صحف أوروبية: أوروبا لها مصلحة أساسية في تركيا مستقرة
١٤ أغسطس ٢٠١٨
اهتمت الصحف الأوروبية بهبوط الليرة التركية والانشقاق السياسي في العلاقة بين عضوي حلف شمال الأطلسي تركيا والولايات المتحدة الأمريكية. إلى أين تتجه الأزمة المالية في تركيا وما هو تأثيرها على اقتصاديات الاتحاد الأوروبي؟
إعلان
صحيفة "ستاندارد" من النمسا كتبت تقول:
"في محور الخلاف بين الولايات المتحدة ألأمريكية وتركيا يوجد قس. أندري برانسون أُطلق سراحه من الحبس الاحترازي وهو الآن في الإقامة الجبرية في بيته بإزمير. ترامب يريد استرجاعه إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وذلك فورا. ولم يترك لاردوغان مخرجا من هذا الخلاف يحفظ ماء الوجه. وبالتالي فإن حلا لا يلوح في الأفق. واقتصاديا تتجه تركيا نحو نظام إجباري من صندوق النقد الدولي. ويضمن هذا الأخير سيولة تركيا التي ستهدئ في المقابل المستثمرين. والكارثة في السياسة الخارجية لا يمكن لصندوق النقد الدولي أن يحلها أي القطيعة بين الولايات المتحدة وتركيا".
صحيفة "دي بريسه" الصادرة أيضا في النمسا كتبت تقول:
"اتخاذ مواطن أمريكي كرهينة للحصول على تسليم فتح الله غولن لما كان لرؤساء أمريكيين آخرين أن يقبلوه. وأن يرد ترامب بمطرقة تويتر وليس بالدبلوماسية، فهذا لا يجوز أن تشكل مفاجئة. إن هذا النوع من استعراض القوة العلني ومقارنة من هو الأقوى هو الأسلوب المفضل الذي يمارسه الرجل داخل البيت الأبيض مع الحكام الأوتوقراطيين في هذا العالم. وفي حال اردوغان فهو الفائز بوضوح".
صحيفة "إلموندو" الإسبانية كتبت تقول:
"انهيار الليرة التركية ومخاطر زعزعة استقرار بلاد مهمة من الناحية الجيو استراتيجية مقلقة. وشدد البنك المركزي في أنقرة بأنه سيضمن كل سيولة ضرورية لمواجهة المضاربات ضد العملة المحلية. لكن يبدو أن هذا ليس كافيا. نحن على عتبة أزمة متكاملة".
صحيفة "أفتينبوستن" من النرويج كتبت بهذا الخصوص تقول:
" وزير الخارجية مولود جاوش اوغلو يطلق تصريحات ناعمة بالمقارنة مع اردوغان ويدعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى الحفاظ على الولاء لصداقة قديمة وعضوية مشتركة في حلف الناتو. وهناك أمل أن تجد هذه الدعوة أذنا صاغية. فانهيار العملة التركية ستخلق مشاكل كثيرة بالنسبة إلى أوروبا".
صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية أكدت في تعليقها تقول:
" تركيا تستحق الدعم ـ لأنها أكثر من اردوغان الذي تم انتخابه فقط من قبل نصف الذين يحق لهم التصويت. أوروبا لها مصلحة أساسية في تركيا مستقرة ومنفتحة على العالم. ليس بسبب الصفقة المثيرة للجدل حول اللاجئين، بل لأن تركيا دولة محورية بين الشرق والغرب. ومن سخرية التاريخ: الأسواق هي أفضل حليف في النضال من أجل تركيا منفتحة".
ر.ز/ م.أ.م
أزمة الليرة التركية.. خلفيات قصة القس برونسون
تدهورت الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها منذ 17 عامًا أمام الدولار، وذلك بعد أن فرضت واشنطن عقوبات ورسوما جمركية إضافية على وارداتها من منتجات الألمنيوم والحديد التركية، لكن هذا الأجراء له جذورٌ أعمق مهدت لهذا التدهور.
صورة من: picture-alliance/A.Gocher
بداية القصة
في 25 تموز/ يوليو أعلنت تركيا وضع القس الأميركي أندرو برونسون تحت الإقامة الجبرية، بعد أن سجن لنحو عامين في إطار ما تقول تركيا إنها قضية "إرهاب" و"تجسس"، طالبت الولايات المتحدة بالإفراج عنه فورًا، ثم قامت في الأول من آب/ أغسطس بفرض عقوبات لأول مرة على مسؤولين بدولة حليفة في الناتو، هما وزير العدل عبد الحميد غول ووزير الداخلية سليمان سويلو على خلفية احتجاز برانسون.
صورة من: Reuters/Dha/Demiroren News Agency
ترامب: "الليرة تنهار أمام دولارنا القوي"
في العاشر من آب/ أغسطس 2108 أعلن ترامب عن مضاعفة الرسوم على الواردات الأمريكية من الحديد والألومينيوم من تركيا. وغرّد ترامب على تويتر: "أصدرت أمرًا بمضاعفة رسوم الصلب والألومنيوم على تركيا، في وقتٍ تنهار فيه الليرة أمام دولارنا القويّ جدًا، الضريبة على الألومنيوم سترتفع 20 بالمائة بينما سترتفع على الصلب 50 بالمائة".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Kaster
أردوغان يتلقى "طعنة في الظهر".. ويستعد للقادم
انخفضت قيمة الليرة التركية لتصل إلى أخفض مستوى أمام الدولار منذ عام 2001 ، حيث وصلت إلى أكثر من 6 ليرات مقابل الدولار الواحد يوم الأحد، بينما رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن "الولايات المتحدة تحاول طعن تركيا في الظهر"، فيما أعلن البنك المركزي التركي أنه مستعد لاتخاذ "كل التدابير اللازمة" لضمان الاستقرار المالي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Yapici
خلافات واشنطن- أنقرة تبدأ من فتح الله غولن
الخلاف الدبلوماسي الأخير جاء تتويجًا لسلسلة من الخلافات حول عدد من الملفات الهامة التي لم تحسم بعد بين أنقرة وواشنطن، إذ أن تركيا تتهم القس برونسون بدعم منظمتين إرهابيتين، هما جماعة "خدمة" التابعة لفتح الله غولن، وحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة على أنه منظمة ارهابية، بينما ترفض واشنطن تسليم غولن الذي يعيش في أمريكا للسلطات التركية.
في المقابل لم تكن واشنطن مرتاحة للتنسيق بين تركيا وروسيا وإيران في أستانا لخفض التصعيد في مناطق محددة في سوريا، كما أنها ليست مرتاحة للتقارب الكبير بين موسكو وأنقرة في مجالات حيوية مثل مشاريع الطاقة ومشتريات تركيا من السلاح الروسي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. George
الإعلام التركي يتهم واشنطن بالمشاركة في الانقلاب
عدا عن ذلك تتهم بعض وسائل الإعلام التركية المخابرات الامريكية بأنها كانت وراء محاولة الانقلاب الفاشلة على أردوغان، وأن قاعدة "أنجيرليك" الجوية، الموجودة في تركيا والتابعة لحلف الناتو، كانت مركز التخطيط لهذا الانقلاب.
صورة من: picture-alliance/abaca/F. Uludaglar
بعيدًا عن السياسة.. الأزمة لها جذور اقتصادية أيضًا
بعيدًا عن الأسباب السياسية فإن هناك جملة عوامل ساهمت في تراجع قيمة العملة التركية وبروز الأزمة الاقتصادية التي تواجهها تركيا حاليًا، حيث يشعر المستثمرون بالقلق من عدم قدرة الشركات التركية على سداد القروض التي أخذتها بالعملة الصعبة خلال فترة الفورة العقارية ومشاريع البناء الكبيرة.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/D. Cupolo
إجراءات تركية لإنقاذ الوضع
لوقف هذا التدهور، اتخذ البنك المركزي التركي مجموعة من التدابير لدعم الاستقرار المالي، وقال وزير الخزانة والمالية التركي، صهر الرئيس أردوغان، براءت ألبيرق، إن الوزارة بدأت تطبيق خطة عملها لمواجهة تقلبات سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار، محذرًا من نشر شائعات كاذبة.
صورة من: picture-alliance/M. Alkac
أردوغان: "لديهم الدولار ولنا الله"
هدد أردوغان بأنه قد يلجأ إلى خطط وتدابير أخرى مثل "خطة حيال التجار ورجال الصناعة اذا استمروا في المسارعة إلى بيع الليرة التركية وشراء الدولار الأميركي"، وقال قبل ذلك: "إذا كان الغرب يملك الدولار فلدينا الله".
صورة من: picture-alliance/Xinhua/Turkish Presidential Palace
واشنطن تراقب.. وتساوم أنقرة
البيت الأبيض يؤكد أن إدارة ترامب تراقب الوضع المالي في تركيا "عن كثب" وأن العقوبات لوحدها لا يمكن أن تؤدي لهذا الانهيار لو لم يكن هناك خلل منذ البداية، بينما التقى مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون السفير التركي لدى الولايات المتحدة من أجل بحث قضية احتجاز القس أندرو برانسون من قبل أنقرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Druzhinin
ميركل: "لا نريد انهيار اقتصاد تركيا"
وفي تعليق على كل ما يجري، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن "زعزعة استقرار الاقتصاد التركي لا يصب في مصلحة أي طرف"، مشددةً على أهمية استقلال البنك المركزي التركي للمساهمة بشكل فعال في التعامل مع الوضع الحالي.