صحف ألمانية: نجحت قطر في تنظيم المونديال.. ولكن ماذا بعد؟
١٩ ديسمبر ٢٠٢٢
لم يسبق أن أثارت بطولة كأس العالم لكرة القدم النقاش والجدل وترافقت بشحن سياسي مثل مونديال قطر. ورغم كل ذلك نجحت قطر في تنظيم المونديال، ولكن لا تزال هناك أسئلة كثيرة هامة تنتظر الإجابة عليها حسب صحف ألمانية.
إعلان
الأولمبياد الهدف التالي؟
تساءلت صحيفة "دي فيلت" في تعليقها عن الوضع في قطر بعد انتهاء المونديال، بقولها "إلى أي مدى ستبقى الأضواء مسلطة على قطر بعد مغادرة آخر أفضل لاعبي العالم؟ إنه سؤال مثير للاهتمام. التاريخ يخبرنا بأن الدولة المضيفة مثل روسيا عام 2018 (بعد المونديال السابق) والصين التي نظمت الأولمبياد الشتوية 2022، قد تم تركها وشأنها بعدما لم تعد الأضواء الرياضية مسلطة عليها. ويخشى أن تكون قطر الدولة المارقة التالية، مع الألعاب الرياضية والسياسية".
وعن طموح قطر الرياضي القادم، كتبت الصحيفة "بعد تنظيم بطولات العالم في كرة اليد والدراجات وألعاب القوى وكرة القدم، الهدف التالي سيكون الوصول إلى الحلقات الخمس (الألعاب الأولمبية). تنظيم أولمبياد 2036 هذا ما يتصورونه في قطر، الحلم التالي بعد تنظيم الألعاب الآسيوية عام 2030، لتخليد أنفسم على خارطة العالم الرياضية. فهذا المونديال الذي تم تنظيمه في الشتاء قد أظهر بشكل واضح أنه بالمال يمكن تنظيم/فعل الكثير".
التقارب مع الجيران والابتعاد عن الغرب!
رغم كل الانتقادات تشير قطر إلى حصيلة إيجابية للمونديال، فعلى الأقل وحدت العالم العربي خلال البطولة، حسب صحيفة "فرانكفورتر ألغمانيه" التي كتبت تقول: "في الواقع أطلقت بطولة كأس العالم هذه أيضا طاقة توحد الشعوب. لكنها لم تستطع تجاوز كل الخلافات، وإنما على العكس من ذلك أظهرت الكثير مما يفرق. لقد وحدت البطولة في قطر بالدرجة الأولى الناس في المنطقة. العرب المشاركون والمشجعون لم يكونوا موحدين في حماسهم لكرة القدم فقط، وإنما في رفضهم للانتقادات الغربية للدولة المضيفة أيضا". وتضيف الصحيفة "اللهجة الحادة من الغرب لم تؤذ سمعة الإمارة (قطر) في العالم العربي، وإنما العكس".
وتتابع الصحيفة بأن "الأسئلة الخلافية الكبرى بقيت دون إجابة. القيادة القطرية عليها إثبات أن الإصلاحات في قانون العمل والإقامة، مثلما تم الإعلان عنه، سيتم متابعتها حتى بعد انتهاء المونديال، وحقوق العمال المهاجرين سيتم تعزيزها. وأن يكون هناك حرصا فعلا على تعويض ضحايا الظلم في مواقع بناء منشآت كأس العالم".
الشحن السياسي للأحداث الرياضية!
أشارت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونغ" السويسرية في تعليقها إلى نجاح قطر في تنظيم المونديال، بقولها "كل النقاشات التي سبقت انطلاق المونديال حول وضع العمال المهاجرين والمثليين والمثليات، لم تؤثر على أجواء البطولة. المستوى الرياضي كان جيدا، والجمهور راضيا. ما بدأ كحالة خاصة، انتهى كبطولة بنهائي أحلام لا يحتاج للاختباء خلف أي مونديال سابق".
وأضافت الصحيفة في إشارة إلى نجاح الفرق الآسيوية والإفريقية في البطولة بقولها "أظهرت بطولة كأس العالم هذه للأوروبيين ولجنوب أمريكا أن الأفارقة والآسيويين ليسوا مجرد أرقام في عالم كرة القدم"، وتابعت الصحيفة: "يترافق مع هذا الإدراك أن القيم والمفاهيم الأخلاقية، ولا سيما معاملة المثليين والمثليات، لا تتوافق مع المعايير الغربية في كل مكان. وخاصة ممثلي كرة القدم والسياسة الألمان كان عليهم بشكل مؤلم، أن يعرفوا أن احتجاجهم غير الناضح لم يتم تقديره. وصحيح أنه لا يمكن استبعاد ذلك في هذه النقطة، فإن تأثير التعلم يظهر هنا ومنه يدرك أصحاب الفضيلة أن الشحن السياسي للأحداث الرياضية قد يؤدي إلى عكس النية (الحسنة) الحقيقية".
نجاح المونديال لا يغطي على فضيحة الرشوة!
تساءلت صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" في تعليقها على المونديال "بعد إطلاق صافرة نهاية كأس العالم في قطر: هل كان تنظيم البطولة مجديا للإمارة الصغيرة؟". تجيب الصحيفة على سؤالها "أولا وقبل كل شيء: سواء أكان مناسبا لأحد هنا (ألمانيا) أم لا، سار المونديال بشكل سلس. وعلى عكس بطولة الأمم الأوروبية عام 2016، لم يقم الهوليغنز بأعمال شغب/ تخريب في شوارع الدوحة، ولم تكن هناك تقارير عن ذعر في الملاعب ولا عن هجمات على المثليين. وقد وصف الناس الذي زاروا قطر الأجواء بالسلمية والمريحة. ربما لم يكن هناك اهتمام بالمونديال في ألمانيا، لكن نسبة المتابعة والمشاهدة كانت عالية في الدول الأوروبية الأخرى وباقي العالم".
كما تشير الصحيفة في تعليقها إلى مخاوف قطر بقولها "بشكل عام كانت البطولة نجاحا للإمارة. الخوف الأكبر للعائلة الحاكمة كان ولايزال فقدان السيادة لصالح الجيران العرب. كما حصل عام 2017 حين أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارها (لقطر)". وتتابع الصحيفة في هذا السياق أن "هذا الخطر قد تم تجنبه حاليا، لأن الانتقادات الأوروبية قربت العرب من بعضهم خلال المونديال. وطبعا لا تزال الخلافات السياسية مستمرة، لكن بالنسبة لقطر فإن النجاح المفاجئ الذي حققه الفريق المغربي جاء لصالحها من خلال إطلاق الشعور بالتضامن عربيا. وهذا لن يفوت الحكام العرب الآخرين".
لكن وبحسب الصحيفة، فإن كل هذا النجاح وما حققته قطر "لن يغطي على فضيحة الفساد في الاتحاد الأوروبي. ففي حين أن بروكسل مشغولة بالتحقيق في قضية رشوة برلمانيين أوربيين كبار من قبل قطر والمغرب، أكدت قطر أنها تتصرف وفق القانون الدولي. لكن هذه هي الطريقة التي تتصرف بها قطر".
إعداد: عارف جابو
بالصور.. تعرف على ملاعب بطولة كأس العالم قطر 2022
بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول تستضيف قطر مباريات مونديال 2022 لكرة القدم. وتقام البطولة على ثمانية ملاعب، سبعة منها بُنيت خصيصاً للحدث العالمي الذي يقام مرّة كل أربع سنوات.. فما هي تلك الملاعب؟
صورة من: Qatar's Supreme Committee for Delivery and Legacy/AFP
إستاد لوسيل - استدامة مع نقوش إسلامية
يعكس هيكله وواجهته النقوش بالغة الدقة على أوعية الطعام والأواني، وغيرها من القطع الفنية التي وجدت في أرجاء العالم العربي والإسلامي. روعي في تشييده توظيف مجموعة من ممارسات الاستدامة، بما فيها سقف مصنوع من مادة متطوّرة تساعد في توفير الحماية من الرياح الساخنة والأتربة، والسماح بنفاذ قدرٍ كافٍ من ضوء الشمس لنمو العشب في الملعب مع توفير الظل.
صورة من: Mohammed Dabbous/AA/picture alliance
ملعب نهائي المونديال
يقع إستاد لوسيل على بعد 16 كلم شمال الدوحة، وسيستضيف ملعبه 10 مباريات حتى نصف النهائي والنهائي المنتظر. وسيتحوّل الملعب، البالغة سعته 80 ألف متفرج، إلى مركز حيوي يستفيد منه سكان مدينة لوسيل الحديثة بعد انتهاء المونديال: "مدارس، ومتاجر، ومقاهٍ، ومرافق رياضية، وعيادات صحية". واشتُق اسم المدينة من "الوسل" وهي نبتة نادرة تعتبر منطقة لوسيل موطنها الأصلي.
صورة من: Mohammed Dabbous/AA/picture alliance
إستاد البيت - بيت سكان البادية
افتتح في 9 أيلول/ سبتمبر 2022 بمباراة بين الزمالك بطل مصر والهلال بطل السعودية. استوحي تصميم استاد البيت من بيت الشّعر أو الخيمة التقليدية التي سكنها أهل البادية في قطر ومنطقة الخليج على مرّ التاريخ الذين عاشوا مرتحلين في صحراء قطر بحثاً عن الكلأ والماء. سعته 60 ألف متفرج ويقع على مدخل مدينة الخور على بعد 43 كلم من وسط المدينة. شهد هذا الاستاد تسجيل رقم قياسي في فرش الأرضية العشبية.
صورة من: Xinhua News Agency/picture alliance
ملعب القمة النارية بين ألمانيا وإسبانيا
بدأت الحديقة العامة في المنطقة المحيطة بإستاد البيت في استقبال الجمهور منذ شباط/فبراير 2020. وإستاد البيت مجهز بسقف قابل للطي بالكامل وسيستضيف 9 مباريات بينها الأولى لقطر أمام الإكوادور وقمة ألمانيا-إسبانيا في دور المجموعات، حتى الدور نصف النهائي. صُمّمت مقاعد الجزء العلوي من المدرجات بشكل قابل للتفكيك بعد انتهاء كأس العالم.
صورة من: MB Media Solutions/imago
إستاد الجنوب من تصميم زها حديد
شُيد في أحد أقدم أحياء قطر المأهولة بالسكان. يقع في مدينة الوكرة الجنوبية على بعد 23 كلم من وسط الدوحة وبسعة 40 ألف متفرج سيتم تخفيضها بعد المونديال. صمّمته المهندسة المعمارية العراقية الراحلة زها حديد، مستلهمة فكرته من أشرعة المراكب التقليدية، في تخليد لتراث مدينة الوكرة الساحلية العريقة التي عُرفت عبر التاريخ كمركز للصيد والبحث عن اللآلئ.
صورة من: Igor Kralj/Pixsell/picture alliance
من الوكرة إلى الجنوب
إستاد الجنوب مجهّز بتقنية تبريد مبتكرة وسقف قابل للطي. سيستضيف 7 مباريات من دور المجموعات حتى دور الـ16. أُعلن عن جاهزيته في 16 أيار/مايو 2019 خلال استضافته نهائي كأس الأمير وفوز الدحيل على السد، وتم تغيير اسمه من الوكرة إلى الجنوب.
صورة من: picture alliance / M.i.S.-Sportpressefoto
إستاد أحمد بن علي
يطلق عليه أيضاً اسم (الريان)، ويقع في واحدة من أكثر المدن التقليدية في قطر. بُني الملعب الذي يتسع لأربعين ألف متفرج في موقع إستاد كان يحمل الاسم نفسه ويقع على مشارف الصحراء، على بُعد 20 كلم غرب وسط الدوحة. تتزيّن واجهته الخارجية المتموجة برموز تمثل الثقافة القطرية. تعكس المرافق المحيطة بالاستاد طبيعة قطر، حيث تأخذ شكل الكثبان الرملية. ومن المقرر أن يستضيف 7 مباريات في المونديال حتى دور الـ16.
صورة من: picture alliance/dpa
إستاد خليفة الدولي
شاهد على تاريخ كرة القدم وألعاب القوى في البلاد. تمّ تجديده وإضافة 12 ألف مقعد جديد لاستضافة كأس العالم. أصبح أول استادات المونديال جاهزية في 19 أيار/مايو 2017، عندما استضاف نهائي كأس الأمير بحضور أكثر من 40 ألف متفرج. يقع الإستاد التاريخي الذي تم تشييده عام 1976 في قلب مؤسسة "أسباير زون" وعلى مقربة من مستشفى "سبيتار" في منطقة الريان.
صورة من: picture alliance / GES/Markus Gilliar
متحف قطر الرياضي
سيستضيف خلال المونديال 8 مباريات حتى دور الـ16 إضافة إلى مباراة تحديد المركز الثالث. استضاف الإستاد الذي يبعد 13 كلم عن وسط الدوحة العديد من الفعاليات مثل دورة الألعاب الآسيوية 2006، كأس آسيا 2011، بطولة العالم لألعاب القوى 2019، بطولة كأس الخليج 24 وكأس العالم للأندية 2019. يعلو سقفه قوسان ويتصل من خلال ممر مشاة قصير بمتحف 3-2-1 قطر الأولمبي والرياضي.
صورة من: Christian Charisius/picture alliance/dpa
إستاد الثمامة - تصميم قطري
هو الملعب المونديالي الوحيد من أصل ثمانية غير مجهّز بتقنية التبريد. يمتاز بتصميمه المستوحى من "القحفية" أو قبعة الرأس التقليدية التي يرتديها الرجال والأطفال في أنحاء العالم العربي. صمّمه المعماري القطري إبراهيم الجيدة، وسيستضيف 8 مباريات من دور المجموعات وحتى الدور ربع النهائي. يتسع لأربعين ألف متفرج ويقع على بعد 13 كلم جنوب وسط الدوحة.
صورة من: picture alliance / GES/Markus Gilliar
إستاد المدينة التعليمية - مقر منتخب السيدات
تتميز واجهته بالمثلثات التي تشكل زخرفات هندسية متشابكة تعكس نور الشمس، وتبدي تغيراً في ألوانها كلما تغيرت الزاوية التي تطل منها أشعة الشمس. يقع في قلب مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على بُعد 12 كلم من وسط المدينة. سيتحول الملعب الذي يتسع لأربعين ألف متفرج بعد المونديال إلى مقرّ لمنتخب قطر الوطني للسيدات. سيستضيف 8 مباريات بين دور المجموعات وربع النهائي.
صورة من: picture alliance / NurPhoto
إستاد 974 - أول إستاد قابل للتفكيك
يدخل في بنائه 974 حاوية للشحن البحري ووحدات مستقلة من الصلب، مستوحياً تصميمه من الإرث البحري والتجاري لقطر. كان مقرراً أن يُطلق عليه اسم (راس أبو عبود) حيث يتناغم مع اسم ميناء يقع على مقربة منه. يُعدّ أول استاد قابل للتفكيك بالكامل في تاريخ المونديال
صورة من: Igor Kralj/Pixsell/picture alliance
أهلا بكم في كورنيش الدوحة
تتسع مدرجات إستاد 974 إلى 40 ألف مشجع ويطلّ على كورنيش الدوحة وناطحات السحاب في منطقة الخليج الغربي وبالإمكان الوصول إليه عبر محطة مترو تبعد مسافة 800 متر. سيستضيف 7 مباريات حتى دور الـ16، ويقع على مقربة من مطار حمد الدولي على بعد 10 كلم شرق وسط الدوحة. إعداد: عماد حسن
صورة من: Qatar's Supreme Committee for Delivery and Legacy/AFP