صحف أوروبية: الإخوان يستندون إلى منطق الأغلبية وينسون حقوق الأقليات
١٢ ديسمبر ٢٠١٢ وحول قرارات مرسي وتداعياتها كتبت صحيفة "نويه زويريشه تسايتونغ" السويسرية تقول:
"مرسي ليس مبارك، حتى وإن وظف بعض المؤسسات خدمة لحساباته السياسية والتي طورها مبارك لضمان سلطته. التعسف يرافقه التهكم، وحسابات سلطوية ترافقها قسوة ولامبالاة. مرسي يعرف بلاده جيدا، فميدان التحرير لا يمثل مصر بأسرها. وهذا ما يجعله قويا وسط صراع مهم للغاية. وبذلك يتحول مرسي إلى خطر يهدد الديمقراطية في مصر ويهدد انتقال البلاد إلى عصر جديد. ولكن يبقى موقف الجيش وجهاز الشرطة شأنا مركزيا لكل حاكم. من الممكن أن يكون هدف مرسي في إجراءاته نبيلا، أي انه يقوم بخطوة تكتيكية مناسبة. ولكن ماذا لو كان الهدف غير ذلك"؟
أما معلق مجلة "فوكوس" الألمانية فكان أكثر حدة وكتب يقول:
"أقرأ دوما أن الإخوان المسلمين قد تغيروا نوعا ما، إنهم نبذوا العنف وينتهجون سياسة معتدلة ويعتمدون مبدأ الحوار. ولكن في جوهر الأمر، ظهر أن هذا الرأي خطأ: فأهداف الإخوان المسلمين لا تزال راديكالية كما كانت في الماضي. على مرسي أن يبحث عن معلمين وأستاذة جامعات وقضاة وصحفيين جدد. فهو يخوض كفاحا حاسما ضد الديمقراطية، وضد الحرية لملايين من النساء والرجال في مصر. فهل على الديمقراطيين في مصر كره مرسي؟ بل عليهم أن يخشوا الرئيس".
وبدورها اهتمت صحيفة "دي تسايت" الأسبوعية الواسعة الانتشار في ألمانيا،الصادرة في هامبورغ، هذا الموضوع وكتبت تقول:
"في الوقت الذي يتولى فيه "الإخوان" المسؤولية عن إرث دولة استبدادية من الجيش، يتحدثون كثيرا عن الديمقراطية. لكنهم لا يقولون شيئا عن المشاركة الديمقراطية. إنهم يستندون في مواقفهم على حق الأغلبية. وينسون حقوق الأقليات التي قبعت في السجون في ظل النظام السابق لسنوات طويلة وذلك دفاعا عن آرائهم السياسية. كما يصمون أذانهم إزاء مخاوف الليبراليين واليساريين وإزاء مسيحيي مصر. فالخطر المباشر الذي يهدد الأقليات في مصر يتمثل في ديمقراطية مسطحة، أي أنهم ينتخبون بشكل حر، ولكن لا يعيشون حياة حرة وبحرية. وبعبارة أخرى يفوز حزب شعبي كبير في كل الانتخابات، فيما تبدي القوى اليسارية والليبرالية تدمرها من ذلك دون أن تتاح لها فرصة المشاركة الحقيقية في السلطة. المعارضة مشتتة، فيما يكون أقوى حزب سياسي منظما، حزب الحرية والعدالة التابع لحركة الإخوان المسلمين. أمر لا يمكن أن ننتقد الإخوان عليه، ولكن نعيب عليهم كيفية تعاملهم مع شؤون الدولة".
وعلقت صحيفة "شتاندارت" النمساوية على موجة العنف في مصر بالقول:
"الجروح التي تسببت فيها أحداث الأيام الماضية ستبقى تنزف لسنوات طويلة إن لم نقل لعقود طويلة. هذا إذا لم تواصل نزيفها باستمرار. ورغم أن تحذيرات الحرب الأهلية تبدو حاليا غير واقعية وذلك بسبب تجانس المجتمع المصري بشكل عام، لكن الواضح هو أن مرحلة طويلة من العنف تهدد البلاد".