صحف ألمانية: نشوة السعودية بزيارة ترامب قد تكون سابقة للأوان
١٨ مايو ٢٠١٧
يسعى الرئيس الأمريكي من خلال زيارته لمنطقة الشرق الأوسط إلى تعزيز العلاقات التجارية مع السعودية وترميم الشقوق مع إسرائيل، لكن بعض الصحف الألمانية سلطت الضوء بعين ناقدة على زيارة ترامب التي تخيم عليها قضايا كثيرة.
إعلان
أطلقت الرياض موقعا إلكترونيا خاصا بالزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب المقررة في نهاية الأسبوع، وأعلنت فيه مشاركة 55 مسئولا من دول عربية ومسلمة في ما وصفته ب"الحدث التاريخي".
وتحت شعار "العزم يجمعنا"، يتصدر صفحة الموقع عد تنازلي باليوم والساعة والدقيقة والثانية لوصول ترامب إلى المملكة، مرفقا بعبارة "القمة العربية الإسلامية الأميركية - قمة تاريخية لغد مشرق". صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" دققت في التوقعات السعودية من هذه الزيارة، ولاحظت أنها يمكن أن تصطدم بخيبة أمل، وكتبت تقول:
"وجهة النظر التي تقول بأن أمريكا معادية للإسلام لم تعد قائمة، كما صرح وزير الخارجية السعودي عادل الزبير الذي تُعتبر بلاده منذ عقود الزبون الأول لصناعة السلاح الأمريكية. زيارة ترامب المفعمة بالهيبة اشتراها السعوديون في مارس بأكبر صفقة سلاح لجميع الأوقات: نائب ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان أبرم في واشنطن دفعة واحدة صفقة بقيمة ما لا يقل عن 100 مليار دولار. هكذا على الأقل صدر عن موظف سام للبيت الأبيض".
وتضيف الصحيفة:
"ويُتوقع أن يرتفع هذا المبلغ خلال السنوات العشر المقبلة إلى 300 مليار دولار، لأن الرياض لا ترى حاليا مبلغا عاليا مقابل دفع القيادة الأمريكية الجديدة ضد المنافس الإقليمي طهران. والدليل على أن ذلك يناسب إطار السياسة الخارجية لدونالد ترامب هو أيضا محطته الثانية في الشرق الأوسط إسرائيل حيث تُتابع تحركات طهران عن كتب مثل منطقة الخليج العربي. ورغم ذلك قد تكون النشوة في الرياض سابقة لأوانها. ففي مجلس الشيوخ الأمريكي يزداد الاستياء من الحرب الكارثية للسعوديين في اليمن التي دمرت البلد المجاور وجرت السكان إلى المجاعة والبؤس وقوت شوكة القاعدة بشكل لم يسبق له مثيل".
والى جانب القمة العربية الإسلامية الأميركية، سيلتقي ترامب قادة دول الخليج، وسيعقد لقاء ثنائيا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. وذكر الموقع أن الحوارات التي ستشهدها الزيارة على مدى 48 ساعة ستؤدي إلى "تغيير قواعد اللعبة". واتسمت علاقة السعودية بالإدارة الأميركية السابقة بالفتور، لا سيما بسبب إبرام الاتفاق النووي مع إيران، خصم السعودية وسبع دول كبرى بينها الولايات المتحدة. وفي هذا السياق قدمت صحيفة "تاغسشبيغل" مقارنة بين ترامب وأوباما، وكتبت تقول:
" أن يقوم ترامب تحديدا الذي واجه انتقادات بسبب تصريحاته المعادية للمسلمين خلال الحملة الانتخابية ومحاولة منع سفر المسلمين بزيارته الأولى كرئيس دولة إلى العربية السعودية قد يثير للوهلة الأولى التعجب. بل يعتزم ترامب في الرياض إلقاء كلمة حول موضوع الإسلام، كما أعلنت الحكومة الأمريكية، وحتى سلف ترامب أوباما سبق أن ألقى كلمة مبادئ في 2009 حول العلاقة بين الغرب والإسلام أثارت الانتباه. لكن ترامب ليس هو أوباما. فهو يريد بوجه خاص لدى العاهل السعودي سلمان فرض مصالح أمريكية. فمن جهة هو يريد تقوية التعاون مع دول الخليج ضد تنظيم "داعش" وضد التأثير المتنامي لإيران الشيعية. وفي هذا الإطار توجد صادرات أسلحة إضافة إلى تجديد وعود الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية لحلفائها في العالم العربي. وعلاوة على ذلك يريد ترامب الدعاية لدعم المسلمين لعملية السلام في الشرق الأوسط".
واهتمت صحيفة "دي فيلت" بزيارة ترامب إلى إسرائيل حيث قد تُمنى توقعات الضيوف بخيبة أمل، وتطرقت الصحيفة إلى الاتهامات الموجهة لترامب بأنه ربما يكون قد أفشى أسرارا مهمة لروسيا تتعلق بمصادر معلومات أجهزة استخبارات أجنبية (وربما أيضا إسرائيلية). وكتب تقول
"هل الولايات المتحدة الأمريكية صديق أم خائن؟ قائد أم ثرثار؟ هذه التساؤلات تطرحها وسائل إعلام إسرائيل بعدما عُرف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أفشى في الأسبوع الماضي أحد أهم الأسرار لروسيا. وفي حال تأكد هذا الشك، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لم تخاطر فقط بحياة جاسوس إسرائيلي، فهي تكون قد جرت إسرائيل أيضا إلى موقف خطير أمام سوريا وإيران. أعداء إسرائيل هم حلفاء لموسكو. قد يكونوا قد تعرفوا على بعض التفاصيل السرية حول أعمال إسرائيل التجسسية ويتخذون تدابير مضادة. هذه القضية تخيم على زيارة الدولة المرتقبة لترامب في إسرائيل. فبعد سنوات من الأزمة كانت هذه الزيارة في الحقيقة رمزا لعلاقات الصداقة الجديدة مع واشنطن. وفي المقابل تبدو الزيارة وكأنها محاولة لترميم الشقوق".
ر.ز/ م.أ.م/ع.ج.م
مائة يوم على دخول دونالد ترامب البيت الأبيض
لم تمض سوى أشهر قليلة من فترة رئاسة طويلة، لكن الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية جعل العالم يحبس أنفاسه منذ يناير/ كانون الثاني. محطات هامة في صور، منذ تولي دونالد ترامب زعامة البيت الأبيض.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Leal-Olivas
لم يكن الخطاب الرئاسي الأول بعد أداء اليمين الدستورية في العشرين من يناير/ كانون الثاني في شرفة مبنى الكابيتول سوى امتدادا لحملته الانتخابية. فبأسلوب أقرب للعدوانية أعلن الرئيس الأمريكي سياسته الجديدة: "أميركا أولاً"، ووعد بتعزيز التحالفات "ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف الذي سنزيله من على وجه الأرض". ومنذ اليوم الأول، كان التساؤل: ما الذي ينويه هذا الرجل؟
صورة من: Reuters/C. Barria
هل ترون عدداً أكبر من الحضور في الصورة على اليسار منها على اليمين؟ غير صحيح! لا يمكنكم فقط التعامل مع "الحقائق البديلة"! بين هاتين الصورتين تماماً ثماني سنوات. البقع البيضاء الكثيرة على اليمين توضح نقص عدد الزوار أثناء أداء دونالد ترامب القسم في 20 يناير/ كانون الثاني، بينما تظهر الأعداد على اليسار الحماس والتعاطف مع باراك أوباما في عام 2009 بشكل لا يمكن إنكاره. إلا أن مستشاري ترامب يؤكدون العكس!
صورة من: dpa/picture-alliance
ميلانيا ترامب، الزوجة الثالثة للرئيس الأمريكي ولدت في سلوفينيا، كانت تعمل عارضة أزياء، وكان لقبها سابقاً كناوس. وابنهما بارون وليام (الذي ولد في عام 2006) هو الابن الأصغر للرئيس. وهو أول "ابن" لرئيس أمريكي منذ 54 عاماً، بعد ابن جون كينيدي، إذ كان لكل الرؤساء الأمريكيين في تلك الفترة بنات فقط. في بعض الأحيان يتم إجراء مقارنات بين ميلانيا ترامب وجاكي كيندي، على الأقل فيما يتعلق بذوق الملابس.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Loeb
خرجت احتجاجات عدة ضد الرئيس الجديد في البيت الأبيض منذ اليوم التالي لتنصيبه. في واشنطن وحدها تظاهر نحو 500 ألف شخص في "مسيرة النساء". وفي مسيرات موازية من نيويورك حتى لوس أنجلوس، تظاهر نحو أربع ملايين شخص ضد ترامب مرددين شعارات منها "ليس رئيسي". وكان واضحاً منذ بداية الطريق أن ترامب عمق حالة الاستقطاب والانقسامات داخل المجتمع الأمريكي.
صورة من: picture-alliance/dpa/J.Minchillo
يحكم ترامب بنظام "الفرمانات الرئاسية"، فهو يوقع مرسوماً رئاسياً تلو الآخر، مستغلاً سلطته ليلتف بذلك على ضرورة موافقة الكونغرس على قراراته، وذلك بشكل قانوني تماماً. مع حظره السفر على المسلمين من عدة دول، تعدى ترامب حدوداً كثيراً، وقامت المحاكم بإيقاف العمل بهذا القانون. وكثيرون باتوا يتساءلون هل يعرف ترامب حقاً ما يفعل؟
صورة من: Reuters/A. P. Bernstein
ستيفان بانون كان كبير مستشاري الرئيس للشؤون الإستراتيجية. الصحفي المثير للجدل كان رئيس التحرير السابق لشبكة "بريتبارت" الإخبارية والمحسوبة على اليمين المتطرف، واعتبرته جريدة "تايم" ثاني أكثر شخص تأثيراً في العالم". في اليوم 76 من فترة رئاسته، استبعده ترامب من دائرة مجلس الأمن القومي.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
لكن غياب بانون كمستشار للرئيس لم يترك فراغاً كبيراً، فقد أصبح جارد كوشنر، زوج ابنة ترامب أكثر أهمية بالنسبة للرئيس الذي تنقصه الخبرة السياسية. كذلك اتسع دور ابنته إيفانكا، لتتحول من العمل التطوعي لمستشارة رسمية لأبيها. وبذلك تحولت عائلة ترامب، من امبراطورية اقتصادية إلى فكرة "العشيرة السياسية" كما وصفتها كثير من الصحف.
صورة من: picture alliance/AP Images/W. Lee
إنها أم "الحقائق البديلة"، كيليان كونواي، بدأت حياتها في شركات استطلاع الرأي لتصبح الآن مستشارة رسمية للرئيس الأمريكي. أسلوب عملها السياسي معروف وسيء السمعة، فقد تحدثت كونواي مثلاً عن مجزرة لم تحدث في محاولة لإضفاء شرعية على مرسوم ترامب لحظر السفر على المسلمين.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Smialowski
غوادالوبي غارسيا دي رايوس وجه من وجوه المرسوم الرئاسي الذي وقع في 25 يناير/ كانون الثاني. الأم المكسيكية لطفلين ولدا في الولايات المتحدة الأمريكية، واحدة من أكثر من أحد عشر مليون شخص يعيش في الولايات المتحدة دون تصريح إقامة ساري المفعول. الأم التي تبلغ من العمر 36 عاماً، تم اعتقالها وترحيلها إلى المكسيك، دون عائلتها. وهذا بالضبط ما أعلن عنه ترامب خلال حملته الانتخابية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Rob Schumacher/The Arizona Republic
تذكر سياسته بحالة طوارئ مستمرة. المعلقون ورسامو الكاريكاتير يمكنهم الاستمتاع بالرئيس الأمريكي، الذي يحكم على يبدو دون أي محرمات. أثناء مسيرات الكارنفال في ألمانيا كان الرئيس الأمريكي موضع السخرية، فجسده المحتفلون بأشكال متنوعة مثل فيل هائم أو تلميذ يجلس ولا يريد أحد أن يجلس معه سوى الرئيس الروسي بوتين، وجسدت إحدى عربات الكرنفال ترامب وهو ينتهك الحرية الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Gambarini
يريد ترامب أن يغلق الحدود الجنوبية للولايات المتحدة الأمريكية، لتكون عقبة أمام المكسيكيين، كان هذا أحد أهم الوعود الرئاسية أثناء الحملة الانتخابية. بالفعل، أصبحت الأسر المشتتة تلتقي من وراء الأسوار.
صورة من: Reuters/J. Duenes
على مدى سبعة أعوام، ثار الجمهوريون ضد نظام أوباما للرعاية الصحية، وعندما جاءت الفرصة لتصحيح النظام، طالب التيار المحافظ بإلغاء "أوباما كير" تماماً، لكن الأمر لم ينجح، وكان على بول رايان، المتحدث باسم الحزب الجمهوري في مجلس النواب الاعتراف بالهزيمة. ويبدو أن في خلفية هذا الأمر محاولة إظهار صورة ترامب كـ"صانع صفقات".
صورة من: Reuters/J. Ernst
صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار في ألمانيا، متحمسة بشدة لابنة الرئيس البالغة من العمر 35 عاماً. وفي حين تسود التغطية الإيجابية عليها في ألمانيا، تنتشر صيحات الاستهجان ضدها في وسائل الإعلام الأمريكية. "الابنة الأولى" شاركت في قمة برلين للمرأة إلى جانب المستشارة ميركل.