صحف ألمانية وأوروبية: مصالح روسيا تفسر دعمها لنظام الأسد
٨ يونيو ٢٠١٢ صحيفة نويه أوسنابروكير تسايتونغ تناولت المباحثات الأوروبية الروسية في سانت بيترسبورغ الروسية وكتبت في تعليقها تقول:
"قمة الاتحاد الأوروبي وروسيا في سانت بيترسبورغ تظهر أن علاقة القارة العجوز على المستوى السياسي مع الدولة الأكبر مساحة تشبه حاليا مشاحنة من أجل السلطة وممارسة التأثير. ففيما يخص قضية سوريا ودع رئيس روسيا بوتين ضيوفه الأوروبيين بفظاظة: فحتى الدور الذي منحه إياه الاتحاد الأوروبي كداعم للسلام لا يهم زعيم الكرملين. موسكو تواصل تقديم دعمها للطاغية السوري الأسد لتوطيد مكانتها الجيوستراتيجية في الشرق الأوسط. كما أن رئيس الدولة الروسي يواجه حاليا متاعب أخرى: فبسبب أزمة اليورو المستمرة، فإن قيمة الروبل انهارت بنسبة 6%".
صحيفة زود دويتشه تسايتونغ اهتمت بالدوافع الحقيقية خلف الموقف الروسي الداعم لنظام الأسد، وكتبت تحت عنوان "مصالح موسكو":
"كان من الصعب الاعتقاد أن قيادة الاتحاد الأوروبي ستحقق النجاح فيما لم يفلح فيه فرانسوا أولاند وأنغيلا ميركل. فرئيس روسيا فلاديمير بوتين يبدو قادرا على تحمل الضغوط، وعلى هذا النحو ظهر متعنتا تجاه القضية السورية خلال قمة الاتحاد الأوروبي وروسيا في سانت بيترسبورغ، ولم يقبل تبني الليونة لفرض عقوبات قوية ضد نظام الأسد. وفي الأثناء ُيراد لمخطط عنان شبه الميت أن يكشف السبيل الوحيد نحو نهاية النزاع الدموي".
وتابعت الصحيفة تعليقها لاستكشاف الأسباب الحقيقية الكامنة خلف مواقف روسيا المساندة باستمرار لنظام الأسد، وكتبت تقول:
"روسيا تعطي الانطباع بأنها دولة حيادية تحافظ بشكل متوازي على ابتعادها عن الأسد وعن المعارضة السورية. في حين يظهر جليا أن مصالح موسكو الذاتية هي العامل الحاسم في موقفها. فبوتين يقلل عن قصد من أهمية صادرات الأسلحة إلى سوريا. وإذا كانت روسيا تملك قاعدة عسكرية في البلد المطل على البحر الأبيض المتوسط، فإن ذلك يكتسي أهمية محورية على الأقل بالنسبة إلى لوبي الجيش الروسي. موسكو تدرك أنه في حال انهيار النظام السوري أن روسيا ستفقد المزيد من الثقل في الشرق الأوسط. روسيا راهنت طويلا على الأسد، حتى تتمكن بعد انهياره من كسب تأثير يذكر لدى أصحاب السلطة المقبلين في دمشق. وهذه هي معضلة النزاع: فروسيا بإمكانها حقا ممارسة التأثير على الأسد. لكن إلى حد الآن لم تكشف بوضوح أنها مستعدة لذلك. الأسد سيسقط يوما ما. وسيكون ذلك بمثابة اللحظة التي يتحول فيها جمود موسكو إلى هزيمة".
صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ اهتمت هي الأخرى بقمة الاتحاد الأوروبي وروسيا بسانت بيترسبيرغ، وكتبت تقول:
"قضية كيفية التعامل مع نظام الأسد في سوريا سبق أن ناقشها الرئيس بوتين مع المستشارة ميركل والرئيس الفرنسي أولاند...اللحظة التي كان يجب فيها على روسيا التخلي عن المساندة لنيل استحسان حكومة لاحقة في دمشق ضاعت في كل الأحوال. فموسكو أقحمت نفسها في وضع لم تعد فيه قادرة إلا على دعم الأسد: فعقد مفاوضات بين أطراف الحرب الأهلية فات أوانه، ومخطط عنان فشل عمليا".
صحيفة لي ديرنيير نوفيل دالزاس الصادرة بستراسبورغ الفرنسية علقت على دور القوى الكبرى في سوريا، وكتبت تقول:
"سوريا هي مسرح لعبة دموية للسياسة الواقعية. فالبلاد ليست سوى واحدة من بؤر التوتر التي تقلق الغرب بسبب التزود بالنفط وتأمين طرق النقل لملاحة السفن التجارية. لكن حتى المصنع العالمي، الصين يقلقها (انعدام النظام). وسياسة الكرملين الواقعية تعني مساندة النظام في دمشق حتى ولو كانت يداه ملطخة بالدماء. كما أن هناك خلفيات إضافية، لأن موسكو قد تبرهن ربما على مرونة أكبر في الملف السوري لو لم يكن حلف شمال الأطلسي متحجرا في تمسكه بالدرع الصاروخية المضادة للصواريخ في أوروبا. ومن وجهة نظر بكين، فإن الخلاف حول سوريا يبعد اهتمام الأمريكيين والأوروبيين عن اتهاماتهم الموجهة لسياسة الصين الاقتصادية والنقدية".
إعداد: م أ م
مراجعة: أحمد حسو