صحف أوروبية: ترشح مخزٍ والجزائر برميل بارود على وشك الانفجار
٤ مارس ٢٠١٩
التظاهرات الاحتجاجية الحاشدة ضد "العهدة الخامسة" والغضب الشعبي، لم تثن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عن الترشح للانتخابات الرئاسية، وهو ما يضع البلاد على مفترق طرق، وينذر بما هو أخطر، حسب ما ترى صحف أوروبية.
إعلان
وفي هذا السياق كتبت صحيفة "إلموندو" الإسبانية تقول:
"الجزائر برميل بارود في مرحلة ما قبل الانفجار. فمنذ أن أعلن الرئيس بوتفليقة في (العاشر من شباط/ فبراير 2019) عبر البريد نيته الترشح لولاية حكم خامسة، يخرج المواطنون إلى شوارع العاصمة للمطالبة "بسقوط نظام الجيش". إنها الاحتجاجات الأكبر في السنوات الأخيرة. وخلالها يعود شعار الربيع العربي إلى الواجهة... ومنذ البارحة بات ترشح بوتفليقة رسميا. وبعمر يناهز 82 عاما وبسبب وضعه الصحي المتردي وغيابه عن الانظار منذ 2012 لايمكن عمليا كما هو ظاهر أن يكون هذا الرجل قائداً لبلدٍ يتطلع إلى إصلاحات ويروم الحرية".
فيما كتبت صحيفة "تاغستسايتونغ" الصادرة في برلين تحت عنوان "ترشح مخزٍ":
" رغم الاحتجاجات الجماهرية يتمسك فصيل رئيس حكومة الجزائر عبد العزيز بوتفليقة بترشحه لولاية خامسة للانتخابات الرئاسية المقررة في (الثامن عشر من نيسان/ أبريل) المقبل. ومساء(الأحد الثالث من آذار/ مارس) سلم المدير الجديد للحملة الانتخابية لبوتفليقة، عبد الغني زعلان الوثائق الضرورية إلى المجلس الدستوري المسؤول عن الترشح وتسبب بذلك في موجة غضب في البلاد، والاستهجان في الشارع وفي مواقع التواصل الاجتماعي لا يعرف منذ تلك اللحظة حدودا. "سأصوت على بوتفليقة إذا تمكن بنفسه من قراءة هذه الرسالة"، قال قارئ على تويتر ويعني بذلك الوضع الصحي للرئيس الكهل".
أما صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية فاهتمت برد الفعل الممكن لفرنسا على الاحتجاجات في المستعمرة السابقة الجزائر، وكتبت تقول:
" مبدأ عدم التدخل وسيلة دبلوماسية مريحة. وإنه مفهوم: فالتاريخ المشترك الوثيق يلزم فرنسا بالتحفظ عندما يتعلق الأمر بإصدار تعليقات حول الوضع في الجزائر. فأدنى تنحي عن هذا المبدأ سيعني أنه استعمار جديد. وبالرغم من ذلك، فإن باريس تشد الأنفاس. وأن يطمح الشعب الجزائري إلى كتابة فصل جديد، فهذا منطقي. فالشبيبة متعطشة للعدالة الاجتماعية والحرية من نظام فاسد ومتعفن... الجزائر تتجرأ على الثورة ـ ومن الضروري مواجهة الواقع: أرادت فرنسا ذلك أم لا: فهذا مطروح في مرتبة متقدمة".
أما صحيفة "لابريس دو لامانش" فعلقت على الاحتجاجات في الجزائر بما يلي:
"الشعب الجزائري يدعو قيادته إلى الابتعاد عن مهزلة أكبر بدفع رئيس غير مرئي تقريبا وصامت ومعاق حركيا إلى السلطة مجددا. كما أن 20 عاما من السلطة فترة طويلة. فوقت التجديد قد أزِف، والفصائل خلف بوتفليقة التي استولت على الجزائر يجب أن تتنحى عن السلطة. جزائر جديدة بزغت في الوجود. ونأمل أن لا تختنق في مهدها".
م.أ.م/
من فارس إلى بوتفليقة.. تعرّف على أبرز رؤساء الجزائر
ترأس الجزائر، منذ استقلالها وإلى الآن، 12 رئيساً، بعضهم لم يتعد حكمهم بضعة أشهر، وبعضهم انتخبوا لأكثر من مرة، بعضهم لم يخف أبدا انتماءه للجيش، والبعض الآخر أصرّ على مساره المدني. نتعرّف على ثمانية من أبرزهم.
صورة من: Getty Images/AFP
عبد الرحمن فارس
قليلاً ما يذكر اسمه لكونه جاء في فترة انتقالية قبل وبعد الاستقلال، فضلاً عن أن منصبه لم يسمّ رسمياً رئيس الدولة، إذ ترأّس الهيئة التنفيذية المؤقتة التي شُكلّت بتفاوض جزائري-فرنسي في مارس/ آذار 1962، لأجل المساهمة في الإشراف على انتخابات تقرير المصير. بقي في هذا المنصب بعد أسابيع من الاستقلال، إلى أن تم انتخاب فرحات عباس، رئيساً لأول مجلس تشريعي، الذي اعتبر الرئيس الثاني للجزائر المستقلة.
صورة من: Getty Images/INA/G. Breemat
أحمد بن بلة
يعدّ أول رئيس منتخب في الجزائر، وأوّل من حاز التسمية رسميا في أكتوبر/ تشرين الأول 1963، لكنه لم يكمل السنتين من حكمه. نال شعبية كبيرة لدوره في حرب الاستقلال إذ كان ممثلا لجبهة التحرير الجزائرية في الخارج. شهدت فترته صراعات سياسية كبيرة، ووُجهت له انتقادات بالاستئثار بالسلطة، كما توترت علاقته مع هواري بومدين، ما انتهى إلى انقلاب الجيش عليه.
صورة من: AP
هواري بومدين
شغل المنصب في يونيو/ حزيران 1965 بانقلاب عسكري مبرّره "التصحيح الثوري" وبقي فيه إلى وفاته في سن مبكرة (46 عاما) نهاية عام 1978. اسمه الحقيقي محمد بوخروبة، يعدّ أحد أكثر رؤساء الجزائر شعبية في العالم العربي خاصة تبنيه فكرة تشجيع الحركات التحررية وتضامنه مع الفلسطينيين. أطلق عدة برامج اقتصادية وسياسية لبناء الدولة، رغم الانتقادات الموّجهة له بتبنّي نظام سلطوي والاعتماد على مؤسسة الجيش.
صورة من: Getty Images/AFP
الشاذلي بن جديد
انتخب منسق شؤون وزارة الدفاع، الشاذلي بن جديد، خلفا لبومدين، واستمر من عام 1979 إلى 1992 بعد إعادة انتخابه مرتين متتاليتين. عانت الجزائر في نهاية عهده من أزمات اقتصادية بسبب تدهور أسعار النفط، ومن صراعات سياسية حاول تجنبها بإقرار دستور جديد والتعددية السياسية. لكنه استقال منصبه بعد انتخابات 1991 التي فاز فيها الإسلاميون وتدخل الجيش لإلغاء نتائجها، ما كان مقدمة لما يسمى بـ "العشرية السوداء".
صورة من: Getty Images
محمد بوضياف
أحد رجالات الثورة، لكنه أجبر على المنفى بعد خلافاته مع بن بلة ومن بعده بومدين. كان يعيش في المغرب عندما لبّى دعوة الاضطلاع برئاسة المجلس الأعلى للدولة بداية 1992. لكنه اغتيل بعد حكمٍ لم يدم سوى خمسة أشهر ونصف. وُجه الاتهام لضابط قيل إنه متعاطف مع الإسلاميين، لكن مراقبين قال إن الاغتيال كان مدبرا من جهات أعلى، خاصة مع إعلان بوضياف الحرب على الفساد غداة تعيينه.
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/Getty Images
علي كافي
اختير خلفاً لبوضياف نظرا لمساره العسكري والسياسي في جزائر ما قبل وبعد الاستقلال وقيادته الأمانة العامة لمنظمة المجاهدين (مقاومي الاستعمار). لم تكن بصمته حاضرة كثيراً، كما لم يستطع وقف حمام الدم في البلاد إلى حين تسليمه السلطة لخلفه اليمين زروال في يونيو 1994، لكن مذكراته التي صدرت بعد سنوات من التزامه الصمت أثارت جدلا في البلد لتطرقها إلى فترة الثورة.
صورة من: Getty Images/Gamma-Rapho
اليمين زروال
وزير الدفاع الذي عُيّن خلفاً لعلي كافي. أضفى "شرعية سياسية" على منصبه، بعد انتخابه رئيسا للبلاد في نوفمبر/ تشرين الثاني 1995. فتح في البداية قنوات حوار مع جبهة الإنقاذ الإسلامية، لكن العملية فشلت. صدر في عهد زروال دستور جديد للبلاد، قبل أن يعلن عدم نيته الترشح لانتخابات 1999، بعد إخفاقه في وقف مجازر "العشرية السوداء".
صورة من: Getty Images/Corbis/Sygma/P. Robert
عبد العزيز بوتفليقة
انتُخب في أبريل/ نيسان 1999. هو وزير الخارجية بين عامي 1963 و1979. قدم أول ترشح له للرئاسة بصفته مرشحا مستقلا. شهدت سنواته الأولى شعبية كبيرة لمساهمته في إصدار قانون المصالحة الوطنية وبالتالي إنهاء الحرب الأهلية، لكن شعبيته تراجعت بعد تعديل الدستور لتمكنيه من ولاية رئاسية ثالثة. رغم إصابته بجلطة دماغية عام 2013، إلا أنه انتخب لولاية رابعة، فضلاً عن ترشحه لولاية خامسة.