تباينت وسائل الإعلام الألمانية في تقييمها لنتائج الانتخابات النصفية الأمريكية. ففي حين اعتبرها البعض "نصراً" للديمقراطيين، نظر إليها البعض الآخر على أنها "دعم" لسياسات ترامب المدمرة والمليئة بالأكاذيب والكراهية.
إعلان
الموقع الإلكتروني لمجلة "دير شبيغل" الألمانية "شبيغل أونلاين" علّق بالقول:
كذب دونالد ترامب خلال الحملة الانتخابية، فقد مارس الحض على الكراهية من جديد ضد المهاجرين وأطلق وعوداً كبيرة، إلا أن كل ذلك لم يعد عليه بأي فائدة؛ إذ أن الناخبين الأمريكيين عاقبوا الرئيس في انتخابات الكونغرس. فقدان الجمهوريين للأغلبية في مجلس النواب هزيمة لترامب وفوز للديمقراطية في أمريكا. وأفلح الجمهوريون في الدفاع عن أغلبيتهم في مجلس الشيوخ، غير أن الحكم الواحد لترامب ولجمهوريه قد تم كسره.
كان لدى الناخبين في الولايات المتحدة ما يكفي من الحكمة ليعرفوا أنه لا يمكنهم ترك مصير البلد بكامله بيد هذا الرجل وأتباعه. ومن الآن فصاعداً صار بيد الديمقراطيين آلية قوية مهمة: فبأغلبيتهم الجديدة في مجلس النواب صار بوسعهم وبشكل أفضل مراقبة ترامب وكبحه. الآن صار هناك توازن سياسي حقيقي في واشنطن (...) ولكن لا يجب أن نخدع أنفسنا أيضاً؛ إذ أن ترامب لم يهزم بعد.
صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" العريقة تحدثت عن هزيمة يمكن لترامب التعايش معها:
"بُعيد التأكد من أن الجمهوريين فقدوا الأغلبية في مجلس النواب، وصف ترامب على تويتر ما جرى بأنه نجاح هائل. وهذا ليست المرة الأولى التي يلوي فيها ترامب عنق الحقيقة ويعيد تأويل المستجدات على شكل نجاح عظيم. (...) الموجة المضادة لترامب والتي كان يهذي بها قادة الديمقراطيين لم تظهر للعيان إلا على شكل نقاط هنا وهناك في بعض المناطق الحضرية. بعد سنتين من انتخاب ترامب، نأى الأمريكيون بأنفسهم من ترامب بشكل أقل من نأيهم عن باراك أوباما في الانتخابات النصفية في 2010. في ذلك الوقت أفلح الجمهوريون في انتزاع 63 مقعداً من الديمقراطيين. هذه المرة لم يحدث مثل هذه الأمر.
صحيفة "بيلد" الشعبية كتبت:
"نجا ترامب من الصفعة الكبرى. وحتى عند الحديث عن الصراع على السلطة في داخل حزبه، فيبدو ترامب هو الرابح. على عكس ما كان عليه الحال في الانتخابات الرئاسية قبل سنتين فقد تبنى اليوم الجمهوريون سياسته برمتها. وهذا يعني أنهم لم يعد يراهنوا كما أعلنوا في 2012 على كسب الأمريكيين-الأفارقة والأمريكيين من أصول إسبانية إلى صفوفهم. كما أن الجمهوريين لن يحاولوا مرة أخرى فتح أبواب حزبهم أمام المثليين الجنسيين. وأكثر من ذلك فالجمهوريون سائرون على نهج ترامب في موضوع الهجرة وفي خطابه الحاد. (...) لم يدافع الجمهوريون عن سيطرتهم على مجلس الشيوخ فحسب، بل وسعوا من نطاق تلك السيطرة".
صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الرصينة شنت هجوماً حاداً على ترامب ومناصريه:
"الآن بات الأمر واضحاً: ملايين كثيرة من الأمريكيين تواصل دعمها لسياسة ترامب المدمرة المليئة بالأكاذيب (...) لم يتم التخلص من ترامب كغباء تاريخي. بل اجتاز ترامب الانتخابات النصفية بنصف فوز (...) لقد أيقظ ترامب قوة في أمريكا، ذات وزن وثقل وغير ديمقراطية وتفيض كرهاً. المؤكد الآن أن هذه القوة ستبقى. الشعبوية لا تكفي لوصف عقلية ترامب. الفكرة القائمة عليها قيادته هي التدمير، إذ أنها تسعى لبناء نظام جديد في الولايات المتحدة والعالم. وتلك الفكرة تقع في تناقض صارخ مع الدستور الأمريكي الديمقراطي (...) العنصرية ومعاداة السامية ومعاداة الأجانب ومعاداة النساء أضحت ممارسات يومية في الحياة السياسية الأمريكية. في ترامب تقبع إرادة تدمير شاملة، لا بد أن تثير الخوف في كل مؤمن بالقيم الديمقراطية. والانتخابات لم تنفِ هذا التشخيص، ولكن أكدته".
إعداد: ر.ز/خ.س
خطة ترامب حول حظر سفر "المسلمين" لأمريكا ـ جدول زمني
دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية لحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. وبعد أسبوع من توليه المنصب بدأ إصدار أوامر تنفيذية تقضي بمنع دخول مواطني بعض الدول الإسلامية. الخريطة الزمنية للحظر في صور.
صورة من: DW/M. Shwayder
وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على استئناف دخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة الأميركية ولكن بشرط أن يمروا بإجراءات جديدة أكثر صرامة خاصة اللاجئين القادمين من 11 دولة يعتقد أنها تشكل خطرا على الأمن القومي للولايات المتحدة. ويأتي قرار ترامب بعد انتهاء فترة الحظر الذي فرضته إدارته على اللاجئين لمدة أربعة أشهر.
صورة من: Reuters/J. Lawler Duggan
في 27 يناير/ كانون الثاني: وقع ترامب أمرا تنفيذيا بتعليق برنامج اللاجئين الأمريكيين لمدة 120 يوما، ومنع اللاجئين السوريين بالإضافة لحظر المسافرين من العراق وسوريا وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن لمدة 90 يوما. ويستثنى من ذلك حملة التأشيرات الدبلوماسية والرسمية ممن يعملون في مؤسسات دولية. تنفي الإدارة الأمريكية اعتزامها التمييز ضد المسلمين، وإنما حماية الولايات المتحدة من الأعمال الإرهابية.
صورة من: Reuters/C. Barria
28 يناير/ كانون الثاني: تظاهرات في عدة مطارات بالولايات المتحدة ومطارات دولية اعتراضا على القرار. وشهدت المطارات احتجاج العشرات من المسافرين انضم إليهم ناشطون حقوقيون. وأثار القرار ارتباكا وغضبا بعدما منع المهاجرين واللاجئين من اللحاق بطائراتهم وتقطعت بهم السبل فى المطارات. ونجح الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية فى إقرار الإقامة المؤقتة للمسافرين المحتجزين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة.
صورة من: Picture-Alliance/AP Photo/K. Willens
31 يناير / كانون الثاني: ترامب يقيل سالي ييتس القائمة بأعمال وزير العدل لرفضها تطبيق حظر السفر. وجاء في بيان البيت الأبيض أن ييتس "خانت وزارة العدل." وأوضحت إدارة ترامب أن المدعية العامة للمنطقة الشرقية من ولاية فرجينيا، دانا بوينتي، أدت اليمين الدستورية لتتولى منصب ييتس في ذلك الوقت.
صورة من: Getty Images/P. Marovich
3 فبراير/ شباط: أصدر جيمس روبارت، القاضي الفيدرالي بواشنطن قرارا ساريا على مستوى الولايات المتحدة بأكملها، علق بموجبه المرسوم الرئاسي التنفيذي الذي أصدره، ترامب حول الحظر. أوضح القاضي أن "المحكمة توصلت إلى أن الظروف المطروحة أمامها تتطلب تدخل المحكمة لإحقاق دورها الدستوري." ورد البيت الأبيض في بيان اعترض فيه على القرار وأنه "سيدافع عن المرسوم الرئاسي الذي يؤمن بأنه قانوني ومناسب".
صورة من: picture-alliance/dpa/United States Courts
9 فبراير/ شباط: رفضت محكمة استئناف في سان فرانسيسكو، طلب وزارة العدل الأمريكية إعادة العمل بقرار ترامب الخاص بالهجرة وحظر السفر. وكانت وزارة العدل الأمريكية قدمت طعنا ضد قرار المحكمة الذي عطل مرسوم دونالد ترامب حول الحظر المؤقت لمواطني بعض الدول من دخول الولايات المتحدة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Jones
6 مارس/ آذار: أصدر ترامب أمرا تنفيذيا يقضي بوقف اللاجئين والموافقات لمدة 120 يوما، ومنع التأشيرات الجديدة لمدة 90 يوما لمواطني الدول الست من أصل سبعة مدرجة في القائمة ، ليتم تنفيذه في 16 مارس. يحظر المرسوم دخول اللاجئين من جميع أنحاء العالم إلى أراضي الولايات المتحدة الأمريكية لمدة 120. رحب العراق بالمرسوم حيث تم محوها من القائمة المدرجة واعتبره "خطوة مهمة" في الاتجاه الصحيح.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. F. Yuan
16 مارس/ آذار: أصدر قاض فدرالي بولاية هاواي أمرا بتجميد العمل بقرار إدارة ترامب بالحظر. ووصف البيت الأبيض القرار بأنه يقوض جهود ترامب لحماية الشعب الأميركي وفرض الحد الأدنى من الإجراءات الأمنية المتعلقة بالدخول إلى الولايات المتحدة. ووصف المدعي العام في ولاية هاواي قرار المحكمة بوقف الحظر بأنه "انتصار جديد لسيادة القانون"، مؤكدا أن قرار حظر السفر "يشكل تمييزا ضد الأشخاص على أساس أصلهم أو دينهم".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/G. F. Lee
8 مايو/ أيار: قال النائب العام "جيفري وال" في جلسة استماع بولاية فرجينيا أن ترامب أوضح الأمر قائلا "إنه لا يتحدث عن المسلمين في جميع أنحاء العالم. هذا هو السبب في أنها ليست حظرا على المسلمين فقط". فكل مواطن من الدول الست المدرجة في القائمة أن "يقوم بنفس الإجراءات " للحصول على تأشيرة الدخول للولايات المتحدة "ولا يهم ديانتهم".
صورة من: Picture-Alliance/AP Photo/S. Senne
26 يونيو/ حزيران: المحكمة العليا توافق على النظر في القضية، وفي الوقت نفسه تسمح بالتنفيذ الجزئي للأمر التنفيذي. وأعلن البيت الأبيض عن شروط جديدة يجب أن يستوفيها مواطنو الدول الست واللاجئون. أبرز الشروط هي وجوب أن يكون لدى هؤلاء المواطنين علاقات أسرية أو تجارية "قوية" في الولايات المتحدة، أو قبولهم في الجامعات الأمريكية في حالة تقديم الطلبة لها وذلك من أجل ان يحصلوا على تأشيرات دخول الى البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/F. J. Brown
29 يونيو/ حزيران: اتبعت وزارة الخارجية الأميركية الأمر التنفيذي ضمن حدود المحكمة العليا وبشروط محددة. فلمدة 90 يوما، لم يسمح لأي شخص من الدول الست المذكورة ممن لا توجد لهم علاقة قريبة مع مواطن أمريكي - أي الوالدين أو الزوج أو الزوجة او الأبناء او النسباء - بدخول الولايات المتحدة. ولا ينطبق تعريف "العلاقة القريبة" على الأجداد والخالات والعمات والأعمام والأخوال وغيرهم من أفراد الأسر.
صورة من: Getty Images/D. Angerer
4 يوليو/ تموز: انتهاء مرسوم حظر السفر المفروض على الدول الست. واتجهت إدارة ترامب إلى توسيع الحظر بفرض قيود على الوافدين من دول غير ملتزمة بالتعاون مع إجراءات أمنية طلبتها واشنطن، وسط تكهنات بأن تطاول القيود مواطني تسع دول. ومع الأخذ في الاعتبار الدول الست المشمولة بحظر السفر، يصل عدد الدول المستهدفة بإجراءات سفر الى 15.
صورة من: Picture-Alliance/AP Photo/S. Senne
24 سبتمبر/أيلول: أضافت الولايات المتحدة 3 دول جديدة، إلى لائحة الدول التي يشملها المرسوم الجديد حول الهجرة؛ بسبب التقصير في أمن المسافرين وهي: كوريا الشمالية وفنزويلا وتشاد. في المقابل، أزيل السودان الذي كان ضمن 6 دول عربية وإسلامية يشملها المرسوم السابق. وباتت النسخة الجديدة تحظر أو تفرض قيوداً على دخول مواطني ما مجمله 8 دول إلى الولايات المتحدة، بينها إيران وليبيا وسوريا والصومال واليمن.
صورة من: Getty Images/D. McNew
17 أكتوبر/ تشرين الأول: علق قاض فدرالي في هاواي ، العمل بآخر صيغة للمرسوم المناهض للهجرة لترامب، وذلك قبل بضع ساعات فقط من دخوله حيز التنفيذ. ويتضمن مرسوم ترامب منع رعايا سبع دول من عبور الحدود الأميركية بشكل دائم.
(د.ب.أ) / س .م