منذ أيام يشغل استفتاء كردستان العراق وسائل الإعلام. تناولت صحف أوروبية الموضوع من عدة زوايا: هل للأكراد حق بأن يكون لهم دولة خاصة بهم؟ وهل تلوح بوادر حرب بعد الاستفتاء؟ وما الدور الذي على المجتمع الدولي الاضطلاع به؟
إعلان
الصحيفة اليمينية الشعبية والأكثر توزيعاً في هولندا "دي تلغراف"كتبت:
"عبر تاريخهم اعتاد الأكراد على الخذلان. وتحديداً منذ الحرب العالمية الأولى، عندما حنثت بريطانيا بوعدها وتركتهم بلا دولة عند تقسيم الإمبراطورية العثمانية. وكنتيجة لذلك تعرضوا للاضطهاد والقمع في العقود اللاحقة وضربهم الدكتاتور العراقي السابق صدام حسين بالغازات الكيماوية. وإزاء ذلك لم يحرك الغرب ساكناً في أغلب الأحيان.(...).
اليوم يخشى الغرب أن طموحات الأكراد قد تؤدي بالمنطقة إلى مزيد من عدم الاستقرار. وفي واقع الحال ما تزال المنطقة مشتعلة بنيران حرب بربرية بين السنة والشيعة وبين المتطرفين الإسلامويين ودكتاتوريين عديمي الضمير. وفي ظل تلك الظروف فإن شريكاً ينعم بالاستقرار وجدير بالثقة محل ترحيب كبير".
يومية "نويا تزورشر تسايتونغ"السويسرية الليبرالية، وهي واحدة من الصحف الرائدة في الفضاء الناطق باللغة الألمانية، أدلت بدلوها:
"هل تلوح بوادر حرب جديدة في الشرق الأوسط؟ هل ارتكب أكراد العراق خطأ برهانهم على الاستفتاء؟ أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن. ولكن الحقائق على الأرض هي التالية: تربض الدبابات التركية على حدود كردستان العراق الشمالية، والقوات الإيرانية مستعدة في شرق الإقليم، وفي الجنوب تقوم الحكومة المركزية في بغداد بتعبئة وحشد القوات والميلشيات. وتم إلغاء رحلات الطيران إلى كل من مدينتي أربيل والسليمانية . (...)
منع نشوب حرب يتوجب على بارزاني استرضاء دول الجوار، حسب ما يقول البعض. ومن الناحية الأخلاقية لا يُطرح السؤال فيما إذا كان يحق للأكراد دولة خاصة بهم. بعد عقود من الاضطهاد في العراق، الذي لم يشعروا أبداً بالانتماء إليه، لا يمكن أن تكون 'وحدة أراضيه' مقدسة بالنسبة لهم. قدم الأكراد الكثير من الضحايا في الحرب على تنظيم 'الدولة الإسلامية'. ولماذا لم تربض الدبابات التركية على الحدود عندما كانت وحدة أراضي العراق تلك في خطر تنظيم 'داعش'؟".
أما صحيفة "زود دويتشي تسايتونغ" اليومية (الليبرالية) فقد جزمت:
"يتفلسف بعض الدبلوماسين بأن الفلسطينيين منخرطون منذ أربعين عاماً في مفاوضات للحصول على دولة. لن يكون للأكراد مثل هذا القدر من الصبر. على المجتمع الدولي تهدئة الوضع والانخراط كوسيط لبدء عملية تفاوضية. ما عدا ذلك ستندلع قريباً الحرب على المناطق المتنازع عليها وخصوصاً كركوك الغنية بالنفط".
يومية "هوسبودارسكي نوفيني" الاقتصادية، التي تصدر في التشيك وسلوفاكيا، علقت يوم الأربعاء الماضي:
"في الملف الكردي الحقائق هي أفضل ما يمكن قوله. يبلغ عدد الأكراد في العالم 30 مليوناً وربما أربعين. وهم أكبر شعب ليس له دولة خاصة به. يتوزع الأكراد على أربع دول: تركيا وإيران وسوريا والعراق. وفي هذا الأخير حصلوا على شكل ما من الاستقلال الثقافي وعلى منطقة حكم خاصة بهم اكتسبت قوة على مدى السنين الماضية. ومقابل الحصول على ما سبق ذكره دفع الأكراد الدماء والمعاناة تحت حكم صدام حسين الذي وصل به الأمر لضربهم بأسلحة كيماوية . (...)
إذا كنا كأناس متحضرين نحترم حق الشعوب في تقرير مصيرها، لماذا ننكر على الأكراد ذلك؟ ناهيك عن أن الأكراد لا يطردون الأقليات الأخرى من مناطقهم. لماذا لا يتم الترحيب بالاستفتاء، الذي جاءت نتيجته في صالح الاستقلال؟".
إعداد: ر.ز/خ.س
محطات في تاريخ الحركة الكردية بالشرق الأوسط
يشارك أكثر من خمسة ملايين مقترع في الاستفتاء الذي يجري في محافظات إقليم كردستان العراق والمناطق المتنازع عليها بين الأكراد والحكومة المركزية العراقية. تعرف على أبرز محطات تاريخ الحركة الكردية في مشروعها من أجل الاستقلال.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Vinogradov
اتفاقيات سلام عديدة
وقعت الحكومة العراقية مع الاكراد اتفاقيات سلام عدة، إحداها بين الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف الظاهر في الصورة والزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني - يسار الصورة- بعد سلسلة من الثورات. الاتفاقية منحت للأكراد حكما ذاتيا واعترفت باللغة الكردية كلغة رسمية.
صورة من: picture-alliance/dpa/United Archives/TopFoto
1974 أزمة جديدة
تأزمت العلاقة بين الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد مطالبة الملا مصطفي برزاني بالحصول على آبار نفط كركوك والأكراد ينادون بثورة جديدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
1975 الانشقاق الكردي
جلال طالباني أعلن من دمشق عن تأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بما مثل انشقاقا جوهريا تاريخيا وخروجا عن سلطة الملا مصطفى برزاني الذي يعده الاكراد زعيما تاريخيا.
صورة من: Reuters
1987 الوحدة القلقة
جلال طالباني (يسار) ومسعود برزاني (يمين)، نجل مصطفي برزاني، يعلنان عن تأسيس الجبهة الكردستانية، التي تعرضت فيما بعد الى هزات عنيفة وشهدت حربا بين الزعيمين وحزبيهما.
صورة من: picture-alliance/dpa
1991 انتفاضة آذار
قوات كردية بقيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني بدأت انتفاضة ضد الحكومة العراقية إثر غزو الكويت وهزيمة القوات العراقية فيها. لكن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين أخمدها بالقوة لينزح على إثرها أكثر من مليون كردي الى دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/dpa
1992 انتخابات فوق خط العرض 32
عُقدت انتخابات برلمانية في أربيل عاصمة الاقليم ضمن منطقة الحماية الجوية الدولية شمال خط العرض 36 ، حصل فيها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني على 49.2 بالمئة من الاصوات فيما حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 50.8 بالمئة ليتقاسما مقاعد البرلمان ويشكلا حكومة جديدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
1994 حرب الأخوة الأعداء
اشتباكات بين قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني تمتد الى حرب أهلية شاملة انتهت باتفاق سلام وقع في واشنطن عام 1998.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/N. Pilos//Kyriakatiki-E
2005 بداية عصر الكرد الذهبي في العراق
بعد اسقاط نظام صدام حسين عام 2003 ، شهد الأكراد ولادة إقليم كردستان العراق بقوات مسلحة وشرطة وبعلم ودستور ونشيد قومي وحكومة وبرلمان مستقلة عن الحكومة المركزية في بغداد. كما انتخب مسعود برزاني رئيسا للإقليم وجلال طالباني رئيسا لجمهورية العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa/mxppp/C. P. Tesson
2009 بداية عصر النفط الكردي
بدأ الإقليم في تصدير النفط الخام إلى الخارج بمعدل 90 إلى 100 ألف برميل يوميا، ليصل إلى 600 ألف برميل يوميا في 2017. وسبب هذا خلافات حادة مع الحكومة المركزية ومع دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/dpa
2014 مشروع الاستفتاء
مسعود برزاني يعلن عن إجراء استفتاء لاستقلال الإقليم عن العراق. لكن اجتياح داعش لبعض القرى الكردية أجل الاستفتاء. في نفس العام، تلقت قوات البيشمركة دعم الوجستيا وعسكري امن الجيش الأمريكي للمساعدة في مواجهة داعش.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
2017 الاستفتاء بات حقيقة
رئيس إقليم كردستان مسعود برزاني يعلن عن إجراء استفتاء شعبي نهاية شهر سبتمبر/أيلول لاستقلال الإقليم عن العراق. والحكومة في بغداد ترفض ذلك، كما رفضت الأمم المتحدة الإشراف على عملية الاستفتاء.