصف لأهم فضيلة لدى ميركل، ومن خلالها أقنعت من جديد ناخبيها وتمكنت من الوصول إلى القمة للمرة الرابعة. وفي ولايتها الجديدة أيضاً ستقود ميركل ألمانيا بهدوء وخبرة كبيرة".
كما أظهرت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه" احترامها لميركل وكتبت تقول:
"(هتاف) ميركل يجب أن ترحل! لم يكن صرخة ترن قبل نحو عامين في مظاهرات حركة "بيغيدا" ومؤتمرات حزب البديل من أجل ألمانيا فقط، وإنما كان يُسمع أيضاً (بالقرب لحد ما من طبقة القيادة) بل وحتى في الخفاء في حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي (حزب ميركل)، عندما كان يبدو أنه لا نهاية في الأفق لتدفق اللاجئين (على البلاد). وربما ما اعتبرته ميركل لحظة عظيمة في فترة حكمها- تلبية لواجب الإنسانية من وجهة نظرها، وما تلاه من فتح أبواب ألمانيا أمام اللاجئين من جميع أنحاء العالم- تطور ليصبح أكبر عبء على شعبيتها ومنصبها كمستشارة. لكنها تخطت هذه الأزمة أيضاً. فميركل على عكس العديد من رفاقها ومنافسيها، لم ترحل وإنما ما زالت باقية".
"رحيل ميركل لم يكن ليحزن الألمان"
وعلى العكس من التعليقين السابقين تعتقد صحيفة "إمدر تسايتونغ" أن زمن ميركل قد ولَّى. وكتبت تقول:
"تقف "أم الأمة" على عتبة ولاية رابعة صعبة، فالسنوات القليلة الماضية كانت غارقة في كلمات فارغة وعبارات جوفاء من نوعية "سننجز ذلك!" الأمر متروك لميركل وحدها بخصوص ذكراها لدى المواطنين. وبعد ما يقرب من 13 عاماً في مكتب المستشارية ، لم يكن رحيلها ليحزن الألمان، على الأرجح. بل على العكس - فهناك عدد غير قليل كان يرغب في تغيير المستشارة."
بينما ترى صحيفة "ميندنر تاغبلات" أن ميركل ستواجه تحديات كبيرة في السياسة الخارجية، وكتبت تقول:
"وضع السياسة العالمية، وبصراحة، هو أكثر ضبابية من أي وقت مضى، فدستور الاتحاد الأوروبي مشكوك فيه، والعلاقة مع الولايات المتحدة تحولت إلى هشة فجأة. وكان الألمان متعودين على الاعتقاد في وجود رخاء في ظل أمن غير مشكوك فيه من حيث المبدأ. لكن هذا الاعتقاد كان خطأ دوماً- وهو اليوم أكثر (خطاْ) من أي وقت مضى. فمن أجل أمنها وازدهارها سيتحتم على ألمانيا بذل جهد أكبر بكثير."
بينما كتبت صحيفة "نيوه أوزنابروكر تسايتونغ" عن ميركل تقول:
"مسيرتها المهنية درس في السياسة والإنسانية معاً. فمن هذا الذي كان يتوقع قبل 25 عاماً هذا الطريق بالنسبة للسياسية التي كانت يوماً خجولة. ورغم ذلك هناك احتمال كبير بأن تكون رئيسة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي قد تجاوزت ذروة قدراتها. وما زالت ميركل محل تقدير في حزبها، لكنها ليست محبوبة، فبعض الخصوم خارج - وداخل البرلمان الآن أيضاً- يصنعون منها شخصية مكروهة فعلاً، وبالتالي فإن عملية رحيلها ستكون واحدة من أعظم أعمالها. ويجب على ميركل التخلي عن سلطتها الشخصية وتمنحها لحزبها. فهل ستنجز ذلك؟"
ر.ز/ ص.ش
بالصور: الفن يخلد المستشارة ميركل
في صور فنية أو منحوتات أو صور كاريكاتيرية، صوّر عشرات الفنانين في العالم المستشارة أنغيلا ميركل، وكانت الصفة التي جمعت أغلب الأعمال الفنية التي تناولت ميركل هو موقعها من السلطة وسمعتها التي تجاوزت الحدود الألمانية.
صورة من: Herlinde Koelbl
أنغيلا ميركل في لوحة فنية كـ"شخصية العام" تتصدر غلاف مجلة "تايم" الأمريكية. قال الرسام كولين ديفيدسون، الذي رسم هذه اللوحة: "نعرف الكثير من صورها التي تظهر فيها بصورة طبيعية وباردة. لكنني أردت أن أتجاوز هذه الصور وأعرض مواقفها الإنسانية". كانت مجلة "تايم" قد منحت ميركل لقب "شخصية العام" عام 2015، وذلك بسبب مواقفها من أزمة اللاجئين بالإضافة إلى مواقفها وسياساتها الأخرى.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Time Magazine
رسمت الفنانة الأمريكية إليزابيث بيتون صورة شخصية لميركل عام 2017 لمجلة "فوغ" المختصة بالموضة. تظهر المستشارة في هذه الصورة كفتاة شابة. ترسم الفنانة بيتون صوراً شخصية صغيرة لمطربي البوب وللأشخاص المهمين تاريخياً ومن يعيشون أيضاً في الوقت الحالي، بالإضافة إلى الملوك الأوروبيين، وغالباً ما ترسم شخصياتها بشعر فاتح اللون وتظهر مميزات وجههم الجميلة.
صورة من: Elizabeth Peyton
تعود هذه الصورة للرسام الهولندي إريك فان ليسهوت وتظهر المستشارة بأحمر شفاه ونظرات انتقادية. وضعت هذه اللوحة ضمن "مجموعة الفن الاتحادية" التي تجمع منذ سنة 1970 اللوحات والمنتجات الفنية حول ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وتضم المجموعة لوحات تخص الثقافة ورمزية السلطة والانتماء الوطني.
صورة من: Erik van Lieshout
لم يرسم أنغيلا ميركل الفنانون المشهورون فقط، بل بعض المغمورين أيضاً في مجال الفن، كالرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، الذي رسم 30 لوحة لرؤساء حكومة، من ضمنهم المستشارة ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/L. W. Smith
توجد القليل من المنحوتات لميركل، من ضمنها منحوتة "المواطنة الأوروبية" المثيرة للجدل التي نحتها ألكساندر نيكوليك وميخائيل كاليفودا، وتظهر المستشارة ميركل أثناء "قضاء الحاجة". كذلك كانت منحوتة "اللاعبون العالميون" للفنان بيتر لينك استفزازية، وذلك لإظهاره المستشارة عارية. بينما كانت منحوتة جورج كورنيرس "ترانسيت" (في الصورة) جيدة نسبياً عندما أظهرت ميركل ضمن 2600 شخصية أخرى في المنحوتة.
صورة من: Courtesy Georg Korner
خلدت المصورة الفوتوغرافية هيرلينده كولبل المستشارة ميركل في مجموعتها التي أسمتها "آثار السلطة". كما خلدت أيضاً المستشار السابق غيرهارد شرودر ووزير الخارجية الأسبق يوشكا فيشر في مجموعات أخرى. صورت المصورة ضمن دراسة "تحول البشر بسبب السلطة" 15 شخصية مهمة من عالمي السياسة والاقتصاد في الفترة ما بين عامي 1991 و1998.
صورة من: Herlinde Koelbl
يظهر المصور الإسرائيلي أميت شيموني في مجموعته الصورية "هيب ستوري" الأشخاص المهمين وأصحاب النفوذ الكبير في العالم كشباب يحبون نمط "هيبستر". فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يظهر مرتدياً قميصاً تقليدياً من هاواي. أما الرئيس السابق باراك أوباما فيظهر بتسريحة شعر غريبة، وتظهر ميركل بشفاه ملونة بالأحمر والأسود مرتدية قبعة غير رسمية ومعطفاً وترتدي حلقة في أنفها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
كانت صور المستشارة ميركل مناسبة للكثير من رسامي الكاريكاتير في العالم للتندر بعينيها وبفمها. مع ذلك، كانت أغلب اللوحات الفنية والصور التي تظهر المستشارة ميركل تظهر طابعاً مشتركاً وهو: الوظيفة المميزة المستمرة للمستشارة وسلطتها تجاوزت الحدود الألمانية.
الكاتب: يوليا هيتس/ زمن البدري