صحف أوروبية: الإرهاب قد يصبح ظاهرة يومية
٥ يوليو ٢٠١٦ علقت صحيفة أفتينبوستن "Aftenposten" النرويجية على تفجير منطقة الكرادة في العاصمة العراقية بغداد والذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص قائلة:
"من السهل، إزاء التقارير المتكررة عن العمليات الإرهابية في الشرق الأوسط، أن يصبح المرء غير مكترث بها. لكن على الأقل يجب أن نقلق من التطورات في العراق. إذ ولفترة طويلة خيمت الحرب الأهلية الدموية في سوريا على الوضع في العراق. لكن هناك علاقة بين حروب هذين البلدين، ولا بد من معرفة هذه العلاقة كي نتمكن من تحقيق حل دائم للمشاكل في الشرق الأوسط. إن الوضع في العراق يكاد يخرج عن السيطرة، لكن ما زال هناك وقت لحل سياسي دائم، يشمل الجماعات السنية التي تم ازدراؤها، وهذا يتطلب شجاعة سياسية من الحكم في بغداد ودول الجوار والأسرة الدولية".
وعن الموضوع ذاته كتبت صحيفة ديرنيير نوفيل دي ألزاس "Dernières Nouvelles d'Alsace" الفرنسية تقول:
"تحولت حياة الشعب العراقي إلى كابوس، لا يقظة منه. فمنذ سقوط صدام حسين في 2003 تعيش البلاد حالة من الرعب. (...) والضحايا الـ 215 الذين سقطوا في بغداد في الأسبوع الماضي، هم أحدث ضحايا الصراع ضد شر يعمد حالياً إلى تغيير طبيعته بشكل راديكالي. هذا الهجوم هو رد الميليشيا الإرهابية لتنظيم "الدولة الإسلامية" على هجوم التحالف الدولي، وهذا الهجوم هو إشارة لتغيير في التكتيك (...).
العراقيون يعيشون اليوم تكراراً لما عانوا منه حين طردت الولايات المتحدة الأمريكية مقاتلي "الدولة الإسلامية"، التي لم تعد في جبهات القتال وإنما في شوارع بغداد، وهي مدينة عملاقة لا يمكن السيطرة عليها بملايينها الثمانية".
ونقرأ في صحيفة هايلبرونر شتيمه "Heilbronner Stimme" الألمانية:
"للأسف هناك حقيقة أن الإرهاب بات ظاهرة يومية، وعلى الناس أن يتعلموا كيفية التعايش معه. مشاعر الذعر والذهول يجب تجنبها، ومن يتقبل أن ضحايا الإرهاب هم مثل ضحايا حوادث السير سوف لن يتأثر. وسوف يصبح غير قادر أو غير راغب بمحاربة أسباب الإرهاب أو فعل شيء ما لمنع وقوع الهجمات. ومن يذعن للخوف فقط، سوف يفقد جودة حياته. إن العيش في زمن الإرهاب يعني تدريب النفس على درجة معينة من عدم الاكتراث".
أما صحيفة نورد فيست "Nordwest-Zeitung" الصادرة في مدينة أولدينبورغ الألمانية، فترى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" لم يهزم بعد، وكتبت تقول:
"قد يحلو للبعض الاعتقاد، أن تنظيم "الدولة الإسلامية" على وشك الانتهاء. لكن وحتى يختفي هؤلاء القتلة من على وجه الأرض سيكون هناك العديد من القتلى، وحتى ذلك الحين لن يتوقف الإرهاب في مدن العالم، لأن الأفعى المسماة "الدولة الإسلامية" لها عدة رؤوس. وحتى ولو اختفت "الدولة الإسلامية" ذات يوم، فسيكون هناك جماعات أخرى لا تقل وحشية لخلافتها.