أعرب عمدة لايبزغ الألمانية بوركهارد يونغ عن امتنانه للاجئين السوريين على مساعدتهم في إلقاء القبض على مواطنهم المشتبه به جابر البكر. كما حذرت صحف ألمانية كثيرة من مهبة تعميم شبهة الإرهاب على كل اللاجئين.
إعلان
كتبت صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونغ" في تعلقيها حول حادثة لايبزغ شرقي ألمانيا حيث ألقي القبض على مشتبه به بالإرهاب ولاحظت:
"الحادثة صالحة للإنتاج السينمائي: صانع متفجرات مشتبه به يفلت من قبضة الشرطة. وبعد وقت قصير يطلب المشتبه به من أحد مواطنيه إيوائه للمبيت عنده. ويتعرف هذا الأخيرعلى الشخص المطلوب، فيقيده ثم يتصل بالشرطة. وقد حال ذلك التدخل دون حدوث اعتداء، لأن اللاجئ المطلوب لم يكن يخبئ متفجرات فقط، بل كانت له اتصالات مع تنظيم داعش. المواطن السوري المحترم الذي أوقف مواطنه الراديكالي قدم بذلك على ما يبدو خدمة أكبر لصالح اللاجئين تفوق ما يمكن لأي سياسي القيام بها سابقا. ويبقى الاستنتاج من ذلك بأن هناك إرهابيون محتملون بين اللاجئين، وهناك آخرون يجابهون الإرهاب بشجاعة ".
صحيفة "نورنبيرغر ناخريشتن" كتبت تعليقها أيضا في هذا السياق، وقالت:
"إنهم سوريون شجعان لم يقوموا بإيواء مواطنهم، بل قيدوه لتقتاده الشرطة: في هذا المشهد ينعكس تنوع اللاجئين في ألمانيا: فلا يوجد بينهم فقط مضطهدون، بل أيضا متلاعبون بحق اللجوء، وكذلك أشخاص قدموا بنوايا سيئة، وهم ربما أيضا عناصر نائمة استقطبها تنظيم داعش قبل الهروب من هناك. ولكن لاينبغي وضع جميع المهاجرين في سلة واحدة، كما فعل بعض السياسيين خطأً، حيث إن الكثير من السوريين هربوا تحديدا من تنظيم داعش الذي استقطب صانع المتفجرات من كيمنيتس، على ما يبدو، قبل أن يتم توقيفه من طرف مواطنيه. هناك لاجئون طيبون، ولاجئون سيئون ـ وقد تكون الحدود الفاصلة بينهم، غير واضحة، كما هوالحال بالنسبة الألمان".
صحيفة "دي فيلت" استنتجت في تعليقها قائلة:
"صحيح أنه يجب مراقبة اللاجئين الذين دخلوا البلاد بدقة أكبر. ومن الخطأ وضعهم تحت شبهة عامة. قد يكون في صفوفهم مئات وربما آلاف الإرهابيين ولاشك. ولاشك هناك الكثيرون الذين يمكنهم المساعدة في الكشف عن هذه العناصر النائمة. والبلاد في حاجة الى هؤلاء المساعدين، حيث لن نستطيع لوحدنا إتمام هذه المهمة".
صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الصادرة بميونيخ كتبت تقول:
"نعم، إن خطر حدوث اعتداء أمر قائم، ولم يزداد هذا الخطر منذ نهاية الأسبوع فقط. هناك مخربون في صفوف اللاجئين، لكن معدل نسبتهم ضئيل جدا، كما كان عليه الحال في السابق. قد تحصل أخطاء، ولكن بصفة عامة يمكن القول بأن الشرطة تقوم بواجبها على أحسن وجه. وإذا ساعد السكان في إلقاء القبض على إرهابي مشتبه به، فلن تكون الشرطة وحدها "في أتم السعادة" بسبب ذلك.
ر.ز/ م.أ.م
رفض ألماني شعبي لحركتي بيغيدا وليغيدا
بعد حركة بيغيدا خرجت حركة ليغيدا المناهضة للإسلام. كلا الحركتين انطلقتا في شرق ألمانيا، حيث لا يتجاوز عدد المسلمين واحد بالمائة من عدد السكان. وتواجه الحركتان انتقادات على المستويين الشعبي والرسمي في ألمانيا.
صورة من: REUTERS/Christian Liliendahl/Scanpix Denmark
أنصار حركة بيغيدا (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة أوروبا) يرفعون صورة دعائية ضد المستشارة أنغيلا ميركل وهي ترتدي الحجاب. الحركة انطلقت في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، وتتهم المستشارة بأنها تتخذ سياسة متواطئة مع الإسلاميين.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المستشارة ميركل كانت قد صرحت بأن "الإسلام جزء من ألمانيا"، وذلك في تظاهرة مشتركة مع الأحزاب السياسية وممثلي المسلمين في ألمانيا. هذه التصريحات لاقت ترحيبا من قبل كثيرين، لكنها لاقت أيضا اعتراضات من جهات أخرى.
صورة من: T. Schwarz/AFP/Getty Images
تطالب حركة بيغيدا بوقف أسلمة المجتمع الألماني. الغريب في الأمر أن الحركة بدأت في مدينة دريسدن، التي يصل عدد المسلمين فيها إلى أقل من 1 بالمائة من عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Caroline Seidel
أعلن رئيس حركة بيغيدا لوتس باخمان استقالته من جميع المراكز التي يشغلها في الحركة، على خلفية ظهور صورة له وهو يقلد هتلر، و بعد إعلان الادعاء العام في ألمانيا بدء التحقيقات ضده على خلفية اتهامه بالتحريض العنصري والإساءة للأجانب في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
وفي مدينة لايبتسيغ المجاورة لدريسدن والواقعة في نفس الولاية (ساكسونيا) انطلقت الأسبوع الماضي حركة ليغيدا، وتعني: "سكان لايبزيغ ضد أسلمة الغرب"، على غرار حركة بيغيدا.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Endig
واجه متظاهرو حركة ليغيدا تظاهرات حاشدة مضادة تجاوزت أعدادهم. ونجحت الشرطة في منع الصدامات بين المعسكرين في أغلب مناطق المدينة، رغم ذلك حدثت بعض المناوشات بين المتظاهرين في محطة قطارات لايبتسيغ.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
وصف مدير جهاز الاستخبارات المحلي في ساكسونيا منظمي مسيرة لايبزيغ بأنهم "أكثر تشددا" من منظمي تظاهرة دريسدن، لأن زعيم ليغيدا له ارتباطات بالنازيين الجدد، فيما أعلنت كاثرين أورتل من فريق التنظيم في بيغيدا أن حركة ليغيدا ليس لها علاقة بحركتها بيغيدا.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
كرد فعل خرج آلاف الألمان والأجانب للتظاهر ضد الحركتين؛ بيغيدا وليغيدا. المظاهرات المضادة خرجت في مدن ألمانية كبيرة، مثل كولونيا وبون ودوسلدورف وميونيخ وهامبورغ.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
في مدينة دريسدن، معقل بيغيدا، خرجت مظاهرات حاشدة ضد الحركة وتنديدا بمقتل اللاجئ الإريتري خالد إدريس بحري، الذي عثر عليه مضرجا بدمائه قرب مقر سكنه في بيت اللجوء بنفس المدينة.
صورة من: DW/K. Salameh
لاقت حركة بيغيدا تجاوبا في دول أوروبية، وأعلنت أنها فتحت فروعا لها في الدنمارك وإسبانيا والنمسا والنرويج وسويسرا. ونظمت الحركة تظاهرة لها في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ضد "أسلمة الغرب".
صورة من: REUTERS/Christian Liliendahl/Scanpix Denmark