صحف أوروبية: انهيار سوريا سيكون كارثة بالنسبة للسياسة الغربية
١٥ أبريل ٢٠١٣أمام مجتمع دولي لا يحرك ساكنا تجاه ما قد يتحول إلى أكبر كارثة إنسانية في القرن الواحد والعشرين، كتبت صحيفة فرانكفورتر روندشاو تقول:
"هل هناك من يزال يعتقد بإمكانية حل تفاوضي لوقف الحرب الأهلية السورية؟ فآخر الأنباء الواردة من أرض المعركة لا تبعث على الأمل. أكثر من 75.000 شخص فقدوا أرواحهم وعشرات الآلاف من المفقودين وربع مجموع السكان البالغ عددهم 22،5 مليون نسمة نازحون، كما أن هناك نقصا حادا في المواد الغذائية، والبلد تتحول إلى أنقاض. سوريا تموت.
انهيار سوريا سيكون بمثابة كارثة بالنسبة للسياسة الغربية التي تدعي أنها تعمل طبقا لمبادئ. لكن أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تغضان النظر عن الكارثة كما تفعل الجامعة العربية أيضا. وفي الوقت الذي يغمض فيه العالم أعينه تجاه ما يحصل، فإن البلاد تتلاشى إلى أجزاء".
صحيفة برلينر تستيتونغ كتبت تعليقا تحت عنوان الحرب بالوكالة في سوريا مستمرة، جاء فيه:
"لا يمر يوم بدون خبر مفجع من سوريا. آخر تلك الأنباء نشرته منظمة هيومان رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان التي اتهمت في تقرير لها الطيران السوري بقتل 4300 مدني فقط منذ يوليو 2012. وقالت المنظمة إنه تم قصف مستشفيات أو مخابز بشكل مستهدف. وتطالب المنظمة بعدم بيع أسلحة أو ذخيرة أو ما شابه ذلك إلى سوريا إلى حين أن يوقف النظام تلك الخروقات ضد القانون الدولي الإنساني. لكن أهم جهة معنية بهذا المطلب ترفض ذلك: فروسيا تواصل دعمها لنظام بشار الأسد، كما شددت على ذلك خلال مؤتمر وزراء خارجية مجموعة دول الثماني الأخير في لندن. فما دامت روسيا وكذلك إيران تقدمان المساعدة لديكتاتور سوريا، فإن أعمال الاقتتال ستستمر، علما أن المعارضة السورية تحصل على المال والسلاح من قطر والعربية السعودية. وهدفهما واضح مثل هدف إيران: تقديم العون لإخوة في العقيدة. السنيون ضد الشيعة والعلويين. وفي حال استمرار هذه الحرب بالوكالة في سوريا فلن يكون هناك في النهاية بعد مقتل الآلاف سوى انهيار للدولة. وهذا ليس في صالح السوريين ولا في صالح الغرب، وسيكون ذلك كابوسا لروسيا. وإذا لم يتم قريبا إقناع بوتين، فإن الأخبار المفجعة لن تنقطع لمدة طويلة".
صحيفة زوددويتشه تسايتونغ اعتبرت أن الحرب في سوريا تحولت إلى نزاع إقليمي على الأرض السورية، وكتبت تقول:
"الثورة انطلقت منذ البداية بتفجر نزاعين. سوريون يقاتلون ضد سوريين لطرد الحاكم المبغض من قبل جزء من المواطنين. ثم هناك حرب قائمة بين دول الجوار وحلفائها. فأرض المعركة تشبه لعبة شطرنج يشارك فيها عشرات اللاعبين كل حسب هواه أو يدفع شركاء له للقيام بالمهام القذرة. سيكون من السهل اتهام الأمريكيين والأوروبيين وحدهم بالحرص على المصلحة والفشل في فعل شيء. فالإيرانيون وحلفاؤهم من حزب الله يدعمون حليفهم الأسد بالسلاح. وهل يمكن توقع شيء آخر؟ والصينيون والروس يعارضون التدخل في سوريا".
صحيفة إنديبندت البريطانية دعت في تعليق لها إلى التحرك لوقف ما يحصل من جرائم في سوريا، وكتبت تقول:
"الوضع في سوريا مفزع. فبعد أكثر من عامين على انطلاق أول المظاهرات ضد بشار الأسد قتل أكثر من 70.000 شخص والملايين نزحوا عبر الحدود. والرد الطبيعي على ذلك هو الأمل في وقف الفاجعة. وكما قال وزير الخارجية وليام هيغ أثناء اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة الثماني: إلى حد الآن تشكل سوريا أكبر كارثة إنسانية للقرن الواحد والعشرين، حيث لا يحق التفرج عليها. ويمكن لنا فعل شيء ما. والبداية في ذلك تكون عبر فرض عقوبات، وحظر الأسلحة وإشراك محكمة الجنايات الدولية. كما يجب تقديم مساعدة إنسانية أكثر، لاسيما لصالح الدول المجاورة لسوريا التي تكتظ باللاجئين".
صحيفة لوموند الفرنسية انتقدت في تعليق لها شح المساعدات الغربية لصالح ضحايا الحرب في سوريا، وكتبت تقول:
"يصل عدد اللاجئين السوريين حاليا إلى 1،3 مليون لاجئ، وعددهم يرتفع في كل شهر ب 200.000 فرد. فالأردن وحده يتوقع أن يستضيف حتى نهاية العام الجاري 1،2 مليون لاجئ، يعني ثلاثة أضعاف العدد الحالي. وهذا العدد يساوي خمس مجموع سكان المملكة الهاشمية الصغيرة. وحتى لبنان يأوي عددا كبيرا من اللاجئين، ولأول مرة منذ عقود سيعمل على إنشاء معسكرات لاجئين. وأصدقاء سوريا الغربيين المفترضين الذين وعدوا بتقديم 1.5 مليون دولار للسوريين لم يقوموا إلى حد الآن سوى بتحويل 400 مليون دولار. وهذا الشح يمكن أن يؤدي إلى زعزعة بعض البلدان التي هي حاليا على هامش الهاوية. إنه من واجب المجتمع الدولي تقديم مساعدة إنسانية كافية لضحايا هذا النزاع. وهذا أقل ما يجب فعله".