صحف ألمانية: هل يشجع نظام الأسد السوريين على النزوح؟
إعداد: عارف جابو٢٨ أكتوبر ٢٠١٥
استمرار نزوح السوريين والمحادثات الأخيرة في فيينا حول الأزمة السورية وتوسيعها من خلال ضم إيران إليها، إضافة إلى مطالبة البعض بضرورة تفاوض الغرب مع نظام الأسد، هي المواضيع التي ركزت عليه بعض الصحف الألمانية.
إعلان
تناولت صحيفة "دي تسايت" في تعليق على موقعها الالكتروني بشأن ضم إيران إلى محادثات فيينا حول الأزمة السورية وكتبت:
"إن استعداد إدارة باراك أوباما الآن للحديث مع إيران يشكل منعطفا في الصراع القائم. قبل أسبوع بدأت الولايات المتحدة وروسيا جولة مفاوضات جديدة. لكن المعارضة السورية ترى أن فكرة دعوة إيران تتعارض مع مواقف البحث عن حل سياسي، حيث إن نظام طهران يهدف الى بقاء الأسد في السلطة. كما إن نفوذ الائتلاف الوطني الذي يتخذ من تركيا مقرا له هو نفوذ ضعيف على الجماعات المتمردة التي تقاتل ضد الأسد في سوريا منذ أربع سنوات، ويتهم المنتقدون الائتلاف بأنه موجه من طرف قطر والسعودية".
التفاوض مع الأسد
وفي تعليق نشرته مجلة فوكس، دعا المحلل السياسي كارلو مازالا إلى التفاوض مع الأسد، حيث جاء في تعليقه:
"هناك ثلاثة أسباب تقريبا تدعو جميع المشاركين في الصراع السوري إلى إعادة النظر في مواقفهم بشكل أساسي تجاه الأسد والتفكير في إمكانية قبوله كشريك في المفاوضات. أولا: الأسد سيء، لكن تنظيم الدولة الإسلامية أسوأ. لقد فشل مشروع تشكيل معارضة سورية معتدلة ولا يوجد شريك على الأرض لإنهاء الصراع. ثانيا: الأسد يريد العودة إلى الوضع السابق، بينما الدولة الإسلامية تريد تغييرا جذريا للوضع. وعلى عكس الدولة الإسلامية المتطرفة العائدة إلى العصر الحجري،فإن موقف الأسد قومي، وبالنسبة إليه فإنه لا يريد أساسا تغيير الحدود في الشرق الأوسط بالقوة أو غير ذلك. ثالثا: قوات الأسد استطاعت تغيير دفة الصراع، فإلى جانب القوات الكردية، فإن قوات الأسد هي الوحيدة حاليا التي تستطيع أن تواجه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بنجاح والفوز عليه على المدى الطويل".
الأسد في سوريا: باقٍ أم راحل؟
مازال قادة العالم منقسمين حول مستقبل الأسد، ففيما تعارض فرنسا وبريطانيا وتركيا ودول الخليج بقاءه، تطالب بذلك روسيا وإيران. أما إدارة اوباما فتريد العمل مع الجميع لإزاحته وألمانيا مستعدة للحوار مع الجميع ومن ضمنهم الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
التقى الرئيسان الأميركي والروسي باراك أوباما وفلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث في حلول للأزمة السورية ، لكنهما لم يحققا أي تقدم بخصوص دور الرئيس بشار الأسد. وترى الولايات المتحدة أن الأسد جزء من المشكلة، فيما تصفه روسيا بأنه جزء من الحل.
صورة من: Reuters/M. Segar
ووصف الرئيس أوباما في خطاب أمام الجمعية العام للأمم المتحدة الأسد بأنه "مستبد يقتل الأطفال". وقال إن "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما في ذلك سوريا وإيران لتسوية النزاع". وحمل أوباما بعنف على الرئيس السوري لأنه "يلقي البراميل المتفجرة لقتل أطفال أبرياء".
صورة من: Reuters/Mikhail Klimentyev
تبادل الرئيسان الروسي والأميركي الأنخاب وتصافحا على غداء لكن الهوة بين موقفيهما حول مستقبل الأسد مازالت واسعة. وقال الرئيس الروسي إن "عدم التعاون مع الجهة السورية التي تكافح الإرهاب وجها لوجه سيكون خطأ فادحا". وأضاف "علينا أن نعترف أن لا احد سوى القوات المسلحة للرئيس السوري يقاتل فعليا الدولة الإسلامية".
صورة من: Reuters/Mikhail Metzel
أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض في المنفى خالد خوجة أن "لا احد يمكنه الصفح" عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد". وأضاف خوجة "ما يجري في سوريا هو إبادة تتم تحت أنظار العالم"، وتساءل " أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
صورة من: Reuters/M. Dabbous
أعلنت المستشارة أنغيلا ميركل أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المستمر في بلاده منذ أكثر من أربع سنوات. فيما دعا وزير خارجيتها فرانك-فالتر شتاينماير إلى إشراك إيران في مساعي حل النزاع باعتبار أنّ: "إيران فاعل إقليمي رئيسي مطلوب لحل الأزمة.... سيمكننا إنجاح الأمر فقط عندما نأتي بكافة الأطراف الفاعلة المهمة على طاولة واحدة الآن".
صورة من: Getty Images/A. Berry
من جانبه، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى تشكيل "جبهة موحدة" للتصدي للمتطرفين في الشرق الأوسط. وقال روحاني إن "اخطر واهم تهديد يواجه العالم اليوم هو أن تتحول المنظمات الإرهابية إلى دول إرهابية". ولمح روحاني إلى مستقبل ومصير بشار الأسد عن طريق إجراء انتخابات، وقال "نحن نؤيد دعم السلطة من خلال أصوات الناس بدلا من الأسلحة".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند دعا إلى التعامل مع روسيا وإيران لإنهاء الصراع في سوريا، وقال للصحفيين "روسيا وإيران تقولان إنهما ترغبان في لعب دور أكبر في حل سياسي. نحتاج للعمل مع هذين البلدين ولأن نبلغهما أن ذلك الحل أو الانتقال يجب أن يحدث.. لكن بدون بشار الأسد".
صورة من: Reuters/A. Jocard
أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه يتعين الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم الدولة الاسلامية حتى لو انتهي الأمر بأن يلعب الأسد دورا مؤقتا في أي حكومة انتقالية، مضيفا "نريد سوريا بدون تنظيم الدولة الإسلامية وبدون الأسد.. لأنه بصراحة لا مستقبل للشعب السوري في بلد يوجد فيه أي منهما ".
صورة من: Reuters/Stefan Rousseau
تركيا من جانبها لا زالت تعارض انتقالا سياسيا في سوريا يكون فيه دور لبشار الأسد. وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في تصريح لصحيفة حريت التركية: "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم".
صورة من: Reuters/Umit Bektas
السعودية ودول خليجية أخرى ثابتة على معارضتها لبقاء الأسد. ودعا وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية "دون أي تدخل أجنبي" فيما اعتبر وزير خارجية قطر إنه يوجد توافق دولي عام مع روسيا بشأن دعوتها إلى محاربة تنظيم الدولة الإسلامية لكنه حذر من أن خطة الرئيس بوتين لا تعالج السبب الأساسي للأزمة في سوريا وهو الرئيس بشار الأسد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
10 صورة1 | 10
التخلص من عبء النازحين داخل البلاد
بدورها نشرت القناة الألمانية الأولى (ARD) في موقعها على الانترنت مقالا لمراسلها مارتين دورم جاء فيه:
"على الحدود اللبنانية هناك أيضا من يسافر بشكل مشروع ولديه أمتعة وجوازات سفر مختومة. هناك على الحدود ينتظر حوالي 100 سوري بصبر وانتظام، مع شيء من الاستسلام أمام شرطة الحدود بزيهم الرسمي، حيث توجد في المكتب أربع صور للأسد معلقة عاليا على الجدار وهو ينظر منها إلى الأسفل مهددا. قد يكون (الأسد) مسيطرا على ربع مساحة سوريا، لكن في هذا المكتب الحدودي لا يزال نظامه متمسك بالسلطة كاملا. وهناك من يرى أن الحكومة السورية من خلال نهجها لسياسة السماح بالسفر على الحدود السورية اللبنانية، تريد بذلك التخلص من عبء كبير، إذ يعيش ثلاثة أو أربعة ملايين نازح في منطقة دمشق الكبرى. وبذلك لا يتحتم على النظام تأمين سكن والعناية بمن غادر البلاد ، بل على العكس، فقد أصبحت الرغبة في السفر مصدر دخل للدولة، وبات إصدار جوازات السفر في زمن الحرب عملية مكلفة للناس".