ردت المستشارة الألمانية ميركل في كلمة أمام البرلمان على منتقدي سياستها الخاصة باللجوء بعد أن انهزم حزبها في انتخابات محلية وحثت الأحزاب الديمقراطية على التصدي لحزب "البديل لألمانيا" اليميني الشعبوي المناهض للأجانب.
إعلان
تطرقت المستشارة أنغيلا ميركل بشكل مباشر في كلمة ألقتها في البرلمان الألماني "ابوندستاغ" إلى نتائج انتخابات يوم الأحد الماضي في ولاية مكلنبورغ فوربومرن حيث دفع حزب "البديل لألمانيا" الشعبوي اليميني حزبها المسيحي الديمقراطي إلى المرتبة الثالثة. وجاء تعليق صحيفة "داس باديشه تاغبلات" كما يلي:
"أنغيلا ميركل محقة عندما قالت في البرلمان: يجب تبني خطاب معتدل والتمسك بالحقيقة لاستعادة ما فُقد من ثقة. هذه الرسالة ذهبت في جميع اتجاهات كتلتها الحزبية المتنازعة، لأن جمهور الهاربين قبل سنة من موعد الانتخابات البرلمانية كبير. كما لاحظ زعيم المعارضة من حزب اليسار ديتمار بارش بنوع من الارتياح والدقة... ظهور ميركل كان مثالا نموذجيا للكلام المعتدل: فهي كمختصة في العلوم الطبيعية تدرس مخططات إلى النهاية وتنفذ مشاريع. وبأسلوبها التجريدي في معالجة الأزمات، قد يُطلب منها اعتماد أسلوب خطابة أقل اعتدالا، بل التحدث بكلام أكثر وضوحا، لتقترب أحيانا من الحقيقة".
صحيفة "زكسيشه تسايتونغ" من مدينة دريسدن كتبت تعليقا على كلمة ميركل أمام البرلمان:
"صحيح أن حزب البديل لألمانيا هو المستفيد من الهجمات على ميركل، والمطالب المستمرة بتغيير النهج وكذلك من المزاعم التي تقول بأن سياسة ميركل في اللجوء هي التي جلبت الإرهاب. كما سيكون من الساذج الاعتقاد بأن تتشكل الآن كتلة كبيرة للديمقراطيين ضد الخطر اليميني، لأنه إذا نجحت حسابات ميركل، وإذا تركنا لها سعة من الوقت، وإذا استعادت الثقة، فإنها ستبقى في النهاية مستشارة. وكما يبدو فإنه لا زيغمار غابرييل (زعيم الاشتراكيين) ولا هورست زيهوفر (زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي) لا يرغبان في ذلك".
صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" كتبت بشأن النقاش العام في البرلمان:
"شيء ما تغير بالتقدم المخيف لحزب البديل لألمانيا في ولاية ميكلنبورغ فوربومرن. فممثلو التحالف الحكومي الكبير أجمعوا على أن المشاجرات الحزبية التافهة ستكون الرد الخاطئ على العزوف الواسع للناخبين الغاضبين. فالسياسة مطالبة بأخذ قلق المواطنين على محمل الجد دون أن تفقد هويتها في الشكل والمضمون لصالح الشعبويين، كما حذرت من ذلك ميركل". ودعت ميركل إلى التكاتف بين الديمقراطيين عندما قالت: إذا بحثنا فيما بيننا عن الفائدة الصغيرة للنجاة بأي طريقة مثلا في تجاوز الأحد الانتخابي، فإن الفائز سيكون فقط أولئك الذين يراهنون على الشعارات والأجوبة السهلة المفترضة. وتمضي الصحيفة قائلة: "هذه كانت أقوى جملة وردت في كلمة ميركل. هدف طموح، لكن الواقع يبقى مختلفا".
صحيفة "نورنبيرغر ناخريشتن" كتبت في تعليقها على كلمة ميركل بالقول:
"ميركل دعت بحق إلى الاعتدال في الخطاب. فإذا ظل هورست زيهوفر يهاجم ’سياسة برلين’ وإذا قال رئيس الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الاجتماعي بأن نهج ميركل يدفع الناس إلى ’غضب عارم’، فإن ذلك يعكس الأسلوب الأصلي لحزب البديل لألمانيا وتمويها غير مقبول: فنهج التحالف الحكومي الذي يضم إلى جانب الحزب الاشتراكي الديمقراطي المتملص بدون مصداقية من ميركل أيضا الحزب المسيحي الاجتماعي ويسبب هو الآخر حفيظة فئة من المواطنين. ولكن حتى في ولاية ميكلنبورغ فوربومرن صوت نحو 20 في المائة من الناخبين لحزب البديل لألمانيا، و80 في المائة امتنعوا عن ذلك. يبدو أن هناك غالبية صامتة تنوه بنهج ميركل أو تعتبره رغم كل هذا الانتقاد بديلا أفضل لسياسة إغلاق الحدود الراديكالية".
وجاء في تعليق صحيفة "كولنر شتات أنتسايغر":
"بغض النظر عن كل ما يقال فإن الائتلاف الكبير فقد منذ مدة سياسته المشتركة. فميركل اندفعت بسياستها في اللجوء بوجه خاص في ورطة حقيقية بين الحزب المسيحي الاجتماعي والحزب الاشتراكي الشريك في الائتلاف. السياسيان زيهوفر وغابرييل يشعران بأن سياسة ميركل في اللجوء تُقابل برفض متزايد لدى الرأي العام، ولا يريدان التدحرج في سلم الإقصاء. وإلى جانب موضوع اللاجئين تفقد موضوعات سياسية أخرى بريقها وتتراجع إلى الخلف. لكن حتى هنا تآكلت المواقف المشتركة بين الأحزاب المسيحية والاشتراكيين".
مرور عام على عبارة ميركل الشهيرة "نستطيع أن ننجز ذلك"
مر عام كامل على المقولة الشهيرة للمستشارة أنغيلا ميركل "نستطيع أن ننجز ذلك" تعليقا على قدرة بلادها على إدارة أزمة اللاجئين. لكن ماهي أبرز الأحداث التي عرفتها ألمانيا بعد تلك العبارة الشهيرة. تعرف عليها عبر صور:
صورة من: picture-alliance/AP Photo/DHA
في 31 أغسطس/آب 2015 عقدت المستشارة ميركل ندوة صحفية وصرحت آنذاك بمقولتها الشهيرة "نحن نستطيع أن ننجز ذلك" تعليقا على قدرة ألمانيا على تجاوز أزمة اللاجئين. في أثناء ذلك سُمح بمرور قطارات تقل آلاف اللاجئين إلى ألمانيا قادمة من دول شرق وجنوب أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
في الرابع من سبتمبر/أيلول 2015 قررت المجر وقف حركة القطارات إلى ألمانيا، لتسود فوضى عارمة في المحطة الرئيسة للقطارات بالعاصمة بودابست. ما دفع الآلاف من اللاجئين إلى مواصلة رحلتهم الشاقة إلى ألمانيا مشيا على الأقدام.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
في الخامس من سبتمبر/ أيلول 2015 قررت ميركل بعد اجتماع مع المستشار النمساوي فيرنر فايمان استقبال اللاجئين لتعود بعدها حركة القطارات من المجر عبر النمسا إلى ألمانيا.
صورة من: Reuters/handout/Giudo Bergmann
استقبال حار للاجئين من قبل الألمان في السادس من سبتمبر/أيلول 2015 كما تبين الصورة التي التقطت في محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ. بعدها تداولت الصحف الألمانية مفهوما جديدا لوصف هذا الاستقبال الحار بات يعرف بـ"ثقافة الترحيب".
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
في العاشر من سبتمبر/أيلول 2015 زارت المستشارة ميركل مركزا أوليا لاستقبال طالبي اللجوء في برلين وقام العديد من طالبي اللجوء بالتقاط صور سيلفي معها. تناقلتها وسائل الإعلام العالمية وأعطت، خاصة لدى السوريين، انطباعا إيجابيا عن ألمانيا كبلد متضامن ومضيف للاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. v. Jutrczenka
استقبال اللاجئين والترحيب بهم لم يقتصر على الهيئات الحكومية، بل هبت فئات عريضة من الشعب الألماني متطوعين لإستقبال اللاجئين وتقديم مختلف المساعدات بدءا بالجوانب الصحية والإجتماعية وصولا إلى الإستقبال في البيوت.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2015 وصف وزير العدل الألماني هايكو ماس تزايد الاعتدءات اليمينية ضد اللاجئين بـ"المخزية". آنذاك بلغت اعتداءات اليمنيين المتطرفين على مراكز اللاجئين 461 حالة.
صورة من: picture-alliance/Digitalfoto Matthias
في 31 ديسمبر/كانون الأول تعرضت عشرات النساء إلى اعتداءات جنسية في محطة القطارات الرئيسية في مدينة كولونيا، من قبل مئات من الرجال ينحدر أغلبهم من دول المغرب العربي. أثارت هذه الحادثة موجة من الغضب والاستنكار في المجتمع الألماني. كما ثار جدل واسع حول السبل القانونية لترحيل الأجانب من مرتكبي الجرائم.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Boehm
في 18 فبراير/شباط قام حوالي 100 متظاهر باعتراض طريق حافلة تقل طالبي لجوء إلى مركز للاجئين في مدينة كلاوسنيتز بمقاطعة ساكسن. وقام المتظاهرون آنذاك بإطلاق عبارات مناهضة للأجانب، فيما تمكنت الشرطة من التدخل وحماية الحافلة ومن فيها.
صورة من: YouTube/Thomas Geyer
في 24 فبراير/شباط 2016 صوت البرلمان الألماني لصالح حزمة القوانين الثانية الخاصة بسياسة اللجوء. وتنص هذه الإجراءات على ترحيل طالبي اللجوء ممن يملكون فرصا ضئيلة للبقاء في ألمانيا وتسهيل ترحيل المتورطين في أعمال إجرامية. المعارضة الألمانية انتقدت هذه الإجراءات واعتبرتها "خرقا لمبادئ حقوق الإنسان".
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
في الرابع من أبريل/نيسان 2016 دخل الاتفاق الأوروبي التركي لحل أزمة اللاجئين حيز التنفيذ. وبمقتضى الاتفاق تعيد السلطات اليونانية المهاجرين الذين يصلون إلى اليونان بطرق غير شرعية من تركيا. في مقابل ذلك تعهد الأوروبيون مقابل كل سوري يتم إبعاده إلى تركيا قبول سوري آخر من المهاجرين إلى تركيا للعيش في دول الاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
في 7 يوليو/تموز 2016 صادق البرلمان الألماني على قانون الإندماج الجديد والذي ينص على تسهيل دخول اللاجئين إلى سوق العمل ومنحهم فرصا أكثر للالتحاق بدورات الإندماج ودورات اللغة الألمانية. وفي صورة عدم التزام اللاجئين بهذه الإجراءات، تنخفض المساعدات الاجتماعية المخصصة لهم من قبل الدولة.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
في الثاني من سبتمبر/أيلول من هذا العام نقلت مصادر أن المستشارة ميركل اجتمعت مع برلمانيين محافظين من حزبها وقالت لهم "أهم شيء في الشهور المقبلة هو الترحيل.. الترحيل.. وأكرر الترحيل". وذلك لتهدئة المخاوف العامة المتنامية بشأن زيادة أعداد المهاجرين في خطوة تمثل تغيرا حادا في موقف ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Grimm
وفي الثاني من سبتمبر/أيلول من العام الماضي انتشرت صورة الطفل السوري الكردي أيلان بعد أن غرق وجرفت المياه جثته إلى الشاطئ التركي. تسببت هذه الصورة في حدوث صدمة وغضب في جميع أنحاء العالم. وتوفى شقيقه وأمه ونجا والده فقط. وعائلة أيلان من أكراد سوريا الذين فروا من الحرب الأهلية في بلادهم. إعداد: سميح عامري